منطقة العقل في القبة الألفية لزها حديد
الابداع و الابتكار
بدايةً منطقة العقل هي جزء من القبة الألفية الجديدة الذي بدأ العمل على تصميمها في أواخر التسعينات، وتم الانتهاء منها في بداية عام 2000 احتفالاً ببداية القرن الجديد في غرينتش جنوب شرق لندن، لكن لم يكتب لها النجاح وتم إغلاقها بعد عام على افتتاحها، بلغت تكلفتها الإجمالية حوالي 700 مليون جنيه إسترليني من المال العام، وتم فيما بعد تحويلها لمشروع تجاري آخر، كما تم استخدامها لبطولة الجمباز في الألعاب الأولمبية سنة 2012، موضوعنا هنا ليس عن القبة الألفية، بل هو عن براعة تصميم المهندسة العراقية زها حديد فيها، حيث كانت منطقة العقل ضمن تلك القبة من نصيب زها حديد، كانت تلك القبة الألفية إضافة إلى كثير من الأعمال بمثابة التعريف عن تصاميم زها حديد، لتصبح تلك التصاميم وبعد ومرور السنوات واحدة من أورع ما شاهدته النفس البشرية، إذ بدأ الناس يعتادون عليها، والفضل في ذلك يعود إلى المهندسة زها حديد رائدة المدرسة التفكيكية في التصميم.
كانت مجمل القبة الألفية عبارة عن أربعة عشر قسم، تكلفة مجملها حوالي 700 مليون جنيه إسترليني، أوكل العمل في كل قسم من أقسام القبة إلى مصمم مختلف ليقوم بتصميم فكرة معينة أو تنفيذه بأسلوب محدد يبرع فيه، وبما أن أكثر الأعضاء تعقيدا هو العقل، لذلك اختارته زها حديد لكي يكون من نصيبها، فهي من هواة التصاميم المعقدة والتي تتطلب جهدا إضافيا للإبداع فيها.
منطقة العقل لماذا سميت منطقة العقل بهذا الأسم ؟
استطاعت زها حديد بمساعدة زملاء لها أن تصل إلى تصميم متكامل لـ منطقة العقل في القبة الألفية، كان التصميم يشبه الدماغ البشري بكامل تجاويفه، استطاعت فيه زها حديد أن تنشأ فضاء جديدة، وجعلته بشكل معلق كأنما تحاول أن تتحدى بتصميمها الجاذبية الأرضية، يكتشف الناظر من خلال نظرته مدى براعة التصميم وكأنه حقيقة مكبرة.
كانت منطقة العقل في القبة الألفية نوع من التدريب بالنسبة إلى زها حديد، لأنها استطاعت أن تضع الركائز الأساسية لتصميماتها المستقبلية، فكما صممت منطقة العقل على مستوى صغير وبأسلوب كان النحت فيه عامل رئيسي، فإنها انتهجت ذلك الأسلوب لتمارسه على أكبر تصميماتها المستقبلية مثل دار الأوبرا في دبي.
وقد اهتمت زها حديد في منطقة العقل بجعلها جناح متواصل، يحتوي على هيكل من الفولاذ، تظهر فيه تعرجات وكتل تتواصل بينها بقدر عال من الليونة، مع مزيج مدهش بين سقف التصميم وأرضيته، كما لو أنها كتلة دماغية واحدة، وظيفتها الاستقبال فالمعالجة فالإرسال.
لقد كان تصميم منطقة العقل في القبة الألفية بالنسبة إلى زها حديد نقطة هامة في في حياتها وخبرتها العملية، لم تعد بحاجة بعد تصميمها ذلك لكي تظهر للعالم من هي وكيفية عملها، لأنها أصبحت من أكثر الأسماء سطوعا في عالم الفن والتصميم.
منطقة العقل