23-05-2008
يرى البعض أن المصور السينمائي محسن أحمد برع في الجمع بين الموهبة والدراسة الأكاديمية، ويصفه البعض الآخر أنه أحد أبرز مصوري السينما وسط جيله من المصورين. المؤكد أن بصمته لها خصوصية ويمكن تلمسها بوضوح عبر أفلام ستظل علامة في تاريخ السينما المصرية مثل «الكيت كات»، «زوجة رجل مهم»، «البداية»، «ناجي العلي» وغيرها، كذلك نال عنها 18 جائزة مصرية ودولية عدة.
في هذا الحوار نتعرف الى مشواره وأبرز المحطات.
توابل - سيما
المصوِّر السينمائيّ محسن أحمد: العشوائيَّة فرضت سطوتها على الفن
أنت أول مصور يبدأ مشواره كمدير تصوير من دون المرور بالمراحل المعتادة، كيف؟
ربما لأني كنت حاضراً بقوة عبر الأفلام التسجيلية بعد تخرجي من المعهد العالي للسينما، وحتى أثناء تدريسي للتصوير في المعهد حرصت على المشاركة في الأفلام التي نجحت من خلالها في إبراز رؤيتي الخاصة تجاه الصورة، ما أهلني إلى التعامل مع مخرجين كبار مثل صلاح أبو سيف، داود عبد السيد، عاطف الطيب، خيري بشارة، شريف عرفة، نادر جلال وغيرهم، فاكتسبت الخبرات والجوائز
ما هي رؤيتك الخاصة للصورة عموماً ولفن الإضاءة تحديداً؟
نعاني في مصر من فوضى في ما يتعلق بالإضاءة، نجد التماثيل والأبراج والكباري والآثار المهمة مضاءة عشوائياً، لأن المسؤولين لا يستعينون بمديري تصوير لإنجاز تلك المهمة. لا يعنيهم تصميم إضاءة المدن والكباري على غرار المدن الأوروبية على الرغم من أهمية ذلك وانعكاساته ليس على السائح فحسب بل على المواطن البسيط عبر تدريبه على تلقي هذا الجمال. وأخيراً كانت لي تجربة مع «سمبوزيوم أسوان» للنحت، فنجحت في إضاءته بشكل مختلف، لذا أتمنى أن يستعان بالكفاءات أمثال سعيد مرزوق كي تبدو تلك الأعمال كتحفة فنية.
في تقديرك ما هي أبرز المشاكل التي تواجه مدير التصوير؟
التصوير مليء بالمشاكل، خصوصاً في دول العالم الثالث. فيما ترصد الميزانيات بالملايين للتصوير في أميركا، نجد أننا في مصر مكبلون بميزانيات محدودة تعرقل إبداع مدير التصوير. تتطلب كل لقطة إعداداً ووقتاً وضبطاً، مع ذلك يطاَلب مدير التصوير بإنجاز ما لا يقل عن 40 لقطة في اليوم بغض النظر عن الظروف التي يعمل وسطها، سواء كانت مناخية متقلبة أو غيرها، ومع ذلك أسعى دائماً الى رفع مستوى الإبداع في الصورة السينمائية.
إلى أي مدى انعكس التطور التكنولوجي على تقنيات الصورة السينمائية؟
إلى ما لا نهاية، أتابع أحدث معارض التقنيات في صناعة السينما والتلفزيون في العالم، وكل يوم يحمل معه جديداً. ثمة صراع بين تقنية التصوير السينمائي وتقنية التصوير الإلكتروني، ما يؤكد أن السنوات المقبلة ستبدو أكثر إبهاراً وسيتغير شكل الصورة بعد ظهور خامات جديدة بتقنيات أحدث وعدسات متطورة، ما يمكننا من تحقيق زوايا جديدة لم نكن نستطيع تحقيقها سابقاً بالكاميرات الكبيرة.
كيف تصف العلاقة بين مدير التصوير والمخرج؟
مع أن الفيلم يُنسب إلى المخرج، إلا أن أي عمل هو ثمرة تعاون وتناغم. إنها حالة أشبه بالـ«دويتو»، يناقش المخرج ومدير التصوير في أدق تفاصيل الفيلم ورؤيته وفي الأسلوب الأمثل في الإضاءة والحركة والألوان كي يصلان إلى أفضل السبل لإظهار القصة بصرياً.
لماذا انتقلت من التصوير السينمائي إلى عالم الإعلانات؟
عندما توقفت السينما عن الإنتاج المتميز، كان عليّ البحث عن مجال آخر أستطيع من خلاله اكتشاف أمور جديدة ومثيرة، خصوصا أني أعشق التحدي وأبحث دائماً عن الجديد، لذا اقتحمت عالم الإعلانات وأتصور أنني نجحت في تطويره، وأعددت رسالة الماجستير عام 94 عنوانها «في صورة الإعلان»، لأني مؤمن بأن لكل إعلان أسلوبه الخاص والمميز، سواء ما يتعلق بالطعام أو أدوات الزينة أو أي منتج آخر.
باعتبارك أحد أبرز صانعي الفيديو كليب، ما تقييمك له، وما هي عوامل نجاحه؟
على مدار عشرة أعوام قدمت 30 أغنية فحسب، فيما يقدم البعض الآخر هذا العدد خلال شهرين. تتعلق قلة أعمالي بدقتي في الاختيار، لأني أهتم بالكلمة والمضمون والصورة معاً، وأرفض أغاني كثيرة لا تحمل معادلة بصرية للفكرة. باختصار، لا أقبل سوى الأغاني التي ترضي طموحاتي الأخلاقية والإنسانية والفنية.
والفيديو كليب فن جديد عمره أعوام محدودة، ويعتبر التميز والمصداقية واحترام المشاهد من أبرز عوامل النجاح فيه، أي الابتعاد عن تقليد الغرب، لذا أرى ضرورة إجراء الدراسات الجادة حول هذا المجال كي تتكون لدى المخرجين الجدد رؤية خاصة عنه وخبرات حقيقية.
لماذا توقفت عن الإخراج بعد تجربتك الأولى في فيلم «أبو العربي»؟
ربما لأن علاقتي بالتصوير هي الأساس، وبعدما شهد فن التصوير نهضة عدت مجدداً الى مجالي المفضل على الرغم من العروض الكثيرة التي انهالت عليّ بعد نجاح «أبو العربي».
كيف ترى واقع صناعة السينما المصرية؟
متفائل إلى حد بعيد، خصوصاً بعد مشاركة الفضائيات في الإنتاج، مع أن المناخ السائد ليس جيداً سواء في الكتابة أو في التمثيل أو حتى الإخراج، شأن الفن شأن الحياة، وليس بالضرورة أن يحظى الأكثر جودة بالتقدير في هذا المناخ، فمثلا ثمة أسماء بارزة لا تعمل أمثال داود عبد السيد وعلي بدرخان وخيري بشارة، في حين أن مخرجين كثراً عاديين يعملون في العشرات من الأفلام، وهذا ينطبق على عناصر التجربة الإبداعية كلها.
ما هي مشاريعك المقبلة؟
سأناقش قريباً رسالة الدكتوراه وعنوانها «الساعة الساحرة» وسأنشرها في كتاب، ولدي مشروع آخر حول الإعلانات وتجربتي معها، كذلك سأبدأ قريبا بتصوير فيلم جديد بعنوان «تحت السيطرة» من إخراج محمد ياسين وبطولة مجموعة من الشباب ومشاركة النجم محمود ياسين