حتي لا نقع في الفخ.... الزيتون والمناخ
البداية ...
ماذا فعل المناخ بالزيتون خلال موسم 2018؟ وهل سيتكرر ذلك خلال موسم 2019؟
#جرس_انذار لمزارعي ومنتجي ومصدري الزيتون في مصر والدول العربية ... ركزو شوية في اللى جاي #التفاصيل مهمة:
ايه حصل فى الموسم اللى عدي (2018) ؟
** إربد: مزارعون يتوقعون انخفاض إنتاج الزيتون 30 % - الاردن 26/09/2018
** ارتفاع صفيحة الزيت لـ 100 دينار - إربد: مزارعون يتوقعون انخفاض إنتاج الزيتون 30 %
** توقعات بانخفاض إنتاج زيت الزيتون بنسبة 50% للموسم الحالي - مدير عام مجلس الزيتون الفلسطيني 2/10/2018
** انخفاض انتاج زيت الزيتون في الطفيلة (الاردن) - السبت 29 تشرين الثاني / نوفمبر 2008.
** انخفاض إنتاج الزيتون في سورية إلى ما دون 700 ألف طن - 07/11/2018
** تراجع في انتاج الزيتون وارتفاع مرتقب في سعر الزيت - الضفة الغربية 3/10/2018
** أكد مدير الإنتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري التونسي لـجريدة الصحافة اليوم في عددها الصادر يوم 23 أكتوبر 2018، أن إنتاج زيت الزيتون للموسم الحالي 2018-2019، سيشهد انخفاضا كبيرا مقارنة بالسنة الفارطة.
** 75 بالمئة أضرار الزيتون بسبب «الذبابة» وحبات البرد في السويداء (سوريا).. انخفاض إنتاج الزيتون إلى 8 آلاف طن والزيت إلى 1300 طن - الخميس, 25-10-2018
كل ده كان ليه؟؟
بناءاً على تقارير المناخ الواردة من المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بالمناخ فان صيف 2018 هو من اشد أشهر الصيف حرارة وظواهر جوية متطرفة بالاضافة الا ان الشتاء المنصرم كان متقلص الفترة ودافيء نسبياً .. وان الظروف المناخية الزراعية الجامحة هي "نموذج" سيتكرر كثيراً خلال ظاهرة النينو الحالية.
"يصنف عام 2018 على انه من اشد رابع أدفيء عام على مدار 138 عاما المسجلة في السجلات المناخية على سطح الارض وما زلنا لم نعد العدة للحد من تبعات تغير المناخ".
ونتج عن ذلك " طاقة حرارية" مهولة أثرت بالسلب جداً على الكثير الظواهر والمحاصيل والانشطة الزراعية والذي كان له اسوء تأثير على الزراعة المصرية هذا العام بالتحديد وسبب خسائر كبيرة جداً للمزارعين فى نقص حاد لانتاجيتهم وانتشار كثيف وجنوني للامراض والحشرات وزيادة كبيرة فى الهالك الزراعي بسبب ارتفاع الحرارة .
وخلال موسم النمو والانتاج 2018 للزيتون في مصر وبعض الدول العربية وخاصة دول الشام وشرق المتوسط (والدور جاى على دول جنوب المتوسط فى المغرب العربي) ، يمكن ملاحظة أن هناك اختلاف مناخي بين الظروف "القارية" في مصر بالمقارنة مع مناخ البحر الأبيض المتوسط . حيث ان الاشجار لم تستوفى احتياجات البرودة اللازمة لها (لم يوفر شتاء 2017-2018 الا اقل من 60% من احتياجات البرودة (لان احتياجات البردوة للزيتون يجب ان تكون متصلة) فى معظم المناطق من خط عرض 27° (واحة الفرافرة) وفي اتجاه الشمال خط عرض 30° (الساحل الشمالي).
