هل سمعت آخر قصيدة كتبها أستاذنا نجدت نصرالله أبا أسامة
قلعة المضيق
أفامية
قلعتي تعلو على أكتاف تل
هي بالغاب صعود الرابيات
هي حصن وملاذ
في حروب
عندما السيف يدك المانعات
وهي بالسلم بساط سندسي
طائر يجتاز بحر
الظلمات
وهي أم عندما الأيام تقسو
وهي أب في تدابير الحياة
هي صرح وارتقاء
ببناء
وأغاريد زغاريد الرعاة
مملكات الفن آيات جمال
طلل يرسم إعجاز
البناة
شبكات الماء فيها
معجزات
تتحدى معجزات
الهندسات
شارع بالفن يزجي ساحرات
نهر تيجان وشط الزخرفات
شارع للعشق يروي عشق قيس
حيث ليلى في شعاب الباديات
شارع يمتد طولا
في رصيف
كل متر فيه عامود نجاة
كل عامود سراج
فوق تاج
كالأغاريد ببهو
الأغنيات
شارع يحكي حكايا الف ليله
وتر نجواه أحلى
النغمات
غير أن الدهر لا يكشف سرا
سره المدفون في عمق الفرات
رب زلزال أتى والليل ساج
فإذا الليل قطار المهلكات
رب زلزال تعامى عن رقود
جعل العمران أطلال رفات
قلعتي فاقت بزلزال رهيب
فإذا الألاف فاضوا بالجهات
نحو غرب ثم شرق فجنوب
فإذا القلعة أمست قلعات
واستطاب العيش فيها ساكنوها
رغم ما ذاقوه من
مر الجناة
ثم فاقوا من جديد بذهول
فإذا الأوغاد خرس باللغات
وإذا الآفاق نار
تتلظى
وجنون النار قبر
الكائنات
صبر الناس على لوثة قصف
فجنون القصف يغري بالوفاة
فابتدا الناس نزوحا بألوف
في فضاءات بميسور الجهات
بالملايين توالوا
في رحيل
نكبة أخرى تغالت
بالشتات
في بحار غاص آلاف وماتوا
ركب المحراب أكتاف الصلاة
خلفوا دورا سباها
قوم زط
ومغول من بقايا
الأعصرات
أورقي يا دور نارا
وثمارا
وامنحي الطاغوت سهما
باللهاة
فغبار الموت غطى كل ارض
ضاقت الأرض بزوار الفلاة
في رماد الذل بات العيش مرا
أي عيش في ثعابين الغزاة
آه كم فاقت بسوس بعد موت
آه كم فازت بكأس المجرمات
نجدت نصرالله الريحانية
اواخر أيار ٢٤