الشرق اليوم تحاور فنان الصورة الفوتوغرافية المبدع بشير بن سونة
الفنان المتألق الذي حافظ على التراث ووثق اللحظات الجميلة و كرس مجهوداته الجبارة لخدمة السياحة فهل نحافظ نحن على مسيرة فنية غنية و جديرة بالاحترام مثل مسيرته؟
منذ مدة طويلة وأنا أتابع مسيرته و حضوره الفني خطوة بخطوة، كان متميزا و مازال كذلك تجلى لنا هذا التميز من خلال نوعية الصور الفوتوغرافية التي ينشرها هنا و هناك، بشير بن سونه يغريك أولا بالعرض الافتراضي ثم يورطك بعدها لتعشق تجربته و أعماله الجديرة بالاحترام فهي تنهل من التراث الوطني المتنوع و توثق للبهاء و الافتخار و الاعتزاز بالرجولة و الشهامة من خلال لوحات و مشاهد الفنتازيا.. كأني به يقول لنا هؤلاء أجدادنا ورثونا المشعل الذي يحمل لنا النور كله، فمن يريد اطفاء هذا الضوء المفعم بالافتخار و الساكن فينا الى الأبد؟!!! اسئلة مشروعة حملها بشير في قلبه مثلما حمل كاميرته و صال وجال ليصنع مسيرة فنان لا بد أن يحترم، حافظ على كنوز ورثاها عن أجدادنا و كافح و مارس هوايته بامكانياته البسيطة ليحقق ما عجزت عن تحقيقه مؤسسات تملك ما تملك من امكانيات رهيبة…! الفنان بشير لا يطلب منا و من الدولة إلا تثمين ما يقوم به هو و غيره، و أن نقول للمحسن أحسنت و أن نكرس ثقافة الاعتراف.. الفنان بشير بن سونة الفوتوغرافي المتألق حافظ على التراث ووثق اللحظات الجميلة و كرس مجهوداته الجبارة لخدمة السياحة فهل نحافظ نحن على مسيرة فنية غنية و جديرة بالاحترام مثل مسيرته؟!!! من هذا المنطلق كان لنا معه هذا اللقاء القصير و اعدكم بحوارات أطول معه و مع فنانين أثبتوا ذاتهم في عدة مجالات تكون أعمق… من حقنا ان نسمع صوته و نرى أعماله التي تحصلت على العديد من الجوائز الوطنية و الدولية و أكدت علو كعبه الفني مقانة مع فناني العالم و الدليل حضوره الفاعل و المدهش و المبهج… إنه بشير الفن الفوتوغرافي الذي يبشرنا بعوالم المتعة متعة الصورة و الضوء القزحي الباهر، هذا الفارس الذي لا يريد ان يترجل….!
*حدثنا عن بداياتك كيف كانت؟!
في بداياتي لا أنكر انني كنت أحب الرسم و كل ما هو تشكيلي، يستهويني عالم السينما، كل فيلم أشاهده كنت أعتقد انني كنت أملك فكرته، لكن السؤال الهاجس وقتها؛ كيف أجسّد ذلك؟! أتساءل كذلك بيني و بين نفسي عن كيفية التصوير، الزوايا، الإضاءة الى آخره، ما هي التقنيات التي تستطيع أن تعطينا مثل هذه الاعمال، كيفية توفيرها… كبرت فكبرت معي الفكرة و اتسعت طموحاتي معها و أصبحت أحلم بطريقتي الخاصة… * ما مفهومك للصورة الفوتوغرافية؟! ~هي الضوء و عناصره مجتمعة.. هي كيفية اسقاط الضوء على شئ حالك ليولد الشئ الذي ننتظره ، هي كيفية تشكيل مشهد في أبهى شكل و في أحسن حُلة… هي بلغة أخرى مدى قدرتك على تطويع عدة عناصر أساسية من بينها الضوء لإيقاف لحظة أبدية.. هي صناعة حدث ما بعين فنية… هي الدهشة و الفرجة….
*برأيك هل ساهمت المعارض بنوعيها العادية و الافتراضية في تطوير هذا الفن الحديث؟!
