جوائز "ديوان العرب" تفض المشاجرة بين الشعر والرواية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جوائز "ديوان العرب" تفض المشاجرة بين الشعر والرواية

    جوائز "ديوان العرب" تفض المشاجرة بين الشعر والرواية


    تخصيص دورة للإبداعات الشعرية وتكريم روائيين ضمن رموز الثقافة العربية.
    السبت 2024/06/01

    تكريم الشعراء والروائيين

    مثلت مسابقة "ديوان العرب"، التي احتفت في دورتها الجديدة بالشعر والشعراء، مناسبة هامة للفت الانتباه إلى الخصومات الواهية والجدال العقيم الذي ينتج عن وهم تشاجر الأجناس الأدبية، وخاصة بين الشعر والرواية، إذ كرمت الجائزة عددا من الروائيين والشعراء جنبا إلى جنب، في تأكيد على أن جوهر الأدب واحد هو الإنسان، وإن اختلفت أشكال وأجناس هذا الأدب.

    القاهرة - زخم ثقافي عربي كبير، وسط حضور من مختلف مشارب الأدب، من الشعر إلى الرواية إلى النقد، شهدته قاعة محمد حسنين هيكل في نقابة الصحافيين بوسط القاهرة، مساء الخميس، بمناسبة إقامة حفل توزيع جوائز مسابقة “ديوان العرب”، في الدورة التي حملت اسم الشاعر المصري الراحل محمود قرني.

    وتم تخصيص هذا العام للشعر العربي بفروعه الثلاثة (العمودي والتفعيلة والنثر)، تحت شعار “الثقافة مقاومة”، ووقف الحاضرون دقيقة إجلال وإكرام لمقاومة الشعب الفلسطيني في الحرب الحالية على قطاع غزة، وحدادا على أرواح الشهداء، وذلك استجابة لدعوة المنظمين.

    تعد الدورة الحالية من المسابقة الأدبية التي تنظمها مؤسسة “ديوان العرب” الثقافية التي تأسست في يوليو عام 1998 بمبادرة من الكاتب عادل سالم هي الدورة العاشرة، وكانت أولى دورات المسابقة قد انطلقت عام 2003 وتنوعت مجالاتها كل عام بين فنون الأدب المختلفة.

    قال الناقد السوري الأكاديمي أحمد زياد المحبك عضو لجنة التحكيم إن المشاركة الواسعة من الشعراء والشاعرات في المسابقة، تؤكد أن القصيدة العربية ما زالت تحتل مكانة لائقة واهتماما واسعا من المبدعين والمبدعات العرب، كما تؤكد صحة القرار المشترك للجنة تنظيم المسابقة والمجلس الاستشاري لمؤسسة ديوان العرب بتخصيص هذه الدورة للشعر العربي بفروعه الثلاثة.
    مشاجرة مفتعلة



    ◙ تكريم خاص لاسم الشاعر الراحل محمود قرني الذي حملت دورة هذا العام اسمه


    واللافت أنه بالإضافة إلى تكريم اسم الشاعر الراحل محمود قرني الذي حملت الدورة الحالية اسمه، في إطار تكريم رموز الثقافة العربية، تم اختيار كاتبين روائيين لتكريمهما، هما الروائيان المصريان سعد القرش ووحيد الطويلة، والشاعرة المغربية صباح القصير، وإهداؤهم درع رموز الثقافة العربية، وسط أجواء حميمية جمعت المبدعين من الجانبين، الشعر والرواية، مما أثار التساؤل حول حقيقة وجدوى “المشاجرة” الممتدة منذ سنوات طويلة بين المنتمين إلى الفرعين الأدبيين، وأيهما الأبقى والأهم، بعد المقولة التي سبق أن أطلقها الناقد والأكاديمي المصري الراحل جابر عصفور بأن العصر الحالي هو “عصر الرواية".

    احتفى الكاتب الروائي المصري وحيد الطويلة في كلمته التي ألقاها في الحفل بالشاعر الراحل محمود قرني، ووصفه بـ”الشاعر الحقيقي الذي لا يقبل بقصيدة رديئة”، وألقى قصيدة “زغروطة من أجل الحكمدار” وهي من إبداعات قرني الشعرية.

    قال وحيد الطويلة لـ”العرب” إن الاستقطاب بين الرواية والشعر هو موقف مصطنع لا مبرر له، فنحن جميعا أبناء شعراء، وأبناء حكائين كبار أيضا، وعشنا على الشعر كما عشنا على السرد منذ “ألف ليلة وليلة”، فلنذهب إلى الرواية إذًا بالشعر، وأظن أنني واحد ممن فعلوا ذلك من خلال رواياتهم.