** التقلبات المناخية الحادة خاصة في الفترة الانتقالية بين المواسم المناخية (من الربيع إلى الصيف ومن الصيف إلى الخريف) وخاصة تذبذبات درجات الحرارة وزيادة فرق الليل والنهار وزيادة الرطوبة الجوية أدت الى ارتباك للحالة الفسيولوجية للنبات بسبب اختلاف مفاجيء في الشحنات الخاصة بعمليات الامتصاص، ومن مظاهرها ارتباك لعمليات امتصاص العناصر والبناء الضوئي بسبب تذبذبات البخر نتح الفجائية وارتباك اكبر فى افراز وحركة الهرمونات النباتية، وبالتالي زيادة افراز هرمون "الايثلين" وحدوث تفاعلات معينه أدت إلى تغيرات فى النمو وإستجابات فسيولوجيه غير طبيعية فى النبات أدت الى كثير من الخسائر اى النمو والانتاجية والجودة.
** تميزت الفترة الانتقالية المناخية ما بين المواسم المناخية (وخصوصاً من الصيف الى الخريف) بوجود تذبذبات (احيانا حادة) فى درجات الحرارة اليومية (او ما بين العظمى والصغرى) والتى تناسب (جداً) كثير من الآفات الحشرية (خصوصاً حرشفيات الاجنحة مثل دودة اوراق الزيتون فى بداية الموسم وذبابة اوراق الزيتون (سوريا – الاردن -فلسطين) فى منتصفه وكذلك ذبابة الثمار للزيتون في اواخر موسم الانتاج) حيث اشارت كثير من الابحاث العلمية انه يوجد علاقة مباشرة بين التذبذبات Fluctuations المناخية وزيادة تعداد هذه الحشرات كما أن زيادة الرطوبة النسبية والماء الحر (الندى) لها الدور الاكبر في قيام دورات مرضية للامراض المحبة للرطوبة والماء الحر مثل الانثراكنوز وتبقعات اوارق
وكل ده سبب ايه؟؟:
** أصطدم "الزيتون" بالتحديد بهذا المناخ القاسي مما أدى إلى تدهور انتاجيته بدرجة غير مسبوقة ادت إلي نقص «حاد» في الانتاجية والإنتاج وصل في بعض المزارع لأكثر من 60 إلى 75 %.. بسبب:
1.. عدم استيفاءه لاحتياجات البرودة اللازمة أدي الى نقص فى المحصول تجاوز 30% للاصناف الأجنبية (مانزانلو وبيكول (الاسبانية) وصنف كالاماتا (يوناني).
2.. تعرضه لموجات خطيرة من رياح الخماسين اثناء التزهير والتلقيح والاخصاب والعقد أدي الى نقص فى المحصول تجاوز 30% للاصناف الأجنبية (مانزانللو وبيكول (الاسبانية) وصنف كالاماتا (يوناني))..
3.. الموجات الحارة المتتالية (مايو – يونيو –يوليو – اغسطس – سبتمبر) سببت نضج مبكر للثمار مما أثر علي حجم الثمرة والمادة الجافة ونسبة الزيت وخاصة الاصناف الأجنبية والتي أدت إلى نقص فى الاوزان النهائية للمحصول (تنخفاض المحصول النهائس بحوالى تقريبا ما بين 20-35% عن المحصول المقدر (على الشجر) في بداية الصيف).
4.. متوقع التأثير علي «طراح» الموسم القادم أيضاً فى نسبة اللجننة وبناء كمية الكربوهيدرات اللازمة لتغذية البراعم الخضرية والزهرية للموسم الانتاجي القادم (2019)..
