كاتب أردني يدون خواطره انطلاقا من بلجيكا جامعا الخيال بالحقيقة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كاتب أردني يدون خواطره انطلاقا من بلجيكا جامعا الخيال بالحقيقة

    كاتب أردني يدون خواطره انطلاقا من بلجيكا جامعا الخيال بالحقيقة


    "أوراق مغترب في الخواطر المعلقة" سيرة تجمع بين الحقيقة والخيال والتاريخ والواقع بعين أردني عاش في بلجيكا.
    الأربعاء 2024/06/05
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    خواطر من سيرة مغترب (لوحة للفنان سمعان خوام)

    عمان – يأتي كتاب “أوراق مغترب في الخواطر المعلقة” للكاتب وجيه ريان جامعا بين الحقيقة والخيال، وبين التاريخ والواقع بعين أردني عاش في بلجيكا.

    الكتاب، الصادر حديثا عن “الآن ناشرون وموزعون” في الأردن، يضم ثلاثة أجزاء كُتبت بكلمات راسية لا تترك قارئها دون تأثيرات نفسية وفكرية، يقول وجيه ريان عن الجزء الأول منها “أغلب الخواطر الإحدى عشرة الأولى مستوحاة من التاريخ البلجيكي والحضارة الغربية، وبوجود صديقي الأثري مالو ورفاقه سقراط وبيجاسوس”.

    ويقول عن الجزء الثاني “يتضمن هذا الجزء خمس خواطر تروي أحداثا من التراث الغربي، وتحاول تأصيل بعض المفاهيم وتوضيح حقيقة بعض الأحداث التاريخية، دون صحبة رفاقي مالو وحاشيته”.

    وأما الجزء الثالث فيقول إنه “يتضمن اثنتي عشرة خاطرة تروي بعض النوادر المختارة والحكايات الطريفة؛ منها الروحانية، والتي تخصني شخصيا أو تخص بعض رفاقي”.


    عمل يجمع بين الحقيقة والخيال


    ويعرف الأكاديمي إبراهيم النويري فن الخاطرة الأدبية قائلا إنه “يمكن وصف الخاطرة أيضا بأنها ومضة من ومضات الفكر محملة بمشاعر الكاتب في لحظة استجابة طبيعية لتصوير تلك الحالة الشعورية والتعبير عنها بلغة أدبية راقية السبك”.

    ويضيف “يميل كثير من النقاد والباحثين إلى أن الخاطرة من جنس فنّ المقالة، بيد أنها تعتمد على الانفعال الوجداني والتدفّق العاطفي الحاد، كما أنها تتميّز بالتركيز على فكرة واحدة، وفق نسق خاص من التعبير عن الأحاسيس والمشاعر وما يجيش من عواطف وأفكار، ولذلك سميت الخاطرة”.

    ويتابع النويري “وقد عرّفها نواف نصار بقوله “االخاطرة لمحة أو فكرة عارضة مؤقتة، تختلج أو تعرض في النفس، وهي ليست بحاجة إلى أسانيد وبراهين لإثبات صحتها أو صدقها” (نواف نصار: المعجم الأدبي).

    وتنضبط خواطر ريان لهذا التعريف إذ تجمع الوجداني الخاص مع الفكري العام في مزيج متداخل كما نقرأ في حالات كثيرة في خواطره التي يلتقي فيها الخيال بالحقائق.

    ويؤكد وجيه ريان في مقدمته للكتاب “تحتوي هذه الخواطر قصصا حقيقية واقعية، بعضها تاريخية تخص التاريخ البلجيكي، هذا البلد الذي قضيت به شبابي، وأكلت من ثمار ترابه وشربت من مائه، ثم درست بجامعاته وتزوجت إحدى بناته وأنجبت لي أطفالي، وبكل محبة وتقدير أكتب بعض الخواطر التاريخية ذكرا له ومعبرا عن شكري واحترامي لما قدمه هذا البلد لي ولغيري من المهاجرين”.

    ويضيف في المقدمة كذلك “يحتوي الكتاب أيضا بعض الخواطر المستنتجة من الحضارات الغربية وواحدة من الحياة الأردنية وأخرى من البادية العربية، والتي كتبتها للمعرفة أولا ولقضاء الوقت والتسلية ثانيا”.

    وتزخر الخواطر برؤية الكاتب الفلسفية، وتنزع إلى الحكمة، ففي خاطرة “دع الموتى يدفنون موتاهم” يقول وجيه ريان “نظر إلي مالو باستغراب، وقال ‘كما قلت لك قبل قليل دعهم وشأنهم يا صديق ذاتي. دعِ الموتى يدفنون موتاهم. هذا كل ما يملكون من معرفة لتدبير أمورهم، فلا تلُمهم. إن كنت أنت أفضل منهم عليك أن تهملهم، وإلا اذهب لوحدك للقائهم والعبث بهم’. حينها توقف مالو عن الكلام، فحملت جسدي الذي أصبح ثقيلا مع مرور الزمن وخرجت”.

    ويضيف “أنا عائد إلى بيتي شعرت أني راجع بخفي حنين، لكن الصواب تغلب على الباطل، فبدأت أقيم ما قاله مالو، وبعد قليل صرخ صوت ضائع بصدري معلنا: أُريكا. نعم إن مالو على حق، هذا ما سأفعله، أعني أنني لن أفعل شيئا، مرددا ما قاله الإمام الشافعي: دع الأيام تفعل ما تشاء… فطِب نفساً… ، فحينها هدأت أعصابي وارتاحت نفسي ونمت تلك الليلة كما ينام الرضيع على صدر أُمه دون هم وغم”.



    وحول مبدأ أصيل من مبادئ الحياة، ألا وهو أهل الفضل، تدور خاطرة “الأميرة والنبعة”، فيقول فيها ريان “جرعة من ماء الزجاجة كانت كافية لتعيد العافية إلى صاحبي، وعندما أعطيته الصرة وأخبرته بقصتها، قال: كنت أتوقع هذا، وردد ما سمعه مني قبل قليل: لا يعرف الفضل لصاحب الفضل إلا ذو الفضل. وأضاف: كم هي نبيلة هذه الأميرة.

    في طريق الرجوع إلى بيتي، لم أستطِع أن أنسى وجه أميرتنا البشوش ورقة قدها الروحاني، فهل سألقاها يوما، وتلقاني؟ هل من زائرة تأتيني لتحقق أحلامي كما حققت حلم صديقي مالو؟ كم أنتِ جميلة أيتها الحياة”.

    وفي الخاطرة الأخيرة من المجموعة، والتي حملت عنوان “دمار غزة أدماني”، يسلط وجيه ريان الضوء على ذلك العدوان الغاشم الذي تتعرض له غزة، فيقول “من بعيد… سمعتُ دوي سقوط القنابل الثقيلة تدمر البيوت الغزاوية في أحد مخيماتها المتواضعة. هرعت إلى المكان المستهدف، وقبل وصولي بأمتار قليلة، رأيت صبيا في العاشرة من عمره، ينهض مذعورا من بين الركام، وينهمك بإزالة التراب المتراكم على وجهه الصغير السموح، ليستطيع رؤية ما جرى له ولأهل بيته. لسوء حظه لم يجد بقربه سوى أكوام من الحجارة الإسمنتية الثقيلة وغيرها محطمة ومبعثرة في كل مكان، فأخذ ينادي وبأعلى صوته: أين أنت يا أمي؟ يا أبي؟ أين أنت يا أحمد؟ أين أنت يا أختي، أين.. أين؟”.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook
يعمل...
X