معارض صفحة الفن والنقد التشكيلي المعرض الثامن والخمسون الفنان ضياء العزاوي بوست رقم 13 دفاتر ضياء العزاوي.. الشِّعر إن أصبح مرئياً محمد شرف ضياء العزاوي"كتاب العار: تدمير المتحف العراقي" افتتح منذ فترة معرض الفنان ضياء العزاوي الذي يحمل اسم "رسم الشعر"، في متحف أشمولين في جامعة أوكسفورد البريطانية، ويستمر لغاية 11 حزيران 2023. هذا المعرض يُعتبر الأول من نوعه في المملكة المتحدة ومخصص فقط لدفاتر العزاوي. يمتلك هذا المعرض خصوصية تميّزه عن سواه، كونه يتضمّن مجموعة مختارة من أكثر من مئة دفتر لضياء العزاوي، وهي تغطّي الفترة الزمنية الممتدة منذ ثمانينيات القرن العشرين إلى عشرينات القرن الحادي والعشرين، والتي دمج فيها الفنان الشعر بالرسم، لخلق شكلٍ جديد من التعبير الفني. أولى الفنان إهتماماً خاصاً لإثنين من شعراء العرب المكرّسين، وهما سعدي يوسف وأدونيس، اللذين تعاونا مع الفنان، بالإضافة إلى شعراء آخرين مثل مظفر النواب، أمل دنقل، يوسف الصائغ، دنيا ميخائيل، سركون بولص، قاسم حداد وغيرهم. معرض "رسم الشعر" هو "احتفاء بالدفاتر" بوصفها وسيلة في الممارسة وسبيلاً إلى داخل إلهام هذا الرجل الذي تبدو دفاتره مصنوعة بالتوليف بين ما يرسم هو، وما ينظم أدونيس من شعر، ضمن آخرين. وإذ اشتهر العزاوي بأشكاله الضخمة والملونة، يمتد عمله إلى العديد من الأنواع، بما في ذلك نوع من كتب الفنانين المعروف باللغة العربية باسم "دفاتر-دفاتير"، الذي هو مزيج من الرسم والنص، تأخذ dafatir أشكالًا مختلفة: أكورديون، كتيبات مربعة ومستطيلة، صناديق سيجار أو مجموعات نحتية أخرى، لكن لا قصد في قراءتها أو عرضها بطريقة تقليدية. فبدلاً من توضيح الشعر في الداخل، والذي عادة ما يكون مستمدًا من تقاليد ما قبل الإسلام، أو قائماً على التعاون مع الشعراء المعاصرين، فإن اللوحات هي ردود أفعال حرة وعاطفية تجاهها. يستكشف هذا المعرض تطور "دفاتر" الفنان على مدى 40 عامًا من الإنتاج الفني، ويأخذ في الاعتبار تطور اللغة التصويرية المميزة للعزاوي (مزيج من الكلمات والصور) والتي من شأنها أن تهيمن على الكثير من أعماله. لذلك، يشتمل الإخراج أيضًا على رسوم ومطبوعات ونسيج ضخم يبلغ ارتفاعه عشرة أمتار، يخلّد تأثير الحرب في مدينة الموصل، ويعرض للجمهور للمرة الأولى. ضمت دفاتره موضوعات عديدة، فكلٌ منها يستجيب لمأساة من مآسي الصراع: النضال الفلسطيني، حَربَ الخليج، القيام المفاجئ لما يسمى "الدولة الإسلامية"، والإرهاب الذي صاحبها. وبالتالي فإن استنزاف الألوان داخل أعماله يوازي الخسائر في الأرواح التي سببتها عقود من الحرب في أنحاء العراق والعالم العربي، واضمحلال المجتمعات المدنية المحلية والبنية التحتية والتراث الثقافي الذي أعقب ذلك. تطوّرت الدفاتر الفنية للعزاوي، وأصبحت تحوي عناصر ثلاثية الأبعاد، أبرزها استخدام مهارته النحتية في هذه الدفاتر، فأصبح للدفتر جزء مخصص ككتاب، وجزء هو عبارة