إسقاط عقدة التخلي على الإنسان والحضارة
لقد صدم وعي الإنسان بالعزلة الجبرية المهددة له، فساوره القلق من شيء ما، هو الموت بعينه. فقد وجد الإنسان نفسه في مواجهة الحياة بكل شظفها وأنوائها ومصاعبها وجمالها وروعتها. ولكن ثمة في الأفق سلاح تشهره الحياة في وجه الإنسان، ألا وهو الموت، إنه خسران الحياة ومفارقتها إلى المجهول.. والهول والرعب.. هناك في الأسفل.
فصدم الإنسان من هذا التهديد وانكفأ على نفسه متأملاً... منكراً... مستنبطاً ضروباً تعويضية تخفف من هول الصدمة عليه..فمنهم من كره الحياة ومنهم من أحبها، ومنهم من بحث عن الخلود فيما وراء الحياة، ومنهم من آمن بالخلود في الحياة، وكل هذا إن هو إلا ضروباً تعويضية بمجملها مايلي:
صورة التعويض الأول:
يتذرع الإنسان بالعقدة ويجعل نفسه غير فاعلة حتى لايرتبط بأحد ولاحتى بالحياة ولايعاني من ألم التخلي. فيسقط في حصر العزلة والانكفاء، مجتراً في الوقت نفسه اليأس والكآبة كي لايتألم.
صورة التعويض الثاني:
يشعر الإنسان بأنه مهمل، فيندفع لتعذيب نفسه ويدخل في أطوار السوداوية والحرد.
صورة التعويض الثالث:
يلجأ إلى ضرب من الدفاع بواسطة التعويض الصوفي يرافقه منح الانفعالية منحاً قاهراً على الإله )الحلول، التوحد، الذوبان).
صورة التعويض الرابع:
تتكشف الميول العدوانية والسادية، بحيث يتم إلقاء اللعنات واللوم على الإله وضد الإنسانية وقد تنتهي هذه الميول بالانتحار.
صورة التعويض الخامس:
الإيمان بوجود بعد الموت، وبالحياة في ما وراء الوجود، أي الإيمان بالانبعاث، وأحياناً بالتناسخ أي انتقال الروح من جسد مائت إلى مولود جديد.
إن إسقاط مفهوم عقدة التخلي على الحضارة يمنحنا معرفة جديدة في كيفية مواجهة الحضارات البشرية لهذه العقدة، ويجعلنا نميز كيف أن كل حضارة أطلقت ضروباً تعويضية تلائم نفسيتها ومزاجها وتفاعلها مع الأرض والكون.
" فحصر التخلي هو حصر شبه كوني ويرتبط إلى حدٍ ما، بحصر الدونية وفي حالاته الخطرة يصيح الإنسان إنني أتألم فالآخرون سيدفعون الثمن ؟!".
بشار خليف
لقد صدم وعي الإنسان بالعزلة الجبرية المهددة له، فساوره القلق من شيء ما، هو الموت بعينه. فقد وجد الإنسان نفسه في مواجهة الحياة بكل شظفها وأنوائها ومصاعبها وجمالها وروعتها. ولكن ثمة في الأفق سلاح تشهره الحياة في وجه الإنسان، ألا وهو الموت، إنه خسران الحياة ومفارقتها إلى المجهول.. والهول والرعب.. هناك في الأسفل.
فصدم الإنسان من هذا التهديد وانكفأ على نفسه متأملاً... منكراً... مستنبطاً ضروباً تعويضية تخفف من هول الصدمة عليه..فمنهم من كره الحياة ومنهم من أحبها، ومنهم من بحث عن الخلود فيما وراء الحياة، ومنهم من آمن بالخلود في الحياة، وكل هذا إن هو إلا ضروباً تعويضية بمجملها مايلي:
صورة التعويض الأول:
يتذرع الإنسان بالعقدة ويجعل نفسه غير فاعلة حتى لايرتبط بأحد ولاحتى بالحياة ولايعاني من ألم التخلي. فيسقط في حصر العزلة والانكفاء، مجتراً في الوقت نفسه اليأس والكآبة كي لايتألم.
صورة التعويض الثاني:
يشعر الإنسان بأنه مهمل، فيندفع لتعذيب نفسه ويدخل في أطوار السوداوية والحرد.
صورة التعويض الثالث:
يلجأ إلى ضرب من الدفاع بواسطة التعويض الصوفي يرافقه منح الانفعالية منحاً قاهراً على الإله )الحلول، التوحد، الذوبان).
صورة التعويض الرابع:
تتكشف الميول العدوانية والسادية، بحيث يتم إلقاء اللعنات واللوم على الإله وضد الإنسانية وقد تنتهي هذه الميول بالانتحار.
صورة التعويض الخامس:
الإيمان بوجود بعد الموت، وبالحياة في ما وراء الوجود، أي الإيمان بالانبعاث، وأحياناً بالتناسخ أي انتقال الروح من جسد مائت إلى مولود جديد.
إن إسقاط مفهوم عقدة التخلي على الحضارة يمنحنا معرفة جديدة في كيفية مواجهة الحضارات البشرية لهذه العقدة، ويجعلنا نميز كيف أن كل حضارة أطلقت ضروباً تعويضية تلائم نفسيتها ومزاجها وتفاعلها مع الأرض والكون.
" فحصر التخلي هو حصر شبه كوني ويرتبط إلى حدٍ ما، بحصر الدونية وفي حالاته الخطرة يصيح الإنسان إنني أتألم فالآخرون سيدفعون الثمن ؟!".
بشار خليف