السعفة الذهبية: منحوتة فاتنة تسيل لعاب كبار المخرجين في العالم. فما الذي نعرفه عنها.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السعفة الذهبية: منحوتة فاتنة تسيل لعاب كبار المخرجين في العالم. فما الذي نعرفه عنها.

    مهرجان كان 2024مهرجان كان: السعفة الذهبية... منحوتة فاتنة يشتهيها مخرجو السينما في العالم

    اعتبارا من 14 مايو/أيار
    سينطلق سباق مهرجان كان السينمائي بمشاركة 22 فيلما في المسابقة الرسمية، إضافة لمسابقات موازية، وسيحتدم التشويق في الأيام التالية حول اسم المخرج أو المخرجة الذي سيكون له شرف الفوز بالسعفة الذهبية باختتام النسخة الحالية في 25 مايو/أيار. هذه المنحوتة الفاتنة تسيل لعاب كبار المخرجين في العالم. فما الذي نعرفه عنها؟

    جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان. © أ ف ب/ أرشيف
    إعداد:بوعلام غبشي
    إعلان

    يتنافس كبار المخرجين في مهرجان كان من 14 مايو/أيار حتى 25 منه لنيل السعفة الذهبية، في مسابقة سينمائية هي الأكبر عالميا في مجال الفن السابع. ويتنافس في هذه الدورة 22 مخرجا ضمن المسابقة الرسمية تحديدا، التي يخصص للفائز فيها هذه الجائزة المهمة والتي تظل حلم صناع السينما في العالم.

    وارتبط اسم هذا العرس السينمائي العالمي باسم الجائزة، أي السعفة الذهبية، التي ترمز أيضا إلى هذه المدينة المتوسطية الواقعة جنوب فرنسا، وتحمل تاريخا خاصا بها، يحيلنا إلى عقود بعيدة من عمر المهرجان.

    والسينما عموما رسالة، يراد لها أن تعطي رؤية مغايرة للعالم، مفادها "أن السينما هي ملاذ عالمي للتعبير والتشارك. مكان تكتب فيه إنسانيتنا بقدر ما تكتب فيه حريتنا،" وفق ما جاء في بيان للمهرجان، الذي أطلق في 1939 كبديل لمهرجان البندقية الإيطالية التي وقعت وقتها بين أيدي الفاشيين.
    السعفة الذهبية...المنحوتة الفاتنة


    لا يمكن ذكر مهرجان كان دون استحضار السعفة الذهبية. هذه المنحوتة الفاتنة التي يسيل لها لعاب أكبر المخرجين في العالم، صممت بطريقة جعلت منها تحفة مجوهرات، يعتبرها المهرجان "أعجوبة"، ويتفرغ لصنعها يدويا سبعة أشخاص من أجود الحرفيين في المجال، ويستغرقون نحو أربعين ساعة عمل في ورشة قريبة من جنيف السويسرية.

    وتصاغ السعفة من الذهب عيار 18 قيراطا، يتم صبه يدويا في قالب شمع، ثم ترصع على وسادة فريدة من الكريستال على شكل ألماس بمقاس الزمرد (أحد المقاسات المستخدمة في صناعة المجوهرات في فرنسا). وتقدم في علبة جلدية زرقاء اللون للفائز الذي يستطيع سرقة قلب لجنة تحكيم، مشكلة عادة من أبرز الممثلين والمخرجين عالميا.

    وحمل هذه السعفة الكثير من المخرجين المتميزين في العالم. وكل لحظة تقدم فيها هي "فريدة وجميلة"، يقول المندوب العام للمهرجان تييري فريمو قبل أن يضيف "آمل أن تظل دائما الجائزة بهذه الجاذبية، التي تجعل صانعي الأفلام يشعرون باشتهاء مجنون نحوها".
    مهرجان كان السينمائي © استوديو غرافيك فرانس ميديا موندكيف جاءت فكرة السعفة وكيف تطورت؟


    منحت أول سعفة ذهبية في 1955 للمخرج الأمريكي ديلبير مان عن فيلمه "مارتي"، فيما اعتمد قبل هذا التاريخ أي منذ انطلاقة المهرجان في 1946 حتى 1954 ما عرف وقتها بـ"الجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للسينما"، وكانت عبارة عن عمل لنحات معاصر مشهور، والتي عاد المنظمون لاعتمادها مؤقتا بين 1964 حتى 1974.

