حسام فهمي
27/5/2024
“أصنع أفلاما لأجيب عن أسئلة”.. الوثائقية تحاور المخرج “راؤول بيك” المتوّج في مهرجان كان
ضمن العروض الخاصة في الدورة الـ77 من مهرجان كان السينمائي الدولي، يبرز اسم الفيلم الوثائقي “إرنست كول.. فُقد ووُجد” (Ernest Cole: Lost and Found)، وتدور أحداثه عن المصور الأسود الأول في جنوب أفريقيا في زمن الفصل العنصري، وقد أخرجه “راؤل بيك” الذي رُشح للأوسكار عن فيلمه السابق “أنا لست زنجيك” (I Am Not Your Negro)، وفاز عنه أيضا بجائزة “البافتا” البريطانية لأفضل فيلم وثائقي.
تُوّج فيلم “إرنست كول” مناصفة بجائزة العين الذهبية لأفضل فيلم وثائقي مع الفيلم المصري “رفعت عيني للسما”، وهو يبدأ بتوقعات عن مواد مصورة من عصر الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، لكن الحكاية تتطور لتصبح مهتمة بإرث هذا المصور الذي اختفى بشكل غريب، ثم ظهر ظهورا غريبا بعد موته بسنوات، فكيف نقل “راؤول بيك” لنا هذه الرحلة؟ وكيف يصبح هذا الفيلم مناسبا للعصر الحالي الذي لم ينتهِ فيه الفصل العنصري أيضا؟
التقى موقع الجزيرة الوثائقية المخرج الهايتي “راؤول بيك”، وأجرى معه حوارا على هامش مهرجان كان، للحديث أكثر عن فيلمه المتوج بجائزة العين الذهبية للمهرجان.
حينما نصنع فيلما عن الماضي، فإننا أيضا نحكي حكاية عن الحاضر، كيف ترى أن حكاية المصور الجنوب أفريقي “إرنست كول” ذات صلة بما يحدث الآن في العالم؟
إنه أحد شروطي لصنع فيلم، لا أريد أن أغرق في الماضي، ولكني أصنع أفلاما لأجيب عن أسئلة، وهكذا كان الفيلم محاولة للإجابة عن أسئلة، نسأل أنفسنا ماذا يحدث في العالم الآن، عن الحرب، عن حق البقاء، عن إرث إنسان اختفى أكثر من 40 عاما، والآن يُكشف عنه.
صورة للمصور إرنست كول من جنوب أفريقيا
نسأل أنفسنا عن كل الكفاح ضد الفصل العنصري، وعن رد فعل القوى الغربية على هذا الصراع، والتعامي عن المعاناة، والأكاذيب، أن يقولوا إنهم يريدون مساعدة الجنوب أفريقيين السود، ثم يستمرون مع ذلك في دعم نظام الفصل العنصري، لذا أرى أن لدينا أمثلة كثيرة لنشعر -ونحن نشاهد الفيلم- أننا في عالم اليوم.
ينتهي الفيلم بإخبارنا أنهم فقط لم يجدوا نيغاتيف “إرنست كول” في خزينة هذا البنك السويدي، لكن قرأنا أنهم أخيرا أعادوها في مايو إلى عائلته.
نعم كان ذلك في السابع من مايو، فقط قبل أسبوع تقريبا من المهرجان.
هل ترى أنهم أعادوها لعلمهم أن الفيلم سيعرض هنا في مهرجان كان؟
ماذا تظن؟ (ضحكة) لقد أدركوا حين أعلن عن الفيلم أن عليهم فعل شيء كما تعلم، واللحظة الأخيرة كانت خلال الأسبوع الماضي، لكن القصة لم تنتهِ، لأننا لا نعلم حتى الآن من وضع هذا الكم من النيغاتيف، 60 ألف نيغاتيف في خزينة البنك، لا أحد يعلم كيف وصلت إلى هناك، من وضعها هناك، ومنذ متى، ومن دفع؟
المخرج الهاييتي راؤل بيك
فهذا البنك لن يترك ثلاثة صناديق كبيرة في خزينة من غير أن يدفع أحد مقابل هذا، خزانة صغيرة بهذا الحجم -يشير بيده- تدفع مقابلا لها ما بين ألف إلى ألفي دولار سنويا، فتخيل معي كم يكلف هذا. القصة على هذا الجانب لم تنتهِ، لكن هذه ليست القصة التي تجذب اهتمامي، بل قصة “إرنست” هي القصة الرئيسية.
أعمالك ضد الفصل العنصري عميقة، كما رأينا في فيلميك “أنا لست زنجيك” و”إرنست كول”، وتنهي الفيلم أيضا بإشعارنا أن الكفاح ضد الفصل العنصري ما زال مستمرا، هل ترى أنك قد تصنع يوما ما فيلما عما يحدث في فلسطين، عن الشعب الفلسطيني؟
حمدا لله أنني لست مضطر لهذا، أولا لأنه سيكون أمرا معقدا، وثانيا لأن هناك صناع أفلام فلسطينيين عظماء، وصناع أفلام عظماء من إسرائيل ناقدين للغاية، صنعوا أفلاما من قبل وما زالوا، لدي صديقة رائعة هي “آنا ماري جاسر” تصور فيلما الآن، لذا حمدا لله أن هناك كثيرا ممن يعملون على هذا.
اشترك في
النشرة البريدية
تعليق