جائزة الملك الحسن الثاني لـ"التبوريدة" تستقطب عشاق الفولكلور المغربي
الآلاف من الجماهير الحاضرة تعبر عن سعادتها البالغة بعودة جائزة الملك الحسن الثاني لـ"التبوريدة" في حلة جديدة.
السبت 2024/06/01
ShareWhatsAppTwitterFacebook
إرث مغربي بامتياز
بدأت منافسات الدورة الثالثة والعشرين لجائزة الملك الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية "التبوريدة" يوم الاثنين الماضي، وذلك ضمن بطولة المغرب التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية للفروسية في دار السلام بالرباط، حيث ستستمر الفعاليات من 27 مايو إلى 2 يونيو. وقد استقطبت حضورا قياسيا من الجماهير.
الرباط - تواصل جائزة الملك الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية “التبوريدة” منافسات دورتها الثالثة والعشرين برسم بطولة المغرب، في حلبة دار السلام بالرباط، حيث تسعى كل “سربة” إلى الظفر بتذكرة الصعود إلى منصة التتويج وخطف الجائزة الكبرى.
ولليوم الرابع على التوالي، توافد جمهور غفير إلى مكان تنظيم الجائزة، قادمين من العاصمة الرباط ونواحيها ومن مدن أخرى، منذ ساعات مبكرة، لحجز مكانهم في المنصة الكبرى المخصصة للجمهور التي تم رفع طاقتها الاستيعابية هذه السنة.
وحسب المنظمين، فقد تجاوز الحضور لأول مرة الرقم القياسي المسجل السنة الماضية والذي حدد بحوالي 7400 شخص، حيث بلغ العدد، الخميس، أكثر من 8000 شخص من جميع الفئات العمرية، جاؤوا من أجل الاستمتاع بهذا الفن الفرجوي والطقس الفلكلوري المغربي الذي يشكل جزءا مهما من الثقافة والتراث الوطني والموروث الأصيل.
وعبرت الجماهير الحاضرة، في تصريحات متفرقة، عن سعادتها البالغة بعودة جائزة الملك الحسن الثاني لـ”التبوريدة” في دورة جديدة، مشيدة بالمستوى الكبير الذي أبانت عنه “السربات” المشاركة في المنافسة هذه السنة، والتنظيم والتعزيزات الأمنية المحكمة التي رافقت فعاليات هذه المسابقة، واصفة الدورة بأنه عرس استثنائي لكل عشاق هذا النوع التراثي المغربي الذي توارثته الأجيال.
◙ منافسات الفروسية التقليدية تتضمن عروضا تقدمها “السربات” التي تضم كل واحدة منها 14 فارسا وفرسا وتكون في غاية الانضباط لتنفيذ “التبوريدة” بدقة متناهية
وتعرف هذه الدورة مشاركة 24 “سربة” من أفضل “سربات” الفروسية التقليدية بالمملكة، منها 18 في فئة الكبار (17 سنة فما فوق)، وست “سربات” في فئة الشبان (من 12 إلى 16 سنة). وتتضمن منافسات الفروسية التقليدية عروضا تقدمها “السربات”، التي تضم كل واحدة منها 14 فارسا وفرسا إضافة إلى “العلام” أو “المقدم”، وتكون في غاية الانضباط لتنفيذ “التبوريدة” بدقة متناهية، على أن يتكلف “المقدم”، الذي غالبا ما يكون أكبر الفرسان سنا، بمهمة تنظيم وتحفيز الفرسان.
وأضاف عبدالصادقي محمد رضى، مدير الحريسة الوطنية (مؤسسة متخصصة في إنتاج الخيول البربرية والعربية) بمدينة الجديدة، التابعة للشركة الوطنية لتشجيع الفرس (حكومية) إن مسابقات “التبوريدة” لرياضة الفروسية المدرجة ضمن قوائم التراث الثقافي العالمي، تهدف إلى الحفاظ على هذا التراث الأصيل للمغرب وتطوره. و”التبوريدة”، فرع من فنون الفروسية التقليدي معروف بالمغرب، وهو استعراض للفرسان يحاكي معارك التحرير واحتفالات الانتصار، حيث تنطلق الخيول في سباق لنحو 100 متر، ينتهي بإطلاق النار في الهواء.
