"مليحة" دراما توضح موقف مصر من القضية الفلسطينية
حق العودة بين الماضي والحاضر مرورا بتاريخ بطولات الجيش المصري.
الاثنين 2024/06/03
ShareWhatsAppTwitterFacebook
العودة إلى الوطن حلم متوارث
بينما تجاهلت الدراما العربية الإضاءة على القضية الفلسطينية وحيثياتها الراهنة، رأت الدراما المصرية هذا العام عبر دعم رسمي أن تخصص مسلسلا بعنوان "مليحة" تعيد التذكير فيه بتاريخ الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وأيضا المواجهات المصرية – الإسرائيلية ومواقف القاهرة من تهجير الفلسطينيين وجهودها في المساعدة، من خلال رواية درامية مشوقة.
غابت القضية الفلسطينية عن الدراما السورية خلال الموسم الرمضاني الماضي وقبله بمواسم، لتترك فراغا يصعب ملؤه بعد أيقونتها الفنية “التغريبة الفلسطينية”، إذ شكلت فلسطين ثيمة خاصة بالدراما السورية وعلامة فارقة تطبع أعمالها. لكن المفاجأة هذه المرة ووسط هذا الغياب كانت من الدراما المصرية التي قدمت مسلسل “مليحة” الذي يعالج القضية الفلسطينية، وهو العمل الوحيد وحصان السبق في الموسم الرمضانيّ على الإطلاق وسط تكهنات عديدة، فقد جاء العمل متزامنا مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
شكل هذا المسلسل علامة استفهام وتعجب وسط تساؤلات حول العلاقة المصرية – الإسرائيلية التي طالما حكمتها الدبلوماسية الصرفة، فهل حقا تمر العلاقات المصرية – الإسرائيلية على وقع الحرب على غزة بأحد أكثر منعطفاتها توترا منذ عقد اتفاقية السلام عام 1979، إذ يتبادل الطرفان رسائل متضادة بخصوص تهجير أهل غزة إلى سيناء، وفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين.
لقد كان العمل كما يقال استجابةً لـقرار فوقيّ بسرعة إنجاز هذا العمل، إذ تمَّ بدء تصوير “مليحة” قبل أسابيع قليلة جدا من الموسم الرمضانيّ، خلافا لما هو معروف وثابت عن تحضير الأعمال الرمضانيَّة قبلها بـ6 أشهر على الأقلّ.
والحقيقة التي لا لبس فيها أن هناك تبنّيا سياسيا صريحا من أعلى هرم السلطة في مصر لهذا العمل المحمَّل بالرّسائل المناهضة للاحتلال الإسرائيلي مع الانحياز التام إلى القضيَّة الفلسطينيّة وهو ما أثار حنق الصحف العبرية التي اعتبرته إثارة للجمهور العربي ضد الإسرائيليين وسط الأجواء الساخنة التي تعيشها فلسطين ولاسيما غزة، فقد أكدت الصحف العبرية مدى تأثير العمل الفني على الجمهور العربي، وقوة الدراما المصرية وعمق انتشارها وتأثيرها في المنطقة العربية.
كما أثار توقيت عرض المسلسل اهتمام وسائل الإعلام العبرية، واعتبرته استغلالا لشهر رمضان الذي يشهد نسبة مشاهدة مرتفعة، وتجمع العائلات والجاليات العربية حول الشاشات، مؤكدة رفض هذا العرض من وجهة واحدة دون أخذ بالرواية الإسرائيلية. فما الرسائل التي أرادت مصر توجيهها والتي ضمنتها مسلسل “مليحة”؟
إن إنتاج مسلسل “مليحة” بالتزامن مع ما يجري في غزة هو في حد ذاته رسالة تأكيد على تضامن مصري مع الفلسطينيين في رسالة واضحة على دعم مصر الرسمي والدائم للقضية الفلسطينية لتكون الرسالة الأولى رفض مصر ما يحدث في غزة من عدوان مؤكدة وقوفها مع الشعب الفلسطيني.
ولعل حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي حفل إفطار الأسرة المصرية يزيل أيّ شكوك بخصوص تبنّي النظام في مصر لهذا العمل الدّرامي، فقد استقبل السيسي، خلاله بطلة العمل الفلسطينيَّة الَّتي أدّت دور “مليحة”، وتم عرض لقطات من المسلسل وتبادل الإشادات بين الطرفين، على أساس كون العمل مساهمة مصريّة في دعم القضية الفلسطينية.
