فنانو المسرح الليبي صامدون في وجه الإهمال وقلة الدعم والتنمر
المسرح في ليبيا التي تضم عددا من المسارح الرومانية القديمة يعيش أزمة دعم كبيرة.
السبت 2024/06/01
ShareWhatsAppTwitterFacebook
مسارح صامدة بفضل الفنانين
بنغازي (ليبيا) - يعاني المسرح في ليبيا من الإهمال وقلة الدعم من مؤسسات الدولة منذ سنوات إذ لا توجد أنشطة مسرحية على نحو دائم وليس هناك سوى مسرح واحد في بنغازي أما بقية المسارح فتخضع لأعمال صيانة.
ويعيش المسرح في ليبيا، التي تضم عددا من المسارح الرومانية القديمة في لبدة وصبراتة وقورينا، أزمة دعم كبيرة فضلا عن تأثر معنويات العاملين فيه إذ لا يستطيع الفنانون العمل دون التفكير في كيفية سد الاحتياجات اليومية في ظل ضعف الأجور وقلة الأعمال.
وليبيا، التي شهدت تشكيل أول فرقة مسرحية بالمعنى الحديث على يد الفنان محمد عبدالهادي عام 1928 وهي فرقة “هواة التمثيل”، تفتقر للمعاهد المسرحية.
ويقول ميلود العمروني (59 عاما) وهو فنان مسرحي يعمل منذ عام 1979 “المسرح في ليبيا متقطع في بعض المدن ومختف في المدن الأخرى. توجد في بنغازي حوالي ثلاثة مسارح منها ما يرغبون في تحويلها إلى محلات وأخرى مغلقة للصيانة والمسرح الشعبي هو فقط الموجود الآن”.
علاء الأوجلي: نجاهد لبقاء المسرح الشعبي رغم غياب الدعم الحكومي
ويرى العمروني أن المسرح يتعرض لضغوط مختلفة قائلا “المسرح في ليبيا محارب بشكل معلن أو غير معلن وهناك ركود كبير في هذا الفن والحرب في نظري عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي بالتنمر على الفنانين أو من ناحية قلة دعم الدولة لهذا الفن”.
أما بالنسبة للعائد المادي، يوضح العمروني أن الفنانين لا يكسبون ما يكفي لسد احتياجات العيش الأساسية.
وقال “ممكن ندفع من جيوبنا من أجل بقاء المسرح وألا يختفي ويكون هناك حراك ثقافي”.
ويتفق مع هذا الرأي الفنان علاء الأوجلي (57 عاما) وهو ممثل مسرحي ومخرج حصل على ثلاث جوائز من مهرجانات في المغرب وتونس.
ويؤكد الأوجلي “الفنان يتحصل على 600 إلى 1000 دينار على العروض خلال شهر وهذا لا يكفي في ظل ما تمر به البلاد الآن مما يجعل الفنان يذهب إلى اتجاه آخر لمواكبة مصاريف الحياة اليومية”.
وتُعرض المسرحيات خلال شهر رمضان فقط في بنغازي من كل عام وتشهد إقبالا من المواطنين.
ويشكو الأوجلي من قلة الدعم للمسرح منذ سنوات. ويقول “نجاهد ليبقى المسرح الشعبي للأسف نرى اعتمادات للميزانيات من ضمنها وزارة الثقافة ولا نرى أي دعم للمسرح أو الفنان”.
وأردف أن دعم المسرح خلال عهد الرئيس السابق معمر القذافي كان بسيطا بسبب “توجيه المسرحيات لخدمة النظام السياسي إلا أن الدعم حاليا معدوم ليصاب العمل المسرحي بالشلل”.
وتعاني ليبيا من انقسامات سياسية منذ عام 2014 مما أثر على العديد من القطاعات الحكومية على مستوى البلاد.
الفن المسرحي كان ركيزة لحضارات قديمة عدة شهدتها ليبيا على امتداد تاريخها الفني والثقافي
ويلقي الفنان المسرحي مروان العبار (37 عاما) اللوم على وزارة الثقافة في تدهور حال المسرح.
ويقول “أحمل الذنب حاليا على وزارة الثقافة من تهميش متعمد للفنان وعدم دعم الفرق المسرحية والاهتمام بالمسرح الشعبي الذي من خلاله تستطيع أن تغير ثقافة شعب”.
