معبد "جوبتير" في دمشق يعود لـ 1200 سنة ق.م
معبد حدد الارامي☆ معبد جوبيتير الروماني☆ الجامع الاموي الدمشقي
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
في دمشق كل بقعة تحكي بعضاً من جوانب الحضارة فأقدم عاصمة مأهولة في العالم تضم أوابد تروي تاريخاً يعود إلى آلاف السنين ولدى زيارتك لجامعها الأموي الأشهر تطالعك عند سوق "المسكية" عدداً من الأعمدة والقناطر التي هي بقايا معبد "جوبيتير" أعظم معابد العصر الروماني فخامة واتساعا.
.
هذه الأعمدة هي بقايا معبد قديم بناه الآراميون لعبادة الإله "حدد رومون" (إله الخصب والرعد والمطر) في مطلع الألف الأول قبل الميلاد.
ومن غير المعروف بالضبط كيف كان شكل المعبد، لكن يُعتقد أنه اتبع الشكل المعماري السامي الكنعاني التقليدي، الذي يشبه "معبد القدس"، وقد بقي حجر واحد من المعبد الآرامي يعود إلى حكم الملك "حزئيل"، وهو معروض حالياً في المتحف الوطني بدمشق.
.
و في العهد الروماني تمت توسعة المعبد من قبل المهندس المعماري الشهير "أبولودوروس الدمشقي" وأطلق عليه اسم (معبد جوبيتير) نسبة إلى الإله (جوبيتير أو المشتري) كما عرفه أهل دمشق..
.
أثار تناسق وأبعاد معبد جوبيتر اليوناني الروماني الجديد إعجاب السكان المحليين،و كان هناك برج واحد في كل زاوية من زوايا الفناء الأربعة. التي استخدمت لإجراء طقوس تتماشى مع التقاليد الدينية السامية القديمة حيث كانت تقدم التضحيات على الأماكن المرتفعة.
.
ويشير حجمه الكبير إلى أن التسلسل الهرمي الديني للمعبد، الذي رعاه الرومان، كان له تأثير كبير على شؤون المدينة.
وبدلًا من أن يكون مخصصًا لإله واحد، جمع (المعبد الروماني) كل الآلهة التابعة للسماء والتي كانت تُعبد في المنطقة مثل 《هدد وبعل شمين وذو الشرى》في زيوس "النجم السماوي الأعلى".
.
حصل معبد جوبيتر على المزيد من الإضافات خلال الفترة المبكرة من الحكم الروماني للمدينة، والتي بدأها في الغالب كبار الكهنة الذين جمعوا الاموال من المواطنين الأثرياء في دمشق.
.
يُعتقد أن الفناء الداخلي، أو "تيمينوس" قد اكتمل بعد وقت قصير من نهاية عهد أغسطس في عام 14 م. حيث كان محاطًا بفناء خارجي، أو "بيريبولوس" يتضمن سوقًا، والذي بُني على مراحل حسب ما تسمح به الأموال، وانتهى منه في منتصف القرن الأول الميلادي.
في ذلك الوقت بُنيت البوابة الشرقية أو "البروبيلايوم" لأول مرة. ووسعت البوابة الرئيسية لاحقًا في عهد "سيبتيموس سيفيروس" (حكم من 193 إلى 211 م).
.
و في مطلع القرن الرابع الميلادي تم فصل المعبد عن المدينة بمجموعتين من الجدران علماً أن:
▪︎ جدار المجموعة الأولى أكبر من جدران الثانية وامتدت على مساحة واسعة شملت السوق.
▪︎أما جدران المجموعة الثانية فأحاطت بحرم معبد "جوبيتير" الأصلي و هو أكبر معبد روماني في سورية ولا تزال بقايا هذا المعبد موجودة حتى الآن غرب الجامع الأموي حيث تظهر بقايا الأعمدة الرومانية ذات التيجان الكورنثية ومقدمة القوس الرئيسية في المعبد.