وعليه:
قمن الأخطاء "الفادحة" التي ارتكبها كل من أدخل أصناف أجنبية واعتمدها للإنتاج بمناطق ذات مناخات مغايرة تماما لمناخ مناطق تواجدها الأصلي. فأصناف بلدان شمال المتوسط لها خصوصيات هيكلية ذاتية تتماشى ومناخ بلدانها لكنها في مناخ جنوب المتوسط (أشعة شمس، طول الْيَوْمَ ارتفاع درجات الحرارة وووو) تتسبب لها في تغيير فيزيولوجي وبيولوجي حياتي هام يجعلها غير قادرة على التأقلم بها بل وتتسبب لها في Stress دائم من أهمها طول فترة الجفاف الصيفي الذي يؤدي لازدياد النتح وطلب عالي من مياه الري في غياب تغطية الأمطار لحاجياتها الدنيا للنمو والإنتاج (أكثر من 400 مِم)
هذا حال بعض البلدان العربية مثل ليبيا ومصر وهذه الظاهرة ستغزو رويدا رويدا بقية البلدان مثل تونس التي تلتجيء للأصناف الأجنبية في برامج التكثيف دون الاعتماد على أصنافها المحلية أو اعتماد التحسين الوراثي لأصنافها المحلية لتأهيلها لهذه البرامج (رأي دكتور أحمد الطريقي – الخبير الدولى التونسي للزيتون @ahmed trigui)
والسؤال الهام هنا ... ماذا نحن فاعلون؟؟
- على #المستوى_المؤسسي"
ماذا فعلنا مع تربيه الاصناف المحليه المؤقلمه؟؟ ولماذا توسعنا فى استقدام واستزراع الاصناف الاجنبية دون دراسة الظروف المناخية للسنوات القادمة؟؟
- على #مستوى_المزرعة:
أولاً العمل على زيادة محتوى #الكربوهيدرات في الطرحات (زيادة نسبة اللجننة) باسرع وقت ممكن لان زيادة كمية الغذاء الموجه هو العامل المحدد الاول لزيادة نسبة العقد ونجاحه ومقاومته لبعض التغيرات المناخية الحادة... طب تعالو نفهم ايه موضوع الكربوهيدرات ده :
الكربوهيدرات و دورها في تزهير الزيتون ونجاح العقد ومقاومته للظروف المغايرة:
^^ متطلبات إرتفاع نسبة C: N لبدء الإزهار :-
- إن الزيادة في توافر الكربوهيدرات ونقلها أمر حيوي لبدء الإزهار في الزيتون بشرط توفر الظروف المحفزة والتي تعتمد على الظروف البيئية والتوازن الأيضي السائد .
- ونظرًا لأن عملية الحث الزهري و الإزهار عملية "إستقلابية" تستهلك طاقة فإن الحاجة إلى زيادة الطلب على الكربوهيدرات عند الإزهار واضحة.
- الزيادة في الكربوهيدرات تصاحب التغيرات في الهرمونات النباتية ونتوقع أن إنخفاض مستويات الجبيريلينات من شأنه أن يؤيد بناء الكربوهيدرات البسيطة حيث أن أحد التأثيرات الرئيسية للجبريلين هو تعبئة الكربوهيدرات عن طريق تحفيز تدهورها إلى السكريات البسيطة وبالتالي فإن البيئة التي يكون فيها الجبرلين مرتفعًا لا يمكن أن يحدث تراكم للنشا.
ومع ذلك يجب أن ينخفض تركيز الجبريلين لأدني مستوي لإظهار ميل تراكم الكربوهيدرات وبدء الإزهار .
- يرجع سبب زيادة الطلب على الكربوهيدرات لتحسين معدل التمثيل الضوئي كنتيجة لزيادة كفاءة التمثيل الضوئي المطلوبة لتشجيع عملية الحث الزهري والتزهير.
- علاوة على ذلك تتطلب الحركة الإتجاهية للسكريات من أوراق التمثيل الضوئي إلى الأنسجة طاقة عالية .
- إن متطلبات السكريات العالية القابلة للذوبان لإمداد الطاقة من أجل تطوير الأزهار لها ما يبررها بشكل جيد.
- قد يساعد التدفق الكتلي للسكريات المستوعبة من الأوراق في نقل أحد محفزات florigenic إلي اللحاء لتسهيل إنتاج البراعم الزهرية .