~دون شك نعم ساهمت مساهمة فعالة و هنا سأتكلم عن تجربتي الخاصة، أنا كلما وجدت فرصة أغتنمها رغم بُعد المسافة أحيانا… من خلال المعارض التي شاركت فيها وقفت على مدى الاستفادة مثلا الاحتكاك مع المصورين، تبادل الأفكار و التجارب، و التقنيات، الاستماع الى المحاضرات والمساركة في الورشات لا سيما التي تُقدم الجديد و تجعلك تعيش الحدث بكل تفاصيله و تساهم فيه و بالإضافة الى الاستفادة من الرحلات السياحية المنظمة و زيارة ربوع الوطن… أما عن المعارض الافتراضية فهي الأخرى تُقدم لنا فائدة بل فوايد عديدة لا تُعدّ و لا تُحصى.. يكفي انها تسافر بك وتعرفك على آخر ما وصل إليه هذا الفن عالمياً، و تعطيك صورة تكاد تكون واضحة المعالم حول الأعمال و التجارب الفنية و احدث التقنيات في مجال التصوير الفوتوغرافي التي تطورت بشكل مُذهل… *.. وهل التعديلات التي تدخل كإضافات مساعدة بالوسائل الحديثة تؤثر في القيمة الفنية للصورة؟! ~إذا كنت تقصد هنا التعديلات التي تعتمد على البرامج الحديثة أي نعم هي في حقيقة الأمر مساعدة خاصة تلك الخاصة بالألوان و تلك التي تصحح الأخطاء و تبتر الهجين، مثل إزالة عائق وليد المكان مثل الأوساخ اكرمكم الله او كُتل غير مرغوب فيها يجوز فنيا إزالتها لأنها تُشوه جمالية الصورة، وعليه أظن أن التعديلات هي الأخرى عنصر أساسي يعتمد عليها و قد فرضها التطور العلمي طبعا إيجابيا…
*الموبايلات الحديثة و المتطورة جدا«الذكية» هل تراها مُكملة لآلة التصوير الكلاسيكية أم منافسة لها؟!
~بالفعل الموبايلات الحديثة لها مميزات خاصة في التقاط الصور و تعديلها تختلف من آلة الى أخرى، لكن أعتقد أن آلة التصوير هي الأساس الذي تفتقد اليه الهواتف الذكية، بمعنى آخر آلة التصوير هي الكُل مهما حاولوا تقليدها تبقى هي الروح التي لا يمكن تعويضها و هي ملح الصورة….
*لماذا تلجأ الى الاسم المستعار عادة Bachir Photographe?!
~بل هو اسمي الحقيقي بشير، عرفت به و حاولت أن أكرسه من خلال تجربتي المتواضعة، لأنه يجلب الانتباه و مؤخراً بدأتُ أوقع باسمي الكامل بشير بن سونة * حداثة وتطور آلة التصوير هل تراها مساعدة أم ضرورية للفنان الفوتوغرافي الهاوي و المحترف أم عينه الفنية هي الأهم من ذلك أم هما معاً؟! ~أصدقك القول أن حداثة آلة التصوير تُساعد بشكل أكبر و أسرع و هي الأقرب الى الاحترافية، لكن تبقى عين الفنان هي المنطلق و هي المحك…!
*ألا تخاف على صورك عند نشرها في وسائل التواصل الاجتماعي من السرقة؟!
~من منطلق أن الفن عندنا ليست له قيمة و أن «الدابْ راكب على مولاه» كما تقول العامية، لا أخاف من سرقة صوري لأنها تحمل خصوصيتي، رغم أنني أشقى لالتقاطها و اخراجها بشكل لائق و مُريح و فني كذلك… نحن نعاني من غياب المعارض المحترفة التي تعطيك حقك، لقد زرعوا فينا الاحباط و سوق بيع الصور كذبة كبرى صدقناها لكن في الغرب الأمر مختلف فبامكان صورة أن تُغير حياتك…! *أعلم أنك متذمر و هذا من حقك، بالمناسبة أريد منك كلمة أخيرة تريد أن تقولها و حالت بعض الظروف دون ذلك؟! ~صدقت.. كأنك تقرأ مسبقاً أفكاري… أريد أن أصرخ و أقترح على الدولة بل أطلب منها التدعيم و الدعم، الفنان في بلادي يموت في اليوم ألف مرة، و المصور الفوتوغرافي صورة مصغرة يعاني التهميش هو الآخر و تُهضم حقوقه رغم أنه ساهم مساهمة فعالة في الترويج للسياحة و الحفاظ على التراث المادي و اللامادي… إذاً حافظوا علينا مثلما حافظنا نحن على نشر الجمال و ثقافة الصورة و الوجه الحضاري للأمة… و بالمناسبة أشكر المُحاور و من خلاله جريدة الشرق اليوم الالكترونية التي أتاحت لنا الفرصة لنعبر عن انشغالاتنا و همومنا و أحلامنا، و دام الاعلام الجواري المسؤول. ……………………
اجرى الحوار : توفيق بوقرة