أعمال فنية يدمّرها غضب الحركات النسوية
لوحة "أصل العالم" المعروضة في مركز بومبيدو في ميتز، خربت بعد أن ألقي عليها طلاء أحمر، في حادثة اعتبرها البعض "عملا إجراميا" من "نسويات متعصبات".
الأربعاء 2024/05/08
انشرWhatsAppTwitterFacebook
كلما غضب أحدهم خرّب لوحة
ميتز (فرنسا) - منذ أشهر، تسلط الحركات النسوية حول العالم غضبها على الأعمال الفنية المعروضة في أشهر المتاحف، وخصوصا تلك التي تصور النساء وتستعرض أعضاءهن.
فلوحة “أصل العالم” لغوستاف كوربيه (1866) المعروضة في مركز بومبيدو في ميتز، خربت الاثنين بعد أن ألقي عليها طلاء أحمر، في حادثة اعتبرها البعض “عملا إجراميا” من “نسويات متعصبات”، بينما رأى آخرون أنها خطوة فنية.
وقال المتحف الذي شهد أيضا عملية سرقة للوحة أخرى، إن عمل غوستاف كوربيه، الذي يمثّل جهازا تناسليا أنثويا، كان “محميا خلف واجهة زجاجية”.
هذا التحرك، الذي نظمته فنانة الأداء الفرنسية اللوكسمبورغية ديبورا دو روبرتيس، أقيم تحت عنوان “عدم الفصل بين المرأة والفنانة”.
وقالت دو روبرتيس إن امرأتين كتبتا شعار “مي تو” (أنا أيضا) على لوحة “أصل العالم”، وكذلك على عمل للفنانة النمساوية فالي إكسبورت.
في المجمل، وُسمت خمسة أعمال بعبارة “مي تو”، وفق مركز بومبيدو في ميتز، الذي أوضح في بيان أن عددا قليلا من الأشخاص “عمدوا إلى تشتيت انتباه موظفي الاستقبال والأمن، ما سمح لأعضاء آخرين في المجموعة” بوضع علامات على الأعمال المستهدفة. وقال المتحف إنه يقوم بفحص جميع الأعمال.
كيارا باريسي: نشعر بالصدمة لتخريب أعمال فنانات في قلب نضال تاريخ الفن
وقالت مديرة المتحف كيارا باريسي “مع كل الاحترام الذي نكنّه للحركات النسوية، نشعر بالصدمة عندما نرى عمليات تخريب تستهدف أعمالا لفنانين، وخصوصا لفنانات نسويات في قلب نضال تاريخ الفن”.
ويُظهر مقطع فيديو أرسلته ديبورا دو روبرتيس إلى وكالة الأنباء الفرنسية، امرأة تضع علامة على لوحة كوربيه الشهيرة بالطلاء الأحمر، فيما تقوم امرأة أخرى بخطوة مشابهة على لوحة مختلفة. ثم هتفت المرأتان “مي تو” (أنا أيضا)، حاملتين رذاذ الطلاء في أيديهما، قبل أن يسحبهما عناصر الأمن نحو المخرج.
وأوضحت الفنانة أنها أرادت “تحدي تاريخ الفن” خصوصا من خلال وضع علامة “مي تو” على هذه اللوحة الشهيرة “لأن المرأة هي أصل العالم”.
وقال المدعي العام في ميتز إيف بادورك إن شابتين، من مواليد 1986 و1993 ومن دون سوابق جنائية، تم احتجازهما في وقت مبكر من بعد الظهر لدى الشرطة.
وفُتح التحقيق الموكل إلى دائرة الشرطة القضائية المشتركة بين الإدارات في ميتز بناء على تهمتي “إتلاف أو إلحاق ضرر بممتلكات ثقافية أثناء اجتماع” و”سرقة ممتلكات ثقافية أثناء اجتماع”، بحسب القاضي.
وقد يكون شخص ثالث، لم يتم القبض عليه، وراء سرقة العمل الفني، بحسب بادورك.
والعمل المسروق، عبارة عن تطريز أحمر على القماش من تصميم أنيت ميساجيه ويعود للعام 1991. وأكدت دو روبرتيس أن المتحف يسعى إلى “إعادة الاستحواذ” على العمل الفني.
ونشرت الفنانة مقطع فيديو لفترة وجيزة على منصة إكس تظهر فيه وهي تنتزع اللوحة من الإطار الذي كانت معروضة فيه، وهو عبارة عن قماشة بمقاسات 39.5 سنتيمترا بـ31.5، قبل وضعها في كيس أسود على مرأى من زائر ومصور. وفي الخلفية، كانت تتردد صرخات “أنا أيضا” في صالة العرض.
وقال رئيس بلدية ميتز فرنسوا غروديدييه من حزب “الجمهوريون” اليميني إنه “شعر بالغضب والصدمة” من محاولة تشويه لوحة كوربيه، متحدثا عن “عمل إجرامي ضد عمل كبير من تراثنا”.
ودخلت لوحة “أصل العالم”، التي رُسمت عام 1866، إلى مجموعات متحف أورسيه عام 1995. وقد تم تداول العمل، الذي اشتهر في جميع أنحاء العالم، مرات عدة وكان آخر مالك خاص له هو المحلل النفسي الفرنسي جاك لاكان.
وسبق أن غُرّمت ديبورا دو روبرتيس بتهمة التعري أمام كهف مزار لورد في عام 2018، كما تمت تبرئتها مرات عدة بعد أفعال مماثلة، لاسيما في عام 2017 لتعرّيها في متحف اللوفر أمام لوحة “الموناليزا” في باريس.