#ملحوظة :- الكربوهيدرات المخزنة يتم إستخدامها في عمليات إنتاج الطاقة خلال مرحلتي التكشف الزهري والتزهير .
- أهم العناصر الغذائية التي تلعب دورا هاما في زيادة نسبة الكربوهيدرات في أشجار الزيتون خلال فترة التخزين وقبل مرحلة التكشف الزهري في أشجار الزيتون والتي تؤدي إلى زيادة نسبة التزهير والعقد النهائي :-
1 - البوتاسيوم K :- يزيد من فعالية الأنزيمات المشاركة في تصنيع وتبادل وإنتقال الكربوهيدرات وتراكم السكريات والنشا والسليولوز حيث يساعد على إختزال السكريات وتحولها إلى نشا .
2 - الكالسيوم Ca :- يساعد و يؤثر على حركة إنتقال الكربوهيدرات والأحماض الأمينية والنترات ويساعد فى بناء البروتينات النباتية .
3 - الماغنسيوم Mg :- عنصر ضروري لتكوين جزئ الكلوروفيل والذي بموجبه تتكون الكربوهيدرات داخل النبات وهو عامل منشط للعديد من الأنزيمات الهامة في تحولات التمثيل الغذائي للمواد الكربوهيدراتية , ويقوم بدور هام كعامل لاصق للميكروسومات التى يتم عليها تمثيل البروتين .
4 - الزنك Zn :- له دور مهم كعامل مساعد للعديد من الإنزيمات ويؤثر على تفاعل التمثيل الضوئي وإستقلاب النشا والأحماض النووية والتخليق الحيوي للبروتين ويساعد علي تكوين الأوكسينات الداخلية.
5 - البورون Bo :- منع تراكم النتروجين فى أوراق النبات ويسرع عملية تحويلها إلى بروتين , و يلعب دور فى سرعة وإنسياب إنتقال الكربوهيدرات الكلية (النشا والسكريات) و زيادة معنوية في إجمالي الكلوروفيل الكلي للورقة ، نسبة C / N وإنخفاض محتوى الفينول الكلي , ويساعد علي تكوين الأوكسينات والسيتوكينينات الداخلية.
6 - المولبيدنيوم Mo :- يقوم بدور العامل المساعد في عملية إختزال النترات -NO3 إلي أمونيا +NH4 تمهيدا لتكوين الأحماض الأمينية والبروتين .
ثانياً : العمل على زيادة تعرض اجزاء كبيرة من الشجرة للهواء البارد اثناء هذا الشتاء – بمعني ان يكون التقليم فاتحاً قلب (حجر) الشجرة ناحية الاتجاه الشمالى والشمالى الغربي قدر الامكان .. لكي تستفيد الشجرة من اقل نسبة برودة متوفرة في عذا الشتاء.
ثالثاً: عمل بعض الاجراءات التي تقلل من انبعاثات حرارة التربة اثناء فصل الصيف (بتفاصيل سنذكرها لاحقاً)
رابعاً: المكافحة الجماعية – اكرر الجماعية لآفات الزيتون وخاصة "الذباباتين غير الشقيقتين" – ذبابة اوراق الزيتون olive leaf midge واسمها العلمي - dasyneura oleae – ذبابة ثمار الزيتون Olive Fruit Fly واسمها العلمي Bactrocera olea– وطبعا دودة براعم الزيتون (فراشة الياسمين) واسمها العلمي Palpita (Margaronia) unionalis .. والمكافحة للذبابتين فى الاساس ببرنامج مستقل يشمل المصائد الاستكشافية فى المقام الاول على مستوى المناطق وليس المزارع ويكون المعاملات بالمبيدات بعد الغروب ولابد من وجود مبيدات مانعة الانسلاخ كمكون اساسي فى برنامج المكافحة "الجماعية"..