أما الرسالة الثانية التي ضمّنها المصريون مسلسل “مليحة” فهي استهداف مصر من الإرهاب، إذ أكد المسلسل من أولى حلقاته أن مصر مستهدفة ليس من عدو واحد بل من أعداء كثر، فهناك الجماعات متعددة الجنسيات التي تستهدف مصر على حدودها الغربية مع ليبيا وفي سيناء التي تؤوي جماعات متطرفة.
لقد أظهر المسلسل من أول حلقاته تعرض الحدود الغربية لمصر من جهة ليبيا للهجوم، وفي حلقات أخرى رأينا الجيش المصري في سيناء يواجه صراعا مع الجماعات التكفيرية. وعلى طرفي المواجهة تقدم مصر تضحيات جسام من حرس الحدود.
والرسالة الثالثة التي سعى إليها صناع العمل فهي استعراض دور القوات المسلحة عمومًا وبطولة سلاح حرس الحدود خصوصًا في حفظ الأمن القومي المصري للتصدي من الهجمات التخريبية من ناحية الحدود الغربية وفي سيناء. فالجيش المصري استطاع إفشال مخططات الإرهابيين باقتحام الحدود، فالمقدم أدهم استطاع إفشال هجوم الجماعات من ليبيا على منطقة السلوم كما أنه استطاع بعد نقله إلى العريش القضاء على خلية متطرفة.
والبطولة لم تكن فردية بل أكدت على البطولة الجماعية لحرس الحدود المصري وتفانيه في الدفاع عن وطنه.
وقامت الرسالة الرابعة على التذكير بدور مصر التاريخي ورفض المزايدة عليها من خلال مشاهد توثيقية تم عرضها في الحلقة السادسة بصوت الجد سامي مغاوري الذي يسرد الرواية التاريخية لاحتلال فلسطين، إذ تحدّث مع حفيده عن بطولات الجيش المصري في سيناء، والخسائر الكبيرة التي كبّدها لإسرائيل في حرب الاستنزاف ومعركة الإسماعيلية، ثم نجاح البحرية المصرية في إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات، وإغراق الحفار الذي اشترته إسرائيل للتنقيب في سيناء قبل وصوله إليها.
وكشف الجد من خلال سرد الأحداث ضمن مسلسل مليحة وتحديدا خال الحلقة السابعة، مقاومة الجيش المصري للعدوان الإسرائيلي في سيناء لاسترداد الأراضي المصرية، حتى وفاة الرئيس جمال عبدالناصر وتولي الرئيس محمد أنور السادات، الذي قاد الجيش المصري للنصر وتحقيق الانتصار على إسرائيل في ملحمة حربية هزت العالم، حيث عبر الجيش قناة السويس في 1973، وتم إسقاط وتدمير خط بارليف المنيع، واعترف العالم بأول انتصار عربي على إسرائيل، ما فتح باب أمل أمام الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم عنوة من أرضهم في العودة إلى ديارهم، بعد أن وافقت الأمم المتحدة على إدراج القضية الفلسطينية في جدول أعمالها.
وهناك أيضا مشهد الحوار بين المقدام أدهم والمجند بسيوني عندما حدثه عن بطولة والده في حرب أكتوبر 1973 وزملائه من خلال جمعهم الأقراص المعدنية لبيانات العدو بعد القضاء عليهم ليجمعوا جرابا مليئا بهذه الأقراص.
وجاءت الرسالة الخامسة مؤكدة على رفض أهل سيناء لأي مخطط يحاك لهم من خلال استحضار شخصية سالم الهرش وغيره من أبناء سيناء الوطنيين، فقد شهدت الحلقة السادسة من مسلسل “مليحة”، الجد يروي لحفيده حكاية الشيخ سالم الهرش، ورفضه محاولات الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، باستقلال أرض سيناء عن مصر.
وقال الجد لحفيده في أحداث مسلسل مليحة: «كانوا فاكرين إنهم يقدروا يشترونا بالمال، وبدؤوا يحرضوا أهل سيناء على الاستقلال عن مصر، وردت الولايات المتحدة وقتها وقالت أنا موافقة بس أهل سيناء يوافقوا»، ثم سافر موشيه ديان، وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي وقتها، وقابل الشيخ سالم، وانتظر ديان رده، والذي أتى بعد أيام رافضًا الاستقلال والتخلي عن مصر، مؤكدًا له أن إسرائيل ما هي إلا احتلال.
