يمام غنوم تصور "الخلاص" بلوحات تجريبية
الفنانة الشابة تؤكد أن جيلها من الفنانين الشباب يمتلك المواهب والقدرات الكبيرة في الإنجاز رغم ضعف الإمكانيات وصعوبة العمل والإنجاز.
الجمعة 2024/04/19
مواضع غير مباشرة مفعمة بالتفاصيل
دمشق - فتحت الفنانة التشكيلية الشابة يمام غنوم أبواب التأمل في أعمالها من خلال معرضها الفردي الأول بعنوان “الخلاص”، والذي جاء نتيجة بحث فني تراكم في عدة سنوات من العمل والتجريب.
ويتضمن معرضها، الذي يستضيفه متحف دمر ويستمر حتى الخامس والعشرين من أبريل، 30 عملا فنيا بأحجام كبيرة وبتقنيات متعددة ضمت الزيتي والأكريليك والمائي والأحبار والكولاج وبأسلوب مزج بين الواقعي والتعبيري والتجريدي بعجينة لونية كثيفة وضربات فرشاة قوية ونزقة وألوان حارة نسبيا.
وقدمت الفنانة لمعرضها بالقول “إن ‘الخلاص’ رحلة فنية تدعوك إلى استكشاف حميمي عندما تتداخل الخسارة والصمود، من خلال لوحات زاهية وتجسيد بالفراغ، حيث يلتقط هذا المشروع جوانب العواطف الجميلة والمؤلمة. إنه تكريم لروح الإنسان وموطن مشترك لأولئك الذين يعرفون معاناة القلوب المحطمة. في جوهره يتجاوز ‘الخلاص’ الفن المجرد، إنها لغة عالمية، جسر يربطنا جميعا. عندما تخطو إلى هذا المكان، قد تجد الراحة في الاعتراف بأننا نشارك جميعا قطعة من الإنسانية، حتى في وجه الألم”.
أسلوب مزج بين الواقعي والتعبيري والتجريدي بعجينة لونية كثيفة وضربات فرشاة قوية ونزقة وألوان حارة نسبيا
وعن المعرض الذي جاء ضمن مشروع صناعة الإبداع السوري الذي تقيمه الغرفة الفتية الدولية في دمشق قالت الفنانة غنوم إن التحضير لهذا المعرض استغرق نحو سنة “وكان أشبه بورشة عمل تضمنت بحثاً فنيا على صعيدي الأسلوب والتقنيات، وسميته ‘الخلاص’ لكونه ينهي مرحلة صعبة في رحلتي مع الفن وأبدأ معه مرحلة جديدة”، مبينة أنها ترسم لنفسها في المقام الأول وتدعو المشاهد إلى تأمل لوحاتها عبر تقديم مواضيع غير مباشرة تحتوي الكثير من التفاصيل.
غنوم التي تخرجت عام 2015 من قسم التصوير في كلية الفنون الجميلة بدمشق أوضحت أن كثافة ألوان لوحاتها تعكس شخصيتها التي تتراوح بين الحساسية المفرطة والصلابة العالية، لافتة إلى أن والدها الفنان التشكيلي الدكتور محمد غنوم داعم قوي لمسيرتها وتجربتها الفنية دون التدخل المباشر في خياراتها الفنية.
وأكدت الفنانة الشابة أن جيلها من الفنانين الشباب يمتلك المواهب والقدرات الكبيرة في الإنجاز رغم ضعف الإمكانيات وصعوبة العمل والإنجاز، مشيرة إلى أن أفراد هذا الجيل يتميزون بالتعاون والدعم الذي يتحلون به تجاه بعضهم البعض مع العمل بكل ما أوتوا من طاقة وطموح واجتهاد لرفد الحركة الفنية السورية بتجارب مهمة تعكس عمق ثقافة الإنسان السوري وحضارته، والتي تعتبر امتداداً لحضارة سورية عبر آلاف السنين.