والعبار يعمل في هذا المجال من 20 عاما وهو حاصل على جوائز من مهرجانات مسرحية تونسية. وتحدث عن اضطرار فنانين لتحمل تكلفة السفر عند تكريمهم في دول أخرى.
ويقول “يوجد فنان اسمه أحمد سالم الذي جسد دور سيدنا بلال في فيلم الرسالة تم تكريمه في دولة الجزائر ذهب على حسابه الشخصي إلى هناك. الثقافة للأسف مهملة ولا يوجد أي دعم لها”.
وقال محمد خليل (40 عاما) وهو موظف ومن عشاق المسرح إن الحل في مشكلة الإهمال الذي يعانيه الفنان والمسرح هو إقامة ورش عمل ودعم المسرح المدرسي وإضافة مادة تدرس في المناهج عن المسرح والفن والإعلام.
وأضاف “وكذلك دعم الفرق المسرحية وإنشاء معاهد وإقناع المستثمرين ورجال الأعمال بالمسرح وكيف من الممكن الحصول على مردود مادي من خلال الدعايات وغيرها”.
يذكر أن الفن المسرحي كان ركيزة لحضارات قديمة عدة شهدتها ليبيا على امتداد تاريخها الفني والثقافي، ولهذا يمكن القول إن المسرح في ليبيا يعد واحدا من أهم المعالم التاريخية المهمة ذات القيمة الثقافية. لكنه ينحصر اليوم في كونه معالم أثرية لا يتم استثمارها والترويج إليها.
وشهدت الحركة المسرحية منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي في ليبيا ازدهارا وصولا إلى نهاية السبعينيات مع تكوين الكثير من الفرق، وعودة نخبة من المسرحيين الذين درسوا في الخارج ، وأثروا المسرح الليبي بما تشبعوا به من أفكار وخبرات كان لها أعمق الأثر في تكوين الشخصية المسرحية الليبية، التي لم تسلم من تداعيات الحرب والنزاعات السياسية المستمرة منذ 2011، وهو ما يجاهد المسرحيون اليوم للحفاظ عليه وللتعريف به في الأوساط المسرحية العربية والغربية، رغم قلة الموارد المالية وانصراف الحكومات والشعب عن الاهتمام بأبي الفنون.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
المسرح في ليبيا التي تضم عددا من المسارح الرومانية القديمة يعيش أزمة دعم كبيرة.
السبت 2024/06/01
ShareWhatsAppTwitterFacebook
مسارح صامدة بفضل الفنانين
بنغازي (ليبيا) - يعاني المسرح في ليبيا من الإهمال وقلة الدعم من مؤسسات الدولة منذ سنوات إذ لا توجد أنشطة مسرحية على نحو دائم وليس هناك سوى مسرح واحد في بنغازي أما بقية المسارح فتخضع لأعمال صيانة.
ويعيش المسرح في ليبيا، التي تضم عددا من المسارح الرومانية القديمة في لبدة وصبراتة وقورينا، أزمة دعم كبيرة فضلا عن تأثر معنويات العاملين فيه إذ لا يستطيع الفنانون العمل دون التفكير في كيفية سد الاحتياجات اليومية في ظل ضعف الأجور وقلة الأعمال.
وليبيا، التي شهدت تشكيل أول فرقة مسرحية بالمعنى الحديث على يد الفنان محمد عبدالهادي عام 1928 وهي فرقة “هواة التمثيل”، تفتقر للمعاهد المسرحية.
ويقول ميلود العمروني (59 عاما) وهو فنان مسرحي يعمل منذ عام 1979 “المسرح في ليبيا متقطع في بعض المدن ومختف في المدن الأخرى. توجد في بنغازي حوالي ثلاثة مسارح منها ما يرغبون في تحويلها إلى محلات وأخرى مغلقة للصيانة والمسرح الشعبي هو فقط الموجود الآن”.
علاء الأوجلي: نجاهد لبقاء المسرح الشعبي رغم غياب الدعم الحكومي
ويرى العمروني أن المسرح يتعرض لضغوط مختلفة قائلا “المسرح في ليبيا محارب بشكل معلن أو غير معلن وهناك ركود كبير في هذا الفن والحرب في نظري عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي بالتنمر على الفنانين أو من ناحية قلة دعم الدولة لهذا الفن”.
أما بالنسبة للعائد المادي، يوضح العمروني أن الفنانين لا يكسبون ما يكفي لسد احتياجات العيش الأساسية.