وشهدت المنافسات مشاركة أكثر من 41 سربة (فرق مكونة من 11 إلى 15 فارسا)، حيث اشتدت المنافسة بين المتسابقين، وسط تشجيعات الجمهور. وتبدأ العروض باصطفاف الفرسان في صف مستقيم، يتقدمهم “المقدم” (قائد السربة). ويتميز المقدم بلون لباسه التقليدي الخاص المكون من جلباب وسلهام (لباس تقليدي أمازيغي مغربي)، فيما يرتدي كل الفرسان نفس لون اللباس وشكل الخياطة.
ولفت رضى، إلى أن المباريات تعرف تحكيما يحترم عدة معايير مثل الطلقة (طلقة البندقية) والهدة (حركات الفارس والخيل). وتابع “الطلقة تكون عبر احترام الانطلاقة واللعب بالبنادق، وفي الأخير يجب أن تكون الطلقة موحدة (تطلق من البندقيات في توقيت واحد)، وهي اللحظة التي ينتظرها الجمهور بفارغ الصبر".
وفي ديسمبر 2021، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، "التبوريدة" على قوائمها للتراث الثقافي غير المادي العالمي. وحسب موقع اليونسكو يعود فن “التبوريدة” المغربية إلى القرن الـ15 الميلادي، وكان يستخدم في البداية من قبل المجاهدين ضد الغزاة، فيما كانت المراسم تقام عندما يركب المجاهدون الخيول ويمسكون بالبنادق أثناء تشكيل صفوف الأعداء والغزاة الأجانب المتوافدين على أرضهم.
الآلاف من الجماهير الحاضرة تعبر عن سعادتها البالغة بعودة جائزة الملك الحسن الثاني لـ"التبوريدة" في حلة جديدة.
السبت 2024/06/01
ShareWhatsAppTwitterFacebook
إرث مغربي بامتياز
بدأت منافسات الدورة الثالثة والعشرين لجائزة الملك الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية "التبوريدة" يوم الاثنين الماضي، وذلك ضمن بطولة المغرب التي تنظمها الجامعة الملكية المغربية للفروسية في دار السلام بالرباط، حيث ستستمر الفعاليات من 27 مايو إلى 2 يونيو. وقد استقطبت حضورا قياسيا من الجماهير.
الرباط - تواصل جائزة الملك الحسن الثاني لفنون الفروسية التقليدية “التبوريدة” منافسات دورتها الثالثة والعشرين برسم بطولة المغرب، في حلبة دار السلام بالرباط، حيث تسعى كل “سربة” إلى الظفر بتذكرة الصعود إلى منصة التتويج وخطف الجائزة الكبرى.
ولليوم الرابع على التوالي، توافد جمهور غفير إلى مكان تنظيم الجائزة، قادمين من العاصمة الرباط ونواحيها ومن مدن أخرى، منذ ساعات مبكرة، لحجز مكانهم في المنصة الكبرى المخصصة للجمهور التي تم رفع طاقتها الاستيعابية هذه السنة.
وحسب المنظمين، فقد تجاوز الحضور لأول مرة الرقم القياسي المسجل السنة الماضية والذي حدد بحوالي 7400 شخص، حيث بلغ العدد، الخميس، أكثر من 8000 شخص من جميع الفئات العمرية، جاؤوا من أجل الاستمتاع بهذا الفن الفرجوي والطقس الفلكلوري المغربي الذي يشكل جزءا مهما من الثقافة والتراث الوطني والموروث الأصيل.