دكتور محمد علي فهيم
البداية ...
ماذا فعل المناخ بالزيتون خلال موسم 2018؟ وهل سيتكرر ذلك خلال موسم 2019؟
#جرس_انذار لمزارعي ومنتجي ومصدري الزيتون في مصر والدول العربية ... ركزو شوية في اللى جاي #التفاصيل مهمة:
ايه حصل فى الموسم اللى عدي (2018) ؟
** إربد: مزارعون يتوقعون انخفاض إنتاج الزيتون 30 % - الاردن 26/09/2018
** ارتفاع صفيحة الزيت لـ 100 دينار - إربد: مزارعون يتوقعون انخفاض إنتاج الزيتون 30 %
** توقعات بانخفاض إنتاج زيت الزيتون بنسبة 50% للموسم الحالي - مدير عام مجلس الزيتون الفلسطيني 2/10/2018
** انخفاض انتاج زيت الزيتون في الطفيلة (الاردن) - السبت 29 تشرين الثاني / نوفمبر 2008.
** انخفاض إنتاج الزيتون في سورية إلى ما دون 700 ألف طن - 07/11/2018
** تراجع في انتاج الزيتون وارتفاع مرتقب في سعر الزيت - الضفة الغربية 3/10/2018
** أكد مدير الإنتاج الفلاحي بوزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري التونسي لـجريدة الصحافة اليوم في عددها الصادر يوم 23 أكتوبر 2018، أن إنتاج زيت الزيتون للموسم الحالي 2018-2019، سيشهد انخفاضا كبيرا مقارنة بالسنة الفارطة.
** 75 بالمئة أضرار الزيتون بسبب «الذبابة» وحبات البرد في السويداء (سوريا).. انخفاض إنتاج الزيتون إلى 8 آلاف طن والزيت إلى 1300 طن - الخميس, 25-10-2018
كل ده كان ليه؟؟
بناءاً على تقارير المناخ الواردة من المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بالمناخ فان صيف 2018 هو من اشد أشهر الصيف حرارة وظواهر جوية متطرفة بالاضافة الا ان الشتاء المنصرم كان متقلص الفترة ودافيء نسبياً .. وان الظروف المناخية الزراعية الجامحة هي "نموذج" سيتكرر كثيراً خلال ظاهرة النينو الحالية.
"يصنف عام 2018 على انه من اشد رابع أدفيء عام على مدار 138 عاما المسجلة في السجلات المناخية على سطح الارض وما زلنا لم نعد العدة للحد من تبعات تغير المناخ".
ونتج عن ذلك " طاقة حرارية" مهولة أثرت بالسلب جداً على الكثير الظواهر والمحاصيل والانشطة الزراعية والذي كان له اسوء تأثير على الزراعة المصرية هذا العام بالتحديد وسبب خسائر كبيرة جداً للمزارعين فى نقص حاد لانتاجيتهم وانتشار كثيف وجنوني للامراض والحشرات وزيادة كبيرة فى الهالك الزراعي بسبب ارتفاع الحرارة .
وخلال موسم النمو والانتاج 2018 للزيتون في مصر وبعض الدول العربية وخاصة دول الشام وشرق المتوسط (والدور جاى على دول جنوب المتوسط فى المغرب العربي) ، يمكن ملاحظة أن هناك اختلاف مناخي بين الظروف "القارية" في مصر بالمقارنة مع مناخ البحر الأبيض المتوسط . حيث ان الاشجار لم تستوفى احتياجات البرودة اللازمة لها (لم يوفر شتاء 2017-2018 الا اقل من 60% من احتياجات البرودة (لان احتياجات البردوة للزيتون يجب ان تكون متصلة) فى معظم المناطق من خط عرض 27° (واحة الفرافرة) وفي اتجاه الشمال خط عرض 30° (الساحل الشمالي).