لوحة "أصل العالم" المعروضة في مركز بومبيدو في ميتز، خربت بعد أن ألقي عليها طلاء أحمر، في حادثة اعتبرها البعض "عملا إجراميا" من "نسويات متعصبات".
الأربعاء 2024/05/08
انشرWhatsAppTwitterFacebook
كلما غضب أحدهم خرّب لوحة
ميتز (فرنسا) - منذ أشهر، تسلط الحركات النسوية حول العالم غضبها على الأعمال الفنية المعروضة في أشهر المتاحف، وخصوصا تلك التي تصور النساء وتستعرض أعضاءهن.
فلوحة “أصل العالم” لغوستاف كوربيه (1866) المعروضة في مركز بومبيدو في ميتز، خربت الاثنين بعد أن ألقي عليها طلاء أحمر، في حادثة اعتبرها البعض “عملا إجراميا” من “نسويات متعصبات”، بينما رأى آخرون أنها خطوة فنية.
وقال المتحف الذي شهد أيضا عملية سرقة للوحة أخرى، إن عمل غوستاف كوربيه، الذي يمثّل جهازا تناسليا أنثويا، كان “محميا خلف واجهة زجاجية”.
هذا التحرك، الذي نظمته فنانة الأداء الفرنسية اللوكسمبورغية ديبورا دو روبرتيس، أقيم تحت عنوان “عدم الفصل بين المرأة والفنانة”.
وقالت دو روبرتيس إن امرأتين كتبتا شعار “مي تو” (أنا أيضا) على لوحة “أصل العالم”، وكذلك على عمل للفنانة النمساوية فالي إكسبورت.
في المجمل، وُسمت خمسة أعمال بعبارة “مي تو”، وفق مركز بومبيدو في ميتز، الذي أوضح في بيان أن عددا قليلا من الأشخاص “عمدوا إلى تشتيت انتباه موظفي الاستقبال والأمن، ما سمح لأعضاء آخرين في المجموعة” بوضع علامات على الأعمال المستهدفة. وقال المتحف إنه يقوم بفحص جميع الأعمال.
كيارا باريسي: نشعر بالصدمة لتخريب أعمال فنانات في قلب نضال تاريخ الفن
وقالت مديرة المتحف كيارا باريسي “مع كل الاحترام الذي نكنّه للحركات النسوية، نشعر بالصدمة عندما نرى عمليات تخريب تستهدف أعمالا لفنانين، وخصوصا لفنانات نسويات في قلب نضال تاريخ الفن”.
ويُظهر مقطع فيديو أرسلته ديبورا دو روبرتيس إلى وكالة الأنباء الفرنسية، امرأة تضع علامة على لوحة كوربيه الشهيرة بالطلاء الأحمر، فيما تقوم امرأة أخرى بخطوة مشابهة على لوحة مختلفة. ثم هتفت المرأتان “مي تو” (أنا أيضا)، حاملتين رذاذ الطلاء في أيديهما، قبل أن يسحبهما عناصر الأمن نحو المخرج.
وأوضحت الفنانة أنها أرادت “تحدي تاريخ الفن” خصوصا من خلال وضع علامة “مي تو” على هذه اللوحة الشهيرة “لأن المرأة هي أصل العالم”.
وقال المدعي العام في ميتز إيف بادورك إن شابتين، من مواليد 1986 و1993 ومن دون سوابق جنائية، تم احتجازهما في وقت مبكر من بعد الظهر لدى الشرطة.
وفُتح التحقيق الموكل إلى دائرة الشرطة القضائية المشتركة بين الإدارات في ميتز بناء على تهمتي “إتلاف أو إلحاق ضرر بممتلكات ثقافية أثناء اجتماع” و”سرقة ممتلكات ثقافية أثناء اجتماع”، بحسب القاضي.
وقد يكون شخص ثالث، لم يتم القبض عليه، وراء سرقة العمل الفني، بحسب بادورك.
والعمل المسروق، عبارة عن تطريز أحمر على القماش من تصميم أنيت ميساجيه ويعود للعام 1991. وأكدت دو روبرتيس أن المتحف يسعى إلى “إعادة الاستحواذ” على العمل الفني.
ونشرت الفنانة مقطع فيديو لفترة وجيزة على منصة إكس تظهر فيه وهي تنتزع اللوحة من الإطار الذي كانت معروضة فيه، وهو عبارة عن قماشة بمقاسات 39.5 سنتيمترا بـ31.5، قبل وضعها في كيس أسود على مرأى من زائر ومصور. وفي الخلفية، كانت تتردد صرخات “أنا أيضا” في صالة العرض.
وقال رئيس بلدية ميتز فرنسوا غروديدييه من حزب “الجمهوريون” اليميني إنه “شعر بالغضب والصدمة” من محاولة تشويه لوحة كوربيه، متحدثا عن “عمل إجرامي ضد عمل كبير من تراثنا”.
ودخلت لوحة “أصل العالم”، التي رُسمت عام 1866، إلى مجموعات متحف أورسيه عام 1995. وقد تم تداول العمل، الذي اشتهر في جميع أنحاء العالم، مرات عدة وكان آخر مالك خاص له هو المحلل النفسي الفرنسي جاك لاكان.
وسبق أن غُرّمت ديبورا دو روبرتيس بتهمة التعري أمام كهف مزار لورد في عام 2018، كما تمت تبرئتها مرات عدة بعد أفعال مماثلة، لاسيما في عام 2017 لتعرّيها في متحف اللوفر أمام لوحة “الموناليزا” في باريس.