وآخر رسالة تم عرضها في مسلسل “مليحة” هي رفض التهجير لتعزيز بقاء أهالي غزة في أرضهم، فالمسلسل رسم لنا خط السير الذي تتقبله مصر وهو عودة اللاجئين إلى فلسطين وتم تجسيد ذلك من خلال رحلة عودة مليحة من ليبيا إلى غزة، هذه العودة المحفوفة بالمخاطر والتي بلا شك هي معاناة الفلسطينيين المهجرين من رفض لعودتهم.
لقد رسم صناع العمل باحترافية هذه العودة، فمليحة التي مثلت المهجرين الفلسطينين تواجه في ليبيا مقتل والديها على يد الإرهابيين ومع ذلك يبقى حلم العودة مستمرا، وعلى الحدود المصرية الليبية تتعرض مليحة وجدها وجدتها للخطر من خلال سعي أحد الإرهابيين لتفجير حافلتهم لولا حرس الحدود المصري الذي قام بإنقاذهم، لتستمر رحلة العودة ومخاطرها. تعرضت البطلة الفلسطينية لانتكاسات عديدة منها موت الجد وتعثر أوراق السفر وتعرضهم للاختطاف من قبل الإرهابيين في العريش، ومع ذلك نجحت بالوصول لغزة وهذه العودة لم تكن لتنجح لولا دعم ومساعدة المقدم أدهم الذي كان سببا لعودتها من خلال مرافقته لها من السلوم حتى الوصول لغزة، أدهم الذي هو رمز لمصر، حبكة متقنة أكدت أن مصر لن تقبل بأي مخطط تهجير للغزاويين.
رسائل جاءت واضحة وهي أن «مليحة» وشعبها هم أصحاب الأرض الحقيقيون ولن يغادروها إلى أي مكان آخر، ولن تقف مصر مكتوفة الأيدي أمام أي مخطط للتهجير.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
سامر سالم أحمد
حق العودة بين الماضي والحاضر مرورا بتاريخ بطولات الجيش المصري.
الاثنين 2024/06/03
ShareWhatsAppTwitterFacebook
العودة إلى الوطن حلم متوارث
بينما تجاهلت الدراما العربية الإضاءة على القضية الفلسطينية وحيثياتها الراهنة، رأت الدراما المصرية هذا العام عبر دعم رسمي أن تخصص مسلسلا بعنوان "مليحة" تعيد التذكير فيه بتاريخ الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وأيضا المواجهات المصرية – الإسرائيلية ومواقف القاهرة من تهجير الفلسطينيين وجهودها في المساعدة، من خلال رواية درامية مشوقة.
غابت القضية الفلسطينية عن الدراما السورية خلال الموسم الرمضاني الماضي وقبله بمواسم، لتترك فراغا يصعب ملؤه بعد أيقونتها الفنية “التغريبة الفلسطينية”، إذ شكلت فلسطين ثيمة خاصة بالدراما السورية وعلامة فارقة تطبع أعمالها. لكن المفاجأة هذه المرة ووسط هذا الغياب كانت من الدراما المصرية التي قدمت مسلسل “مليحة” الذي يعالج القضية الفلسطينية، وهو العمل الوحيد وحصان السبق في الموسم الرمضانيّ على الإطلاق وسط تكهنات عديدة، فقد جاء العمل متزامنا مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
شكل هذا المسلسل علامة استفهام وتعجب وسط تساؤلات حول العلاقة المصرية – الإسرائيلية التي طالما حكمتها الدبلوماسية الصرفة، فهل حقا تمر العلاقات المصرية – الإسرائيلية على وقع الحرب على غزة بأحد أكثر منعطفاتها توترا منذ عقد اتفاقية السلام عام 1979، إذ يتبادل الطرفان رسائل متضادة بخصوص تهجير أهل غزة إلى سيناء، وفتح معبر رفح في كلا الاتجاهين.
لقد كان العمل كما يقال استجابةً لـقرار فوقيّ بسرعة إنجاز هذا العمل، إذ تمَّ بدء تصوير “مليحة” قبل أسابيع قليلة جدا من الموسم الرمضانيّ، خلافا لما هو معروف وثابت عن تحضير الأعمال الرمضانيَّة قبلها بـ6 أشهر على الأقلّ.
