ضهر صفرا...الجبل الاصفر..القرية الضائعة بين البحر والجبال..
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
اجتماع الجبال والوديان مع البحر وجمال الإطلالات إلى جانب العوامل المناخية والأثرية؛ جعلت منها واحدة من أجمل قرى الساحل السوري ذات الأهمية السياحية.
.
"ضهر صفرا" الجميلة المحمولة على اجنحة الفينيق..والقابعة على الساحل السوري في منتصف المسافة بين (بانياس وطرطوس) ...
والتي كانت منارة للسفن منذ القديم وحتى عصر البوصلة البحرية
.
"ضهر صفرا" قرية جبلية تطل على الساحل السوري تتميز باطلالتها الرائعة على المناظر الطبيعية الخلابة من بحر وجبل وعشب وشجر..حيث يمكنك مشاهدة الشاطئ الممتد من "اللاذقية" الى "طرطوس" ....
.
وهي من القرى التابعة لناحية "الروضة" التابعة إدارياً إلى مدينة "بانياس"
و تبعد مسافة 25 كيلو متراً عن مدينة "طرطوس"، و15 كيلومتراً عن مدينة "بانياس"، وتتبع لها عدة قرى تحيط بها، منها: "حيبو"، و"كرميّا"، و"عين أبو سريسة"، و"قرقفتي"، و"الجنينة"، و"الحارا"، و"المقعبرية"، و"بيت جناد"، و"حليانا"، و"بلمانا"، و"بيت خضر"، و"بيت الهرس"، و"الخراب".
وتعد قرية "الجنينة" هي الأكبر نسبيا و تحتوي على العديد من الاطباء والمهندسين بين ابنائها
.
يبلغ عدد السكان في "ضهر صفرا" مع مايتبع لها من القرى(13500) نسمة، يمثلون فيما بينهم ومع القرى المجاورة نسيجاً اجتماعياً متجانساً وجميلاً.
.
تقع على جبل يرتفع حوالي 300 متر عن سطح البحر .
وتعتبر إحدى قرى الاصطياف في محافظة طرطوس حيث تمتلك سائر المواصلات والامكانيات من أرض وخدمات تتجدد باستمرار ...
كما تجمع في أرضها بين السهل والجبل والبحر الذي تطل عليه من مسافة 3 كم بينما لا تبعد عن بلدة الروضة سوى 1 كم إلى الغرب منها..
وترتفع النواة القديمة 260 متراً وهي تمتد على مرتفع طولاني تنتشر على هامته طبقة من الخبث البركاني ، وهي يشكل وحدة جغرافية وجيولوجية مع هضبة "قرقفتي" يبلغ عمرها 60 مليون سنة...
.
تشرف القرية على السهل الجنوبي لمدينة "بانياس"، وهي من إحدى المناطق الجبلية الأكثر قرباً من البحر في الساحل السوري، وهذا أكسبها إطلالة بحرية تمتد من "بانياس" شمالاً، حتى "طرطوس" جنوباً، وتشرف على القرى الجبلية من جهة أخرى..
.
وعن معنى تسميتها:
"الضهر" هو التسمية المحلية للمرتفع الذي تقوم القرية فوقه والذي يطل على الجهات المحلية ويعلوها . اي هو أعلى الجبل،وهو مقدمته التي يخالف لونها سائر لونه،
▪︎و"صفرا" قد تكون تسمية عربية بمعنى الصفراء، أو سريانية أو آرامية تعني الصباح أو الطائر الصغير كالعصفور،
▪︎وفي الكلدانية صفورة تعني الصباح أو المنير، وبهذا يكون معنى التسمية "جبل الشروق"
▪︎و يقال هي كلمة سريانية تعني تماما : جبل الصباح...ويلفظ طورو صفرو
.
تشرف القرية من جهة الشمال على "وادي ضهر صفرا" الذي عمق السيل مجراه فتكشف عن الصخور الحوارية ذات اللون الأصفر ما أكسب الضهر والوادي صفة (الصفرا) المضافة لهما ..
.
جدير بالذكر أن قرية "ضهر صفرا" القديمة كانت قائمة شرقي موقعها الحالي في المنطقة المسماة / الضهيرات/ على سفوح الجبل وفي بطون الوادي وقرب عيون المياه هنالك وذلك قبل أن تبنى القرية الجديدة حيث هي اليوم منذ ما يقارب مئتي عام.
.
أما في الدراسة الجيولوجية للقرية فيذكر بأن ثم بركان خامد كان نشطاً ذات يوم وما تزال فوهته قائمة في موقع "بير الراس" على بعد 1 كم جنوب شرقي بلدة "الروضة" ...
