لفتني أمر يشكل ركيزة في التفكير الحضاري المشرقي و آليته الذهنية المنفتحة ، فطيلة فترة فاعلية اللغة الأكدية والتي استمرت حوالي ٢٠٠٠ سنة ابتداءاً من حوالي ٢٣٥٠ ق.م في الهلال الخصيب، وكذلك طيلة فاعلية الكتابة المسمارية ، نجد أن مجيء الآرامية لغة و كتابة بالخط الأبجدي و مزاحمته للغة الأكدية و الكتابة المسمارية فإن هذه المزاحمة لم تكن صراعاً سلبياً بين فاعلتين اجتماعتيين قصدتُ الأكدية والآرامية ، بحيث تم الأمر بتفاعل خلاق حضاري يكفل التوازن الحضاري و الوجودي للثقافة السورية . لهذا نجد في وثائق المرحلة الانتقالية بين الأكدية والآرامية ، وجود وثائق ذات كتابتين ، مسمارية و أبجدية آرامية ، كما نجد لوحات تتضمن رجل يكتب بالمسمارية على لوح طيني ،إلى جانبه رجل يكتب بواسطة ريشة بالآرامية على صفائح وسواها .
حتى أننا نعثر على وثيقة يستأذن فيها رجل من الملك أن يكتب بالآرامية بدل المسمارية .
هذا التواصل الثقافي ، المعرفي بين ثقافتين ، جاءت الواحدة لتنهي فاعلية الأخرى تبعاً لقوانين التطور والزمن ، تواصل انسيابي يؤكد أن الحضارة المشرقية تمتلك المرونة المعرفية لا الحدة و الجمود .
فكما كان التواصل السومري الأكدي منذ الألف الرابع ق.م ، ها نحن أمام تواصل أكدي آرامي ، ثم سنجد أننا أمام تواصل آرامي عربي ، وهكذا ...
حتى أننا نعثر على وثيقة يستأذن فيها رجل من الملك أن يكتب بالآرامية بدل المسمارية .
هذا التواصل الثقافي ، المعرفي بين ثقافتين ، جاءت الواحدة لتنهي فاعلية الأخرى تبعاً لقوانين التطور والزمن ، تواصل انسيابي يؤكد أن الحضارة المشرقية تمتلك المرونة المعرفية لا الحدة و الجمود .
فكما كان التواصل السومري الأكدي منذ الألف الرابع ق.م ، ها نحن أمام تواصل أكدي آرامي ، ثم سنجد أننا أمام تواصل آرامي عربي ، وهكذا ...