والحقيقة التي لا لبس فيها أن هناك تبنّيا سياسيا صريحا من أعلى هرم السلطة في مصر لهذا العمل المحمَّل بالرّسائل المناهضة للاحتلال الإسرائيلي مع الانحياز التام إلى القضيَّة الفلسطينيّة وهو ما أثار حنق الصحف العبرية التي اعتبرته إثارة للجمهور العربي ضد الإسرائيليين وسط الأجواء الساخنة التي تعيشها فلسطين ولاسيما غزة، فقد أكدت الصحف العبرية مدى تأثير العمل الفني على الجمهور العربي، وقوة الدراما المصرية وعمق انتشارها وتأثيرها في المنطقة العربية.
كما أثار توقيت عرض المسلسل اهتمام وسائل الإعلام العبرية، واعتبرته استغلالا لشهر رمضان الذي يشهد نسبة مشاهدة مرتفعة، وتجمع العائلات والجاليات العربية حول الشاشات، مؤكدة رفض هذا العرض من وجهة واحدة دون أخذ بالرواية الإسرائيلية. فما الرسائل التي أرادت مصر توجيهها والتي ضمنتها مسلسل “مليحة”؟
إن إنتاج مسلسل “مليحة” بالتزامن مع ما يجري في غزة هو في حد ذاته رسالة تأكيد على تضامن مصري مع الفلسطينيين في رسالة واضحة على دعم مصر الرسمي والدائم للقضية الفلسطينية لتكون الرسالة الأولى رفض مصر ما يحدث في غزة من عدوان مؤكدة وقوفها مع الشعب الفلسطيني.
ولعل حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي حفل إفطار الأسرة المصرية يزيل أيّ شكوك بخصوص تبنّي النظام في مصر لهذا العمل الدّرامي، فقد استقبل السيسي، خلاله بطلة العمل الفلسطينيَّة الَّتي أدّت دور “مليحة”، وتم عرض لقطات من المسلسل وتبادل الإشادات بين الطرفين، على أساس كون العمل مساهمة مصريّة في دعم القضية الفلسطينية.
أما الرسالة الثانية التي ضمّنها المصريون مسلسل “مليحة” فهي استهداف مصر من الإرهاب، إذ أكد المسلسل من أولى حلقاته أن مصر مستهدفة ليس من عدو واحد بل من أعداء كثر، فهناك الجماعات متعددة الجنسيات التي تستهدف مصر على حدودها الغربية مع ليبيا وفي سيناء التي تؤوي جماعات متطرفة.
لقد أظهر المسلسل من أول حلقاته تعرض الحدود الغربية لمصر من جهة ليبيا للهجوم، وفي حلقات أخرى رأينا الجيش المصري في سيناء يواجه صراعا مع الجماعات التكفيرية. وعلى طرفي المواجهة تقدم مصر تضحيات جسام من حرس الحدود.
والرسالة الثالثة التي سعى إليها صناع العمل فهي استعراض دور القوات المسلحة عمومًا وبطولة سلاح حرس الحدود خصوصًا في حفظ الأمن القومي المصري للتصدي من الهجمات التخريبية من ناحية الحدود الغربية وفي سيناء. فالجيش المصري استطاع إفشال مخططات الإرهابيين باقتحام الحدود، فالمقدم أدهم استطاع إفشال هجوم الجماعات من ليبيا على منطقة السلوم كما أنه استطاع بعد نقله إلى العريش القضاء على خلية متطرفة.
والبطولة لم تكن فردية بل أكدت على البطولة الجماعية لحرس الحدود المصري وتفانيه في الدفاع عن وطنه.
وقامت الرسالة الرابعة على التذكير بدور مصر التاريخي ورفض المزايدة عليها من خلال مشاهد توثيقية تم عرضها في الحلقة السادسة بصوت الجد سامي مغاوري الذي يسرد الرواية التاريخية لاحتلال فلسطين، إذ تحدّث مع حفيده عن بطولات الجيش المصري في سيناء، والخسائر الكبيرة التي كبّدها لإسرائيل في حرب الاستنزاف ومعركة الإسماعيلية، ثم نجاح البحرية المصرية في إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات، وإغراق الحفار الذي اشترته إسرائيل للتنقيب في سيناء قبل وصوله إليها.
