"القرية المجاورة للجنة" فيلم صومالي يحقق إشادات عالمية
أول فيلم روائي طويل تم تصويره في الصومال يتم اختياره ليشارك في مهرجان كان السينمائي.
السبت 2024/06/01
استكشاف للحياة والتحديات في الصومال
كان (فرنسا) - حظي فيلم “ذا فيلاج ناكست تو بارادايز” أو “القرية المجاورة للجنة” للمخرج مو هاراوي، الذي شهد عرضه العالمي الأول بقسم نظرة ما بمهرجان كان السينمائي في دورته السابعة والسبعين، بشعبية كبيرة عقب عرضه واجتاح الإنترنت حيث تلقى إشادات واسعة من النقاد في جميع أنحاء العالم مكنته من أن يكون على رأس قائمة الأفلام التي يجب مشاهدتها لجميع عشاق السينما.
هذا الفيلم هو أول فيلم روائي طويل تم تصويره في الصومال يتم اختياره ليشارك في المهرجان، وتدور أحداثه في قرية صومالية، حيث تحاول عائلة أُعيد لم شملها حديثًا، التنقل بين تطلعاتها المختلفة والعالم المعقد المحيط بها، متراوحة بين الحب والثقة والمرونة والقيم التي ستدعمها خلال مسارات الحياة، وتمنحها القوة حتى في خضم ويلات الحرب الأهلية والكوارث الطبيعية.
فيلم مثير للجدل
الحكاية تدور ببساطة في وسط الصحراء الصومالية، يقوم مامارغادي، وهو أب أعزب، بسلسلة من الأعمال الغريبة للبقاء على قيد الحياة. وقد لجأت شقيقته أراويلو إليه بعد نزاع عائلي مضطرب. يتم تجاهل إمكانات ابن مامارجادي، سيجال، بسبب الوضع الحميم لهذه العائلة الهشة. يثق مامارغادي وأخته ببعضهما البعض لكنهما لم يكونا ليختارا العيش معًا لولا الظروف التي أجبرتهما على ذلك. ترتبط الحياة اليومية لهذه الأسرة ارتباطًا وثيقًا بالوضع الاجتماعي والسياسي في بلد تعصف به الاضطرابات السياسية والكوارث الطبيعية وإرث استعماري.
من بين المراجعات والإشادات النقدية المتميزة التي تلقاها الفيلم هي ما كتبه عنه كريستوفر فورلياس لموقع فرايتي حيث قال “بدأ المخرج باستكشاف الحياة في البلد الذي تركه وراءه، مستخدمًا السينما لسد الفجوة بين ذكريات وطنه والطريقة التي تصورها العدسات الأوروبية عن الصومال”.
ويقول في مراجعته: “يقاوم المخرج الرغبة في تصوير الصوماليين على أنهم ضحايا لا حول لهم ولا قوة. يهتم هاراوي أكثر بالتحقيق في الروابط الحميمة لوحدته العائلية غير التقليدية ولكن المتماسكة، بينما يستكشف كيف يتحمل الأفراد المسؤولية عن أفعالهم أو يتهربون منها”.
كما أشاد فابيان لوميرسيه لموقع “سيني أوروبا” بسيناريو هاراوي للفيلم قائلا “يفرض مو هاراوي حسه الرائع في خلق صورة سينمائية على حكاية مؤثرة ومقتضبة توضح مصائب الشعب الصومالي وقدرته على الصمود”، ويكمل قائلًا: “الفيلم يأخذ وقته ليرسم، من خلال عائلة صغيرة، صورة للصومال حيث الحاضر قاس للغاية، والماضي ثقيل بمن اختفوا، والمستقبل غامض”. كما سلطت نيكي بوغان من “سكرين دايلي” الضوء على “محو الأمية البصرية المذهلة” للفيلم بفضل التصوير السينمائي لمصطفى الكاشف.
وكتبت عنه ليلى لطيف لموقع “آندي واير” تحت عنوان “بداية واعدة”: “لقد أظهر العمل الروائي الطويل الأول لهاراوي بعض الإمكانيات المثيرة للغاية بالنسبة له وللقصص والمواهب التي لا تعد ولا تحصى التي تقع داخل حدود الصومال”. علاوة على ذلك، وصف الناقد أدهم يوسف من “ذا فيلم فارديكت” الفيلم بأنه “مذهل بصريًا ومُرَوَّى ببراعة”، بينما أعلن إيوغان لينغ من موقع “دي موفي” ببساطة أنه “دراما مذهلة من الصومال”.
