د.غزوان ناصيف - اتحاد المثقفين العرب Union of Arab intellectuals
· ١٣ أبريل، الساعة ٤:١٦ م ·
(((((((كلمة الستر ))))))
وجوهرها الحقيقي
يقول أحدهم : كنت أشتري كل يوم صباحاً من بائع الصحف صحيفة، وقد علمني مرةً درساً مهماً سيبقى في ذاكرتي طوال العمر!! يقول سألته مرةً: كيف حالك اليوم يا عم ؟
فقال لي:
والله، في نعمة الستر !!
فاندهشت من إجابته
وسألته:
ولماذا الستر تحديداً؟!
فقال لي: لأنني مستور من كل شيء !
قلت له مداعباً: عن أيّ سترٍ تتحدث، وقميصك بالي و مرقّع بألوانٍ شتى؟؟!!!
فقال لي:
يا بنيّ، الستر أنواع:
عندما تكون مريضاً ولكنك قادر على السير بقدمَيك فهذا ستر من مذلّة المرض .
وعندما يكون في جيبك مبلغ بسيط يكفيك لتنام وأنت شبعان حتى لو كان خبزاً، فهذا ستر من مذلّة الجوع .
وعندما يكون لديك ملابس، ولو كانت مرقّعة، فهذا ستر من مذلّة البرد.
وعندما تكون قادراً على الضحك وأنت حزين لأيّ سبب، فهذا ستر من مذلّة الإنكسار.
وعندما تكون قادراً على قراءة الصحيفة التي بين يديك، فهذا ستر من مذلّة الجهل .
وعندما تستطيع أن تتصل في أيّ وقت بأهلك لتطمئن عنهم وتطمئنهم عنك، فهذا ستر من مذلّة الوحدة .
وعندما يكون لديك وظيفة أو مهنة، حتى لو كنت بائعا للصحف، تمنعك عن مد يدك إلى أيّ شخص، فهذا ستر من مذلة السؤال .
وعندما يبارك لك الله في أولادك وبناتك، في صحتهم وتعليمهم، وزواجهم، وبيوتهم، فهذا ستر من مذلة القهر.
و
عندما يكون لديك زوجة صالحة، تحمل معك همّ الدنيا، فهذا ستر من مذلّة الإنكسار.
وتذكّر دائماً أنك تملك نِعَماً يتمناها ملايين البشر، هذه هي نعمة الستر .
الستر يا بنيّ، ليس ستر فلوس، وإنما ستر نفوس
جعلنا الله وإياكم من المستورين بستره الجميل في الدنيا والآخرة .
اللهم آمين يارب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم..