الكوميديا في السينما تخيب ظن الجمهور المصري
فيلم "تاني تاني" يسقط في فخ الملل والتكرار وتفكك قصته.
الأربعاء 2024/05/29
ShareWhatsAppTwitterFacebook
"أسود ملون" لبيومي فؤاد أحد الأفلام الفاشلة لهذا العام
تخلت الأفلام عن كوميديا الموقف وراهنت على أسماء نجوم كبار متجاهلة أهمية النص والحوار ومواكبتهما لتطور أذواق الجمهور وتغيرها، فوقعت في هوة الفشل السحيق، حتى أن بعضها لم يحقق عائدات كبيرة، وسحب بعضها الآخر من دور العرض، بينما يدعو النقاد إلى تقييم جدي لتراجع قيمة الفيلم الكوميدي في مصر.
القاهرة - جاءت الأفلام الكوميدية على رأس الأعمال السينمائية التي قرر موزعوها سحبها من دور العرض في مصر مؤخرا، ما يعبر عن تحول في اتجاهات الجمهور الذي يبدو أنه عزف عنها نتيجة تراجع قيمتها الفنية واعتمادها على ضحكات بلا قدرة على نسج قصة فكاهية فنية متماسكة، بعد أن كانت عاملا في جذب شريحة من الجمهور إلى السينما للدرجة التي دفعت عددا من الأفلام الكوميدية لتستحوذ على ما يقرب من نصف الأعمال المقدمة في السنوات الماضية.
يعد فيلم “تاني تاني” الذي أعاد بطلته الفنانة المصرية غادة عبدالرازق إلى السينما مرة أخرى، صورة مصغرة لأزمات الأفلام الكوميدية، إذ يناقش قضية مكررة تتعلق بسيدة أرملة يظهر في حياتها فجأة بعض الأصدقاء القدامى، بينهم رجلان، وتدور قصة الفيلم في إطار تلك العلاقة، وكيفية التعامل مع مساعي كلاهما للتقرب منها لخلق قصة حب، وتواجه مشكلات بسبب رفض أخيها.
ظهرت هذه النوعية من الأفلام التي تعتمد على خلق قصص رومانسية في سياق كوميدي كثيمة في الكثير من الأفلام، وترتكن على نجاح حققته بعض الأعمال في بداية الألفية، أي منذ حوالي ربع قرن، ومازالت تسير على هذة الوتيرة دون أن تدرك طريقة التعامل مع الجمهور، فالجيل الجديد له رؤية مختلفة عن سابقه.
تجسد غادة عبدالرازق شخصية هدى، وهي أرملة ولديها ابنة تعيش معها وتعمل موظفة في أحد البنوك، وتجمعها العديد من المواقف مع زكي أو “زيكو” وهو أرمل أيضا ويعمل في البورصة، ويجسد شخصيته الفنان أحمد آدم، والذي عاد للسينما بعد غياب نحو أربع سنوات، بينما يجسد الفنان بيومي فؤاد شخصية لبيب أو بيبو، وهو رجل أعمال يقرر العودة إلى مصر بعد انفصاله عن زوجته الأميركية.
أحمد سعد الدين: غياب كوميديا الموقف عن أغلب الأفلام يقود إلى فشلها
يؤدي الفنان محمود حافظ خلال أحداث الفيلم شخصية عادل شقيق هدى (غادة عبدالرازق) ويدخل في صراعات كوميدية مع زيكو وبيبو، فيما تجسد ثراء جبيل شخصية هدير ابنتها المخطوبة وتستعد للزواج وتتأثر بمساعي والدتها نحو استعادة ذكرياتها مع زملائها. ويشارك في بطولة الفيلم، سليمان عيد وأمير صلاح الدين وإبرام سمير وإسلام شوقي، ومن تأليف محمد نبوى وعلاء حسين وإخراج شريف إسماعيل.
لم يحقق الفيلم بعد أسبوع من عرضه تقريبًا سوى خمسة آلاف دولار، في حين أنه من المعروف أن الأفلام الكوميدية تتمكن من جذب الجمهور إلى دور العرض للتعرف على ما يقدمه نجومها من أعمال، وهو أمر لم يتحقق في هذا العمل، وقد يلقى مصير غيره من الأفلام التي جرى سحبها من دور العرض بعد أسابيع قليلة.
وبالنظر إلى نوعية الأفلام التي تتنافس حاليًا في دور العرض السينمائي بمصر، هناك سبعة أفلام جرى طرحها منذ إجازة عيد الفطر، بينها أربعة أعمال كوميدية، هي: “عالماشي” و”فاصل من اللحظات اللذيذة” و”عسل ملون” و”تاني تاتي”.
ويتصدر معدلات المشاهدة فيلم “السرب” بطولة أحمد السقا ويحكي عن أحداث حقيقية تتعلق بما تعرض له عدد من العمال المصريين في مدينة درنة الليبية عام 2015، ويتذيل فيلم “عالماشي” بطولة علي ربيع القائمة، وجرى سحب فيلم “عسل ملون” بطولة رنا رئيس وبيومي فؤاد من دور العرض بعد فترة وجيزة من عرضه.
وتعرضت الكثير من الأفلام الكوميدية لسحبها من دور العرض السينمائي في العامين الماضيين لعدم تحقيقها إيرادات كبيرة، وبعضها لم يحقق إيرادات في بعض الأيام، وأبرزها “سنة أولى خطف” بطولة بيومي فؤاد ومي كساب الذي عرض أثناء موسم رأس السنة، وبعد طرحه بنحو أربعة أسابيع لم يحقق سوى 20 ألف دولار إيرادات، كذلك الحال بالنسبة لفيلم “بلوموند” بطولة حسن الرداد وهاجر أحمد، والذي حقق خلال سبعة أسابيع 100 ألف دولار فقط إيرادات.
ولم تسلم الفنانة ليلى علوي التي قدمت فيلما خفيفا يعتمد على التسلية بشكل أكبر في “مقسوم” وجرى سحبه بعد ثلاثة أسابيع وتم عرضه في إجازة منتصف العام الدراسي، وحقق نحو 40 ألف دولار إيرادات، وهو الوضع ذاته الذي حصل مع الفيلم الكوميدي “أنا وابن خالتي” بطولة بيومي فؤاد وسيد رجب، فبعد خمسة أسابيع من عرضه حقق 35 ألف دولار.
وواجهت الفنانة المصرية هالة صدقي التي حاولت توظيف نجاحها في موسم رمضان قبل الماضي عبر فيلم “الملكة” مشكلة عزوف الجمهور واضطرار الموزعين لسحبه من دور العرض مطلع العام الجاري، ولم يصمد الفيلم سوى أسبوعين فقط بعد أن حقق صفر إيرادات في يومين عرض متتاليين، وحقق إجمالا حوالي 9 آلاف دولار.
◙ الأفلام الكوميدية تعاني من أزمة منذ أن كانت الكوميديا مسيطرة على اهتمامات الجمهور في نهاية التسعينات من القرن الماضي
قال عضو الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما أحمد سعدالدين إن الكوميديا غابت عن غالبية الأعمال التي يتم تصنيفها على أنها كوميدية، وما يحدث محاولة لاضحاك الجمهور، وهي مهمة قد تنجح على المسرح، لكنها يصعب أن تجذب الجمهور إلى السينما، وغياب كوميديا الموقف عن الجزء الأكبر من الأفلام يقود إلى فشلها.
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن الأفلام الكوميدية ذات السيناريو المحكم تحقق نجاحا، وإن لم يكن أبطالها من نجوم الكوميديا، وهو ما يجسده مثلا فيلم “بطل من ورق” بطولة الراحل ممدوح عبدالعليم، وعرض منذ حوالي ثلاثين عاما، ما يبرهن على أن المشكلة الرئيسية تنحصر في الكتابة، مع غياب أسماء مهمة من المؤلفين، مثل لينين الرملي وفيصل ندا ووحيد حامد، وأصبح هناك استسهال في عملية الكتابة التي تحولت إلى اسكتشات للضحك يتم لصقها على قصة لا تتوفر لها حبكة فنية متقنة.
