"بين قلبين" يحصد أبرز جوائز الدوحة المسرحي
مهرجان الدوحة المسرحي يجسد أهداف وزارة الثقافة في تفعيل الحركة المسرحية وتطويرها.
الخميس 2024/06/06
مسرحية مستوحاة من المجتمع القطري
الدوحة - حصد عرض “بين قلبين” أبرز جوائز مهرجان الدوحة المسرحي في دورته السادسة والثلاثين وفي مقدمتها جائزة أفضل عرض مسرحي.
وحصل العرض على جوائز الإخراج، والتأليف، والأزياء والإكسسوار، والألحان والمؤثرات الصوتية، إضافة إلى أفضل ممثل واعد للفنان محمد المطاوعة.
تدور أحداث المسرحية في قرية يسيطر عليها قائد متغطرس يعتقد أن أهل القرية ملكه، وهم مزارعون بسطاء يعيشون على خيرات الأرض التي يزرعونها، ومن بين هؤلاء مزارع يدعى شاهد وزوجته فردوس، يتعرض ابنهما لعملية قنص من شقيق القائد كي يتم أخذ قلب الطفل الفقير لزرعه في قلب ابن القائد.
وذهبت جائزتا الديكور والإضاءة إلى ناصر عبدالرضا عن عرض “روح المرحومة” لفرقة قطر المسرحية، كما فاز فيصل التميمي بجائزة أفضل كلمات أغاني عن عرض “مزيون وظبية”.
ونال فيصل رشيد جائزة أفضل ممثل عن دوره في عرض “روح المرحومة”، وحصلت أسرار محمد على جائزة أفضل ممثلة عن العرض ذاته.
عشرة عروض مسرحية تنافست على جوائز المهرجان الذي نظمه مركز شؤون المسرح بالتعاون مع مركز قطر للفعاليات
وفازت مريم عاطف بجائزة أفضل ممثلة واعدة عن دورها في عرض “الخرابة” لفرقة الوطن المسرحية.
وكانت عشرة عروض مسرحية قد تنافست على جوائز المهرجان الذي نظمه مركز شؤون المسرح بالتعاون مع مركز قطر للفعاليات، من بينها ثلاثة عروض لفرق المسرح الأهلية القطرية (قطر والدوحة والوطن)، وسبعة عروض لشركات الإنتاج الفنية الخاصة، بالإضافة إلى عرض ختامي يستعرض محطات في تاريخ المسرح القطري.
وخضعت العروض لتقييم لجنة تحكيم ترأسها الروائي أحمد عبدالملك، وعضوية كل من الفنان العراقي جواد الشكرجي، والفنان الكويتي الدكتور فهد عبدالمحسن والممثل والمخرج البحريني عبدالله ملك، والمهندس الفنان زايد هزاع من قطر، فيما كان يوسف مال الله من مركز شؤون المسرح مقررا للجنة.
وكرم وزير الثقافة القطري الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني في حفل الختام الذي أقيم بمسرح يوفينو الممثلة هدية سعيد واسم الفنان الراحل عبدالله أحمد تقديرا لإسهاماتهما في دعم الحركة المسرحية.
ويجسد مهرجان الدوحة المسرحي أهداف وزارة الثقافة في تفعيل الحركة المسرحية وتطويرها، من خلال تقديم عروض مسرحية مميزة تتعدد فيها الاتجاهات الفكرية والإخراجية والمعالجات الفنية، فضلا عن تنمية الوعي المسرحي لدى المسرحيين الشباب من خلال الندوات الفكرية والفنية، ودعم وتشجيع التجارب المسرحية المحلية.
وفي تصريحات لهم على هامش المهرجان أشار نقاد وكتاب قطريون إلى أن التراث القطري مازال مليئا بالكنوز واللآلئ المكنونة التي يمكن استلهامها في الأعمال المسرحية، حتى إن المهرجان في نسخته السادسة والثلاثين احتفى بأكثر من عمل مستلهم من التراث، مثل مسرحية “سكة بن عاصي” تأليف وإخراج سعد بورشيد، و”مزيون وظبية” إعداد علي حسن عن نص لحمد الرميحي وإخراج علي حسن، وغيرهما.
وأكد الناقد الدكتور مرزوق بشير بن مرزوق أن هناك استلهاما للتراث في العمل المسرحي وليس توظيفا أو نقلا للتراث، موضحا أن الكاتب الدرامي ليس مؤرخا وليس موثقا، وإنما هو “دراماتورج” أو صانع للدراما، ويتعامل مع التاريخ والتراث بأدواته الفنية.
في حين رأى الدكتور مرزوق بشير بن مرزوق أن استلهام التراث في المسرح القطري يأتي من تأثر الثقافة القطرية، سلبا وإيجابا، ببيئتي البحر والبر، وهما وإن بدتا متباينتين فإنهما بيئة واحدة عند القطريين، تنفتح الأولى على الثانية والعكس بالعكس، لافتا إلى أن عددا من كتاب المسرح في قطر استلهموا أشياء من التراث، مثل عبدالرحمن المناعي وحمد الرميحي، اللذين استلهما من التاريخ العربي، وإن كانا لا يقصدان ذلك في تأصيل الهوية الثقافية المحلية، ولقد لجأ الكاتبان إلى التراث كمصدر لاستلهام أفكارهما، واستعارا منه حكايات الماضي وأساطيره، ليتم إسقاطه على الواقع، ويبدو الأمر أكثر وضوحا عند حمد الرميحي الذي حاول توظيف تراث الماضي ليسقطه على القضايا المعاصرة.