♦نبذة عن مدينة جرهاء التاريخية
? تلك المدينة التي لعبت دورا بارزاً في تجارة العالم القديم ، وكل من أتى على ذكرها من المؤرخين أشار لدورها التجاري و انعكاسه على رفاهية المواطنين و وضع الساكنين هناك
تشير الدراسات العلمية لمنطقة شرقي السعودية ( إقليم البحرين تاريخيا ) كموقع لمدينة جرهاء وموقع لنفوذها السياسي والتجاري ، وهو ذات الموقع التي تواجدت فيه #دلمون الشهيرة ولكن قبل عشرات القرون من بزوغ نجم جرها ..
و لوصف مدينة جرهاء سننقل ما ذكره بعض المؤرخين عنها:
- عن مبانيها و عن سكانها
- وعن طرق التجارة التي سلكوها
- وعن البضائع التي تاجروا بها .
? يرد في الكتاب السادس عشر لـ سترابو و في الفصل الرابع :
« بواسطة التجارة بالمواد العطرية ( كالبخور وغيره من النبات العطري ) أصبح #الجرهائيين و السبئيين ألاغنى بين كل القبائل ، حيث يمتلكون كميات كبيرة من الأدوات المصوغة من #الذهب و #الفضة ومنها الأسّرة و مثلثات القوائم والأحواض و اوعية الشرب ناهيك عن منازلهم الفخمة ، حيث ابوابها و جدرانها و سطوحها مزينة بالألوان و مرصعة بالعاج والذهب والفضة والحجارة الكريم »
٭ إذن فالمدينة ذات النفوذ التجاري الواسع كانت سمعتها مشهورة بالثراء ، ولذا لم يكن مستغرباً أن تتوجه الأطماع نحوها..!
? حيث يتحدث المؤرخ الاغريقي بوليبيوس عن حملة عسكرية قادها الملك السلوقي انطوخيوس الثالث الملقب بالعظيم ، نحو جرهاء ،لكن أهالي المدينة طلبوا منه الا يحطم السلام بينهم وبين الدولة السلوقية ، السلام الذي منحته الآلهة ، فاكتفى بأخذ الاموال منهم .. و جنبوا بلادهم الغزو والدمار بهذه الطريقة
ويقول المؤرخ المذكور أنهم قد اهدوا الملك السلوقي مبلغ و قدره :
« خمسمائة تالنت من الفضة وألف من البخور ومائتي تالنت من زيت المر أو ما يسمى بالستكاني »
? عن طرق التجارة و عن هوية السكان والمدينة :
★ ينقل لنا سترابو ايضا صورة أخرى وتفاصيل أكثر عن المدينة وسكانها وطرق تجارتها ، في نفس كتابه ، لكن في الفصل الثالث ، حيث يقول:
« وبعد أن تبحر على شواطئ العربية 2400 مرحلة ، تلقاك في عمق الخليج مدينة #جرهاء، وهي مستوطنة بواسطة #الكلدان المنفيين من بابل ، والذين يعيشون هنا في مكان ذو تربة #مالحة ، وفي منازل مبنية من الحجر الملحي ، ولكن بما أن صفائح الملح تتساقط دائما بسبب شدة حرارة الشمس فقد لجأ السكان إلى سقي الجدران بالماء كي يحافظوا عليها متينة محكمة .
وتقع المدينة على مسافة 200 مرحلة من البحر
و يعمل أهالي جرها بالتجارة ، فينقلون براََ البضائع العربية و المواد العطرية ، لكن اريستوبول يزعم العكس ، إذ يقول : أن أهالي جرها ينقلون الجزء الأعظم من بضائعهم الى بابل على اطواف ، ثم يبحرون من هنا مع بضائعهم صعوداً في نهر الفرات ، ثم ينقلونها براََ الى شتى أرجاء البلاد » .
★ واما المؤرخ اجاثار خيدس ( القرن الثاني ق.م) فيذكر الطريق التجارية الأخرى - برا وصولا إلى فلسطين - ويذكر تفاصيل مختلفه عن السكان ، إذ يقول :
« في سلع وفلسطين حيث الجرهائيون والمعينيون وكل #العرب الذين يعيشون في المنطقة يجلبون البخور ، وكذلك منتوجاتهم العطرية»
❇️ الخلاصة:
من خلال استعراض هذه النصوص ، يمكن أن نحصل على صورة عامة عن المدينة وأهلها ، والمجتمع هناك ، حيث :
1 • امتاز أهالي المدينة بكونهم تجار بارعين مشهورين بالتجارة
2 • عن هوية السكان : تذكر المكتشفات الاثرية في جزيرة ديلوس اليونانية نقشا يعود لتاجر من جرهاء اسمه «تيم اللات» وهو اسم عربي واضح ، وهذا منسجم مع ما ذكره اجاثر خيدس ، وأما بالنظر لما ذكره سترابو فإنه لا يُستبعد وجود سكان كلدان عاشوا في المدينة ايضا ، وهذا يعطي المدينة طابع ثقافي وحضاري متنوع وجميل .. ومن المعروف اتصال هذه المنطقة ( و المعروفة تاريخياً باسم إقليم البحرين ) ، بمنطقة جنوب العراق .
3 • إن المدينة كانت غنية بلا شك ، غنية بموقعها وبالكنوز التي اكتنزها السكان ، و نستدل على هذا من خلال شهرتها و رغبة السلوقيين باخضاعها، وسوى أخذنا برواية الأثاث المصوغة بـ #الذهب و #الفضة أو لم نأخذ بها .. و ربما كانت تلك المنازل الفخمة هي منازل كبار التجار في المدينة ، اي :«الطبقة الأرستقراطية» .
