حمائم السّلام للشّاعر محمّد حسن سلمان

رفَّ الحمامُ مودعاً بردى
وكمَن يفارقُ قلبهُ ابتردا
يرثي بأرضِ الشامِ قِبْلتَه
ويطوفُ بالفيحاء مبتعدا
يُلقي الحديثَ مخضَّباً تعِباً
تلوي به الأوجاعُ مطَّردا
مُتردداً والدمعُ يزجره
ومُغادراً أرض السلام هدى
شامُ التي في طفلةٍ لعِبتْ
قد أفزعوا خلخالها الغرِدا
أين الضواحكُ في نواجذها
أم أحكموا في ثغرها الصفدا
أين التورُّدُ خلف مبْسمها
أمْ صادروا خدَّ الهوى الوَرِدَ
شامٌ هي الدنيا وبهجتها
هل كنت تبغي غيرها بلدا
قد خصَّها الرحمنُ مكرمةً
أرضُ الطهارةِ خيرُ ماوُجِدَ
شامٌ عروسُ الشرق مجتمعاً
من ذا يُبدِّلُ صفْوها نكدا
خسئ الذين جمالها نهبوا
وتقاسموا طيراً بها شردَ
ستعيدُ شام المجد عزوتها
وتطوف في ساحاتها غردا
بالياسمين مطرزات بيوتها
ويعود شريان الهوى ولدا
عدْ ياحمام السلمِ في بلدي
وكفى دمشقَ اللهُ ماوعدَ
هل هِمْتَ تبحثُ في بدائِلها
أم ضاقَ صبرُك أنْ جفا بردى
عد ياحمام السلم هاك يدي
رفقاً بقلب كلَّ أو زهِدَ
واخفضْ جناحك في أزقتها
رتِّل على أبوابها الصمدا
قم يايسوع فشامنا بردتْ
وامسح بكفك جبهةً ويدا
خاطب رسول الله في بلدٍ
أمسى بها أبناؤنا شهدا
محمد حسن سلمان 1 11 2021