** التقلبات المناخية الحادة خاصة في الفترة الانتقالية بين المواسم المناخية (من الربيع إلى الصيف ومن الصيف إلى الخريف) وخاصة تذبذبات درجات الحرارة وزيادة فرق الليل والنهار وزيادة الرطوبة الجوية أدت الى ارتباك للحالة الفسيولوجية للنبات بسبب اختلاف مفاجيء في الشحنات الخاصة بعمليات الامتصاص، ومن مظاهرها ارتباك لعمليات امتصاص العناصر والبناء الضوئي بسبب تذبذبات البخر نتح الفجائية وارتباك اكبر فى افراز وحركة الهرمونات النباتية، وبالتالي زيادة افراز هرمون "الايثلين" وحدوث تفاعلات معينه أدت إلى تغيرات فى النمو وإستجابات فسيولوجيه غير طبيعية فى النبات أدت الى كثير من الخسائر اى النمو والانتاجية والجودة.
** تميزت الفترة الانتقالية المناخية ما بين المواسم المناخية (وخصوصاً من الصيف الى الخريف) بوجود تذبذبات (احيانا حادة) فى درجات الحرارة اليومية (او ما بين العظمى والصغرى) والتى تناسب (جداً) كثير من الآفات الحشرية (خصوصاً حرشفيات الاجنحة مثل دودة اوراق الزيتون فى بداية الموسم وذبابة اوراق الزيتون (سوريا – الاردن -فلسطين) فى منتصفه وكذلك ذبابة الثمار للزيتون في اواخر موسم الانتاج) حيث اشارت كثير من الابحاث العلمية انه يوجد علاقة مباشرة بين التذبذبات Fluctuations المناخية وزيادة تعداد هذه الحشرات كما أن زيادة الرطوبة النسبية والماء الحر (الندى) لها الدور الاكبر في قيام دورات مرضية للامراض المحبة للرطوبة والماء الحر مثل الانثراكنوز وتبقعات اوارق
وكل ده سبب ايه؟؟:
** أصطدم "الزيتون" بالتحديد بهذا المناخ القاسي مما أدى إلى تدهور انتاجيته بدرجة غير مسبوقة ادت إلي نقص «حاد» في الانتاجية والإنتاج وصل في بعض المزارع لأكثر من 60 إلى 75 %.. بسبب:
1.. عدم استيفاءه لاحتياجات البرودة اللازمة أدي الى نقص فى المحصول تجاوز 30% للاصناف الأجنبية (مانزانلو وبيكول (الاسبانية) وصنف كالاماتا (يوناني).
2.. تعرضه لموجات خطيرة من رياح الخماسين اثناء التزهير والتلقيح والاخصاب والعقد أدي الى نقص فى المحصول تجاوز 30% للاصناف الأجنبية (مانزانللو وبيكول (الاسبانية) وصنف كالاماتا (يوناني))..
3.. الموجات الحارة المتتالية (مايو – يونيو –يوليو – اغسطس – سبتمبر) سببت نضج مبكر للثمار مما أثر علي حجم الثمرة والمادة الجافة ونسبة الزيت وخاصة الاصناف الأجنبية والتي أدت إلى نقص فى الاوزان النهائية للمحصول (تنخفاض المحصول النهائس بحوالى تقريبا ما بين 20-35% عن المحصول المقدر (على الشجر) في بداية الصيف).
4.. متوقع التأثير علي «طراح» الموسم القادم أيضاً فى نسبة اللجننة وبناء كمية الكربوهيدرات اللازمة لتغذية البراعم الخضرية والزهرية للموسم الانتاجي القادم (2019)..
