"دواعي السفر" دراما تغوص في تفاصيل العلاقات الإنسانية
المسلسل المصري يسلط الضوء على أزمتي الوحدة والاكتئاب.
الثلاثاء 2024/06/04
علاقة خلقتها الصدفة لتكشف عن معاناة كبيرة
التفكك الأسري والوحدة، مشكلتان تنتشران بكثرة في المجتمع، جراء ظروف عديدة، منها الهجرة وانعدام التوافق والضغوط الاقتصادية وارتفاع نسب العزوف عن الزواج، وهي كلها مشكلات نفسية تدور في فلك العلاقات، ويلاحظها العديد من المواطنين في أسرهم ومحيطهم، ونجح مسلسل “دواعي السفر” في أن ينقل لهم نماذج عنها، دون الوقوع في فخ تكرار حكايات مشابهة.
القاهرة - استطاع مسلسل “دواعي السفر” المعروض حاليًا على منصة “واتش ات” المصرية أن يجذب شريحة من الجمهور في وقت تتراجع فيه معدلات مشاهدة الأعمال الدرامية والسينمائية، مع انتهاء تخمة الأعمال المعروضة أثناء موسم رمضان المنصرم وقبيل بدء موسم الصيف السينمائي، ما يشير إلى أن صُناعه ركزوا بقدر كبير على القضية التي يمكن أن تجذب فئات محددة من جمهور المنصات ممن لديهم رغبة في متابعة مسلسلات تسلط الضوء على أزمات إنسانية يعاني منها بعضهم.
يقدم صُناع “دواعي السفر” رحلة درامية مؤثرة تمتزج بالكثير من المشاعر الإنسانية، إذ يعاني بطل العمل (علي) الذي جسده الفنان المصري أمير عيد صراعا بسبب الوحدة بعد وفاة والده، ما هدد سعادته وعرقل تقدمه في الحياة على الرغم من عدم معاناته من مشكلات اقتصادية أو اجتماعية يواجهها قطاع كبير من المصريين، ليصادف في رحلته رجلا في مرحلة متقدمة من العمر يجسد باقتدار دوره الفنان الفلسطيني كامل الباشا، ويساندان بعضهما البعض للتصدي لصعوبات الحياة المختلفة.
إذا كان المطرب أمير عيد يجسد شخصية علي ويعاني من مشكلة فقدان الأب وعدم وجود الأسرة التي تجعله قادرا على الصمود في مواجهة متاعب الحياة وتشكل محفزا له على الاستمرار في الإنجاز والتقدم، فإن كامل الباشا الذي يجسد شخصية إبراهيم يعاني أيضا من عدم وجود ابنته التي تركته وسافرت منذ سنوات ووفاة زوجته، ويفتقر للأسرة التي يمكن أن يتكئ عليها فيما تبقى من سنوات حياته، لتبدو العلاقة قادرة على تحقيق تكامل إنساني مفقود من الطرفين بعد عرض نحو نصف الحلقات.
في الوقت الذي يقرر فيه علي الانتحار يفاجأ بجاره العجوز يسقط مريضا، فيسارع إلى نقله للمستشفى لإنقاذه، وقد خرج الشاب بملابس المنزل متعجلا لإيجاد وسيلة نجاة لجاره من دون معرفة سابقة حتى هذه اللحظة.
من هنا تتصاعد الدراما الإنسانية قبل أن تنمو العلاقة بينهما أو تظهر أي صفات سيئة من ملامحها الاجتماعية. يساعد الشاب صديقه العجوز للتخلص من مشكلة الأكاذيب التي كان يختلقها كي لا يشعر ابنته أنه يعاني من الوحدة ومشاكلها، إذ كان دائم الحديث معها عن أصدقائه الذين يملؤون حياته وقصة حب متخيّلة تجمعه بطبيبة نفسية شهيرة.
عمد القائمون على العمل إلى التركيز على الأبعاد الإنسانية، وتجنب النواحي الاجتماعية التقليدية، والتي غلبت على الدراما المصرية مؤخرا، ما منح مسلسل “دواعي السفر” بعدا مهمًا لجذب جمهور يتشوق للتعرف على تفاصيل ما يدور في مثل هذه المواقف التي لا تظهر للعلن، والتي دائما ما تبقى أسيرة الأطباء النفسيين.
أوحت هذه المسألة بأن الإعداد للعمل كان بحاجة إلى خبراء نفسيين لديهم القدرة على الغوص في تفاصيل مشاعر بطلي المسلسل إلى جانب باقي أبطاله الذين يدورون في فلك أزمات النقص الإنسانية التي تؤثر سلبًا على حياتهم.
يشارك في بطولة المسلسل المكون من 10 حلقات، أحمد غزى، نادين، أيمن الشيوى، جلا هشام، أحمد فاضل، دنيا وائل، سلمى الكاشف، نادر جودة، آية حلمى، آدم الألفى، مريم ناعوم، ياسمين سمير، وهو من تأليف وإخراج محمد ناير.
ويعتمد العمل على تقديم قضية متماسكة تتجنب التكرار المتعارف عليه في الكثير من الأعمال الدرامية من دون التركيز على أسماء النجوم المشاركين فيه، وهي ثمية الجزء الأكبر من مسلسلات المنصات الرقمية، ونجا بنفسه في التركيز على الخيوط الإنسانية بلا تشعب في قضايا حياتية أخرى، ويبدو أن التركيز طال طاقم العمل المكون من عدد قليل من الممثلين بجانب المناطق التي يدور فيها المسلسل ذاته، بما يتماشى مع طبيعة عدد كبير من المسلسلات القصيرة.
قال الناقد الفني محمد عبدالرحمن إن العمل يتميز بكونه يتطرق إلى قضية تشغل الكثير من المواطنين في السنوات الأخيرة جراء اتساع ظاهرة التفكك الأسري وما يترتب عنها من شعور بالوحدة والاكتئاب، وأن مخرج ومؤلف العمل محمد ناير استطاع أن يجسد تلك القضية من خلال مجموعة من الشخصيات التي استطاعت تجسد حياة بعض فئات الطبقتين المتوسطة والعليا، وعندهما مشكلات تتعلق بالمشاعر والأزمات النفسية نتيجة غياب الأسرة والأبناء، وليس لديها مشكلات الطبقة البسيطة التي تعاني من أزمات اقتصادية حادة.
محمد عبدالرحمن: المسلسل نجح في التطرق للتفكك الأسري والوحدة
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن مشكلات الحصول على فرصة عمل وإيجاد ما يسد رمقهم في الحياة وتعقيداتها، وغيرهما من الأزمات المنتشرة في المجتمع، لا تظهر بشكل كبير في المسلسل لتطفو مشكلات هجرة الأبناء وعدم القدرة على إيجاد الصديق في أوقات الوحدة، وما يترتب عن ذلك من أعراض مرضية تتعلق بالاكتئاب وعدم الاتزان الإنساني، وقد يتطور الأمر ليصل إلى التفكير في الانتحار”. وأشار إلى أن المسلسل كان يمكن أن يعتمد على فريق عمل لديه قدرة أكبر على جذب الجمهور، وبعيداً عن الشخصيات الرئيسية فإن صُناعه اختاروا الاعتماد على وجوه غير معروفة، وعدد الممثلين المشاركين في العمل قليلون أيضًا لكنهم يتمكنون من التفاعل مع بعضهم، حيث يتفهم الجمهور ذلك نسبة إلى نوعية المسلسلات القصيرة، والأمر ذاته ينعكس على مواقع التصوير المحدودة.
