ملتقى الإبداع في سوريا يحتفي بتجربة الفلسطيني غنام غنام
مبدع بتجربة مسرحية مختلفة تطغى عليها ملامح قضيته الأم.
الخميس 2024/06/06
ShareWhatsAppTwitterFacebook
تجربة مسرحية مهمة ومختلفة
أمام طلبة الفنون المسرحية في دمشق عرض الفنان الفلسطيني غنام غنام نتاج تجربتيه الإنسانية والمسرحية، اللتين لم تمنعه هجرته من فلسطين من أن يجعلهما ملتزمتين دائما بما يحدث في وطنه الأم، فهو وإن لم يعد إلى موطنه جسدا يعد إليه بروحه وبشخوص أعماله المونودرامية التي يحكي فيها عن حاضر الوطن وعن ذاكرته الفلسطينية ومغامراته الجريئة التي وصلت به إلى حد دخول بلاده عن طريق التهريب.
دمشق - دأب المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق منذ أشهر على تنظيم “ملتقى الإبداع” الذي يجمع طلاب المعهد بأسماء سورية وعربية مهمة، للاطلاع على تجاربها المسرحية التي تتقاطع كثيرا مع تجارب إنسانية، رسمت ملامح الفنانين وقادتهم نحو تجارب مسرحية تختلف باختلاف أصحابها وتكوينهم.
هذه المرة كان اللقاء مختلفا، حيث اجتمع طلاب المعهد وأساتذته للاحتفاء بالمشوار الفني والتجربة الإبداعية الرائدة للمؤلف والمخرج المسرحي العربي الفلسطيني غنام غنام وذلك في مسرح سعدالله ونوس.
غنام الملقب بسندباد المسرح العربي ولد في أريحا، أقدم مدن العالم، عام 1955 وهاجر من فلسطين عام 1967 ليحمل معه، ومن مرارة التنكيل وظلم الاحتلال الإسرائيلي، مخزونا من التجارب الثقافية والسياسية والاجتماعية والمسرحية.
وخلال الحوار التفاعلي المفتوح بملتقى الإبداع الذي عمل على إدارته الناقد سعد القاسم بين غنام أنه خلال خطوته الفنية الأولى حظي بثقة مؤسس المسرح الأردني المعاصر والمساهم أيضا في بناء المسرح القومي في سوريا هاني صنوبر، ما جعله بحسب تعبيره يلمس بحق أن الإنسان السوي يحول العقبة إلى فرصة لكون فلسطين جزءا من سوريا تاريخيا.
وأوضح غنام أن المسرح الفلسطيني ناضج بشكل جيد نتيجة تجارب قاماته الثقافية وعروضها المهمة والمؤثرة في العالم، لافتا إلى أنه رغم الضغوط الممارسة بحقهم لا يزالون في حالة من الإبداع.
وأيقن المسرحي الفلسطيني خلال مسيرته أن المسرح وهويته وثقافته ومجتمعه هم الدرع الحصين للمجتمع الفلسطيني وأن على الفنان المسرحي الإيمان بمشروعه ودعمه بالمعرفة والثقافة والموقف الفكري الذي بدونه لن يكون له لون وطعم وهذه حالة مرفوضة من قبل المسرحي، حسب تعبيره.
وبين في حواره مع طلبة المسرح أنه من نظرته الخاصة يجب أن يحقق العمل المسرحي الذات لكونه الملجأ الآمن وأيضا أن يترك أثرا في نفس الجمهور مستعينا بمقولته التي كتبها عام 1992 وهي “نعمل على الدلالة متعددة التأويل باتجاه واحد تبعا لثقافة المتلقي”.
وعن تجربته في المونودراما أوضح غنام أنها تعد من أصعب الفنون المسرحية، وقال “بدأت بالعمل في المسرح عام 1984 ولكن أول عمل مونودراما قدمته كان عام 2007 وبالتعاون مع الفنان الكبير خالد الطريفي”، مبينا أن “الفنان الذي يريد العمل في هذا النوع من الفنون المسرحية عليه أن يمتلك كل التقنيات وأن يكون متسلحا بالثقافة والوعي”.