وقال “ممكن ندفع من جيوبنا من أجل بقاء المسرح وألا يختفي ويكون هناك حراك ثقافي”.
ويتفق مع هذا الرأي الفنان علاء الأوجلي (57 عاما) وهو ممثل مسرحي ومخرج حصل على ثلاث جوائز من مهرجانات في المغرب وتونس.
ويؤكد الأوجلي “الفنان يتحصل على 600 إلى 1000 دينار على العروض خلال شهر وهذا لا يكفي في ظل ما تمر به البلاد الآن مما يجعل الفنان يذهب إلى اتجاه آخر لمواكبة مصاريف الحياة اليومية”.
وتُعرض المسرحيات خلال شهر رمضان فقط في بنغازي من كل عام وتشهد إقبالا من المواطنين.
ويشكو الأوجلي من قلة الدعم للمسرح منذ سنوات. ويقول “نجاهد ليبقى المسرح الشعبي للأسف نرى اعتمادات للميزانيات من ضمنها وزارة الثقافة ولا نرى أي دعم للمسرح أو الفنان”.
وأردف أن دعم المسرح خلال عهد الرئيس السابق معمر القذافي كان بسيطا بسبب “توجيه المسرحيات لخدمة النظام السياسي إلا أن الدعم حاليا معدوم ليصاب العمل المسرحي بالشلل”.
وتعاني ليبيا من انقسامات سياسية منذ عام 2014 مما أثر على العديد من القطاعات الحكومية على مستوى البلاد.
الفن المسرحي كان ركيزة لحضارات قديمة عدة شهدتها ليبيا على امتداد تاريخها الفني والثقافي
ويلقي الفنان المسرحي مروان العبار (37 عاما) اللوم على وزارة الثقافة في تدهور حال المسرح.
ويقول “أحمل الذنب حاليا على وزارة الثقافة من تهميش متعمد للفنان وعدم دعم الفرق المسرحية والاهتمام بالمسرح الشعبي الذي من خلاله تستطيع أن تغير ثقافة شعب”.
والعبار يعمل في هذا المجال من 20 عاما وهو حاصل على جوائز من مهرجانات مسرحية تونسية. وتحدث عن اضطرار فنانين لتحمل تكلفة السفر عند تكريمهم في دول أخرى.
ويقول “يوجد فنان اسمه أحمد سالم الذي جسد دور سيدنا بلال في فيلم الرسالة تم تكريمه في دولة الجزائر ذهب على حسابه الشخصي إلى هناك. الثقافة للأسف مهملة ولا يوجد أي دعم لها”.
وقال محمد خليل (40 عاما) وهو موظف ومن عشاق المسرح إن الحل في مشكلة الإهمال الذي يعانيه الفنان والمسرح هو إقامة ورش عمل ودعم المسرح المدرسي وإضافة مادة تدرس في المناهج عن المسرح والفن والإعلام.
وأضاف “وكذلك دعم الفرق المسرحية وإنشاء معاهد وإقناع المستثمرين ورجال الأعمال بالمسرح وكيف من الممكن الحصول على مردود مادي من خلال الدعايات وغيرها”.
يذكر أن الفن المسرحي كان ركيزة لحضارات قديمة عدة شهدتها ليبيا على امتداد تاريخها الفني والثقافي، ولهذا يمكن القول إن المسرح في ليبيا يعد واحدا من أهم المعالم التاريخية المهمة ذات القيمة الثقافية. لكنه ينحصر اليوم في كونه معالم أثرية لا يتم استثمارها والترويج إليها.
وشهدت الحركة المسرحية منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي في ليبيا ازدهارا وصولا إلى نهاية السبعينيات مع تكوين الكثير من الفرق، وعودة نخبة من المسرحيين الذين درسوا في الخارج ، وأثروا المسرح الليبي بما تشبعوا به من أفكار وخبرات كان لها أعمق الأثر في تكوين الشخصية المسرحية الليبية، التي لم تسلم من تداعيات الحرب والنزاعات السياسية المستمرة منذ 2011، وهو ما يجاهد المسرحيون اليوم للحفاظ عليه وللتعريف به في الأوساط المسرحية العربية والغربية، رغم قلة الموارد المالية وانصراف الحكومات والشعب عن الاهتمام بأبي الفنون.
ShareWhatsAppTwitterFacebook