ولعل النقد الأكثر ثاقبة جاء من لوفيا جياركي من مجلة “هوليوود ريبورتر”، التي عقدت أوجه تشابه بين نهج هاراوي وأعمال المخرجين المشهورين مثل غابرييل مارتينز ومحمد صالح هارون. وأشادت جياركي “بالوتيرة البطيئة للفيلم والتركيز اللطيف على عائلة واحدة” وكذلك كيف “يبني الفيلم حول صراع جيوسياسي أوسع”.
الفيلم من تأليف وإخراج مو هاراوي وهو أول فيلم روائي طويل له ويضم مجموعة من الممثلين الصوماليين الناشئين، بما في ذلك أحمد علي فرح، وأحمد محمود صليبان، وعناب أحمد إبراهيم. عملت على مونتاج الفيلم المونتيرة الأسترالية الشهيرة جوانا سكرينزي وقامت بتصميم الإنتاج نور عبدالقادر.
“القرية المجاورة للجنة” من إنتاج دولي مشترك بين شركة “فيلم فرايبيوتر” في النمسا، وشركة “مامال” فى الصومال، وشركة “كازاك” للإنتاج في فرنسا، و”نيكو فيلم” في ألمانيا. مع شركة توتام للأفلام التي تتولى المبيعات الدولية وشركة “جور دو فات” التي تتولى التوزيع الدولي، بينما تتولى “ماد دستربيوشن” مهام التوزيع في العالم العربي.
الفيلم أيضًا من تصوير مصطفى الكاشف الذي يُعد ثاني الأفلام الروائية الطويلة له بعد فيلم “19 ب” للمخرج المصري أحمد عبدالله السيد والذي شهد عرضه العالمي الأول في الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي حيث شارك في المسابقة الرسمية وفاز بثلاث جوائز، منها جائزة هنري بركات لأفضل إسهام فني في التصوير السينمائي، وعاد إلى مهرجان كان السينمائي هذا العام بعد أن أسر فيلمه القصير “عيسى” جمهور المهرجان الفرنسي العام الماضي.
فاز مشروع فيلم “القرية المجاورة للجنة” بعدد من المنح الإنتاجية من بينها منحة صندوق السينما العالمية في مهرجان برلين السينمائي، كما فاز مشروع الفيلم بمنحة ما بعد الإنتاج من ورش أطلس بمهرجان مراكش الدولي للفيلم، وقد عبر جمهور السينما في كان عن إعجابه بالفيلم وأشاد بشكل خاص بالتصوير السينمائي لمصطفى الكاشف.
أول فيلم روائي طويل تم تصويره في الصومال يتم اختياره ليشارك في مهرجان كان السينمائي.
السبت 2024/06/01
استكشاف للحياة والتحديات في الصومال
كان (فرنسا) - حظي فيلم “ذا فيلاج ناكست تو بارادايز” أو “القرية المجاورة للجنة” للمخرج مو هاراوي، الذي شهد عرضه العالمي الأول بقسم نظرة ما بمهرجان كان السينمائي في دورته السابعة والسبعين، بشعبية كبيرة عقب عرضه واجتاح الإنترنت حيث تلقى إشادات واسعة من النقاد في جميع أنحاء العالم مكنته من أن يكون على رأس قائمة الأفلام التي يجب مشاهدتها لجميع عشاق السينما.
هذا الفيلم هو أول فيلم روائي طويل تم تصويره في الصومال يتم اختياره ليشارك في المهرجان، وتدور أحداثه في قرية صومالية، حيث تحاول عائلة أُعيد لم شملها حديثًا، التنقل بين تطلعاتها المختلفة والعالم المعقد المحيط بها، متراوحة بين الحب والثقة والمرونة والقيم التي ستدعمها خلال مسارات الحياة، وتمنحها القوة حتى في خضم ويلات الحرب الأهلية والكوارث الطبيعية.
فيلم مثير للجدل
الحكاية تدور ببساطة في وسط الصحراء الصومالية، يقوم مامارغادي، وهو أب أعزب، بسلسلة من الأعمال الغريبة للبقاء على قيد الحياة. وقد لجأت شقيقته أراويلو إليه بعد نزاع عائلي مضطرب. يتم تجاهل إمكانات ابن مامارجادي، سيجال، بسبب الوضع الحميم لهذه العائلة الهشة. يثق مامارغادي وأخته ببعضهما البعض لكنهما لم يكونا ليختارا العيش معًا لولا الظروف التي أجبرتهما على ذلك. ترتبط الحياة اليومية لهذه الأسرة ارتباطًا وثيقًا بالوضع الاجتماعي والسياسي في بلد تعصف به الاضطرابات السياسية والكوارث الطبيعية وإرث استعماري.