وعليه:
قمن الأخطاء "الفادحة" التي ارتكبها كل من أدخل أصناف أجنبية واعتمدها للإنتاج بمناطق ذات مناخات مغايرة تماما لمناخ مناطق تواجدها الأصلي. فأصناف بلدان شمال المتوسط لها خصوصيات هيكلية ذاتية تتماشى ومناخ بلدانها لكنها في مناخ جنوب المتوسط (أشعة شمس، طول الْيَوْمَ ارتفاع درجات الحرارة وووو) تتسبب لها في تغيير فيزيولوجي وبيولوجي حياتي هام يجعلها غير قادرة على التأقلم بها بل وتتسبب لها في Stress دائم من أهمها طول فترة الجفاف الصيفي الذي يؤدي لازدياد النتح وطلب عالي من مياه الري في غياب تغطية الأمطار لحاجياتها الدنيا للنمو والإنتاج (أكثر من 400 مِم)
هذا حال بعض البلدان العربية مثل ليبيا ومصر وهذه الظاهرة ستغزو رويدا رويدا بقية البلدان مثل تونس التي تلتجيء للأصناف الأجنبية في برامج التكثيف دون الاعتماد على أصنافها المحلية أو اعتماد التحسين الوراثي لأصنافها المحلية لتأهيلها لهذه البرامج (رأي دكتور أحمد الطريقي – الخبير الدولى التونسي للزيتون @ahmed trigui)
والسؤال الهام هنا ... ماذا نحن فاعلون؟؟
- على #المستوى_المؤسسي"
ماذا فعلنا مع تربيه الاصناف المحليه المؤقلمه؟؟ ولماذا توسعنا فى استقدام واستزراع الاصناف الاجنبية دون دراسة الظروف المناخية للسنوات القادمة؟؟
- على #مستوى_المزرعة:
أولاً العمل على زيادة محتوى #الكربوهيدرات في الطرحات (زيادة نسبة اللجننة) باسرع وقت ممكن لان زيادة كمية الغذاء الموجه هو العامل المحدد الاول لزيادة نسبة العقد ونجاحه ومقاومته لبعض التغيرات المناخية الحادة... طب تعالو نفهم ايه موضوع الكربوهيدرات ده :
الكربوهيدرات و دورها في تزهير الزيتون ونجاح العقد ومقاومته للظروف المغايرة:
^^ متطلبات إرتفاع نسبة C: N لبدء الإزهار :-
- إن الزيادة في توافر الكربوهيدرات ونقلها أمر حيوي لبدء الإزهار في الزيتون بشرط توفر الظروف المحفزة والتي تعتمد على الظروف البيئية والتوازن الأيضي السائد .
- ونظرًا لأن عملية الحث الزهري و الإزهار عملية "إستقلابية" تستهلك طاقة فإن الحاجة إلى زيادة الطلب على الكربوهيدرات عند الإزهار واضحة.
- الزيادة في الكربوهيدرات تصاحب التغيرات في الهرمونات النباتية ونتوقع أن إنخفاض مستويات الجبيريلينات من شأنه أن يؤيد بناء الكربوهيدرات البسيطة حيث أن أحد التأثيرات الرئيسية للجبريلين هو تعبئة الكربوهيدرات عن طريق تحفيز تدهورها إلى السكريات البسيطة وبالتالي فإن البيئة التي يكون فيها الجبرلين مرتفعًا لا يمكن أن يحدث تراكم للنشا.
ومع ذلك يجب أن ينخفض تركيز الجبريلين لأدني مستوي لإظهار ميل تراكم الكربوهيدرات وبدء الإزهار .
- يرجع سبب زيادة الطلب على الكربوهيدرات لتحسين معدل التمثيل الضوئي كنتيجة لزيادة كفاءة التمثيل الضوئي المطلوبة لتشجيع عملية الحث الزهري والتزهير.
- علاوة على ذلك تتطلب الحركة الإتجاهية للسكريات من أوراق التمثيل الضوئي إلى الأنسجة طاقة عالية .
- إن متطلبات السكريات العالية القابلة للذوبان لإمداد الطاقة من أجل تطوير الأزهار لها ما يبررها بشكل جيد.
- قد يساعد التدفق الكتلي للسكريات المستوعبة من الأوراق في نقل أحد محفزات florigenic إلي اللحاء لتسهيل إنتاج البراعم الزهرية .
