نظرة أولى | «القرية المجاورة للجنة»
يصنع الأمل في مواجهة المجاعة والإرهاب
كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»
تتحرك الأحداث بوتيرة هادئة في فيلم ”القرية المجاورة للجنة“، الذي ينافس في مسابقة «نظرة ما»، بالدورة الـ 77 لمهرجان كان السينمائي، وهو عمل يدور حول رحلة وليس وجهة.
تدور أحداث الفيلم حول أخ وأخت يعيشان في قرية صغيرة تعصف بها الرياح على ساحل الصومال، وهو أول فيلم روائي طويل للمخرج محمد هاراوي، الذي يحاول العثور على ما هو طبيعي ودنيوي في مكان عادة ما يتم تصويره في وسائل الإعلام على أنه خطر ومؤذي وأهله يعانون المجاعة، والذهاب إليه عرضه لمواجهة الإرهاب.
وُلد هاراوي في مقديشو قبل أن يهاجر إلى النمسا في سن الثامنة عشرة ويدرس السينما في ألمانيا بعد ذلك، وقد سبق له أن أخرج أفلامًا قصيرة منها فيلمان تدور أحداثهما في الصومال؛ ”الحياة في القرن“ (2020) الذي عرض في لوكارنو و”هل سيأتي والداي لرؤيتي“ (2022) الذي عرض لأول مرة في برلين.
ويعد فيلمه الطويل الأول هو أول فيلم صومالي يُعرض في مهرجان كان، وهو أمر من شأنه أن يساعده على إيجاد جمهور من محبي السينما العالمية الأصيلة في مهرجانات أخرى بعد عرضه الأول في مهرجان كان.
يبدأ هاراوي فيلمه بنشرة إخبارية واقعية باللغة الإنجليزية عن هجوم أمريكي بطائرة بدون طيار في الصومال، مع رسومات توضيحية على الشاشة تجعل الحدث يبدو وكأنه نوع من ألعاب الفيديو. ثم ينتقل المحرر جوان سكرنزي مباشرةً إلى جانب طريق صومالي مغبر، حيث يحفر الرجال القبور في التراب؛ هذا التجاور بين الملاحظات التي يقدمها الغرباء الغربيون من الخارج والتجربة الحية للصوماليين هو الدافع السردي للفيلم.
أحد هؤلاء الرجال الكادحين هو مامارجادي (أحمد علي فرح) الذي أصبح عمله المعتاد في دفن الموتى - غالبًا ما يكون القتلى في هجمات الطائرات بدون طيار - أقل ربحًا، حيث تستحوذ شركات البناء الأكبر حجمًا بآلاتها الثقيلة الفعالة على كل الأعمال.
يعيش مامارجادي في منزل متواضع ولكن مريح من غرفة واحدة مع ابنه الصغير سيجال (أحمد محمد ساليزيان الجذاب) وشقيقته أرويلو (آنا أحمد إبراهيم) المطلقة حديثًا، وهي خياطة ماهرة تحلم بافتتاح مشروعها الخاص في الخياطة.
الحياة صعبة بالنسبة لهذه العائلة. فعلى مارماجادي أن يكافح من أجل لقمة العيش من خلال العمل الوضيع، وأراويلو تعيقها القوانين المحلية المتعلقة بالنساء العازبات، ومستقبل سيجال في خطر عندما تغلق مدرسة القرية. لكنهم ليسوا مجرد ضحايا للظروف. يقرر مامارجادي أن يبذل كل ما في وسعه لإرسال سيجال إلى مدرسة في المدينة، بينما تجد أراويلو التي لا تعرف الكلل ولا تعرف الصبر الذي لا ينتهي، طرقها المبتكرة لتحقيق طموحاتها.
هناك تسلسل ديناميكي في المستشفى، حيث تظل الكاميرا مركزة على سيجال، ويديه على عينيه، بينما تدور آثار هجوم بطائرة بدون طيار حوله، وهو أكثر إشارة علنية إلى التهديد الدائم للعنف في الصومال المضطرب (والذي من المفارقات أنه يبقي مارماجادي في العمل).
أما اللحظات الأخرى فهي أكثر يومية، إذ يُظهر سيجال لوالده مناورة الدفاع عن الطائرات بدون طيار التي تعلمها في المدرسة، وهناك احتجاج محلي ضد قوارب الصيد الأجنبية غير القانونية وإشارة قصيرة إلى تسرب كيميائي كارثي قبل بضع سنوات (وهو أيضًا محور فيلم ”الحياة في القرن“).
يتمتع الفيلم، الذي تم تصويره على مدار ثلاثة أشهر في الصومال، بمهارة بصرية مذهلة؛ وهو إنجاز خاص بالنظر إلى أن معظم طاقم العمل من الوافدين الجدد. يتمتع مصور الفيلم، المصري مصطفى الكاشف ببراعة، وغالباً ما يضع شخصيات العمل على حافة لقطة واسعة تظهر فيها وسائل الراحة في المنزل أو جمال المناظر الطبيعية الوعرة المحيطة بهم.
في حين أن قلة خبرة طاقم التمثيل غير المحترف إلى حد كبير واضحة في بعض الأحيان، إلا أنها تضيف الإحساس الطبيعي غير المتسرع لفيلم هاراوي.
