"أركاديان" فيلم خيال علمي يبحث في حقيقة العوالم السفلية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "أركاديان" فيلم خيال علمي يبحث في حقيقة العوالم السفلية

    "أركاديان" فيلم خيال علمي يبحث في حقيقة العوالم السفلية


    نيكولاس كيدج يفر من كائنات قاتلة تعيش تحت الأرض.
    الأربعاء 2024/06/05
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    هاربون من كائنات مرعبة

    تضع السينما الأميركية هذه المرة نهاية العالم على يد كائنات تسكن تحت الأرض عوض سكان السماء والفضاء، حيث تعرض لنا في فيلم “أركاديان” مغامرة شيقة لمواجهة البشر للغزاة القادمين من بواطن الأرض، لكنها كما دأبت دائما، تظهر الإنسان دائما منتصرا على الأعداء بعد حروب طاحنة.

    إن قصص الكائنات والمخلوقات الفضائية أحد أكثر المواضيع انتشارا في عالم السينما، وخاصة في هوليوود، إذ تمتد هذه القصص من الأفلام الخيالية التي تحاكي الخيال وتتناول الاحتمالات العلمية لوجود حياة خارج كوكب الأرض، إلى الأفلام التي تتناول قصص التواصل مع هذه الكائنات والتفاعل معها، سواء بالتعاون أو الصراع.

    وتُعتبر قصص الكائنات التي تعيش تحت الأرض فكرة أقل شيوعا في السينما الأميركية، رغم أنها تشكل مصدرا للإثارة والتشويق، كما تتنوع هذه القصص بين الأفلام العلمية الخيالية التي تستكشف حياة المخلوقات السرية تحت سطح الأرض، والأفلام التي تركز على العوالم السفلية والمدن المظلمة التي تعج بالأسرار والمخلوقات غير المعروفة.

    ومن بين هذه الأفلام يأتي “أركاديان”، للمخرج الأميركي بنغامين بروير الذي تدور أحداثه في إطار من الرعب والتشويق، حيث يسعى أب رفقة ابنيه التوأم النجاة من هجوم من مخلوقات مرعبة تسكن تحت الأرض قضت على سكان العالم، وذلك خلال وجودهم في منزلهم الريفي.

    الفيلم سيناريو مايكل نيلون، وبطولة كل من نيكولاس كيدج، جادين مارتيل، ماكسويل جنكينز، جو ديكسون، سادي سوفيرال وسامانثا كوجلين.



    تبدأ افتتاحية الفيلم بكاميرا متحركة تصور شخصا يُدعى بول وهو يهرب مذعورا من شيء ما في المدينة، يستمر في الجري حتى يتمكن من الخروج من المدينة، إذ ينظر من بعيد ويرى أن المدينة دمرت تماما، حيث كان هناك صوت في الراديو يحذر المواطنين من البقاء في منازلهم. بعد ذلك يتوجه بول إلى منزل في الغابة ويجد طفلين في عمر الرضاعة، فيقرر أن يربيهما. وبعد 15 عاما من هذه الأحداث، نرى بول وقد كبر وكذلك الطفلين الذين أطلق عليهما اسمي توماس وجوزيف.

    يتميز تكوين لقطات هذه الافتتاحية بإيقاع متسارع يتناغم مع حركة الكاميرا من جهة، وترتيب المشاهد وروعة المونتاج التركيبي من جهة أخرى، وهذه التقنيات كافية لشد الانتباه حتى لو كان باقي الفيلم ليس بنفس الإيقاع التشويقي للافتتاحية.

    تبدأ متتالية المشاهد اللاحقة بالتشويق والإثارة بوتيرة متصاعدة، بدءا من اللقطة التي كان فيها بول ينتظر ابنه توماس الذي تأخر في العودة حيث كان من الضروري أن يعود قبل حلول الظلام لأن هناك كائنات خطيرة تظهر ليلا فقط ويمكن أن تقتله. يدخل جوزيف المنزل ويبدأ في إغلاق النوافذ وتأمين جميع مداخل المنزل بإحكام، ثم يتسارع الإيقاع في المشهد الذي نرى فيه توماس يجري في الغابة في طريقه إلى المنزل، وعندما يصل، يجلسون جميعا ليتناولوا العشاء.

    فجأة يسمعون صوت طرق قوي على الباب فينزل توماس وبول لتأمين المكان ويجدان شيئا يحاول كسر الباب بقوة، يقفان خلف الباب في محاولة لإبقائه ثابتا وعدم انكساره وتستمر الكائنات في محاولة كسر الباب لمدة دقيقة ثم تتوقف.
    قصص الكائنات التي تعيش تحت الأرض فكرة أقل شيوعا في السينما الأميركية رغم أنها تشكل مصدرا للإثارة والتشويق

    يتميز المونتاج التركيبي بفن اختيار وترتيب المشاهد وطولها الزمني، بدءا من اللقطة التي يصعد فيها بول وتوماس لجوزيف، فيخبرهم أنه حسب الوقت الذي استغرقت فيه الكائنات في محاولة كسر الباب، وكان دقيقة كاملة في المحاولة الأولى ونصف دقيقة في المحاولة الثانية وعشر ثوان في المحاولة الثالثة، مما يعني أنهم فقدوا الأمل في كسر الباب، إذ يتفقون على أن الباب قوي بما يكفي لتحمل الهجمات، ثم يبدأ بول في الصباح خلع الباب الذي توجد عليه آثار خدوش الكائنات المتوحشة، لكنه عندما يخلع رفا من الباب يجد تحته العديد من الحشرات.

