◆كان- 7
FURIOSA: A MAD MAX SAGE ★★
>> إخراج: جورج ميلر | أكشن | الولايات المتحدة | 2024
من تابع هذا المسلسل منذ ولادته على يدي المخرج جورج ميلر سنة 1979 إلى اليوم، ووصولاً للحلقات الأخيرة منه (وبينها هذا الفيلم) يدرك أن المسلسل بدأ وصفياً لحال عالم مقبل على كارثة ويتضمن بعض الفلسفة في مسألة صراع الإنسان ضد الإنسان لاستحواذ ما يريد امتلاكه، إلى فيلم أكشن يعتمد المؤثرات عوض التوصيف ويميل إلى الإبهار البصري بديلاً لتشغيل الذهن في أمور حياة ما بعد الكارثة.
بكلمة، «ماد ماكس» أصبح من الجزء السابق Road Fury «ماد ماكسين» وليس «ماد ماكس». البطولة الرجالية في ذلك الفيلم قبل نحو أربع سنوات تضاءلت وفي هذا الفيلم تضاءلت أكثر . البطولة الأساسية للمرأة رغم وجود من يعاونها لبعض الوقت.
هذا جانب آخر من التقهقر. عوض البحث عن أفكار جيدة ومضامين فريدة بصرف النظر عمّن يقوم بالبطولة، قرر ميلر والجهة الداعمة (وورنر) بتحويل السلسلة إلى أكشن تقوده إمرأة أخرى لا شخصية حقيقية لها كما كان الحال في العديد من أفلام الأكشن وأفلام الجاسوسية الأخيرة التي مُنحت قيادتها للجنس الأقوى (الناعم سابقاً).
عدا ذلك، وتأكيداً له في وقت واحد، هذا الفيلم الخامس من السلسلة لا يترك مجالاً للشك في أن الباع بات طويلاً بين بدايات «ماد ماكس» ونهاياته الحالية.
التأكيد على دور المؤثرات وإيقاع الفيلم بأكلمه (عبر توليف سريع طوال الوقت) هما ميزة هذا الفيلم الجديد الذي تقوم آنا-تايلور جونز ببطولته.
ينطلق الفيلم باندفاع يماثل سرعة الدراجات والمركبات السريعة التي يستخدمها. بطلة الفيلم, فوريوسا (تايلور) كانت صغيرة عندما خسرت والدتها والآن كبرت وقررت الإنتقام ممن قتل أمها. هذا الخيط الرفيع يتضخّم فقط بصرياً. لا دراما كبيرة في هذا الموضوع ولا مجال لتكين الشخصية من اكتشافات ذاتية لنق مثلاً على غرا شخصية سيغورني ويڤر في سلسلة Alein. هناك محطة للراحة في منتصف الفيلم عندما تشعر فوريوسا بود صوب شاب انبرى لمساعدتها صد تلك الهجمات المتكررة (توم بورك)، لكن معظم الفيلم قبل ذلك اللقاء وبعده، من بطولتها منفردة وهي- كممثلة- تبرهن عن قدراتها البدنية ولو أن هذا وحده لا يكفي للتمييز وكان من الأجدر منحها شيئاً آخر في الحياة يمنحها بعض التلوين والعمق.
المطاردات ذاتها جيدة التصوير ومن لا يهتم لوجود حكاية بشخصيات تعكس كل منها شيئاً ما، فإن الفيلم من النوع الذي يجعل المُشاهد مُثاراً ولو على نحو ساذج. «ماد ماكس» ليس «أڤاتار» أو «سيد الخواتم» أو أي سلسلة أخرى أتاحت لنفسها أن تقص الحكاية وظلالاتها العميقة.
كان يمكن، على سبيل المثال، تعميق ذلك الخط الإنتقامي عبر مواقف متعددة. الماثل هو رغبة فوريوسا في الإنتقام. الغائب هو معرفة كيف تكوّنت رغبتها تلك وهل ستتردد في تنفيذها أو، أساساً، هل هي قادرة على التنفيذ. ما الذي يدفعها حقاً؟ أهو مجرد إنها تحوّلت من فتاة كان يمكن لها أن تشق حياة أخرى وكيف؟
مشاهد الأكشن فقط تقول ذلك، لكن لا شيء آخر في بالمحاذاة. ليس أن الحكاية المسرودة في أكثر من ساعتين، لا مكان لديها لتوفير مثل تلك الإطلالات على مكوّنات الشخصية ذاتها. في الواقع ينتقل الفيلم من فترة كانت فيها فوريوسا فتاة صغيرة إلى حين أصبحت إمرأة. يتابع هذا النمو لكن استعراضياً ما يترك الشخصية حين تكبر كما لو كان قرارها بالإنتقام لا علاقة له بحياتها السابقة بل أقرب إلى شعور طاغ و-إلى حد ما- مفاجئ.
مشاهدو الحلقات الأولى من هذا المسلسل هم، بدورهم، من جيل قدّر قيمة المضامين المجتمعية التي كانت أفلام الستينات والسبعينات من هذا النوع المحارِب تقوم عليه. المشاهدون اليوم يقبلون التخلي عن هذه المضامين واستبدالها بأخرى فردية. جورج ميلر يدرك ذلك ويواكبه. يرضى به مضطراً وفي باله صنع سلسلة أسطورية تزداد ضراوة فيلماً بعد آخر.