”القرية المجاورة للجنة“ قوي في كل مشهد، بدءًا من نهج مارماجادي الواقعي في دفن الموتى إلى تصميم أراويلو الهادئ على تحسين نظام تعرف أنها لا تستطيع تغييره، وقد لا يكون هذا المكان جنة بالمعنى التقليدي، لكنه مع ذلك مكان للأمل.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك
يصنع الأمل في مواجهة المجاعة والإرهاب
كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»
تتحرك الأحداث بوتيرة هادئة في فيلم ”القرية المجاورة للجنة“، الذي ينافس في مسابقة «نظرة ما»، بالدورة الـ 77 لمهرجان كان السينمائي، وهو عمل يدور حول رحلة وليس وجهة.
تدور أحداث الفيلم حول أخ وأخت يعيشان في قرية صغيرة تعصف بها الرياح على ساحل الصومال، وهو أول فيلم روائي طويل للمخرج محمد هاراوي، الذي يحاول العثور على ما هو طبيعي ودنيوي في مكان عادة ما يتم تصويره في وسائل الإعلام على أنه خطر ومؤذي وأهله يعانون المجاعة، والذهاب إليه عرضه لمواجهة الإرهاب.
وُلد هاراوي في مقديشو قبل أن يهاجر إلى النمسا في سن الثامنة عشرة ويدرس السينما في ألمانيا بعد ذلك، وقد سبق له أن أخرج أفلامًا قصيرة منها فيلمان تدور أحداثهما في الصومال؛ ”الحياة في القرن“ (2020) الذي عرض في لوكارنو و”هل سيأتي والداي لرؤيتي“ (2022) الذي عرض لأول مرة في برلين.
ويعد فيلمه الطويل الأول هو أول فيلم صومالي يُعرض في مهرجان كان، وهو أمر من شأنه أن يساعده على إيجاد جمهور من محبي السينما العالمية الأصيلة في مهرجانات أخرى بعد عرضه الأول في مهرجان كان.
يبدأ هاراوي فيلمه بنشرة إخبارية واقعية باللغة الإنجليزية عن هجوم أمريكي بطائرة بدون طيار في الصومال، مع رسومات توضيحية على الشاشة تجعل الحدث يبدو وكأنه نوع من ألعاب الفيديو. ثم ينتقل المحرر جوان سكرنزي مباشرةً إلى جانب طريق صومالي مغبر، حيث يحفر الرجال القبور في التراب؛ هذا التجاور بين الملاحظات التي يقدمها الغرباء الغربيون من الخارج والتجربة الحية للصوماليين هو الدافع السردي للفيلم.
أحد هؤلاء الرجال الكادحين هو مامارجادي (أحمد علي فرح) الذي أصبح عمله المعتاد في دفن الموتى - غالبًا ما يكون القتلى في هجمات الطائرات بدون طيار - أقل ربحًا، حيث تستحوذ شركات البناء الأكبر حجمًا بآلاتها الثقيلة الفعالة على كل الأعمال.
يعيش مامارجادي في منزل متواضع ولكن مريح من غرفة واحدة مع ابنه الصغير سيجال (أحمد محمد ساليزيان الجذاب) وشقيقته أرويلو (آنا أحمد إبراهيم) المطلقة حديثًا، وهي خياطة ماهرة تحلم بافتتاح مشروعها الخاص في الخياطة.
الحياة صعبة بالنسبة لهذه العائلة. فعلى مارماجادي أن يكافح من أجل لقمة العيش من خلال العمل الوضيع، وأراويلو تعيقها القوانين المحلية المتعلقة بالنساء العازبات، ومستقبل سيجال في خطر عندما تغلق مدرسة القرية. لكنهم ليسوا مجرد ضحايا للظروف. يقرر مامارجادي أن يبذل كل ما في وسعه لإرسال سيجال إلى مدرسة في المدينة، بينما تجد أراويلو التي لا تعرف الكلل ولا تعرف الصبر الذي لا ينتهي، طرقها المبتكرة لتحقيق طموحاتها.
هناك تسلسل ديناميكي في المستشفى، حيث تظل الكاميرا مركزة على سيجال، ويديه على عينيه، بينما تدور آثار هجوم بطائرة بدون طيار حوله، وهو أكثر إشارة علنية إلى التهديد الدائم للعنف في الصومال المضطرب (والذي من المفارقات أنه يبقي مارماجادي في العمل).
أما اللحظات الأخرى فهي أكثر يومية، إذ يُظهر سيجال لوالده مناورة الدفاع عن الطائرات بدون طيار التي تعلمها في المدرسة، وهناك احتجاج محلي ضد قوارب الصيد الأجنبية غير القانونية وإشارة قصيرة إلى تسرب كيميائي كارثي قبل بضع سنوات (وهو أيضًا محور فيلم ”الحياة في القرن“).
يتمتع الفيلم، الذي تم تصويره على مدار ثلاثة أشهر في الصومال، بمهارة بصرية مذهلة؛ وهو إنجاز خاص بالنظر إلى أن معظم طاقم العمل من الوافدين الجدد. يتمتع مصور الفيلم، المصري مصطفى الكاشف ببراعة، وغالباً ما يضع شخصيات العمل على حافة لقطة واسعة تظهر فيها وسائل الراحة في المنزل أو جمال المناظر الطبيعية الوعرة المحيطة بهم.
في حين أن قلة خبرة طاقم التمثيل غير المحترف إلى حد كبير واضحة في بعض الأحيان، إلا أنها تضيف الإحساس الطبيعي غير المتسرع لفيلم هاراوي.
”القرية المجاورة للجنة“ قوي في كل مشهد، بدءًا من نهج مارماجادي الواقعي في دفن الموتى إلى تصميم أراويلو الهادئ على تحسين نظام تعرف أنها لا تستطيع تغييره، وقد لا يكون هذا المكان جنة بالمعنى التقليدي، لكنه مع ذلك مكان للأمل.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك