إبراهيم تايه يرسم "بقعة ضوء" بعد تجارب معبرة عن الألم
الفنان تمرد في تجربته الأخيرة على جماليات ضمن طروحات ما بعد الحداثة.
الجمعة 2024/05/24
ألوان باردة تبث الأمل
بغداد - على قاعة المعهد الفرنسي ببغداد، ينتظم المعرض الشخصي السابع للفنان إبراهـيم تايه، تحت عنوان “بقعة ضوء”، ويضم تجربته الجديدة، بلوحات مختلفة القياسات، وبتنوع الخامات ما بين الرسم بالأكريليك على القماش، وعلى الورق المقوى، وطباعة الغرافيك، ولوحة دفترية رسمت من الجهتين، حيث تباينت موضوعاتها الفكرية “الإنسانية” في كل عمل فني.
حاول الفنان تايه الغوص في الضربات اللونية الشفافة بقدر الإمكان، إذ طغى اللون الأخضر ومشتقاته، وبعض الألوان “الفيروزية – الباردة” على مجمل أعمال المعرض، ليستشف خلالها بواطن ما تحتها من مخرجات تلفت الانتباه، عكس تجربته السابقة التي كان فيها اللون الأحمر يفرض هيمنته ولكن ببقع متفرقة هنا وهناك.
الألوان “الباردة” التي أدخلها الفنان إبراهيم في لوحاته، يحاول أن يبث فيها روح الأمل والتفاؤل والمستقبل بقدر الإمكان، بعدما كانت موضوعاته السابقة في معرضه السادس “تباين” تتلخص في هيمنة الأسود والأحمر ومشتقاته، التي جاءت فيها آلام عميقة للإنسان العراقي، حيث رسم جميع لوحات ذلك المعرض أثناء مكوثه في البيت، وهو يحاول الوقاية من كورونا هذا الفايروس الخبيث، الذي قتل الملايين من البشر!
ويتخذ الفنان إبراهيم تايه، من التجريب الفني المتواصل، في الفن مكانته العالية لارتباطه بفلسفة العصر، وسرعته الكبيرة، في كل معرض خاص به، كون الفن وسيلة بلغة بصرية متقدمة، تتيح للمتلقي تأسيس تأويلاته الفكرية والجمالية فيها. فإدراك الجمال لا يتم إلا عن طريق الحدس المستقبلي، من خلال استبطان النفس التواقة لظرفها ومكانها، وهذا ما يشد الفنان إلى الابتعاد عن اللغة المباشرة أو الصريحة، في الخطاب الفكري والجمالي والغور في عوالم التجريب المتواصل، والبحث العميق في الشكل واللاشكل، والعلاقات والرموز وفق دلالات فكرية ترتبط حقيقة بجوهر ذي طابع مطلق للمفاهيم الرؤيوية.
الناقد الدكتور شوقي الموسوي، كتب في تجربة إبراهيم: ثمة أفكار ومقولات تقويضية ما بعد حداثوية معادية للعقلانية، تمردت على النظريات الكبرى ففقدت شرعيتها في مجتمعنا المعاصر، فأسهمت في هجر الإنسان للميتافيزيقا والمركزية والاقتراب من اللاعقلانية ومن حافات الواقع المهمش.
وتجربته في معرضه الحالي هي امتداد “مختبري” لتجارب عديدة سابقة، يطرحها أمام المتلقي لتأسيس وترسيخ نوع من التواصل الذهني المقبول، أو “المتعاطف”، عسى أن يكون قد وفق في خلق توازن يشد به من أهميته ما بين الأشكال ومضمونها المعبر عن كوامن النفس واهتماماتها.
الفنان إبراهيم حسين تمرد في تجربته الأخيرة على جماليات ضمن طروحات ما بعد الحداثة، فأنتج أشكالا جديدة، مغايرة لأفق التوقع، منحتنا قبسا من الدهشة والمتعة الجمالية، بعيدا عن اليقين وقريبا من التغريب.
فيما كتب الناقد فاضل ضامد في تجربة تايه “اليوم كان مختلفا في عرضه لمجموعة من البياض التي ضمنت شخوصه الشبحية المترفة بضربات الفرشاة السريعة القلقة وهذا ما يميز الفنان بتجربته الجديدة عن تاريخه الفني”.
الفنان إبراهيم حسين تايه من مواليد كربلاء 1967، حاصل على دبلوم معهد الفنون الجميلة، قسم تشكيلي فرع الغرافيك عام 1991، وبكالوريوس كلية الفنون الجميلة عام 1999. سبق وأن أقام معرضه الشخصي بعنوان “تباين”، في العام الماضي على قاعة أكد، فضلا عن معارضه الخمسة السابقة التي أقامها ما بين بغداد وكربلاء والحلة، ومشاركاته العديدة داخل العراق وخارجه.
علي إبراهـيم الدليمي
كاتب عراقي
الفنان تمرد في تجربته الأخيرة على جماليات ضمن طروحات ما بعد الحداثة.