دارت مشاهد المسلسل في حي المعادي بجنوب القاهرة، بإيقاع هادئ يتماشى مع قضية هذا العمل الدارمي وشخصياته الهادئة، ما منح بعدا آخر يرتبط بالصورة الذهنية لدى فئات المناطق الراقية والتي يغيب عنها صخب المناطق الشعبية ويسيطر عليها الانزواء بدلا من الاختلاط المجتمعي البارز في المناطق الشعبية.
وأوجد التقارب الفكري بين بطل المسلسل أمير عيد ومؤلفه ومخرجه محمد ناير نتائج إيجابية، إذ أن هذه التجربة هي الثانية بينهما بعد مسلسل “ريفو” المكون من جزئين، وانعكس ذلك على الأداء الجيد للمطرب أمير عيد الذي تعامل مع الشخصية باعتباره يعيشها وظهر على الشاشة بقدر مهم من البساطة والثقة التي أقنعت الجمهور بدوره.
وشدد عبدالرحمن في حديثه لـ“العرب” على أن مزج محمد ناير بين التأليف والإخراج مفاجأة وعبّر عن شجاعة للخروج من عن الورق وتوصيل رؤيته عبر الجوانب الإخراجية في أولى تجاربه على مستوى الإخراج التلفزيوني، وإخراجه لأعمال ليست من تأليفه تساعده على التقييم بنحو أكبر، ومن مزايا المنصات الرقمية أنها أتاحت الفرصة أمام التجريب، وفتحت الباب أمام اكتشاف مزيد من المواهب الفنية.
يعد مسلسل “دواعي السفر” من الأعمال الأصلية لمنصة (واتش ات)، والتي تعتمد على مجموعة من الوجوه الجديدة في مجال التمثيل، ومنهم المؤلفة مريم نعوم، ولاعب الغيتار آدم الألفي وهو أحد أفراد فرقة كايروكي الشهيرة، والتي كانت الباب الواسع الذي دخل منه أمير عيد الغناء ثم التمثيل.
أحمد جمال
صحافي مصري
المسلسل المصري يسلط الضوء على أزمتي الوحدة والاكتئاب.
الثلاثاء 2024/06/04
علاقة خلقتها الصدفة لتكشف عن معاناة كبيرة
التفكك الأسري والوحدة، مشكلتان تنتشران بكثرة في المجتمع، جراء ظروف عديدة، منها الهجرة وانعدام التوافق والضغوط الاقتصادية وارتفاع نسب العزوف عن الزواج، وهي كلها مشكلات نفسية تدور في فلك العلاقات، ويلاحظها العديد من المواطنين في أسرهم ومحيطهم، ونجح مسلسل “دواعي السفر” في أن ينقل لهم نماذج عنها، دون الوقوع في فخ تكرار حكايات مشابهة.
القاهرة - استطاع مسلسل “دواعي السفر” المعروض حاليًا على منصة “واتش ات” المصرية أن يجذب شريحة من الجمهور في وقت تتراجع فيه معدلات مشاهدة الأعمال الدرامية والسينمائية، مع انتهاء تخمة الأعمال المعروضة أثناء موسم رمضان المنصرم وقبيل بدء موسم الصيف السينمائي، ما يشير إلى أن صُناعه ركزوا بقدر كبير على القضية التي يمكن أن تجذب فئات محددة من جمهور المنصات ممن لديهم رغبة في متابعة مسلسلات تسلط الضوء على أزمات إنسانية يعاني منها بعضهم.
يقدم صُناع “دواعي السفر” رحلة درامية مؤثرة تمتزج بالكثير من المشاعر الإنسانية، إذ يعاني بطل العمل (علي) الذي جسده الفنان المصري أمير عيد صراعا بسبب الوحدة بعد وفاة والده، ما هدد سعادته وعرقل تقدمه في الحياة على الرغم من عدم معاناته من مشكلات اقتصادية أو اجتماعية يواجهها قطاع كبير من المصريين، ليصادف في رحلته رجلا في مرحلة متقدمة من العمر يجسد باقتدار دوره الفنان الفلسطيني كامل الباشا، ويساندان بعضهما البعض للتصدي لصعوبات الحياة المختلفة.