وأشار سعدالدين إلى أن بوصلة الجمهور لم تتغير والأعمال الكوميدية الجيدة تحقق نجاحا على شباك التذاكر، والفصيل هو جودة العمل السينمائي، ويصعب أن يرفض الجمهور عملا ذي جودة فنية عالية، وإن كان يتجه إلى الكوميديا، وما حققه فيلم “سهر الليالي” قبل أكثر من عقدين وسط أفلام كوميدية ناجحة دليل على ذلك.
ويتفق البعض من النقاد على أن الأفلام الكوميدية لا تعاني مشكلات في الكتابة الآن فحسب، بل إنها تعاني من الأزمة منذ أن كانت الكوميديا مسيطرة على اهتمامات الجمهور في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وما حققه بعض النجوم الشباب في ذلك الوقت، مثل محمد هنيدي وأحمد حلمي وكريم عبدالعزيز ومحمد سعد، جاء بسبب قوة الدفع الذاتي، لكن سرعان ما تراجعت أعمالهم التالية.
ولدى هؤلاء النقاد قناعة بأن تحقيق بعض الأعمال الكوميدية في السابق إيرادات قوية ليس دليلا على نجاحها، فالكثير منها لا يتذكره كثيرون حاليا، كما أن أبطال هذه الأفلام لم يتعلموا من أخطائهم حينما كانوا يتدخلون في تفاصيل العمل كي يتم تقديمه بالصورة التي تخدمهم، وسقطوا سريعا والآن لا يجدون وسيلة لجذب الجمهور ثانية.
ولعل الهجوم الذي تعرض له الفنان محمد هنيدي بعد فيلمه “مرعي البريمو” في صيف العام الماضي وتحقيقه إيرادات ضئيلة، يبرهن على مأزق نجوم الكوميديا الذين يعتقدون أنهم يقدمون أعمالا تلقى قبول الجمهور لكنهم يصطدمون بضعف قدرتهم على تصدر شباك التذاكر، وهو أمر حدث مع الفنانيّن أحمد حلمي وهاني رمزي.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
أحمد جمال
صحافي مصري
فيلم "تاني تاني" يسقط في فخ الملل والتكرار وتفكك قصته.
الأربعاء 2024/05/29
ShareWhatsAppTwitterFacebook
"أسود ملون" لبيومي فؤاد أحد الأفلام الفاشلة لهذا العام
تخلت الأفلام عن كوميديا الموقف وراهنت على أسماء نجوم كبار متجاهلة أهمية النص والحوار ومواكبتهما لتطور أذواق الجمهور وتغيرها، فوقعت في هوة الفشل السحيق، حتى أن بعضها لم يحقق عائدات كبيرة، وسحب بعضها الآخر من دور العرض، بينما يدعو النقاد إلى تقييم جدي لتراجع قيمة الفيلم الكوميدي في مصر.
القاهرة - جاءت الأفلام الكوميدية على رأس الأعمال السينمائية التي قرر موزعوها سحبها من دور العرض في مصر مؤخرا، ما يعبر عن تحول في اتجاهات الجمهور الذي يبدو أنه عزف عنها نتيجة تراجع قيمتها الفنية واعتمادها على ضحكات بلا قدرة على نسج قصة فكاهية فنية متماسكة، بعد أن كانت عاملا في جذب شريحة من الجمهور إلى السينما للدرجة التي دفعت عددا من الأفلام الكوميدية لتستحوذ على ما يقرب من نصف الأعمال المقدمة في السنوات الماضية.
يعد فيلم “تاني تاني” الذي أعاد بطلته الفنانة المصرية غادة عبدالرازق إلى السينما مرة أخرى، صورة مصغرة لأزمات الأفلام الكوميدية، إذ يناقش قضية مكررة تتعلق بسيدة أرملة يظهر في حياتها فجأة بعض الأصدقاء القدامى، بينهم رجلان، وتدور قصة الفيلم في إطار تلك العلاقة، وكيفية التعامل مع مساعي كلاهما للتقرب منها لخلق قصة حب، وتواجه مشكلات بسبب رفض أخيها.