عن عمل نحتي. وتميزت أعمال العزاوي باستخدامه الغزير للألوان التي تبعث الحياة والذكريات، وهذه الميزة، المتعلّقة بغزارة اللون وسطوعه، لا تغيب عادة لدى الحديث عن نتاج العزاوي. ودفتر الرسم هو نوع فني مارسه العزاوي منذ نهاية سبعينيات القرن المنصرم، وأنجز منه نماذج كثيرة، واستلهم فيه مرجعاً جمالياً فريداً من نوعه، متمثلاً في المخطوطة، والصورة المصوّرة "المنمنمة" بما تنطوي عليه من خصائص جمالية للفن العربي- الإسلامي، بتشكيلها الزخرفي والتزويقي، وتعليمات التأليف النموذجية ذات البعد الثقافي، كما في أسلوب التأليف التصويري برؤيته العربية ذات البعدين، التي يمكن أن تتطابق مع بعضها البعض في بيئة مطلقة، وفق شكل صفحات مطويّة. هذه التجربة التصويرية والتشكيلية هي رؤية تصويرية وتشكيلية منظمة، تتم عبر اختيار موضوعة لدفتر الرسم، ومحاولة تشكيلها بأفق جمالي وتمثلات فنية، تتوافق مع الخبرة الأسلوبية للفنان. في هذه الدفاتر تحتشد نصوص وعلامات شكلية، وتكوينات وتصورات متعددة، وتأليف مختلفة تتعالج في حينها من خلال معفردات فنية، مع استحداث المعالجة بأنواع تصويرية مختلفة. المرجع الشعري الجمالي شكّلت تجربة دفاتر الرسم، كنوع تعبيري يختلف عن أنواع التشكيل الأخرى، حافزاً للعزاوي على الانفتاح، واستثماراً للشعر كمرجع جمالي من خلال تجربته الريادية هذه. ظهر ذلك بشكل لافت في بدايات العقد الثامن من القرن المنصرم، وكان أن نُفذ عدد من دفاتر أخرى محورها قصائد لشعراء عراقيين وعرب. تآلفت هذه الدفاتر مع خبرة الفنان في عرضها وإعادة إنتاجها، حيث تواشجت الرسوم مع النصوص الشعرية، وعبر إنسجام تعبيري وجمالي. أما المعالجة فقد كانت تتكرر، أو يُصار إلى صقلها عند اختيار النص، مع أشكال وتلميحات خطية، واستخدامات تشكيلية خاصة للحرف والكتابة، بصياغة أسلوبية تتماثل مع الأفكار الإبداعية الخاصة في لوحات الرسام. في هذا المجال، ومن أجل إيفاء الفكرة حقّها، قد يكون من المناسب أن نذكر أن العزاوي كان نفّذ دفتر رسم لقصائد مختارة للشاعر يوسف الخال (1916 - 1987)، وهو سينسخ هذه القصائد مخصصاً لها صفحة كاملة، أو بعضاً من مساحة الصفحة، فيما تصبح تحت أجزائها رسوم تجاورها، ما يمنح الصفحات المتقابلة نصاً شعرياً يتلازم مع الرسم المحيط بهذه الحادثة، وهو شكل من أشكال التنوع، لكن ضمن وحدة التجربة المنجزة في الدفتر، وكأن العزاوي يعبّر هنا عن حقيقة الرؤية. وقد نجد في عمله هذا، كما في أعمال مماثلة، النص الشعري المنسوخ من قبل الفنان، وهو يستقل كتابياً، فيما يجاوره تكوين تصويري ينحو صوب التجريد، عبر من مساحات لونية معينة ومتجاورة، تمثل توصيفاً لمعنى النص الشعري المنتخب، في اقتراح مقاربة بصرية تعبر عن مردود القصيدة العاطفي وصورها الشعرية، من خلال حس لوني يطغي بدرجاته الصريحة على التكوين الفني، مانحاً القصيدة حساً بصرياً شديد النقاء، يتنامى على إيقاع بصري، ولغة تصويرية ذات رؤية واضحة