    تتبع المشاهد بسلاسة من خلال حركة انتقالية في الديكور عندما يصل توماس إلى مزرعة الورد، حيث يكتشف وجود أشخاص يحرسونها. المزرعة ليست مجرد مزرعة بل تضم أيضا قصر السيدة روز وزوجها وابنتها.

    يتوجه توماس ليُسلّم على السيدة روز وزوجها، وفي هذا الوقت، يلتقي بشاروليت، ابنة روز، التي ترحب به وتبدي إعجابها به.

    تظهر اللقطات القريبة جدا تبادلا للنظرات بينهما كما يتبادلان الحديث، وكيف تخبر شاروليت توماس قصة مكانها المفضل في المزرعة، ويمضيان وقتا ممتعا معا، إلى حين يدرك توماس أنه يجب أن يغادر لأن الشمس بدأت تغيب.

    يعرف هذا الفيلم بأداء تمثيلي جيد، وخاصة في المشاهد التشويقية الأخيرة، عندما يدخل جوزيف، الذي لعب دوره الممثل جايدن مارتيل، إلى المنزل حيث يوجد والده وشاروليت، التي جسدت دورها الممثلة سادي سوفيرال حيث يقوم والده بالنهوض من السرير ويخبره بأنه سيحارب الوحوش معهم فيقف بول الذي جسده الممثل نيكولاس كيدج، بالبندقية أمام الباب الذي ستأتي منه الوحوش، ويدخل ولداه إلى الغرفة التي تحتوي على البنزين ويُعد الثلاجة فتبدأ الوحوش بالتجمع أمام الباب الذي يقف عنده بول، ويهجمون عليه، لكنه يتمكن من إسقاطهم في الطابق الأرضي.


    كائنات خطيرة تظهر ليلا فقط


    يدخل الأولاد إلى الغرفة ويغلقان الباب عليهما، ويقرر بول إنهاء حياته لأنه يشعر بأنه عبء عليهما وأنه سيعطلهما عن النجاة فينهار جوزيف على والده من خلف الباب ويظل يطلب منه أن يفتح الباب ويدعه يدخل، لكن توماس يهديه ويدخله إلى الثلاجة مع شاروليت، حيث تقوم الوحوش بكسر الباب وتهاجم بول، فيفجر المكان بالكامل ويموت مع الوحوش.

    يحاول الشباب الحفاظ على باب الثلاجة من النار، وعندما يشعرون بأن الوحوش ماتت يخرجون، لكنهم يكتشفون أن الوحوش ما زالت حية، فيسرعون إلى السيارة ويهربون منها، لكن الوحوش تُشكِّل دائرة كبيرة مثل الكرة وتحاول سحقهم فتطلق شاروليت النار على الوحوش بالبندقية وتتمكن من تفريقها وقتلها جميعا.

    تذهب شاروليت نهارا لدفن جثة أبيها في اللحظة التي يتحدث فيها توماس، الذي جسده الممثل ماكسويل جنكينز، مع الآخرين ويخبرهم بأنهم سيذهبون ليروا المزرعة المجاورة ليتحققوا من وجود أي ناجين، إذ إنهم في البداية يكونون خائفين لكنهم يذهبون لأنهم متأكدون أن الوحوش وصلت إلى الناس الآخرين وقتلتهم. فينتهي الفيلم.

    يتميز فيلم “أركاديان” بإخراج ومونتاج دقيقين ويظهران باحترافية من خلال ترتيب المشاهد واللقطات، بدءا من الافتتاحية، مما يجعل المشاهدين متشوقين لمتابعة الأحداث، كما يتمتع الأداء التمثيلي بمستوى جيد، إذ قدم الممثلون أداء مقنعا يبرز سلاسة العلاقة بين الشخصيات الحقيقية والمخلوقات الرهيبة والمشاعر المضطربة بينهم وهو ما خلق نوعا من التوتر والتشويق طوال مدة الفيلم، ومن شأنه أن يثير فضول المشاهد لمعرفة ما سيحدث بعد ذلك.

    ويبرز الفيلم مدى قدرة المخرج بنغامين بروير على استخدام المؤثرات البصرية والصوتية بأسلوب مرتب بإيقاع محكم خاصة في تكوين لقطات الرعب.

    يذكر أن المخرج بنغامين بروير كاتب سيناريو فيلم “زاحف” الغامض، الذي أخرجته جرانت سينجر كأول فيلم روائي طويل لهذا الأخير، وهو مخرج وسيناريست فيلم “الثقة” الرائع الذي أنتج سنة 2016 والذي لعب بطولته الممثل نيكولاس كيدج بطل “أركاديان”.


    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    عبدالرحيم الشافعي
    كاتب مغربي

يعمل...
X