النحات "فيصل الذياب".. أعمال على مستوى عالمي
- محمدالعمر
- 20 أيّار 2024
القنيطرة
تعود حكاية عشق الفنان "فيصل الذياب" لفن النحت إلى سنوات طويلة مضت عندما كان بداية حياته، ليعمل طوال عقود على صقل موهبته أكاديمياً وعملياً حتى استطاع أن يحجز لنفسه مكاناً متقدماً بعالم النحت ويشارك بمعظم الملتقيات التشكيلية، كما أتقن التصميم والرسم المباشر أمام الجهور، فرسم أهم الشخصيات السياسية والثقافية والأدبية.
شغف الطفولة
نشأ "الذياب" في بيئة ريفية غنية بمفردات الفن والحرف، حيث استمد إلهامه وشغفه من جده الذي كان يتقن صناعة الأدوات والقوارب الخشبية.
يقول النحات "فيصل الذياب"/1963/ من قرية "المسعدية" بالجولان السوري المحتل "لمدونة وطن": "بدأت هواياتي تتطور من طفل يلهو بالأسلاك المعدنية والحجارة واللعب بالطين، إلى صناعة الأشكال والأجسام المتنوعة، وصقلت موهبتي بالعمل أكثر مع أخي في مجال البناء والطين والصلصال ليكون عنصر البيئة هو المنطلق والأساس لاهتمامي بهذا المجال الفني والحرفي وتحقيق أحلامي".
من أعمال النحات
ويضيف: "بعد إتمام المرحلة الثانوية بدأت مسيرتي الأكاديمية بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة، من بعدها بدأت أرسم مستقبل حياتي في التخصص بقسم النحت وصقل الدراسة بهذا التوجه، لأنطلق إلى العمل الميداني في النحت عبر تنفيذ منحوتات لأفراد حسب طلبهم، إضافة للعمل للهيئات حكومية وهذا ما أكسبني الخبرة في المهنة والتفاعلية مع المجتمع في مجال عملي".
مسيرة أكاديمية
يشير "الذياب" إلى أن مسيرته ترسخت بعد نيل شهادة الفنون الجميلة جامعة دمشق عام 1990 من خلال العمل مدرساً في مدارس ريف دمشق لمدة أربع سنوات، ثم انضم إلى اتحاد الفنانين التشكيليين في عام 1995 ليشغل مناصب تدريسية في معهد الفنون التشكيلية والتطبيقية في دمشق منذ عام 2002 حتى عام 2022.
الفنان زياد قات ومدير ثقافة القنيطرة أحمد المرزوقي
عمل "الذياب" كأستاذ محاضر في مادة النحت في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق عام 2014، حيث شارك في نقل الخبرات الفنية إلى الشبان المتحمسين، وفي عام 2015 وقع على عاتقه مسؤولية أمين سر فرع القنيطرة لاتحاد الفنانين التشكيليين، ثم أصبح رئيس الاتحاد التشكيليين لمدة عامين في2021- 2022، لتكون هذه الفترة الوجيزة زاخرة في تنظيم الفعاليات والأنشطة الفنية وتعزيز التفاعل والتبادل الثقافي، وهذا الجهد المتفاعل جعله -حسب قوله- يؤسس مرسماً خاصاً للتدريس والتدريب الأكاديمي لتعليم الراغبين من الطلاب مبادئ الرسم وتأهيلهم للالتحاق بكليات الفنون الجميلة والهندسة المعمارية.
بيئة الجولان
يصف "الذياب" بيئة الجولان بأنها كنز من كنوز الفن والإبداع بما تحويه هذه البيئة من مفردات الطبيعة الغناءة من بحيرات وسهول وجبال وأشجار وغيرها، وكيف كانت قرية "المسعدية" على ضفاف بحيرة طبرية، من العوامل الأساسية في استلهام أفكاره وصناعة الإبداع نتيجة التأثر القوي بالأشخاص والمكان، فكانت منحوتة وتمثال تلك المرأة المتأملة في مدينة البعث من وحي المكان، من أولى الأعمال كشكل تعبيري ومتأمل يرسخ عناصر تجسيدية كبيرة من الواقع ضمن وجوه تعبيرية فائقة المستوى، وكذلك منحوتة السمكة المصنوعة من الخشب التي جسدت المكان، وصارت تأملاً للفنان من الحنين والشوق والعيش في الذاكرة لتلك البحيرة.
النحات ذياب أثناء عمله
أما بالنسبة للمنحوتة التي كان يقف جانبها والتقطتها أضواء الإعلام والتواصل الاجتماعي ولفتت انتباه الجميع، وكانت صفحة ناصعة في مسيرة "الذياب"، فهي النسخة التي قدمها كهدية للمتحف الأثري بالقنيطرة عام 2008 والتي تجسد منحوتة "الإله حدد".