    ◙ تأكيد على أن جوهر الأدب هو الإنسان وإن اختلفت أشكال وأجناس هذا الأدب


    وأضاف أن المهم أولا وأخيرا أن يكون الفن حقيقيا، وتليق الكتابة بالكتابة، وتكون القصيدة لائقة بالقصيدة، وأنا علي أن أبحث عن الفن في كل شيء، أما الخلافات بين الأنواع والتساؤلات حول “الرواية أم الشعر”، فهي متواصلة منذ أكثر من عشرين عاما حتى صارت كلاسيكية.

    وتابع “إننا عشنا طوال أعمارنا زمن الشعر، لذا فليوسع الشعراء صدورهم قليلا، لأن الشعر باق، والفنون كلها بما فيها الرواية والموسيقى إن لم تكن لديها طاقة شعرية فإنها تخسر كثيرا”.

    وأوضح الشاعر الدكتور حسن طلب، وعضو لجنة التحكيم في المسابقة “فرع قصيدة التفعيلة” في تصريح خاص لـ”العرب” أن المشاجرة بين الرواية والشعر مفتعلة، لأنها ابنة التمسك بشعارات وليس أفكارا، إذ إن جملة “هذا عصر الرواية” هي شعار مضلل، لا يوجد وراءه تحليل ودرس وإثبات، للقطع بأن الرواية موجودة والشعر غائب أو العكس.

    ورد حسن طلب على من يقول بهذا بأن الشعر لن ينتهي، حتى في الرواية نفسها التي تحتوي في بعض الأحيان عند كبار الكتاب على أجواء شعرية، فالرواية لا تستغني عن الشعر، والشعر أيضا لا يستغني عن السرد أحيانا.

    ووصف في حديثه لـ”العرب” اختزال المسألة في أن هناك فنا ينهض على حساب آخر بأنه غير صحيح، لأن الفنون لا تقوم على حساب بعضها البعض، ففي الفن التشكيلي على سبيل المثال كانت هناك مدارس عديدة في بدايات القرن العشرين، مثل السريالية والتكعيبية والواقعية والعدمية والتجريدية. هذا تنوع، والكل موجود، والمبدع عليه أن يبدع كي ينتصر للفن الذي يقدمه مهما يكن اتجاهه فيه، وفي النهاية يكون هذا انتصارا في الفن ككل.

    واختتم الدكتور حسن طلب حديثه لـ”العرب”، قائلا “إنه لم يوجد عصر كان فيه فن واحد هو السائد دونا عن بقية الفنون. قد يزدهر بعض الفن ويستعير من الفنون الأخرى، لكن هذه تظل موجودة أيضا، دون أن يلغي أحدهم الآخر، فالعصر الحالي ليس عصر الرواية، إنما هو عصر كل الفنون الراقية. والشعر الراقي تستفيد منه كل الفنون الأخرى".
    الرواية وفوز الشعراء


    طرحت الكاتبة الصحافية السورية مريم علي جبة، وهي مراسلة الموقع الإلكتروني لمؤسسة ديوان العرب في دمشق، عضو الوفد السوري المشارك في تنظيم حفل إعلان الجوائز في البداية السؤال: ما المشكلة في تكريم روائيين في حدث خاص بالشعر، وأجابت قائلة “لا أجد مشكلة”.

    ◙ الكاتب الروائي المصري وحيد الطويلة احتفى في كلمته التي ألقاها في الحفل بالشاعر الراحل محمود قرني ووصفه بـ"الشاعر الحقيقي الذي لا يقبل بقصيدة رديئة"

    وأضافت الكاتبة التي سبق أن أجرت العديد من الحوارات مع روائيين وشعراء في حديثها لـ”العرب” أن “حفل توزيع جوائز المسابقة في القاهرة كان رائعا بحضور رموز من الثقافة العربية، من المصريين والفلسطينيين والسوريين وغيرهم، وأبدى الجميع سعادتهم، كما سعدت بحصول سوريا على عدة جوائز في هذه الدورة، ودمعت عيني وصرت أصفق بلا وعي".

    وحول ما يثار بخصوص وجود نزاع بين الرواية والشعر، قالت جبة لـ”العرب” إنها لا تجد سببا له، وتبقى الرواية بالطبع هي الأقوى حاليا لأنها توثق الأحداث وتؤرخ لها، أما الشعر فهو حالة ووصف، وربما يكون القصد بتكريم روائيين في الحفل إعادة الوفاق بين الرواية والشعر، وربما هي صدفة أو من باب التكريم فحسب.

    ومن بين 663 قصيدة تقدم بها المتسابقون في هذه الدورة من 26 دولة على امتداد قارات العالم، أعلنت لجان التحكيم عن فوز 13 شاعرا في فروع الشعر الثلاثة، من مصر وسوريا والمغرب والسودان وتونس، ليحصل الفائز بالمركز الأول في كل فرع على مبلغ ألف وخمسمئة دولار، وألف دولار للمركز الثاني، وخمسمئة للثالث.
يعمل...
X