هناك رأي يقول بأن الفنّ المصري هو فن سوداوي أي فن أثرت فيه مسائل الموت وما بعد الحياة لذا أخذ طابعاً موتياً في حين أن الفنّ السوري هو فن الحياة، ما رأيكم بذلك؟ ( تضحك ) يجب أن نقول بأننا لا نعرف الكثير عن حياة المصريين لأن معظم الحفريات الأثرية قامت في الأكروبولات وليس في المدن ولهذا فنحن لا تعرف الكثير عن سكن المصريين بينما بالنسبة " للحضارة السورية " فنحن نعرف الكثير عن المدن وعن أماكن الاستيطان والسكن أكثر من الأكروبولات. ولكن في مصر نستطيع أن نقول أنهم كانوا مهتمين جداً بمسائل وتساؤلات ما بعد الحياة. كان لديهم نمطاً معقداً في التفكير فيما يختص بما وراء الحياة أو الموت وكان لديهم نتيجة ذلك استعداداً كبيراً لتحضير أمور الموت خلال حياتهم.
ويمكننا أن نقول أن الشعب " السوري " والرافدي لم يكن غير مهتم بمسائل ما بعد الحياة أو الوجود وإنما كان أقل استعداداً ليوم الموت. هذا ما عرفناه من بقايا قبور مدمرة في سورية مثل إبلا.
المصريون يعتبرون الموت استمراراً لحياتهم فلهذا يمكن ـ حسب اعتقادهم ـ أن يقوموا بأعمال الزراعة ويلعبوا ويتزوجوا ويحضروا الأعياد. وهكذا.. بينما شعب الهلال الخصيب يصور مكان الموت والقبر والعالم الأسفل كمكان حزين، مكان حداد، مكان دخاني رمادي، نجد الشعب المصري أكثر تخيلاً في هذه المسألة وأكثر أملاً في الماوراء بحياة جديدة.
عند السوريين بشكل عام الموت نهاية مفتوحة للحياة، ولكن كان للأموات ـ حسب معتقداتهم ـ وضعاً تعيساً وحزيناً. وهذه الأفكار تخيلها فيما بعد الاغريق كانت صور ما بعد الوجود عندهم أيضاً دخانية سوداء مع خيالات قاتمة. ومن الممكن أن الاغريق اقتبسوا هذه الأفكار الحزينة من السوريين.
من حوار مع د. غابرييلا ماتييه - ايطاليا .
كتاب حوارات في الحضارة السورية
ويمكننا أن نقول أن الشعب " السوري " والرافدي لم يكن غير مهتم بمسائل ما بعد الحياة أو الوجود وإنما كان أقل استعداداً ليوم الموت. هذا ما عرفناه من بقايا قبور مدمرة في سورية مثل إبلا.
المصريون يعتبرون الموت استمراراً لحياتهم فلهذا يمكن ـ حسب اعتقادهم ـ أن يقوموا بأعمال الزراعة ويلعبوا ويتزوجوا ويحضروا الأعياد. وهكذا.. بينما شعب الهلال الخصيب يصور مكان الموت والقبر والعالم الأسفل كمكان حزين، مكان حداد، مكان دخاني رمادي، نجد الشعب المصري أكثر تخيلاً في هذه المسألة وأكثر أملاً في الماوراء بحياة جديدة.
عند السوريين بشكل عام الموت نهاية مفتوحة للحياة، ولكن كان للأموات ـ حسب معتقداتهم ـ وضعاً تعيساً وحزيناً. وهذه الأفكار تخيلها فيما بعد الاغريق كانت صور ما بعد الوجود عندهم أيضاً دخانية سوداء مع خيالات قاتمة. ومن الممكن أن الاغريق اقتبسوا هذه الأفكار الحزينة من السوريين.
من حوار مع د. غابرييلا ماتييه - ايطاليا .
كتاب حوارات في الحضارة السورية