"انعكاس المكان" معرض عن الحنين للمكان الأول والخرائط المبتكرة للمدن
مفاهيم بصرية ترتبط بالمدينة، سواء من خلال تصور بنائها أو مشاهدها أو موادها أو أشكالها وتحولاتها.
الثلاثاء 2024/06/04
ShareWhatsAppTwitterFacebook
أعمال تتقاطع مع ثيمة المكان
عمّان - تنطلق أعمال دينا حدادين ودلير شاكر في معرض “انعكاس المكان”، المقام على غاليري كريم بعمّان، من مفاهيم ترتبط بالمدينة، سواء من خلال تصور بنائها، أو مشاهدها، أو موادها، أو أشكالها وتحولاتها.
يقدم شاكر المولود في بغداد عام 1971 مجموعة من الأعمال التي تعتمد على الذاكرة؛ تلك المحملة بمشاعر الحنين للمكان الأول، الوطن، وللمدينة الأولى؛ بغداد التي غادرها منذ زمن، ثم عاد إليها في زيارات متفرقة، وفي كل مرة حين يحمل كاميراته ليلتقط صورة لها، يتجلى أمامه مشهد المدينة وتحولاتها الحضرية.
ومن هذه المشاهد يبدأ الفنان في تكوين عمله، حيث يستخدم التفاعل الفيزيائي والكيميائي بين الحديد والملح والماء والألوان، ليخرج بتشكيلات لا يمكن التنبؤ بها، طبقات مؤكسدة متغيرة ومتحولة، تبدو للناظر كما لو أنها لوحات تتفاعل على الدوام وتتغير وفقا للظروف وتنمو وتتنفس كما تفعل “المدينة” في صراعاتها الدائمة مع الزمن.
وأكثر الأمكنة تأثيرا في مسيرة الفنان، مشغل والده سعد شاكر، أين تشكّلت أدواته الفنية الأولى، وتعرف على النحت في تجربة والده وهو أحد روّاد الخزف في العراق. هناك ورث موهبته، ليقرر لاحقا صقلها من خلال دراسته الأكاديمية للخزف في معهد الفنون الجميلة ببغداد، ثم طور تجربته باحتكاكه بفنانين عراقيين بارزين، اطلع على تجاربهم وتعلم منهم ما ميزهم عن غيرهم.
أما التشكيلية حدادين المولودة في عمّان عام 1983 ونالت شهادة البكالوريوس في هندسة العمارة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية قبل أن تلتحق بكلية الفنون المرئية بنيويورك، فتبث الحياة في مخططاتها الهندسية وتحولها إلى عوالم من الكسور والشظايا غير المتماثلة، معبّرة بذلك عن التحول الحضري الذي تشهده مدينة عمّان، كأنها جزر مفككة، لذا تظهر في أعمال الفنانة خرائط جديدة ومبتكرة للمدينة.
وهكذا فإن عمل حدادين الفني ينطلق من مراجعة لما تسمّيه “الحق في المدينة”، وما تعتبره “حق المواطن” في امتلاك مدينته، وهي ترى أن المدينة لها خرائط وحدود ترسم معالمها، وتتسم في بعض الأحيان بالمنع والقطع والتهميش.
وتوظف التشكيلية مساحات سطوح لوحاتها باستخدام الخطوط والألوان التي تعتمد على تشكيلات هندسية وألواناً قوية، عاكسة اهتمامها بتصوير المدينة التي تتعرض للتحضر السريع والمؤقت وتغير الملامح الجغرافية للمكان. إنها تطرح أسئلة “تتعلق بالشمولية والاندماج المجتمعي والعمارة المؤقتة أو هوس الخلود والقوة” بحسب تعبيرها.
ويشتمل المعرض الذي افتتح في الثاني من يونيو الجاري ويستمر شهرا، على 32 عملا فنيا تنوع بين اللوحات والمنحوتات مختلفة الأحجام ومتنوعة التقنيات واتكأت على المدرسة التجريدية.
ووُظّفت في الأعمال الفنية مواد خام التركيب على الورق والكولاج والتركيب على الكولاج والأحبار وقلم الفحم والطباعة على القماش والسيراميك والمعدن والأكريلك على القماش.
ويشكّل هذا المعرض للفنانَين فرصة لاستكشاف الكيفية التي تتقاطع من خلالها الأعمال الفنية مع المشهد الحضري للمدينة، وطرح موضوعات عميقة تتصل بالتحديات الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية للسكان، وذلك عبر صياغات بصرية فنية جمالية، تؤكد بمجملها ديناميكة الثقافة الحضرية، وغناها كمصدر للإلهام والتمكين.