وكشف الجد من خلال سرد الأحداث ضمن مسلسل مليحة وتحديدا خال الحلقة السابعة، مقاومة الجيش المصري للعدوان الإسرائيلي في سيناء لاسترداد الأراضي المصرية، حتى وفاة الرئيس جمال عبدالناصر وتولي الرئيس محمد أنور السادات، الذي قاد الجيش المصري للنصر وتحقيق الانتصار على إسرائيل في ملحمة حربية هزت العالم، حيث عبر الجيش قناة السويس في 1973، وتم إسقاط وتدمير خط بارليف المنيع، واعترف العالم بأول انتصار عربي على إسرائيل، ما فتح باب أمل أمام الفلسطينيين الذين تم تهجيرهم عنوة من أرضهم في العودة إلى ديارهم، بعد أن وافقت الأمم المتحدة على إدراج القضية الفلسطينية في جدول أعمالها.
وهناك أيضا مشهد الحوار بين المقدام أدهم والمجند بسيوني عندما حدثه عن بطولة والده في حرب أكتوبر 1973 وزملائه من خلال جمعهم الأقراص المعدنية لبيانات العدو بعد القضاء عليهم ليجمعوا جرابا مليئا بهذه الأقراص.
وجاءت الرسالة الخامسة مؤكدة على رفض أهل سيناء لأي مخطط يحاك لهم من خلال استحضار شخصية سالم الهرش وغيره من أبناء سيناء الوطنيين، فقد شهدت الحلقة السادسة من مسلسل “مليحة”، الجد يروي لحفيده حكاية الشيخ سالم الهرش، ورفضه محاولات الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، باستقلال أرض سيناء عن مصر.
وقال الجد لحفيده في أحداث مسلسل مليحة: «كانوا فاكرين إنهم يقدروا يشترونا بالمال، وبدؤوا يحرضوا أهل سيناء على الاستقلال عن مصر، وردت الولايات المتحدة وقتها وقالت أنا موافقة بس أهل سيناء يوافقوا»، ثم سافر موشيه ديان، وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي وقتها، وقابل الشيخ سالم، وانتظر ديان رده، والذي أتى بعد أيام رافضًا الاستقلال والتخلي عن مصر، مؤكدًا له أن إسرائيل ما هي إلا احتلال.
وآخر رسالة تم عرضها في مسلسل “مليحة” هي رفض التهجير لتعزيز بقاء أهالي غزة في أرضهم، فالمسلسل رسم لنا خط السير الذي تتقبله مصر وهو عودة اللاجئين إلى فلسطين وتم تجسيد ذلك من خلال رحلة عودة مليحة من ليبيا إلى غزة، هذه العودة المحفوفة بالمخاطر والتي بلا شك هي معاناة الفلسطينيين المهجرين من رفض لعودتهم.
لقد رسم صناع العمل باحترافية هذه العودة، فمليحة التي مثلت المهجرين الفلسطينين تواجه في ليبيا مقتل والديها على يد الإرهابيين ومع ذلك يبقى حلم العودة مستمرا، وعلى الحدود المصرية الليبية تتعرض مليحة وجدها وجدتها للخطر من خلال سعي أحد الإرهابيين لتفجير حافلتهم لولا حرس الحدود المصري الذي قام بإنقاذهم، لتستمر رحلة العودة ومخاطرها. تعرضت البطلة الفلسطينية لانتكاسات عديدة منها موت الجد وتعثر أوراق السفر وتعرضهم للاختطاف من قبل الإرهابيين في العريش، ومع ذلك نجحت بالوصول لغزة وهذه العودة لم تكن لتنجح لولا دعم ومساعدة المقدم أدهم الذي كان سببا لعودتها من خلال مرافقته لها من السلوم حتى الوصول لغزة، أدهم الذي هو رمز لمصر، حبكة متقنة أكدت أن مصر لن تقبل بأي مخطط تهجير للغزاويين.
رسائل جاءت واضحة وهي أن «مليحة» وشعبها هم أصحاب الأرض الحقيقيون ولن يغادروها إلى أي مكان آخر، ولن تقف مصر مكتوفة الأيدي أمام أي مخطط للتهجير.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
سامر سالم أحمد