ظهرت هذه النوعية من الأفلام التي تعتمد على خلق قصص رومانسية في سياق كوميدي كثيمة في الكثير من الأفلام، وترتكن على نجاح حققته بعض الأعمال في بداية الألفية، أي منذ حوالي ربع قرن، ومازالت تسير على هذة الوتيرة دون أن تدرك طريقة التعامل مع الجمهور، فالجيل الجديد له رؤية مختلفة عن سابقه.
تجسد غادة عبدالرازق شخصية هدى، وهي أرملة ولديها ابنة تعيش معها وتعمل موظفة في أحد البنوك، وتجمعها العديد من المواقف مع زكي أو “زيكو” وهو أرمل أيضا ويعمل في البورصة، ويجسد شخصيته الفنان أحمد آدم، والذي عاد للسينما بعد غياب نحو أربع سنوات، بينما يجسد الفنان بيومي فؤاد شخصية لبيب أو بيبو، وهو رجل أعمال يقرر العودة إلى مصر بعد انفصاله عن زوجته الأميركية.
أحمد سعد الدين: غياب كوميديا الموقف عن أغلب الأفلام يقود إلى فشلها
يؤدي الفنان محمود حافظ خلال أحداث الفيلم شخصية عادل شقيق هدى (غادة عبدالرازق) ويدخل في صراعات كوميدية مع زيكو وبيبو، فيما تجسد ثراء جبيل شخصية هدير ابنتها المخطوبة وتستعد للزواج وتتأثر بمساعي والدتها نحو استعادة ذكرياتها مع زملائها. ويشارك في بطولة الفيلم، سليمان عيد وأمير صلاح الدين وإبرام سمير وإسلام شوقي، ومن تأليف محمد نبوى وعلاء حسين وإخراج شريف إسماعيل.
لم يحقق الفيلم بعد أسبوع من عرضه تقريبًا سوى خمسة آلاف دولار، في حين أنه من المعروف أن الأفلام الكوميدية تتمكن من جذب الجمهور إلى دور العرض للتعرف على ما يقدمه نجومها من أعمال، وهو أمر لم يتحقق في هذا العمل، وقد يلقى مصير غيره من الأفلام التي جرى سحبها من دور العرض بعد أسابيع قليلة.
وبالنظر إلى نوعية الأفلام التي تتنافس حاليًا في دور العرض السينمائي بمصر، هناك سبعة أفلام جرى طرحها منذ إجازة عيد الفطر، بينها أربعة أعمال كوميدية، هي: “عالماشي” و”فاصل من اللحظات اللذيذة” و”عسل ملون” و”تاني تاتي”.
ويتصدر معدلات المشاهدة فيلم “السرب” بطولة أحمد السقا ويحكي عن أحداث حقيقية تتعلق بما تعرض له عدد من العمال المصريين في مدينة درنة الليبية عام 2015، ويتذيل فيلم “عالماشي” بطولة علي ربيع القائمة، وجرى سحب فيلم “عسل ملون” بطولة رنا رئيس وبيومي فؤاد من دور العرض بعد فترة وجيزة من عرضه.
وتعرضت الكثير من الأفلام الكوميدية لسحبها من دور العرض السينمائي في العامين الماضيين لعدم تحقيقها إيرادات كبيرة، وبعضها لم يحقق إيرادات في بعض الأيام، وأبرزها “سنة أولى خطف” بطولة بيومي فؤاد ومي كساب الذي عرض أثناء موسم رأس السنة، وبعد طرحه بنحو أربعة أسابيع لم يحقق سوى 20 ألف دولار إيرادات، كذلك الحال بالنسبة لفيلم “بلوموند” بطولة حسن الرداد وهاجر أحمد، والذي حقق خلال سبعة أسابيع 100 ألف دولار فقط إيرادات.
ولم تسلم الفنانة ليلى علوي التي قدمت فيلما خفيفا يعتمد على التسلية بشكل أكبر في “مقسوم” وجرى سحبه بعد ثلاثة أسابيع وتم عرضه في إجازة منتصف العام الدراسي، وحقق نحو 40 ألف دولار إيرادات، وهو الوضع ذاته الذي حصل مع الفيلم الكوميدي “أنا وابن خالتي” بطولة بيومي فؤاد وسيد رجب، فبعد خمسة أسابيع من عرضه حقق 35 ألف دولار.