مفاهيم بصرية ترتبط بالمدينة، سواء من خلال تصور بنائها أو مشاهدها أو موادها أو أشكالها وتحولاتها.
الثلاثاء 2024/06/04
ShareWhatsAppTwitterFacebook
أعمال تتقاطع مع ثيمة المكان
عمّان - تنطلق أعمال دينا حدادين ودلير شاكر في معرض “انعكاس المكان”، المقام على غاليري كريم بعمّان، من مفاهيم ترتبط بالمدينة، سواء من خلال تصور بنائها، أو مشاهدها، أو موادها، أو أشكالها وتحولاتها.
يقدم شاكر المولود في بغداد عام 1971 مجموعة من الأعمال التي تعتمد على الذاكرة؛ تلك المحملة بمشاعر الحنين للمكان الأول، الوطن، وللمدينة الأولى؛ بغداد التي غادرها منذ زمن، ثم عاد إليها في زيارات متفرقة، وفي كل مرة حين يحمل كاميراته ليلتقط صورة لها، يتجلى أمامه مشهد المدينة وتحولاتها الحضرية.
ومن هذه المشاهد يبدأ الفنان في تكوين عمله، حيث يستخدم التفاعل الفيزيائي والكيميائي بين الحديد والملح والماء والألوان، ليخرج بتشكيلات لا يمكن التنبؤ بها، طبقات مؤكسدة متغيرة ومتحولة، تبدو للناظر كما لو أنها لوحات تتفاعل على الدوام وتتغير وفقا للظروف وتنمو وتتنفس كما تفعل “المدينة” في صراعاتها الدائمة مع الزمن.
وأكثر الأمكنة تأثيرا في مسيرة الفنان، مشغل والده سعد شاكر، أين تشكّلت أدواته الفنية الأولى، وتعرف على النحت في تجربة والده وهو أحد روّاد الخزف في العراق. هناك ورث موهبته، ليقرر لاحقا صقلها من خلال دراسته الأكاديمية للخزف في معهد الفنون الجميلة ببغداد، ثم طور تجربته باحتكاكه بفنانين عراقيين بارزين، اطلع على تجاربهم وتعلم منهم ما ميزهم عن غيرهم.
أما التشكيلية حدادين المولودة في عمّان عام 1983 ونالت شهادة البكالوريوس في هندسة العمارة من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية قبل أن تلتحق بكلية الفنون المرئية بنيويورك، فتبث الحياة في مخططاتها الهندسية وتحولها إلى عوالم من الكسور والشظايا غير المتماثلة، معبّرة بذلك عن التحول الحضري الذي تشهده مدينة عمّان، كأنها جزر مفككة، لذا تظهر في أعمال الفنانة خرائط جديدة ومبتكرة للمدينة.
وهكذا فإن عمل حدادين الفني ينطلق من مراجعة لما تسمّيه “الحق في المدينة”، وما تعتبره “حق المواطن” في امتلاك مدينته، وهي ترى أن المدينة لها خرائط وحدود ترسم معالمها، وتتسم في بعض الأحيان بالمنع والقطع والتهميش.
وتوظف التشكيلية مساحات سطوح لوحاتها باستخدام الخطوط والألوان التي تعتمد على تشكيلات هندسية وألواناً قوية، عاكسة اهتمامها بتصوير المدينة التي تتعرض للتحضر السريع والمؤقت وتغير الملامح الجغرافية للمكان. إنها تطرح أسئلة “تتعلق بالشمولية والاندماج المجتمعي والعمارة المؤقتة أو هوس الخلود والقوة” بحسب تعبيرها.
ويشتمل المعرض الذي افتتح في الثاني من يونيو الجاري ويستمر شهرا، على 32 عملا فنيا تنوع بين اللوحات والمنحوتات مختلفة الأحجام ومتنوعة التقنيات واتكأت على المدرسة التجريدية.
ووُظّفت في الأعمال الفنية مواد خام التركيب على الورق والكولاج والتركيب على الكولاج والأحبار وقلم الفحم والطباعة على القماش والسيراميك والمعدن والأكريلك على القماش.
ويشكّل هذا المعرض للفنانَين فرصة لاستكشاف الكيفية التي تتقاطع من خلالها الأعمال الفنية مع المشهد الحضري للمدينة، وطرح موضوعات عميقة تتصل بالتحديات الاجتماعية والاقتصادية والاجتماعية للسكان، وذلك عبر صياغات بصرية فنية جمالية، تؤكد بمجملها ديناميكة الثقافة الحضرية، وغناها كمصدر للإلهام والتمكين.