إذا كان المطرب أمير عيد يجسد شخصية علي ويعاني من مشكلة فقدان الأب وعدم وجود الأسرة التي تجعله قادرا على الصمود في مواجهة متاعب الحياة وتشكل محفزا له على الاستمرار في الإنجاز والتقدم، فإن كامل الباشا الذي يجسد شخصية إبراهيم يعاني أيضا من عدم وجود ابنته التي تركته وسافرت منذ سنوات ووفاة زوجته، ويفتقر للأسرة التي يمكن أن يتكئ عليها فيما تبقى من سنوات حياته، لتبدو العلاقة قادرة على تحقيق تكامل إنساني مفقود من الطرفين بعد عرض نحو نصف الحلقات.
في الوقت الذي يقرر فيه علي الانتحار يفاجأ بجاره العجوز يسقط مريضا، فيسارع إلى نقله للمستشفى لإنقاذه، وقد خرج الشاب بملابس المنزل متعجلا لإيجاد وسيلة نجاة لجاره من دون معرفة سابقة حتى هذه اللحظة.
من هنا تتصاعد الدراما الإنسانية قبل أن تنمو العلاقة بينهما أو تظهر أي صفات سيئة من ملامحها الاجتماعية. يساعد الشاب صديقه العجوز للتخلص من مشكلة الأكاذيب التي كان يختلقها كي لا يشعر ابنته أنه يعاني من الوحدة ومشاكلها، إذ كان دائم الحديث معها عن أصدقائه الذين يملؤون حياته وقصة حب متخيّلة تجمعه بطبيبة نفسية شهيرة.
عمد القائمون على العمل إلى التركيز على الأبعاد الإنسانية، وتجنب النواحي الاجتماعية التقليدية، والتي غلبت على الدراما المصرية مؤخرا، ما منح مسلسل “دواعي السفر” بعدا مهمًا لجذب جمهور يتشوق للتعرف على تفاصيل ما يدور في مثل هذه المواقف التي لا تظهر للعلن، والتي دائما ما تبقى أسيرة الأطباء النفسيين.
أوحت هذه المسألة بأن الإعداد للعمل كان بحاجة إلى خبراء نفسيين لديهم القدرة على الغوص في تفاصيل مشاعر بطلي المسلسل إلى جانب باقي أبطاله الذين يدورون في فلك أزمات النقص الإنسانية التي تؤثر سلبًا على حياتهم.
يشارك في بطولة المسلسل المكون من 10 حلقات، أحمد غزى، نادين، أيمن الشيوى، جلا هشام، أحمد فاضل، دنيا وائل، سلمى الكاشف، نادر جودة، آية حلمى، آدم الألفى، مريم ناعوم، ياسمين سمير، وهو من تأليف وإخراج محمد ناير.
المسلسل يقدم قضية متماسكة تتجنب التكرار في الكثير من الأعمال الدرامية من دون التركيز على أسماء النجوم
ويعتمد العمل على تقديم قضية متماسكة تتجنب التكرار المتعارف عليه في الكثير من الأعمال الدرامية من دون التركيز على أسماء النجوم المشاركين فيه، وهي ثمية الجزء الأكبر من مسلسلات المنصات الرقمية، ونجا بنفسه في التركيز على الخيوط الإنسانية بلا تشعب في قضايا حياتية أخرى، ويبدو أن التركيز طال طاقم العمل المكون من عدد قليل من الممثلين بجانب المناطق التي يدور فيها المسلسل ذاته، بما يتماشى مع طبيعة عدد كبير من المسلسلات القصيرة.
