قصة من الخيال الشعبي المصري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة من الخيال الشعبي المصري

    في العام 1983 وفدت إلى أحد مأمورى المراكز في منطقة الهرم " لط" بلاغ من أحد المواطنين يفيد بمشاهدة شاب يبلغ من العمر حوالى ست عشرة سنة وذو رأس فارغ من الشعر تماما وبشرة بيضاء وغريب المظهر والمنظر قد سرق سيارته وانطلق بها صوب الأهرامات ، وعلى الفور أصدر مأمور المركز أوامره بالاتجاه لتلك الناحية ولكن قبل أن يتحرك أتى مواطن آخر وتقدم ببلاغ لسرقة سيارته من قبل شاب بنفس المواصفات ولكن في مكان مختلف واتجه صوب الأهرامات . توقف المأمور وجلس وظن أن الاثنان اللذين أمامه قد شربا مخدر ما جعلهم يصابان بنفس الهلاوس فمن غير المعقول يتصادف وجود نفس الشخص في مكانين مختلفين كما أن الصفات التى يحكيانها هي نفس الصفات فقام بتعنيفهما وتهديدهما بالحبس وإزعاج السلطات إن لم ينصرفا . حاول الرجلان يفهمان المأمور ولكنه رفض أمرهما بالانصراف وبينما الرجلان ينصرفان إذ تبعهما أحد الصباط وكان يُدعى مازن الهواري يعمل في القسم وأخذ يجمع منهما المعلومات وظن إن شيء ما يحدث ولكنه أكبر من استيعاب أي شخص وقرر تتبع الخيط والمشي خلف كلامهما ، وظل يتتبع الخيط وبدأ باستجواب شهود في مناطق الحادثين وفعلا وجد كلام الشهود مطابق لكلام الرجلين ، وآخر من شاهدهما يقول : لقد رأيت شاب يخرج من النيل وتعجبت من تحمله درجة البردوة العالية بلرغم أننا في الشتاء والجو قارص البردوة ، والعجيب أن الشاب كان لا يرتدى سوى شيء يستر عورته ولا يشعر بأي بردوة وحاولت أن أتواصل معه ولكنه نظر لي باستغراب وأمسك برأسي وأحسست برعشة وكهرباء تسري في جسدى وبعدها ابتسم وقال : لا تقلق فأنا رجل طيب لن أؤذيك أيها الرجل وشكرا على تزويدى بالمعلومات التى أحتاج إليها.
    وانطلق الشاب وركب في السيارة ورأيت هذا الرجل يجرى خلفه .
    بدأ الضابط يمتلىء بالدهشة والعجب وازداد حيرة وانطلق صوب الأهرامات وظل يراقب الطريق وفجأة وجد سيارة أحد الرجلين على الطريق داخله قرابة عشرة أمطار في الرمال وكانت مازلت تعمل والنور موجه داخل الصحراء فنزل الضابط وأخذ يستكشف السيارة ووجد أثار خطوات على الأرض تتجه داخل الصحراء والعجيب أنها أقدام بدون حذاء فتتبع الضابط وحده الأثار وأمر من معه بإيصال المعلومات لمأمور المركز حتى يلحق به بقوة لأن كلام الناس والشهود أصبح صحيحا وظل يمشي داخل الصحراء خلف الأثار ، ظل يسير حتى وصل لحجرة في الصحراء فدخلها ولكنه شعر بخبطة على رأسه أفقدته الوعي .
    استفاق مازن فوجد نفسه مربوط على كرسي وسط الحجرة وبقف أمامه شاب بنفس المواصفات التى تم ذكرها وكان جامد الملامح ، ينظر إليه باستغراب ويصدر أصوات لم يكن يفهمها مازن وحاول مازن سؤاله أو التواصل معه ولكنه لم يستطع ، حاول الشاب أن يضع يده على رأس مازن فاستطاع مازن بمهارة عالية أن يخلع الحبال ويضرب الشاب بقوة ولكن فجأة أصيب بتيار كهربي شديد ضربه بقوة خرج من جسد الشاب فطرحه ناحية الباب وبينما مازن يتعافى لينهض إذ لمح الشاب أمامه يدخل من الباب فنظر للخلف فوجد الشاب الآخر وكأنه يقف أمام مرآة ، بدأ يصرخ ويقول: من أنتما ؟!