#ملحوظة :- الكربوهيدرات المخزنة يتم إستخدامها في عمليات إنتاج الطاقة خلال مرحلتي التكشف الزهري والتزهير .
- أهم العناصر الغذائية التي تلعب دورا هاما في زيادة نسبة الكربوهيدرات في أشجار الزيتون خلال فترة التخزين وقبل مرحلة التكشف الزهري في أشجار الزيتون والتي تؤدي إلى زيادة نسبة التزهير والعقد النهائي :-
1 - البوتاسيوم K :- يزيد من فعالية الأنزيمات المشاركة في تصنيع وتبادل وإنتقال الكربوهيدرات وتراكم السكريات والنشا والسليولوز حيث يساعد على إختزال السكريات وتحولها إلى نشا .
2 - الكالسيوم Ca :- يساعد و يؤثر على حركة إنتقال الكربوهيدرات والأحماض الأمينية والنترات ويساعد فى بناء البروتينات النباتية .
3 - الماغنسيوم Mg :- عنصر ضروري لتكوين جزئ الكلوروفيل والذي بموجبه تتكون الكربوهيدرات داخل النبات وهو عامل منشط للعديد من الأنزيمات الهامة في تحولات التمثيل الغذائي للمواد الكربوهيدراتية , ويقوم بدور هام كعامل لاصق للميكروسومات التى يتم عليها تمثيل البروتين .
4 - الزنك Zn :- له دور مهم كعامل مساعد للعديد من الإنزيمات ويؤثر على تفاعل التمثيل الضوئي وإستقلاب النشا والأحماض النووية والتخليق الحيوي للبروتين ويساعد علي تكوين الأوكسينات الداخلية.
5 - البورون Bo :- منع تراكم النتروجين فى أوراق النبات ويسرع عملية تحويلها إلى بروتين , و يلعب دور فى سرعة وإنسياب إنتقال الكربوهيدرات الكلية (النشا والسكريات) و زيادة معنوية في إجمالي الكلوروفيل الكلي للورقة ، نسبة C / N وإنخفاض محتوى الفينول الكلي , ويساعد علي تكوين الأوكسينات والسيتوكينينات الداخلية.
6 - المولبيدنيوم Mo :- يقوم بدور العامل المساعد في عملية إختزال النترات -NO3 إلي أمونيا +NH4 تمهيدا لتكوين الأحماض الأمينية والبروتين .
ثانياً : العمل على زيادة تعرض اجزاء كبيرة من الشجرة للهواء البارد اثناء هذا الشتاء – بمعني ان يكون التقليم فاتحاً قلب (حجر) الشجرة ناحية الاتجاه الشمالى والشمالى الغربي قدر الامكان .. لكي تستفيد الشجرة من اقل نسبة برودة متوفرة في عذا الشتاء.
ثالثاً: عمل بعض الاجراءات التي تقلل من انبعاثات حرارة التربة اثناء فصل الصيف (بتفاصيل سنذكرها لاحقاً)
رابعاً: المكافحة الجماعية – اكرر الجماعية لآفات الزيتون وخاصة "الذباباتين غير الشقيقتين" – ذبابة اوراق الزيتون olive leaf midge واسمها العلمي - dasyneura oleae – ذبابة ثمار الزيتون Olive Fruit Fly واسمها العلمي Bactrocera olea– وطبعا دودة براعم الزيتون (فراشة الياسمين) واسمها العلمي Palpita (Margaronia) unionalis .. والمكافحة للذبابتين فى الاساس ببرنامج مستقل يشمل المصائد الاستكشافية فى المقام الاول على مستوى المناطق وليس المزارع ويكون المعاملات بالمبيدات بعد الغروب ولابد من وجود مبيدات مانعة الانسلاخ كمكون اساسي فى برنامج المكافحة "الجماعية"..
دكتور محمد علي فهيم