? تلك المدينة التي لعبت دورا بارزاً في تجارة العالم القديم ، وكل من أتى على ذكرها من المؤرخين أشار لدورها التجاري و انعكاسه على رفاهية المواطنين و وضع الساكنين هناك
تشير الدراسات العلمية لمنطقة شرقي السعودية ( إقليم البحرين تاريخيا ) كموقع لمدينة جرهاء وموقع لنفوذها السياسي والتجاري ، وهو ذات الموقع التي تواجدت فيه #دلمون الشهيرة ولكن قبل عشرات القرون من بزوغ نجم جرها ..
و لوصف مدينة جرهاء سننقل ما ذكره بعض المؤرخين عنها:
- عن مبانيها و عن سكانها
- وعن طرق التجارة التي سلكوها
- وعن البضائع التي تاجروا بها .
? يرد في الكتاب السادس عشر لـ سترابو و في الفصل الرابع :
« بواسطة التجارة بالمواد العطرية ( كالبخور وغيره من النبات العطري ) أصبح #الجرهائيين و السبئيين ألاغنى بين كل القبائل ، حيث يمتلكون كميات كبيرة من الأدوات المصوغة من #الذهب و #الفضة ومنها الأسّرة و مثلثات القوائم والأحواض و اوعية الشرب ناهيك عن منازلهم الفخمة ، حيث ابوابها و جدرانها و سطوحها مزينة بالألوان و مرصعة بالعاج والذهب والفضة والحجارة الكريم »
٭ إذن فالمدينة ذات النفوذ التجاري الواسع كانت سمعتها مشهورة بالثراء ، ولذا لم يكن مستغرباً أن تتوجه الأطماع نحوها..!
? حيث يتحدث المؤرخ الاغريقي بوليبيوس عن حملة عسكرية قادها الملك السلوقي انطوخيوس الثالث الملقب بالعظيم ، نحو جرهاء ،لكن أهالي المدينة طلبوا منه الا يحطم السلام بينهم وبين الدولة السلوقية ، السلام الذي منحته الآلهة ، فاكتفى بأخذ الاموال منهم .. و جنبوا بلادهم الغزو والدمار بهذه الطريقة
ويقول المؤرخ المذكور أنهم قد اهدوا الملك السلوقي مبلغ و قدره :
« خمسمائة تالنت من الفضة وألف من البخور ومائتي تالنت من زيت المر أو ما يسمى بالستكاني »
? عن طرق التجارة و عن هوية السكان والمدينة :
★ ينقل لنا سترابو ايضا صورة أخرى وتفاصيل أكثر عن المدينة وسكانها وطرق تجارتها ، في نفس كتابه ، لكن في الفصل الثالث ، حيث يقول:
« وبعد أن تبحر على شواطئ العربية 2400 مرحلة ، تلقاك في عمق الخليج مدينة #جرهاء، وهي مستوطنة بواسطة #الكلدان المنفيين من بابل ، والذين يعيشون هنا في مكان ذو تربة #مالحة ، وفي منازل مبنية من الحجر الملحي ، ولكن بما أن صفائح الملح تتساقط دائما بسبب شدة حرارة الشمس فقد لجأ السكان إلى سقي الجدران بالماء كي يحافظوا عليها متينة محكمة .
وتقع المدينة على مسافة 200 مرحلة من البحر
و يعمل أهالي جرها بالتجارة ، فينقلون براََ البضائع العربية و المواد العطرية ، لكن اريستوبول يزعم العكس ، إذ يقول : أن أهالي جرها ينقلون الجزء الأعظم من بضائعهم الى بابل على اطواف ، ثم يبحرون من هنا مع بضائعهم صعوداً في نهر الفرات ، ثم ينقلونها براََ الى شتى أرجاء البلاد » .
★ واما المؤرخ اجاثار خيدس ( القرن الثاني ق.م) فيذكر الطريق التجارية الأخرى - برا وصولا إلى فلسطين - ويذكر تفاصيل مختلفه عن السكان ، إذ يقول :
« في سلع وفلسطين حيث الجرهائيون والمعينيون وكل #العرب الذين يعيشون في المنطقة يجلبون البخور ، وكذلك منتوجاتهم العطرية»
❇️ الخلاصة:
من خلال استعراض هذه النصوص ، يمكن أن نحصل على صورة عامة عن المدينة وأهلها ، والمجتمع هناك ، حيث :
1 • امتاز أهالي المدينة بكونهم تجار بارعين مشهورين بالتجارة
2 • عن هوية السكان : تذكر المكتشفات الاثرية في جزيرة ديلوس اليونانية نقشا يعود لتاجر من جرهاء اسمه «تيم اللات» وهو اسم عربي واضح ، وهذا منسجم مع ما ذكره اجاثر خيدس ، وأما بالنظر لما ذكره سترابو فإنه لا يُستبعد وجود سكان كلدان عاشوا في المدينة ايضا ، وهذا يعطي المدينة طابع ثقافي وحضاري متنوع وجميل .. ومن المعروف اتصال هذه المنطقة ( و المعروفة تاريخياً باسم إقليم البحرين ) ، بمنطقة جنوب العراق .
3 • إن المدينة كانت غنية بلا شك ، غنية بموقعها وبالكنوز التي اكتنزها السكان ، و نستدل على هذا من خلال شهرتها و رغبة السلوقيين باخضاعها، وسوى أخذنا برواية الأثاث المصوغة بـ #الذهب و #الفضة أو لم نأخذ بها .. و ربما كانت تلك المنازل الفخمة هي منازل كبار التجار في المدينة ، اي :«الطبقة الأرستقراطية» .