    فقال الشاب الذي كان آتيا : اهدأ يا صديقي فلن نؤذيك ولكن علينا اتمام مهمتنا والعودة بسرعة ويبدو أن زميلي كان يريد الاستعانة بالمعلومات التى في رأسك كما استعنت أنا بمعلومات رجل آخر ، وقد أصبحت متصلا بعقله وعلمت ما قاله لك عنى ، وأعلم أننا مذنبين في قانونكم ولكن لم يكن لدينا خيار آخر .
    اهدأ وسأعلمك بكل شيء ولكن لابد أن نترك ذلك المكان لأن زملاءك قادمون إلينا .انطلق الثلاثة إلى أبو الهول فقد كانت الحراسة ضعيفة في ذلك الوقت عليه ، وبدأ الشاب يتحدث إلى الضابط مازن قائلا : نحن الاثنان من مملكة " أغونايسا" من ممالك سكان جوف الأرض وقد أتينا أنا وصديقي في مهمة وأنا أدعى بيران وصديقي يدعى مانتيار ومملكتنا كلها شبيهة ببعضها البعض فقد نبدو لك أننا توأم ولكن ليس بالنسبة لنا فنحن نميز بعضنا جيدا ونتواصل عن طريق التخاطر وهذا ما حدث للإنسي الذي تواصلت معه وكان صديقي يريد التواصل معك بنفس الطريقة ونحن مسالمين جدا ومملكتنا أسفل الهرم مباشرة وبوابتها تحت أرجل أبو الهول في أحد بوابات حجرة الأسرار ، وأتينا لاستطلاع حالتها لأنها تمدنا بالطاقة التى نحتاجها ولكن فجأة حدث نقص في الطاقة حيث أنا هناك موصلات عملاقة تصل لمملكتنا من الأهرامات فيبدوا أن بها عطل ما وسوف نستكشفه عن طريق حجرة الأسرار ، وقد خرجنا عن طريق القذف الآنى التى نستخدمها وكان حظى أن خرجت من النيل .
    بلع مازن ريقه وقال : أنتم ستحدثون ضجة إن ظهرتم معى لأننى مهما حكيت لن يصدقنى أحد .
    نظر بيران وقال : عفوا ياصديقي فمملكتنا تعتمد علينا ،ومعرفة سرنا يمكن أن يدخلنا في صراع بين عالمينا فيجب أن تساعدنا أن نمشي لأني أستشعر قدوم أحد إلى هنا .وقف الشاب أمام أبو الهول وأخذ يردد كلمات وفجأة ارتفعت قدم أبو الهول اليسرى ونظر بيران إلى مازن ووضع يده على رأسه فابتسم مازن وقال : هذه ثقة كبيرة أن تأتمنى على سر البوابة وتمدنى بتلك القدرة حقا شكرا لك .
    وانطلق الشابان وأغلقت قدم أبو الهول .
    عاد مازن وعندما سأله مأمور المركز عما توصل إليه وضع يده على رأسه وأنساه الحادثة وأنسى الجميع كذلك حتى الشهود وذلك حفاظا على سر البوابة وكتب قصته في مذكراته ومنذ شهرين توفى وقام أحد أبنائه بعرض المذكرات على الدارك ويب وأحدثت ضجة رهيبة ولكنه سرعان ما حذف العرض واختفى أثره من أي موقع ولا أحد يعرف السر وزادت عمليات البحث عن المذكرات ومازالت ولكننا عرفنا منذ أسبوع مكانها ووعدنا الذي يملكها الآن أنه سيوصلها لنا خلال يومين ..
    جديد وحصري
    #زيارة_من_مملكة_أكواريوس
    #أحمد_سيد_رجب

يعمل...
X