ومتحررة في الوقت نفسه. هذه الصفة التي ألحقها العزاوي بالصورة، أطلقت عليها تسمية "دفاتر شعرية مرئية"، بإشاراتها إلى حس عاطفي، أراد له الفنان أن يكون بمثابة وسيلة تمثل المعنى الذي تنطوي عليه أبيات الشعر المنتخبة. كما يستفيد الفنان من خلفية الصفحة البيضاء، في تفاصيل مشهده التصويري، الذي يحاول أن يقترحه كلون أبيض، يضاهي نصاعة الألوان من قبل الفنان، التي تغلب عليها الألوان الصريحة. ولا شك أن العزاوي يستخدم العلاقات اللونية ذاتها، التي تفترض حساً تعبيرياً لا يخلو من حضور مشرق، أو الإيحاء بما هو عاطفي، وذلك عبر كثافة الألوان ذات الطابع المتمم complement، الذي لا يعتمد التضاد contrast. هذا الأمر يكرّس مشهدية تصويرية تنطوي على قدر كاف من الاحتفاء اللوني المبهج، القائم على تأليف شكلي حر ومتخيّل، لا يسعى لتضمين موضوعة بعينها وتعزيز دلالتها، بقدر الاهتمام بافتراض علاقة تصويرية قائمة على التجدد والإقامة والتعديل، حيث يُكتفى بتآلف لوني يتوزع بقدر مناسب في وسط صفحتين متقابلتين. هذه التكوينات هي عادة ذات طابع تجريدي مبسّط، وعفوية في تنفيذها، كما تعمل على إضفاء رؤية تصويرية قائمة على التجريب الحر، غير المقيد بدلالة معينة للموضوع. ليس هناك من تكلّف جمالي في هذه الممارسات، ولا يتم حضورها بطريقة تمثيلية، بل سنجدها حاضرة بصيغتها المباشرة كقصائد، ومرافقة للمشهد التصويري في النص الشعري، وهي عبارة عن دلالاته التعبيرية وصياغته التأليفية. إن دفاتر الرسم هي ممارسة فنية تقترح النص الشعري أو النثري مع الصياغة التصويرية، وهي هنا تتميز بخصوصيتها الجمالية القائمة على التصور من خلال قراءة النص، وفعل التلقي البصري من خلال الرسوم. يعزو العزاوي استيحاءه لدفاتر الرسم، واهتمامه به كنوع من الرسم والتصوير الفوتوغرافي، إلى الأثر الذي تركه لديه اطلاعه للمرة الأولى على المخطوطة الإسلامية، يقول: "اطلعت على بعض المخطوطات، لاسيما مخطوطة "عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات" للقزويني (كتاب يتناول "علم أوصاف الكون"، من وصف السماء وما فيها من كواكب وأبراج وحركاتها، وما ينتج من ذلك من فصول السنة .. إلى أمور أخرى). يضيف العزاوي: "استوحيت النسخة الوحيدة للكتاب الفني-الشعري الذي هو أشبه بمخطوطات ملونة وغير مرقمة". هذه الدراسة التجريبية لدفاتر الرسم عززت لدى الفنان اهتماما خاصًا بحضور الأثر التصويري مرتبطاً بهذه الكتابات، وهو الأمر الذي دفعه إلى ممارسة هذه التجربة الفنية الرائدة. سيرة ومواقف العزاوي، المولود في بغداد العام 1939، أمضى سنوات نشأته في العاصمة العراقية، منغمسًا في المشهد الفني. أسس العام 1969 مجموعة "نحو رؤية جديدة" وشارك في تأليف بيانها الذي دعا إلى استكشاف الماضي ودراسته من أجل تكوين لغة فنية وثيقة الصلة بالوقت الحاضر، وتستشرف المستقبل. بعد انتقاله إلى لندن العام 1976، اكتسب تراث العراق الثقافي معنى جديدًا، ما دفع