وكشف أنه يعمل مع مديرية المسارح والموسيقى في سوريا من خلال مديرها العام عماد جلول على إقامة دورة لمهرجان المسرح العربي في دمشق، مشيرا إلى أنه كانت هناك نية لأن تقام الدورة الرابعة في دمشق عام 2012 لكن بسبب الظروف التي مرت على سوريا تم نقلها إلى الأردن لكون عمان قريبة من العاصمة دمشق، مضيفا “إنه عند توافر الظروف بالتأكيد سنأتي إلى دمشق لأن دمشق هي الصوت العروبي الأساس”.
الجدير بالذكر أن غنام غنام عضو رابطة الفنانين الأردنيين، ورابطة المسرحيين الأردنيين، وعضو اللجنة التأسيسية للهيئة العربية للمسرح والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وعضو لجنة تحكيم في عدة مهرجانات مسرحية عربية، وتدور مجمل أعماله حول معاناة الشعب الفلسطيني سواء تحت الاحتلال أو في المنفى.
غنام الملقب بسندباد المسرح العربي ولد في أريحا وهاجر ليحمل معه مخزونا من التجارب الثقافية والسياسية والاجتماعية والمسرحية
وانتقل في سن الثانية عشرة مع عائلته إلى الأردن. كتب وأخرج العديد من المسرحيات، وألف القصص القصيرة. وهو حاصل على جوائز في الإخراج والتأليف المسرحي. وهو عضو لجان تحكيم في عدة مهرجانات مسرحية كمهرجان مسرح الطفل في الأردن، ومهرجان البقعة المسرحي في السودان، ومهرجان الدار البيضاء الدولي للمسرح الجامعي.
استهل غنام العمل المسرحي في السبعينات برفقة مجموعات مسرحية محلية في مسارح مدينة يافا في غزة، ثم بعد انتقاله إلى الأردن أسس مع عدد من زملائه فرقة جرش المسرحية للهواة. ومن بين أعماله مسرحية “سأموت في المنفى” التي قدمها عام 2018، وهي من مسرحيات الممثل الواحد، عرضها على عدد من المسارح العربية.
وقبل اللقاء الحواري حظي طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق بمتابعة العرض المسرحي “بأم عيني 1948” لغنام، والذي يتناول من خلاله زيارة حقيقية غير معلنة إلى الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948، قام بها عام 2017 ورصد خلالها انتصارات يومية يحققها الفلسطينيون على احتلال وطنهم وحقهم بشواهد حياتية يومية، كما تحدث العرض عن ضعف الكيان الغاصب وطرح العديد من التساؤلات المهمة التي تندرج في سياق تمسك الشعب الفلسطيني بالهوية والانتماء ورفضه لهيمنة الاحتلال الغاصب.
وفي تعليقه على العرض قال الفنان الفلسطيني غنام إن “كل الحالات الإبداعية لها حالتها الاستثنائية في ظل الحروب الهمجية التي تخوضها المنطقة ولاسيما فلسطين، ما يتطلب أن يكون صوتنا عالياً وخطواتنا مدروسة باتجاه دعم القضية”.
وأضاف “جميعنا سوريون بالمعنى التاريخي وسوريا تمثل القفص الصدري الحاضن للأوكسجين والرئتين والقلب، ووجود سوريا هو من ضمانات صمود ودعم القضية الفلسطينية”.
بدوره أعرب عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور تامر العربيد عن سعادته بوجود المخرج المسرحي القدير غنام، مبينا أنه صاحب تجربة وخبرة عريقة.
وأشار العربيد إلى أن عرض “بأم عيني 1948” يعكس تجربة شخصية قدمت بشكل مسرحي مؤثر مع قدرة فائقة على التواصل الحر مع جمهور المسرح، ومن المهم لطلاب المعهد العالي اكتسابه بما يحتويه من قدرات إبداعية عالية.
وأكد أن المعهد العالي للفنون المسرحية يسعى إلى تنويع التجارب والخبرات أمام طلابه ما يجعله يستضيف العديد من القامات السورية والعربية التي أبدعت في إيصال رسالتها.
