قاسم حداد يهدي قصائده إلى فلسطين في منتدى شومان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قاسم حداد يهدي قصائده إلى فلسطين في منتدى شومان

    قاسم حداد يهدي قصائده إلى فلسطين في منتدى شومان


    الشاعر حلق في سماء الإبداع ملقيا قصائده التي انتصر فيها إلى ألم الناس والشهداء والأطفال المشردين والنساء.
    الأربعاء 2024/06/05

    شاعر من أبرز رموز القصيدة العربية المعاصرة

    عمان- احتفى منتدى شومان الثقافي، مساء الإثنين، بتجربة الشاعر البحريني قاسم حداد، في أمسية شعرية، حملت عنوان “قاسم حداد في شومان.. الجمال أولا”، ألقى فيها حداد مجموعة من قصائده التي أهداها إلى أهالي فلسطين وقطاع غزة.

    وخلال الأمسية التي حضرها حشد من المثقفين ومتذوقي الشعر والأدب، أهدى حداد قصيدته “الوردة الرصاصية” إلى أهالي قطاع غزة تحديداً، ومنها: “في البدء كانت جنة الرؤيا/ أرى فيما أرى/ تبكي صنوبرة على صحن المدينة والخيام تجلل الرؤيا/ أرى طرقا ستأخذني إلى طرق ستأخذني إلى طرق وبحرا/ كالمدى/ فيما أرى”.

    وحلق حداد في سماء الإبداع، ملقيا قصائده التي انتصر فيها إلى ألم الناس الموتى والشهداء والأطفال المشردين والنساء المعذبات، متحديا الألم الذي يشعر به، عند كل حرب وعند كل حالة موت، فكانت قصائده تحكي عن الفراق والحياة الناقصة والعذابات التي تتجدد منذ أكثر من 76 عاما.

    فلسفة قاسم حداد الشعرية تقوم على حقيقة أن كل الفنون تنطلق من الشعر. لذلك فإنه مشى مطمئنا إلى غايته مزودا بأدوات، يعرف أنها لن تخونه

    ونوّع الشاعر بعد قصيدة “الوردة الرصاصية”، التي كتبها عام 1983، في قراءته الشعرية، ومن القصائد التي قرأها: “رأيت يدين”، و”هودجها يميل”، و”قل لهذا”، و”سود القلوب”، و”الجنوب”، و”هل كنت مجنوناً؟”. وختم حداد الأمسية التي أدارتها الشاعرة جمانة مصطفى، بقراءة قصيدة “مجنون ليلى”.

    واستعرض حداد خلال الحوار معه المحطات التي أثرت في مسيرته الشعرية وكتابة الشعر، مشيرا إلى أنه من الجيل الملتزم والذي يدرك أهمية الشعر والأدب والوظيفة التي يؤديها لنهضة الشعوب.

    وأعرب حداد عن اعتقاده بأن الشاعر يكتب قصيدة واحدة طوال حياته، وجماليات هذه القصيدة بأن لا يصل الشاعر إلى نهايتها، مشيرا إلى أن وصول الشاعر لقناعة يمكن أن يشبع غروره، ولكنه لا يشبع ضميره.

    وكانت مصطفى قالت في بداية الأمسية، إن “الشاعر حداد هو أحد الشعراء الكبار الذين عبدوا طرقا غير مرصوفة للقصائد؛ فمشينا من بعده”، مبينة أنه ومنذ ديوانه الأول “البشارة” والصادر في العام 1970، لم يتوان في أن يكون صوت جيله ولسان طموحاته السياسية.

    وأضافت أنه إذا ما أردنا اليوم أن “نفهم ما هي الأحلام العروبية التي استحوذت على شباب السبعينيات والتي شحنتهم بآمال كبيرة لتغيير العالم، فإنه ليس علينا إلا أن نعود لشعر حداد الأول، وليس لنا كقراء مخلصين له إلا أن نُدهش من كم التحولات التي عاشتها قصيدته وصولا إلى أقصى الحداثة والنص المفتوح على ما يقوله الشاعر”.

    قاسم حداد ومنذ ديوانه "البشارة"، وصولا إلى "جوهرة المراصد"، ظل صوتا فريدا في عوالم الشعر، يقطف من رؤى تغيب عن كثيرين، وينسجها كما لا ينبغي لأحد غيره

    وتابعت “إذا أردنا وتجرأنا أن نحصر أكثر من 50 عاما من الكتابة وما يزيد عن 50 مؤلفا.. ندرك ما أراد حداد قوله لنا.. فلعلها كلمة واحدة وهي الحرية بتنويعاتها الكثيرة، ولكنها ليست تلك النسخة الغربية المصدرة إلينا على شكل تعليمات منظمة للوصول إلى طوباوية المساواة”، مشيرة إلى أن حداد أهدانا في منجزه الشعري طعم الحرية العربية.

    الشاعر البحريني قاسم حداد ومنذ ديوانه “البشارة”، وصولا إلى “جوهرة المراصد”، ظل صوتا فريدا في عوالم الشعر، يقطف من رؤى تغيب عن كثيرين، وينسجها كما لا ينبغي لأحد غيره.

    وولد قاسم حداد في مدينة المحرق عام 1948. عمل في المكتبة العامة بين عامي 1968 و1975. بعدها انتقل للعمل في إدارة الثقافة والفنون بوزارة الإعلام بين عامي 1980 و1997 وهو العام الذي حصل في نهايته على إجازة للتفرغ الأدبي. عام 1969 ساهم في تأسيس أسرة الادباء والكتاب في البحرين التي تبوأ منصب رئيس تحرير مجلتها “كلمات” والتي صدرت عام 1987. “قلب الحب” كان عنوان كتابه الشعري الأول الذي أصدره في بيروت عام 1970. بعده أصدر أكثر من ثلاثين كتابا شعريا، حاول من خلالها أن ينفتح على الفنون التي شغف بها، الفوتوغراف والرسم بشكل خاص.

    فلسفة قاسم حداد الشعرية تقوم على حقيقة أن كل الفنون تنطلق من الشعر. لذلك فإنه مشى مطمئنا إلى غايته مزودا بأدوات، يعرف أنها لن تخونه ولم يكن مطلوبا منه أن يتقن لغة الرسم ليعرف أن الشعر يكمن في جذور تلك اللغة. في شعره هناك الكثير من الميل إلى صناعة الصور.

    وتحدث الناقد المصري الراحل جابر عصفور عن الشاعر قائلا “في هذه التجربة نجد لغة شعرية متميزة ورؤية متوهجة عميقة للإنسان، خصوصا الإنسان العربي في مجادلته للحياة وأشواقه للحرية والسلام”.
يعمل...
X