وعبرت الجماهير الحاضرة، في تصريحات متفرقة، عن سعادتها البالغة بعودة جائزة الملك الحسن الثاني لـ”التبوريدة” في دورة جديدة، مشيدة بالمستوى الكبير الذي أبانت عنه “السربات” المشاركة في المنافسة هذه السنة، والتنظيم والتعزيزات الأمنية المحكمة التي رافقت فعاليات هذه المسابقة، واصفة الدورة بأنه عرس استثنائي لكل عشاق هذا النوع التراثي المغربي الذي توارثته الأجيال.
◙ منافسات الفروسية التقليدية تتضمن عروضا تقدمها “السربات” التي تضم كل واحدة منها 14 فارسا وفرسا وتكون في غاية الانضباط لتنفيذ “التبوريدة” بدقة متناهية
وتعرف هذه الدورة مشاركة 24 “سربة” من أفضل “سربات” الفروسية التقليدية بالمملكة، منها 18 في فئة الكبار (17 سنة فما فوق)، وست “سربات” في فئة الشبان (من 12 إلى 16 سنة). وتتضمن منافسات الفروسية التقليدية عروضا تقدمها “السربات”، التي تضم كل واحدة منها 14 فارسا وفرسا إضافة إلى “العلام” أو “المقدم”، وتكون في غاية الانضباط لتنفيذ “التبوريدة” بدقة متناهية، على أن يتكلف “المقدم”، الذي غالبا ما يكون أكبر الفرسان سنا، بمهمة تنظيم وتحفيز الفرسان.
وأضاف عبدالصادقي محمد رضى، مدير الحريسة الوطنية (مؤسسة متخصصة في إنتاج الخيول البربرية والعربية) بمدينة الجديدة، التابعة للشركة الوطنية لتشجيع الفرس (حكومية) إن مسابقات “التبوريدة” لرياضة الفروسية المدرجة ضمن قوائم التراث الثقافي العالمي، تهدف إلى الحفاظ على هذا التراث الأصيل للمغرب وتطوره. و”التبوريدة”، فرع من فنون الفروسية التقليدي معروف بالمغرب، وهو استعراض للفرسان يحاكي معارك التحرير واحتفالات الانتصار، حيث تنطلق الخيول في سباق لنحو 100 متر، ينتهي بإطلاق النار في الهواء.
وشهدت المنافسات مشاركة أكثر من 41 سربة (فرق مكونة من 11 إلى 15 فارسا)، حيث اشتدت المنافسة بين المتسابقين، وسط تشجيعات الجمهور. وتبدأ العروض باصطفاف الفرسان في صف مستقيم، يتقدمهم “المقدم” (قائد السربة). ويتميز المقدم بلون لباسه التقليدي الخاص المكون من جلباب وسلهام (لباس تقليدي أمازيغي مغربي)، فيما يرتدي كل الفرسان نفس لون اللباس وشكل الخياطة.
ولفت رضى، إلى أن المباريات تعرف تحكيما يحترم عدة معايير مثل الطلقة (طلقة البندقية) والهدة (حركات الفارس والخيل). وتابع “الطلقة تكون عبر احترام الانطلاقة واللعب بالبنادق، وفي الأخير يجب أن تكون الطلقة موحدة (تطلق من البندقيات في توقيت واحد)، وهي اللحظة التي ينتظرها الجمهور بفارغ الصبر".
وفي ديسمبر 2021، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، "التبوريدة" على قوائمها للتراث الثقافي غير المادي العالمي. وحسب موقع اليونسكو يعود فن “التبوريدة” المغربية إلى القرن الـ15 الميلادي، وكان يستخدم في البداية من قبل المجاهدين ضد الغزاة، فيما كانت المراسم تقام عندما يركب المجاهدون الخيول ويمسكون بالبنادق أثناء تشكيل صفوف الأعداء والغزاة الأجانب المتوافدين على أرضهم.