وواجهت الفنانة المصرية هالة صدقي التي حاولت توظيف نجاحها في موسم رمضان قبل الماضي عبر فيلم “الملكة” مشكلة عزوف الجمهور واضطرار الموزعين لسحبه من دور العرض مطلع العام الجاري، ولم يصمد الفيلم سوى أسبوعين فقط بعد أن حقق صفر إيرادات في يومين عرض متتاليين، وحقق إجمالا حوالي 9 آلاف دولار.
◙ الأفلام الكوميدية تعاني من أزمة منذ أن كانت الكوميديا مسيطرة على اهتمامات الجمهور في نهاية التسعينات من القرن الماضي
قال عضو الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما أحمد سعدالدين إن الكوميديا غابت عن غالبية الأعمال التي يتم تصنيفها على أنها كوميدية، وما يحدث محاولة لاضحاك الجمهور، وهي مهمة قد تنجح على المسرح، لكنها يصعب أن تجذب الجمهور إلى السينما، وغياب كوميديا الموقف عن الجزء الأكبر من الأفلام يقود إلى فشلها.
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن الأفلام الكوميدية ذات السيناريو المحكم تحقق نجاحا، وإن لم يكن أبطالها من نجوم الكوميديا، وهو ما يجسده مثلا فيلم “بطل من ورق” بطولة الراحل ممدوح عبدالعليم، وعرض منذ حوالي ثلاثين عاما، ما يبرهن على أن المشكلة الرئيسية تنحصر في الكتابة، مع غياب أسماء مهمة من المؤلفين، مثل لينين الرملي وفيصل ندا ووحيد حامد، وأصبح هناك استسهال في عملية الكتابة التي تحولت إلى اسكتشات للضحك يتم لصقها على قصة لا تتوفر لها حبكة فنية متقنة.
وأشار سعدالدين إلى أن بوصلة الجمهور لم تتغير والأعمال الكوميدية الجيدة تحقق نجاحا على شباك التذاكر، والفصيل هو جودة العمل السينمائي، ويصعب أن يرفض الجمهور عملا ذي جودة فنية عالية، وإن كان يتجه إلى الكوميديا، وما حققه فيلم “سهر الليالي” قبل أكثر من عقدين وسط أفلام كوميدية ناجحة دليل على ذلك.
ويتفق البعض من النقاد على أن الأفلام الكوميدية لا تعاني مشكلات في الكتابة الآن فحسب، بل إنها تعاني من الأزمة منذ أن كانت الكوميديا مسيطرة على اهتمامات الجمهور في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، وما حققه بعض النجوم الشباب في ذلك الوقت، مثل محمد هنيدي وأحمد حلمي وكريم عبدالعزيز ومحمد سعد، جاء بسبب قوة الدفع الذاتي، لكن سرعان ما تراجعت أعمالهم التالية.
ولدى هؤلاء النقاد قناعة بأن تحقيق بعض الأعمال الكوميدية في السابق إيرادات قوية ليس دليلا على نجاحها، فالكثير منها لا يتذكره كثيرون حاليا، كما أن أبطال هذه الأفلام لم يتعلموا من أخطائهم حينما كانوا يتدخلون في تفاصيل العمل كي يتم تقديمه بالصورة التي تخدمهم، وسقطوا سريعا والآن لا يجدون وسيلة لجذب الجمهور ثانية.
ولعل الهجوم الذي تعرض له الفنان محمد هنيدي بعد فيلمه “مرعي البريمو” في صيف العام الماضي وتحقيقه إيرادات ضئيلة، يبرهن على مأزق نجوم الكوميديا الذين يعتقدون أنهم يقدمون أعمالا تلقى قبول الجمهور لكنهم يصطدمون بضعف قدرتهم على تصدر شباك التذاكر، وهو أمر حدث مع الفنانيّن أحمد حلمي وهاني رمزي.
ShareWhatsAppTwitterFacebook
أحمد جمال
صحافي مصري