.
وتعرف البوابة الغربية لمعبد "جوبيتر" ب"باب البريد"، ولاتزال معالمها المذهلة موجودة حتى اليوم.
تبدأ ببوابة رومانية فخمة ذات ثلاث فتحات مكرسة للإمبراطور الروماني "سيبتوس سيفيروس"، ومن ثم يأتي رواق من الأعمدة والأقواس كانت قد أضيفت في عهد لاحق.
.
وقد كان المعبد مؤلفاً من ثلاثة أقسام:
1- الهيكل: وكان متجهاً من الشرق إلى الغرب.
2- التيمينوس: وهو صحن مستطيل بجدران عالية وأروقة وله أربعة أبواب تقع في نهاية تقاطع منصفي أضلاع الصحن.
3- الباريبول: وهو رواق مستطيل يحيط بالتيمينوس وله أربعة مداخل، ومازالت آثار هذا الرواق واضحة في أنحاء مختلفة غربي وشرقي الجامع الأموي.
.
وكان معبد"جوبيتير" واحدًا من أهم المعابد في المدينة القديمة.
وكانت هذه المعابد عبارة عن مجموعة من الهياكل الضخمة والأعمدة المزينة بالزخارف الفنية.
وكانت مركزًا للعبادة والشعائر الدينية، حيث كان يأتي المؤمنون للتبجيل والصلاة وتقديم القرابين ل"جوبيتر"، الإله الرئيسي في الديانة الرومانية.
وكانت هذه المعابد تعتبر رمزًا للسلطة والقوة الرومانية في المنطقة، وكانت توجه رسالة واضحة عن الهيمنة الرومانية وتأثيرها في المجتمعات المحلية. .
.
كانت مساحة المعبد اكبر باربعة مرات من المساحة الحالية للجامع الاموي ، تصل حدوده الى:
▪︎ (سوق البزورية) حاليا من جهة الغرب ،
▪︎والى منطقة (العمارة) من جهة الشرق.
.
يظهر قدس الاقداس (المحراب) من جهة الشرق و هي جهة المعابد الرومانية المعتادة .
وتبدو في احدى الصور مدينة دمشق الرومانية كما كانت و يبدو نهر بردى من جهة الشمال و كان نهر يساهم في الدفاع عن المدينة من جهة السور الشمالي لانه بجانب السور.
.
بقايا المعبد موجودة ضمن و حول الجامع الأموي في دمشق، يعود تاريخ بنائه الى مرحلة متأخرة من العهد الآرامي، لحوالي 1200 سنة قبل الميلاد،
.
لم يبق من المعبد إلا بضعة أعمدة و جزء من قوس النصر قبالة باب الجامع الأموي و جزء من سور المعبد في الزقاق الخلفي للجامع "حي القيمرية" يضم أعمدة و بوابات ضخمة على أطرافها فجوات لتوضع التماثيل،
و هناك جزء كبير من المعبد "قدس الأقداس" كان موجودا" داخل الجامع الأموي،
.
و تتناثر أجزاء من آثار هذا المعبد داخل بيوت و محلات و خانات المدينة القديمة المحيطة بالجامع الأموي،
.
و قد استخدم في بناء هذا المعبد الأحجار القديمة ذات الحجوم الكبيرة و التي تعود لأكثر من 5000 سنة ق.م لبداية العهد الآرامي، و يتميز بكثافة و تنوع الزخارف المحفورة بدقة عالية تبرز صناعة الحرفي الدمشقي .
.
كانت المدينة مضرب مثل للحضارة و التجارة و الرقي في العالم بذلك الوقت .
أثناء اضطهاد الوثنيين في أواخر الإمبراطورية الرومانية، حوّل "ثيودوسيوس الأول" المعبد إلى كنيسة مخصصة ل"يوحنا المعمدان". وبعد الفتح الإسلامي لدمشق عام 635م، حوّله "الوليد بن عبد الملك" إلى الجامع الأموي.
.