الجمعة 2024/05/24
ألوان باردة تبث الأمل
بغداد - على قاعة المعهد الفرنسي ببغداد، ينتظم المعرض الشخصي السابع للفنان إبراهـيم تايه، تحت عنوان “بقعة ضوء”، ويضم تجربته الجديدة، بلوحات مختلفة القياسات، وبتنوع الخامات ما بين الرسم بالأكريليك على القماش، وعلى الورق المقوى، وطباعة الغرافيك، ولوحة دفترية رسمت من الجهتين، حيث تباينت موضوعاتها الفكرية “الإنسانية” في كل عمل فني.
حاول الفنان تايه الغوص في الضربات اللونية الشفافة بقدر الإمكان، إذ طغى اللون الأخضر ومشتقاته، وبعض الألوان “الفيروزية – الباردة” على مجمل أعمال المعرض، ليستشف خلالها بواطن ما تحتها من مخرجات تلفت الانتباه، عكس تجربته السابقة التي كان فيها اللون الأحمر يفرض هيمنته ولكن ببقع متفرقة هنا وهناك.
الألوان “الباردة” التي أدخلها الفنان إبراهيم في لوحاته، يحاول أن يبث فيها روح الأمل والتفاؤل والمستقبل بقدر الإمكان، بعدما كانت موضوعاته السابقة في معرضه السادس “تباين” تتلخص في هيمنة الأسود والأحمر ومشتقاته، التي جاءت فيها آلام عميقة للإنسان العراقي، حيث رسم جميع لوحات ذلك المعرض أثناء مكوثه في البيت، وهو يحاول الوقاية من كورونا هذا الفايروس الخبيث، الذي قتل الملايين من البشر!
ويتخذ الفنان إبراهيم تايه، من التجريب الفني المتواصل، في الفن مكانته العالية لارتباطه بفلسفة العصر، وسرعته الكبيرة، في كل معرض خاص به، كون الفن وسيلة بلغة بصرية متقدمة، تتيح للمتلقي تأسيس تأويلاته الفكرية والجمالية فيها. فإدراك الجمال لا يتم إلا عن طريق الحدس المستقبلي، من خلال استبطان النفس التواقة لظرفها ومكانها، وهذا ما يشد الفنان إلى الابتعاد عن اللغة المباشرة أو الصريحة، في الخطاب الفكري والجمالي والغور في عوالم التجريب المتواصل، والبحث العميق في الشكل واللاشكل، والعلاقات والرموز وفق دلالات فكرية ترتبط حقيقة بجوهر ذي طابع مطلق للمفاهيم الرؤيوية.
الفنان إبراهيم تايه يتخذ من التجريب الفني المتواصل في الفن مكانته العالية لارتباطه بفلسفة العصر وسرعته الكبيرة
الناقد الدكتور شوقي الموسوي، كتب في تجربة إبراهيم: ثمة أفكار ومقولات تقويضية ما بعد حداثوية معادية للعقلانية، تمردت على النظريات الكبرى ففقدت شرعيتها في مجتمعنا المعاصر، فأسهمت في هجر الإنسان للميتافيزيقا والمركزية والاقتراب من اللاعقلانية ومن حافات الواقع المهمش.
وتجربته في معرضه الحالي هي امتداد “مختبري” لتجارب عديدة سابقة، يطرحها أمام المتلقي لتأسيس وترسيخ نوع من التواصل الذهني المقبول، أو “المتعاطف”، عسى أن يكون قد وفق في خلق توازن يشد به من أهميته ما بين الأشكال ومضمونها المعبر عن كوامن النفس واهتماماتها.
الفنان إبراهيم حسين تمرد في تجربته الأخيرة على جماليات ضمن طروحات ما بعد الحداثة، فأنتج أشكالا جديدة، مغايرة لأفق التوقع، منحتنا قبسا من الدهشة والمتعة الجمالية، بعيدا عن اليقين وقريبا من التغريب.
فيما كتب الناقد فاضل ضامد في تجربة تايه “اليوم كان مختلفا في عرضه لمجموعة من البياض التي ضمنت شخوصه الشبحية المترفة بضربات الفرشاة السريعة القلقة وهذا ما يميز الفنان بتجربته الجديدة عن تاريخه الفني”.
الفنان إبراهيم حسين تايه من مواليد كربلاء 1967، حاصل على دبلوم معهد الفنون الجميلة، قسم تشكيلي فرع الغرافيك عام 1991، وبكالوريوس كلية الفنون الجميلة عام 1999. سبق وأن أقام معرضه الشخصي بعنوان “تباين”، في العام الماضي على قاعة أكد، فضلا عن معارضه الخمسة السابقة التي أقامها ما بين بغداد وكربلاء والحلة، ومشاركاته العديدة داخل العراق وخارجه.
علي إبراهـيم الدليمي
كاتب عراقي