FURIOSA: A MAD MAX SAGE ★★
>> إخراج: جورج ميلر | أكشن | الولايات المتحدة | 2024
من تابع هذا المسلسل منذ ولادته على يدي المخرج جورج ميلر سنة 1979 إلى اليوم، ووصولاً للحلقات الأخيرة منه (وبينها هذا الفيلم) يدرك أن المسلسل بدأ وصفياً لحال عالم مقبل على كارثة ويتضمن بعض الفلسفة في مسألة صراع الإنسان ضد الإنسان لاستحواذ ما يريد امتلاكه، إلى فيلم أكشن يعتمد المؤثرات عوض التوصيف ويميل إلى الإبهار البصري بديلاً لتشغيل الذهن في أمور حياة ما بعد الكارثة.
بكلمة، «ماد ماكس» أصبح من الجزء السابق Road Fury «ماد ماكسين» وليس «ماد ماكس». البطولة الرجالية في ذلك الفيلم قبل نحو أربع سنوات تضاءلت وفي هذا الفيلم تضاءلت أكثر . البطولة الأساسية للمرأة رغم وجود من يعاونها لبعض الوقت.
هذا جانب آخر من التقهقر. عوض البحث عن أفكار جيدة ومضامين فريدة بصرف النظر عمّن يقوم بالبطولة، قرر ميلر والجهة الداعمة (وورنر) بتحويل السلسلة إلى أكشن تقوده إمرأة أخرى لا شخصية حقيقية لها كما كان الحال في العديد من أفلام الأكشن وأفلام الجاسوسية الأخيرة التي مُنحت قيادتها للجنس الأقوى (الناعم سابقاً).
عدا ذلك، وتأكيداً له في وقت واحد، هذا الفيلم الخامس من السلسلة لا يترك مجالاً للشك في أن الباع بات طويلاً بين بدايات «ماد ماكس» ونهاياته الحالية.
التأكيد على دور المؤثرات وإيقاع الفيلم بأكلمه (عبر توليف سريع طوال الوقت) هما ميزة هذا الفيلم الجديد الذي تقوم آنا-تايلور جونز ببطولته.
ينطلق الفيلم باندفاع يماثل سرعة الدراجات والمركبات السريعة التي يستخدمها. بطلة الفيلم, فوريوسا (تايلور) كانت صغيرة عندما خسرت والدتها والآن كبرت وقررت الإنتقام ممن قتل أمها. هذا الخيط الرفيع يتضخّم فقط بصرياً. لا دراما كبيرة في هذا الموضوع ولا مجال لتكين الشخصية من اكتشافات ذاتية لنق مثلاً على غرا شخصية سيغورني ويڤر في سلسلة Alein. هناك محطة للراحة في منتصف الفيلم عندما تشعر فوريوسا بود صوب شاب انبرى لمساعدتها صد تلك الهجمات المتكررة (توم بورك)، لكن معظم الفيلم قبل ذلك اللقاء وبعده، من بطولتها منفردة وهي- كممثلة- تبرهن عن قدراتها البدنية ولو أن هذا وحده لا يكفي للتمييز وكان من الأجدر منحها شيئاً آخر في الحياة يمنحها بعض التلوين والعمق.
المطاردات ذاتها جيدة التصوير ومن لا يهتم لوجود حكاية بشخصيات تعكس كل منها شيئاً ما، فإن الفيلم من النوع الذي يجعل المُشاهد مُثاراً ولو على نحو ساذج. «ماد ماكس» ليس «أڤاتار» أو «سيد الخواتم» أو أي سلسلة أخرى أتاحت لنفسها أن تقص الحكاية وظلالاتها العميقة.
كان يمكن، على سبيل المثال، تعميق ذلك الخط الإنتقامي عبر مواقف متعددة. الماثل هو رغبة فوريوسا في الإنتقام. الغائب هو معرفة كيف تكوّنت رغبتها تلك وهل ستتردد في تنفيذها أو، أساساً، هل هي قادرة على التنفيذ. ما الذي يدفعها حقاً؟ أهو مجرد إنها تحوّلت من فتاة كان يمكن لها أن تشق حياة أخرى وكيف؟
مشاهد الأكشن فقط تقول ذلك، لكن لا شيء آخر في بالمحاذاة. ليس أن الحكاية المسرودة في أكثر من ساعتين، لا مكان لديها لتوفير مثل تلك الإطلالات على مكوّنات الشخصية ذاتها. في الواقع ينتقل الفيلم من فترة كانت فيها فوريوسا فتاة صغيرة إلى حين أصبحت إمرأة. يتابع هذا النمو لكن استعراضياً ما يترك الشخصية حين تكبر كما لو كان قرارها بالإنتقام لا علاقة له بحياتها السابقة بل أقرب إلى شعور طاغ و-إلى حد ما- مفاجئ.
مشاهدو الحلقات الأولى من هذا المسلسل هم، بدورهم، من جيل قدّر قيمة المضامين المجتمعية التي كانت أفلام الستينات والسبعينات من هذا النوع المحارِب تقوم عليه. المشاهدون اليوم يقبلون التخلي عن هذه المضامين واستبدالها بأخرى فردية. جورج ميلر يدرك ذلك ويواكبه. يرضى به مضطراً وفي باله صنع سلسلة أسطورية تزداد ضراوة فيلماً بعد آخر.