مبدع بتجربة مسرحية مختلفة تطغى عليها ملامح قضيته الأم.
الخميس 2024/06/06
ShareWhatsAppTwitterFacebook
تجربة مسرحية مهمة ومختلفة
أمام طلبة الفنون المسرحية في دمشق عرض الفنان الفلسطيني غنام غنام نتاج تجربتيه الإنسانية والمسرحية، اللتين لم تمنعه هجرته من فلسطين من أن يجعلهما ملتزمتين دائما بما يحدث في وطنه الأم، فهو وإن لم يعد إلى موطنه جسدا يعد إليه بروحه وبشخوص أعماله المونودرامية التي يحكي فيها عن حاضر الوطن وعن ذاكرته الفلسطينية ومغامراته الجريئة التي وصلت به إلى حد دخول بلاده عن طريق التهريب.
دمشق - دأب المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق منذ أشهر على تنظيم “ملتقى الإبداع” الذي يجمع طلاب المعهد بأسماء سورية وعربية مهمة، للاطلاع على تجاربها المسرحية التي تتقاطع كثيرا مع تجارب إنسانية، رسمت ملامح الفنانين وقادتهم نحو تجارب مسرحية تختلف باختلاف أصحابها وتكوينهم.
هذه المرة كان اللقاء مختلفا، حيث اجتمع طلاب المعهد وأساتذته للاحتفاء بالمشوار الفني والتجربة الإبداعية الرائدة للمؤلف والمخرج المسرحي العربي الفلسطيني غنام غنام وذلك في مسرح سعدالله ونوس.
غنام الملقب بسندباد المسرح العربي ولد في أريحا، أقدم مدن العالم، عام 1955 وهاجر من فلسطين عام 1967 ليحمل معه، ومن مرارة التنكيل وظلم الاحتلال الإسرائيلي، مخزونا من التجارب الثقافية والسياسية والاجتماعية والمسرحية.
وخلال الحوار التفاعلي المفتوح بملتقى الإبداع الذي عمل على إدارته الناقد سعد القاسم بين غنام أنه خلال خطوته الفنية الأولى حظي بثقة مؤسس المسرح الأردني المعاصر والمساهم أيضا في بناء المسرح القومي في سوريا هاني صنوبر، ما جعله بحسب تعبيره يلمس بحق أن الإنسان السوي يحول العقبة إلى فرصة لكون فلسطين جزءا من سوريا تاريخيا.
وأوضح غنام أن المسرح الفلسطيني ناضج بشكل جيد نتيجة تجارب قاماته الثقافية وعروضها المهمة والمؤثرة في العالم، لافتا إلى أنه رغم الضغوط الممارسة بحقهم لا يزالون في حالة من الإبداع.
وأيقن المسرحي الفلسطيني خلال مسيرته أن المسرح وهويته وثقافته ومجتمعه هم الدرع الحصين للمجتمع الفلسطيني وأن على الفنان المسرحي الإيمان بمشروعه ودعمه بالمعرفة والثقافة والموقف الفكري الذي بدونه لن يكون له لون وطعم وهذه حالة مرفوضة من قبل المسرحي، حسب تعبيره.
وبين في حواره مع طلبة المسرح أنه من نظرته الخاصة يجب أن يحقق العمل المسرحي الذات لكونه الملجأ الآمن وأيضا أن يترك أثرا في نفس الجمهور مستعينا بمقولته التي كتبها عام 1992 وهي “نعمل على الدلالة متعددة التأويل باتجاه واحد تبعا لثقافة المتلقي”.
وعن تجربته في المونودراما أوضح غنام أنها تعد من أصعب الفنون المسرحية، وقال “بدأت بالعمل في المسرح عام 1984 ولكن أول عمل مونودراما قدمته كان عام 2007 وبالتعاون مع الفنان الكبير خالد الطريفي”، مبينا أن “الفنان الذي يريد العمل في هذا النوع من الفنون المسرحية عليه أن يمتلك كل التقنيات وأن يكون متسلحا بالثقافة والوعي”.
وكشف أنه يعمل مع مديرية المسارح والموسيقى في سوريا من خلال مديرها العام عماد جلول على إقامة دورة لمهرجان المسرح العربي في دمشق، مشيرا إلى أنه كانت هناك نية لأن تقام الدورة الرابعة في دمشق عام 2012 لكن بسبب الظروف التي مرت على سوريا تم نقلها إلى الأردن لكون عمان قريبة من العاصمة دمشق، مضيفا “إنه عند توافر الظروف بالتأكيد سنأتي إلى دمشق لأن دمشق هي الصوت العروبي الأساس”.
الجدير بالذكر أن غنام غنام عضو رابطة الفنانين الأردنيين، ورابطة المسرحيين الأردنيين، وعضو اللجنة التأسيسية للهيئة العربية للمسرح والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وعضو لجنة تحكيم في عدة مهرجانات مسرحية عربية، وتدور مجمل أعماله حول معاناة الشعب الفلسطيني سواء تحت الاحتلال أو في المنفى.
غنام الملقب بسندباد المسرح العربي ولد في أريحا وهاجر ليحمل معه مخزونا من التجارب الثقافية والسياسية والاجتماعية والمسرحية
وانتقل في سن الثانية عشرة مع عائلته إلى الأردن. كتب وأخرج العديد من المسرحيات، وألف القصص القصيرة. وهو حاصل على جوائز في الإخراج والتأليف المسرحي. وهو عضو لجان تحكيم في عدة مهرجانات مسرحية كمهرجان مسرح الطفل في الأردن، ومهرجان البقعة المسرحي في السودان، ومهرجان الدار البيضاء الدولي للمسرح الجامعي.
استهل غنام العمل المسرحي في السبعينات برفقة مجموعات مسرحية محلية في مسارح مدينة يافا في غزة، ثم بعد انتقاله إلى الأردن أسس مع عدد من زملائه فرقة جرش المسرحية للهواة. ومن بين أعماله مسرحية “سأموت في المنفى” التي قدمها عام 2018، وهي من مسرحيات الممثل الواحد، عرضها على عدد من المسارح العربية.
وقبل اللقاء الحواري حظي طلاب المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق بمتابعة العرض المسرحي “بأم عيني 1948” لغنام، والذي يتناول من خلاله زيارة حقيقية غير معلنة إلى الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948، قام بها عام 2017 ورصد خلالها انتصارات يومية يحققها الفلسطينيون على احتلال وطنهم وحقهم بشواهد حياتية يومية، كما تحدث العرض عن ضعف الكيان الغاصب وطرح العديد من التساؤلات المهمة التي تندرج في سياق تمسك الشعب الفلسطيني بالهوية والانتماء ورفضه لهيمنة الاحتلال الغاصب.
وفي تعليقه على العرض قال الفنان الفلسطيني غنام إن “كل الحالات الإبداعية لها حالتها الاستثنائية في ظل الحروب الهمجية التي تخوضها المنطقة ولاسيما فلسطين، ما يتطلب أن يكون صوتنا عالياً وخطواتنا مدروسة باتجاه دعم القضية”.
وأضاف “جميعنا سوريون بالمعنى التاريخي وسوريا تمثل القفص الصدري الحاضن للأوكسجين والرئتين والقلب، ووجود سوريا هو من ضمانات صمود ودعم القضية الفلسطينية”.
بدوره أعرب عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور تامر العربيد عن سعادته بوجود المخرج المسرحي القدير غنام، مبينا أنه صاحب تجربة وخبرة عريقة.
وأشار العربيد إلى أن عرض “بأم عيني 1948” يعكس تجربة شخصية قدمت بشكل مسرحي مؤثر مع قدرة فائقة على التواصل الحر مع جمهور المسرح، ومن المهم لطلاب المعهد العالي اكتسابه بما يحتويه من قدرات إبداعية عالية.
وأكد أن المعهد العالي للفنون المسرحية يسعى إلى تنويع التجارب والخبرات أمام طلابه ما يجعله يستضيف العديد من القامات السورية والعربية التي أبدعت في إيصال رسالتها.