تويت
عمارة المساجد
عمارة المساجد هي أحد أشكال فن العمارة الإسلامية، ويتسم هذا الشكل المعماري بالقباب والأسواق والأقبية، ولا تقتصر العمارة الإسلامية على تشييد الأبنية الدينية وإنما يبني المسلمون أبنية أخرى تؤدي وظائف مختلفة، ويعدّ المسجد المركز الثقافي والاجتماعي للمسلمين، والذي يجمع بين العبادة ومناقشة الموضوعات التي لها صلة بالحياة اليومية، وأول مسجد وُجدَ في التاريخ هو بيت الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، واحتوى بيته عليه السلام على سمات مختلفة وتصاميم أساسية استُخدمَت لاحقًا في بناء المساجد.[١]
أنواع عمارة المساجد
يمكن تقسيم المساجد وتصنيفها على عدة معايير، وفيما يلي تقسيمها بناءً على الحجم والشكل:
أنواع المساجد بناءً على الحجم
بناءً على الحجم يوجد نوعين من المساجد، وهي المسجد الجامع، والمسجد الأصغر، والمسجد الجامع هو المسجد الذي صمّمَ ليستوعب عددًا كبيرًا من المصلين، أو مجتمع بأكمله، ولهذا سُميَ بالمسجد الجامع، أما المسجد الأصغر من ناحية الحجم فهو المخصص لمجموعة عرقية معينة.[١]
أنواع المساجد بناءً على الشكل
يمكن تصنيف المساجد بناء على ثلاثة أشكال أساسية، وهي كما يلي:[٢]
مساجد الأعمدة
انتشر هذا النوع من المساجد على نطاق واسع في الدول الإسلامية وهو أقدم الأنواع، وكان مُستوحى من شكل بيت الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ويعد الجامع الكبير في مدينة القيروان في تونس من أبرز الأمثلة على مساجد الأعمدة، وهو على شكل مستطيل، فيه قاعة كبيرة مدعومة بأعمدة، وفناء داخلي كبير يُسمى الصحن، وفيه مئذنة مكوّنة من ثلاث طبقات، وحتى المسجد من الداخل يحتوي على أعمدة كثيرة، وتوجد مقصورة على الجانب الأيمن من محراب المسجد، وهي منطقة مخصصة للحاكم، توجد في بعض المساجد وليس في جميعها، من الأمثلة الأخرى على هذا النوع من المساجد مسجد قرطبة، وغيرها الكثير، فقد استُخدمَ مخطط الأعمدة للمساجد على نطاق واسع في المناطق الإسلامية قبل ظهور مخطط الإيوان الأربعة.
المساجد ذات الإيوان الأربعة
ظهرَ هذا الشكل الجديد من المساجد في القرن الحادي عشر، والإيوان عبارة عن مساحة كبيرة مقببة مفتوحة من جهة واحدة على فناء المسجد، وتطور الإيوان قبل وجود الإسلام في إيران، فارتبط ارتباطًا وثيقًا بفن العمارة الفارسية، واستمر استخدامه في العمارة الأثرية في العصر الإسلامي، وبحلول القرن الحادي عشر في إيران جرى تحويل المساجد ذات الأعمدة إلى مساجد مكونة من أربعة إيوانات، ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع من المساجد المسجد الكبير في أصفهان، والإيوان هو مساحة كبيرة مقببة وغالبًا ما يواجه القِبلة وموجودة حول الفناء، ويتكرر هذا النمط المعماري أربع مرات على جميع جوانب المسجد.
المساجد ذات المخطط المركزي
ابتكرَ هذا النمط المعماري المهندس المعماري العثماني معمار سنان، فلم يكن من الشائع لدى العثمانيين استخدام نمط الإيوانات الأربعة في مساجدهم، وكان من أشهر هياكلهم المعمارية قبة آيا صوفيا، ولكن معمار سنان ابتكر هذا الأسلوب في المساجد العثمانية لينافس الأسلوب المعماري لآيا صوفيا، وجرّب نمط المخطط المركزي في سلسلة مساجد في إسطنبول لحين بناء مسجد سليم الثاني في أدرنة بتركيا، الذي يعد بمثابة أعظم تحفة فنية في العمارة العثمانية، وأخذ هذا النمط شكل قبة ضخمة، مع مساحة داخلية كبيرة على شكل ثماني الأضلاع مع ثماني أرصفة ضخمة، بالإضافة إلى الأقواس الصغيرة والكبيرة المؤطرة بفتحات للتهوية، بينما ملأ المساحات الكبيرة بالإضاءة والألوان.
السمات المشتركة في عمارة المساجد
على اختلاف أشكال المساجد وأنواعها، فلها سمات مشتركة، وهي كالآتي:[٣]
فناء المسجد (الصحن): وهو المساحة الكبيرة المفتوحة المجاورة لقاعة الصلاة الكبيرة، ويوجد فيها غالبًا نافورة، يمكن الشرب منها أو استخدام مياهها للوضوء.
المحراب: هو مكان موجود على أحد جدران المسجد، يشير إلى اتجاه القِبلة في مكة المكرمة، ويُطلق على الجدار الذي يُقام عليه المحراب اسم جدار القِبلة.
المئذنة: هي برج عالٍ مجاور للمسجد أو متصل به، يُستخدم لإعلان الصلاة، والمئذنة من الأشكال المعمارية الدالة على وجود مسجد والتي توحي إلى الدين الإسلامي مباشرةً، وعلى العموم تتخد المآذن أشكالًا عدّة، وقد يوجد في المسجد أكثر من مئذنة.
القبّة: قد يحتوي المسجد على قبة واحدة أو أكثر، وللقبة أهمية كبيرة من داخل المسجد إذ إنها ترمز إلى قبو الجنة، وغالبًا ما تكون مليئة بالزخارف التي تؤكد على رمزيتها هذه، وتتخذ الزخارف الإسلامية داخل المساجد أشكالًا هندسية، أو نباتات معقدة، أو أشكالًا نجمية.
مفروشات المساجد: تشترك المساجد في مفروشاتها أيضًا، مثل إفريز خطي كبير فوق المحراب، والإفريز هو شريط زخرفي، والنقوش الخطية الموجودة عليه تكون اقتباسات من القرآن الكريم في معظم الأحيان، وتوجد في المساجد أيضًا مصابيح مزخرفة معلقة، وسجاد.