تويت
آثار ربيعة...قصة حضارات وأمم
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
إلى الشرق الجنوبي من بلدة "البارا"، وعلى مسافة تقدر بـ(2) كم، تقع آثار "ربيعة" على هضبة تتميز بكثرة صخورها الوعرة المنسجمة بألوانها مع ألوان الطبيعة المحيطة.
.
هذه القرية الأثرية التابعة لناحية "كفرنبل"، والتي تبعد عنها إلى الشمال الشرقي (خمسة كيلومترات) كانت تتبع مدينة "شنشراح" الأثرية إدارياً، وتتميز بأنصابها التي تضم تماثيل نافرة كرمز للشمس، ورموز زخرفية أخرى، وكنيسة..
.
هذه الكنيسة هي عبارة عن (بازليك) ذات سوق واحدة، وهي فريدة بنموذجها المعماري، ويوجد على حنيتها سطر كتابي باللغة السريانية يعود إلى (القرن الرابع الميلادي)، وتنبع أهميتها من موقعها الجغرافي الذي يقع بين (أفاميا وأنطاكية).
.
احتلها الفرنجة عام ( 1099م) مع جاراتها من المدن الأثرية (سرجيلا، شنشراح، رويحة، البارة، وغيرها)، وحررها "نور الدين الزنكي"
عام(1151م)..
.
ومن نظرة متفحّصة لهذه المدينة نشاهد التأثر الروماني المعماري في مبانيها، وهذا يدل على أن السكن كان مبكراً، ولعله بدأ قبل السكن في جاراتها من المدن المذكورة.
.
تتميز هذه القرية ببيوتها الواسعة التي تبين أنها كانت مكتظة بالسكان، وبساحات تلك البيوت المترامية أمام المنازل.
وفي الجهة الغربية منها يوجد بوابة تعلوها رسمة نافرة لفارس
يمتطي جواد وبيده صولجان، لكن وللأسف فإن جزءا من هذه المنحوته قد خرّب بفعل فاعل.
.
وتتميز هذه القرية الأثرية أيضاً بصهاريج المياه المخفية تحت الأرض والمسقوفة بقطع حجرية ضخمة،
وأما البيئة المحيطة بآثار "ربيعة" فتظهر كثافة زراعة المنطقة قديما بأشجار الزيتون وأشجار الكرمة، حيث كانت تجارة الزيت والخمور من أهم الصادرات التي تنطلق إلى (اليونان وصقلية ومالطة) إضافة لبعض الدول الأوربية الأخرى.
.
وفي كتاب (التاريخ الأثري للأوابد العربية الإسلامية) في محافظة إدلب يذكر الدكتور "فايز قوصرة" أنّ في "ربيعة" مقام إسلامي، ومحراب من العصر الوسيط بداخل المعمودية،
وفيها كتابات غير مكتشفة من أهمها:
▪︎شاهدة قبر مؤرخة في سنة 651هـ عليها كتابات مؤلفة من خمسة أسطر "بسم الله الرحمن الرحيم كل نفس ذائقة الموت. توفي محمد بن عبد الرحمن رحمه الله سنة إحدى وخمسين وستمائة"
.
، ويتابع د. فايز ذاكراً أنّ الكتابة غير متقنة كغيرها، وكذلك كلمة سنة، لينهي حديثه عن وجود مسجد مازالت معالمه قائمة إلى اليوم...
.
أخيراً من أراد أن يهرب من صخب المدينة وضجة الشوارع ومن صخب الحياة وهمومها عليه فقط أن يتجه إلى ربيعة.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
سورية السياحية