    وفكرة السعفة الذهبية كجائزة سينمائية في هذا المهرجان، ستولد مع نهاية 1954 وبمبادرة من المندوب العام للمهرجان آنذاك روبرت فافر لوبريت، الذي دعا مجلس إدارة المهرجان العديد من تجار المجوهرات لاقتراح مشاريع سعفة ذهبية. ووقع الاختيار على تصميم جميل لمصممة المجوهرات الفرنسية لوسيان لازون.

    وعند انتهاء الفترة المرحلية التي عمل فيها المنظمون بالجائزة الكبرى من 1964 إلى 1974، صارت السعفة الذهبية جائزة ثابتة للمهرجان ابتداء من 1975 حتى الآن.

    وفي بداية الثمانينيات، أدخل تغيير على الشكل الدائري للقاعدة التي تدعم السعفة تدريجيا، ليصبح هرميا في 1984. وطور المصمم الفرنسي تييري دي بوركيني في 1992 تصميم السعفة وقاعدتها التي أضحت مصنوعة من الكريستال المقطوع يدويا.

    وأول مخرج فاز بالسعفة الذهبية بشكلها الحالي هو اليوناني ثيو أنجيلوبولوس بفيلمه "الخلود ويوم واحد" في نسخة 1998، إذ تم تحديث السعفة تحت رئاسة بيير فيو للمهرجان من طرف الألمانية كارولين شوفوليه الرئيسة لشركة شوبار لصناعة الساعات والمجوهرات السويسرية.
    جائزة السعفة الذهبية للنسخة السابقة من مهرجان كان كانت من نصيب المخرجة الفرنسية جوستين تريت عن فيلمها "تشريح سقطة". © أسوشيتد برسمخرجون ابتسم لهم مهرجان كان مرتين


    وإذا كان مخرجون عالميون يتوقون لأن يتوج أحد أعمالهم السينمائية بسعفة ذهبية يوما، فهناك من زملائهم من ابتسمت لهم مسابقة مهرجان كان مرتين، وتوجد بحوزتهم سعفتان. عددهم لا يتتجاوز أصابع اليدين، وتحديدا سبعة. وهم المخرج البريطاني الكبير، الذي يقارب الإنسان والإنسانية في أعماله، كين لوتش الفائز بالسعفة الذهبية الأولى في 2006 عن فيلمه "الريح ترتفع" والثانية في 2016 بفضل "أنا، دانيال بليك".

    وإضافة إلى لوتش، هناك فرانسيس فورد كوبولا في 1974 و1975، الذي يشارك مجددا في هذه الدورة بفيلم ضخم هو "ميغالوبوليس"، الذي أثار الكثير من الجدل. الياباني شوي إيمامورا ، الدنماركي بيل أوغست، الصربي أمير كوستوريكا، البلجيكيان الأخوان جان بيير ولوك داردين، وأخيرا النمساوي مايكل هانيكي.

    وتمنح إدارة مهرجان كان أيضا السعفة الذهبية الفخرية لممثلين ومخرجين تركوا بصمات واضحة في تاريخ السينما، والذين لم يسعفهم الحظ يوما أن يحظوا بهذا الشرف. ومن ضمن الوجوه المكرمة بها، الممثل هاريسون فورد، الممثلة جين فوندا، وكلينت إسيتوود، وسيكرم هذه الدورة كل من جورج لوكاس صاحب "حرب النجوم" و"إنديانا جونز"، وأسطورة الرسوم المتحركة الياباني استوديو "جيبلي"، وهي أول مجموعة تنال هذا التتويج. كما حاز المخرج المصري يوسف شاهين على سعفة ذهبية شرفية استثنائية بمناسبة اليوبيل الذهبي للمهرجان في عام 1997 عن مجمل أعماله.

    وبموازاة المسابقة الرسمية، تمنح جوائز مختلفة في المهرجان، لكن التشويق الكبير سيظل قائما حتى آخر نفس من عمر هذه النسخة في المهرجان حول المنافسة الرسمية، التي سيتوج مخرج واحد فيها بالسعفة الذهبية. ترى لمن تعود هذه المنحوتة الفاتنة هذه الدورة؟ موعدنا مساء 25 مايو/أيار لمعرفة اسم من ستبتسم له كان هذا العام.


    بوعلام غبشي

يعمل...
X