قال الناقد الفني محمد عبدالرحمن إن العمل يتميز بكونه يتطرق إلى قضية تشغل الكثير من المواطنين في السنوات الأخيرة جراء اتساع ظاهرة التفكك الأسري وما يترتب عنها من شعور بالوحدة والاكتئاب، وأن مخرج ومؤلف العمل محمد ناير استطاع أن يجسد تلك القضية من خلال مجموعة من الشخصيات التي استطاعت تجسد حياة بعض فئات الطبقتين المتوسطة والعليا، وعندهما مشكلات تتعلق بالمشاعر والأزمات النفسية نتيجة غياب الأسرة والأبناء، وليس لديها مشكلات الطبقة البسيطة التي تعاني من أزمات اقتصادية حادة.
محمد عبدالرحمن: المسلسل نجح في التطرق للتفكك الأسري والوحدة
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن مشكلات الحصول على فرصة عمل وإيجاد ما يسد رمقهم في الحياة وتعقيداتها، وغيرهما من الأزمات المنتشرة في المجتمع، لا تظهر بشكل كبير في المسلسل لتطفو مشكلات هجرة الأبناء وعدم القدرة على إيجاد الصديق في أوقات الوحدة، وما يترتب عن ذلك من أعراض مرضية تتعلق بالاكتئاب وعدم الاتزان الإنساني، وقد يتطور الأمر ليصل إلى التفكير في الانتحار”. وأشار إلى أن المسلسل كان يمكن أن يعتمد على فريق عمل لديه قدرة أكبر على جذب الجمهور، وبعيداً عن الشخصيات الرئيسية فإن صُناعه اختاروا الاعتماد على وجوه غير معروفة، وعدد الممثلين المشاركين في العمل قليلون أيضًا لكنهم يتمكنون من التفاعل مع بعضهم، حيث يتفهم الجمهور ذلك نسبة إلى نوعية المسلسلات القصيرة، والأمر ذاته ينعكس على مواقع التصوير المحدودة.
دارت مشاهد المسلسل في حي المعادي بجنوب القاهرة، بإيقاع هادئ يتماشى مع قضية هذا العمل الدارمي وشخصياته الهادئة، ما منح بعدا آخر يرتبط بالصورة الذهنية لدى فئات المناطق الراقية والتي يغيب عنها صخب المناطق الشعبية ويسيطر عليها الانزواء بدلا من الاختلاط المجتمعي البارز في المناطق الشعبية.
وأوجد التقارب الفكري بين بطل المسلسل أمير عيد ومؤلفه ومخرجه محمد ناير نتائج إيجابية، إذ أن هذه التجربة هي الثانية بينهما بعد مسلسل “ريفو” المكون من جزئين، وانعكس ذلك على الأداء الجيد للمطرب أمير عيد الذي تعامل مع الشخصية باعتباره يعيشها وظهر على الشاشة بقدر مهم من البساطة والثقة التي أقنعت الجمهور بدوره.
وشدد عبدالرحمن في حديثه لـ“العرب” على أن مزج محمد ناير بين التأليف والإخراج مفاجأة وعبّر عن شجاعة للخروج من عن الورق وتوصيل رؤيته عبر الجوانب الإخراجية في أولى تجاربه على مستوى الإخراج التلفزيوني، وإخراجه لأعمال ليست من تأليفه تساعده على التقييم بنحو أكبر، ومن مزايا المنصات الرقمية أنها أتاحت الفرصة أمام التجريب، وفتحت الباب أمام اكتشاف مزيد من المواهب الفنية.
يعد مسلسل “دواعي السفر” من الأعمال الأصلية لمنصة (واتش ات)، والتي تعتمد على مجموعة من الوجوه الجديدة في مجال التمثيل، ومنهم المؤلفة مريم نعوم، ولاعب الغيتار آدم الألفي وهو أحد أفراد فرقة كايروكي الشهيرة، والتي كانت الباب الواسع الذي دخل منه أمير عيد الغناء ثم التمثيل.
أحمد جمال
صحافي مصري