من بين المراجعات والإشادات النقدية المتميزة التي تلقاها الفيلم هي ما كتبه عنه كريستوفر فورلياس لموقع فرايتي حيث قال “بدأ المخرج باستكشاف الحياة في البلد الذي تركه وراءه، مستخدمًا السينما لسد الفجوة بين ذكريات وطنه والطريقة التي تصورها العدسات الأوروبية عن الصومال”.
ويقول في مراجعته: “يقاوم المخرج الرغبة في تصوير الصوماليين على أنهم ضحايا لا حول لهم ولا قوة. يهتم هاراوي أكثر بالتحقيق في الروابط الحميمة لوحدته العائلية غير التقليدية ولكن المتماسكة، بينما يستكشف كيف يتحمل الأفراد المسؤولية عن أفعالهم أو يتهربون منها”.
كما أشاد فابيان لوميرسيه لموقع “سيني أوروبا” بسيناريو هاراوي للفيلم قائلا “يفرض مو هاراوي حسه الرائع في خلق صورة سينمائية على حكاية مؤثرة ومقتضبة توضح مصائب الشعب الصومالي وقدرته على الصمود”، ويكمل قائلًا: “الفيلم يأخذ وقته ليرسم، من خلال عائلة صغيرة، صورة للصومال حيث الحاضر قاس للغاية، والماضي ثقيل بمن اختفوا، والمستقبل غامض”. كما سلطت نيكي بوغان من “سكرين دايلي” الضوء على “محو الأمية البصرية المذهلة” للفيلم بفضل التصوير السينمائي لمصطفى الكاشف.
وكتبت عنه ليلى لطيف لموقع “آندي واير” تحت عنوان “بداية واعدة”: “لقد أظهر العمل الروائي الطويل الأول لهاراوي بعض الإمكانيات المثيرة للغاية بالنسبة له وللقصص والمواهب التي لا تعد ولا تحصى التي تقع داخل حدود الصومال”. علاوة على ذلك، وصف الناقد أدهم يوسف من “ذا فيلم فارديكت” الفيلم بأنه “مذهل بصريًا ومُرَوَّى ببراعة”، بينما أعلن إيوغان لينغ من موقع “دي موفي” ببساطة أنه “دراما مذهلة من الصومال”.
ولعل النقد الأكثر ثاقبة جاء من لوفيا جياركي من مجلة “هوليوود ريبورتر”، التي عقدت أوجه تشابه بين نهج هاراوي وأعمال المخرجين المشهورين مثل غابرييل مارتينز ومحمد صالح هارون. وأشادت جياركي “بالوتيرة البطيئة للفيلم والتركيز اللطيف على عائلة واحدة” وكذلك كيف “يبني الفيلم حول صراع جيوسياسي أوسع”.
الفيلم من تأليف وإخراج مو هاراوي وهو أول فيلم روائي طويل له ويضم مجموعة من الممثلين الصوماليين الناشئين، بما في ذلك أحمد علي فرح، وأحمد محمود صليبان، وعناب أحمد إبراهيم. عملت على مونتاج الفيلم المونتيرة الأسترالية الشهيرة جوانا سكرينزي وقامت بتصميم الإنتاج نور عبدالقادر.
“القرية المجاورة للجنة” من إنتاج دولي مشترك بين شركة “فيلم فرايبيوتر” في النمسا، وشركة “مامال” فى الصومال، وشركة “كازاك” للإنتاج في فرنسا، و”نيكو فيلم” في ألمانيا. مع شركة توتام للأفلام التي تتولى المبيعات الدولية وشركة “جور دو فات” التي تتولى التوزيع الدولي، بينما تتولى “ماد دستربيوشن” مهام التوزيع في العالم العربي.
الفيلم أيضًا من تصوير مصطفى الكاشف الذي يُعد ثاني الأفلام الروائية الطويلة له بعد فيلم “19 ب” للمخرج المصري أحمد عبدالله السيد والذي شهد عرضه العالمي الأول في الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي حيث شارك في المسابقة الرسمية وفاز بثلاث جوائز، منها جائزة هنري بركات لأفضل إسهام فني في التصوير السينمائي، وعاد إلى مهرجان كان السينمائي هذا العام بعد أن أسر فيلمه القصير “عيسى” جمهور المهرجان الفرنسي العام الماضي.
فاز مشروع فيلم “القرية المجاورة للجنة” بعدد من المنح الإنتاجية من بينها منحة صندوق السينما العالمية في مهرجان برلين السينمائي، كما فاز مشروع الفيلم بمنحة ما بعد الإنتاج من ورش أطلس بمهرجان مراكش الدولي للفيلم، وقد عبر جمهور السينما في كان عن إعجابه بالفيلم وأشاد بشكل خاص بالتصوير السينمائي لمصطفى الكاشف.