عاصي : بتعرف يا منصور ...حابب أعمل بهالـ " قصيدة حب " ، بدي أعمل " لوحة موشحات ".
منصور : إي منعمل... سماع هالشعر .
حَـامِـلُ الْـهَـوَى تَعِبُ ... يَـسْـتَـخِـفُّـهُ الـطَّرَبُ
إِنْ بَــكَـى فَـحُـقَّ لَـهُ ... لَــيْـسَ مَـا بِـهِ لَـعِـبُ
عاصي : حلوة... لمين هاي ؟
منصور : لأبو النواس.
عاصي : منيحة ... حطها ع جنب. شو في كمان غيرها ؟
منصور :
إذا جِئت فَاِمنَح طَرفَ عَينَيكَ غَيرَنا ..... لِكَي يَحسِبوا أَنَّ الهَوى حَيثُ تَنظُرُ
عاصي : حلوة ... لمين هاي ؟
منصور : عمر بن ابي ربيعة
عاصي : مناخدها كمان ... شو في بعد ؟
و هكذا واصل منصور إلقاء ابيات الشعر على عاصي ، ابيات شعر من مختلف العصور و مختلف الشعراء ... و في النهاية ، و كان منصور قد كتب قصيدة لإحدى السيدات الفاضلات ، انتزع آخر بيتين من هذه القصيدة و تلاهم على عاصي . فسأله عاصي : و لمين هالبيتين ؟ فأجابه منصور: بتعرف يا عاصي... اكتشفتلك شاعر جاهلي اسمو " الراعي النُميري " ... هو اللي كتب هالبيتين . أما البيتان فكانا :
اذا كان ذنبي ان حبك سيدي... فكل ليالي العاشقين ذنوب
أتوب الى ربي و اني لمرةٕ ... يسامحني ربي اليك أتوب
أنتهى الرحابنة من تلحين " لوحة الموشحات " البديعة هذه و اخذوها مع " قصيدة حب " و ذهبوا بها إلى بعلبك و قدموها هناك.
كان حاضر في تلك الأمسية رئيس الحكومة السابق " تقي الدين الصلح" و هو قبل ان يكون رئيس حكومة ، كان صحفياً و كاتباً و مثقفاً .
بعد الإنتهاء صعد تقي الدين الصلح إلى خيمة عاصي و منصور الرحباني و أبدى إعجابه بهذه الأمسية و بارك لهم بهذا النجاح و أطرى كثيراً على لوحة الموشحات و قال لهم :
بتعرفوا ... حبيت كتير لوحة الموشحات ... بس بتعرفوا ... و بيني و بينكم... هالبيتين الشعر اللي انقالوا بالأخير ، حبيتهون أكتر بكتير من هدوليك الشُعرا. دخلكون ... مين الشاعر إللي قال هالابيات... ما عرفتو أنا. ؟
حينها تبسم عاصي و نظر إلى أخيه و أدرك بأن أخاه منصور ، قد لعب لعبته و لم يُخبره بالحقيقة آنذاك .
المصدر : الشاعر: هنري زغيب.