.
من أهم المباني الأثرية في القرية يذكر :
◘ - كنيسة "الملكية" قرب "عني شاما" وهي كنيسة أثرية مهجورة وكانت عبارة عن منارة ثم تهدمت على أيدي المحتلين الأتراك أثناء الحرب العالمية الأولى .
.
◘ - كنيسة "مار جرجس" وهي كنيسة تعود في بنائها إلى القر ن التاسع عشر الماضي حيث بنيت على أنقاض كنيسة أقدم منها ثم جدد بناؤها وترممت عام 1960 م
.
◘- دير السيدة "بلمانا"، الذي يرتاده الزوار من كافة أنحاء "سورية" ومن خارجها لما فيه من جمالية وخصوصية في البناء وتعليم الحضارات والثقافات،
◘ - أيضاً مزار القديس "شربل" الواقع ضمن موقع سياحي لافت للأنظار بروعته،
.
◘ - كما يشترك أبناء قريتي "ضهر صفرا" و"قرقفتي" بمزار واحد يقدسه المسلمون والمسيحيون معاً إذ يسميه المسلمون (ضريح الشيخ محمد الرياحي) بينما يسميه أخوتهم المسيحيون ب(دير مار مانوس) ويعد هذا المزار رمزاً للتآلف بين المواطنين وعنواناً للوحدة والصلة الروحية والوطنية بينهم .
◘ - والجامع الأثري في "قرقفتي"..
.
كما طرحت البلدية عدة عقارات من أملاكها البحرية مع وزارة السياحة لاستثمارها كشاطئ مفتوح ومخيمات بالقرب من الشاطئ المهجور في قرية "الخراب"
.
ومن الآثار الأخرى المتناثرة في القرية:
◘ - (وادي الشيخ منصور) حيث تقوم المغاور والدهاليز والنواويس التي استخدمت كمدافن منذ العهد البيزنطي كما تم العثور على الكثير من اللقى والأواني الفخارين فيه .
.
◘ - خرائب "ضهر صفرا" التي كانت قائمة في موقع (الضهيرات) حيث تتناثر بقايا غابة سنديانية معمرة
.
لقد انتقل بعض أبناء قرية "ضهر صفرا" وجاراتها إلى أراضيهم السهلية في مزرعة "الخراب" في (سهل الخراب) في القسم الجنوبي ل(سهل بانياس الساحلي) واستقروا فيها للعمل بالزراعة المروية العالية المردود وهو سهل واسع يمتد على بعد 3 كم إلى الغرب من القرية .
.
يذكر في تاريخ القرية التعليمي أن ثانوية (أبي العلاء المعري) الخاصة فيها كانت تشكل مع ثانوية (المعلم يوسف الباني) وهو لبناني أو (ثانوية بانياس الوطنية) أقدم ثانويتين في منطقة بانياس جميعها.. ولا تزال تلك المدرسة الشهيرة قائمة تحمل الاسم نفسه حتى الان .
.
تعد قرية "ضهر صفرا" من أغنى القرى بالمياه إذ تنبثق في أراضيها جملة من الينابيع والعيون منها : عين البيضا – عين الشراشير – عين أبو سنانير – عين الجوبة – عين شاما – عين الحور وعين الشرشار ... وهي عيون غزيرة لا تجف على مدار الفصول
.
تقوم البلدية في "ضهر صفرا" بتخديم كامل القطاع، كالإنارة والطرقات التنظيمية وغير ذلك، أيضاً فيها مركز للهاتف الآلي, ومركز للبريد، ومستوصف صحيّ، وفرع للمصرف التجاري، وروضة للأطفال، ومدارس تعليم أساسي حلقتان أولى وثانية، ومدرسة ثانوية..
.
ولهذه القرية جمال خاص يختلف من فصل إلى آخر؛ فالشتاء فيها معتدل وغزير الأمطار، أما صيفها فخفيف الرطوبة مقارنة مع السهل القريب منها، كما تتنوع حاصلاتها الزراعية ما بين البيوت المحمية لزراعة الخضار والفواكه من جهة، وزراعة أشجار الزيتون والحمضيات واللوز وغيرها من الأشجار المثمرة من جهة ثانية،
.
ولا بد من الحديث عن المسير في طرقاتها المنحدرة باتجاه البحر، ولهذا أيضاً سحره الخاص الذي يستهوي الشباب للاستمتاع بجمال البيئة الجبلية والبحرية في الوقت نفسه