العزاوي إلى إعادة اكتشاف المخطوطات الإسلامية، والغوص في ممارسات إبداعية مختلفة. صار الشعر جزءًا لا يتجزأ في عمله، ومن هنا أسس لنوع فني مميز سُمي "دفاتر"، تندمج فيه النصوص والصور للخروج من بوتقة الفن المحدودة إلى صوغ شكل "شامل" من أشكال التعبير الفني. يمكن اعتبار العزاوي من أكثر فناني العالم العربي تأثيراً. وأكثر ما يعرف به هو حجم لوحاته الكبير، واشتمال تلك الأعمال على الكثير من وسائل التعبير الأخرى، واستيحائه من التراث البصري العراقي عاكسًا النضالات المعاصرة والمخاوف الجماعية في ذلك البلد"، على ما أتى في تعريف متحف أشمولين. وإذ لا بد من العودة قليلاً إلى أعمال المرحلة الأولى لدى العزاوي، لكون عناصرها لم تغب عن المعرض الحالي، فإن المتأمّل في لوحات المرحلة الأولى من "مسار" العزّاوي يرى حروفاً تشكل مجموعة كتابة أو تخطيطاً يمنح هذه الأعمال حركيّتها وإيقاعاتها. وسواء تمكنّا من قراءة هذه العلامات أم لا، فإن أكثر ما يثيرنا فيها هو قوّتها الإيحائية، ودقّة خطوطها التي تتشابك وتتناغم أو تتنافر بشكل يمنح اللوحة الرشاقة أو الثقل الفاعلَين في تشكيلها. ولعل هذا ما دفع الفنان الهولندي كورناي، العام 1981، إلى تشبيه لوحات العزّاوي "بواحةٍ زاخرة بالأشكال والألوان". فثمّة مناخٌ شرقي حاضر بقوة فيها، تعكسه تلك الإضاءة المشعّة التي تتحرّر منها، أو تصاميم عمارات تراثية مزخرفة. وبما أن الواقع الموجع (على الدوام) لعالمنا العربي ومشكلاته لا يغيبان عن بال الفنان، فإننا نشاهد في بعض لوحاته طيوراً جريحة أو ممزّقة تسقط من السماء بأجنحة مفتوحة. والعزاوي أحد أكثر فناني جيله التزاماً بكشف مآسي الأمة العربية الناتجة عن الاضطرابات السياسية. فمنذ بداية السبعينيات، عكس معاناة الفلسطينيين بلوحات مختلفة، كلوحة "شهادة على عصرنا" (1972) التي استوحاها من أحداث "أيلول الأسود" في الأردن، وسلسلة اللوحات والرسوم التي أنجزها العام 1976 حول معارك مخيم تل الزعتر في بيروت، ولوحة "صبرا وشاتيلا" الضخمة التي رسمها في اليوم التالي من وقوع هذه المجزرة. ومع انطلاق حرب الخليج الثانية (1991)، أنجز مجموعة من الأعمال أطلق عليها عنوان "بلاد السواد"، كلوحة "روح مجروحة.. نبع ألم" (2010) ولوحة "مرثية لمدينتي المحاصرة" (2011). وأبعد من حدود بلده، يبتكر العزّاوي مشاهد خيالية تجمع ما بين الماضي والحاضر، لكنها تنطلق دائما من تجربته الخاصة، معتمداً في ذلك على أداة أساسية هي مخيّلته، التي تسمح له بإسقاط تساؤلاته ورؤاه على حدود الحقب والفضاءات التي تفصل أو تربط البلدان والحضارات. وبذلك يقف على طرف التاريخ والجغرافيا لقياس حدّة ودرجة حساسيّة الأفكار التى يسعى إلى تحقيقها، تماماً كما لو أنه يجمع قطع puzzle مانحاً إياها ألقاً وألواناً، ليرتبها في شكل مقاربات أكثر معاصَرة وأقرب من حواسنا. وفي هذا السياق، لا يكتفي الفنان بحركة ذهاب وإياب بين الشرق والغرب داخل عمله، بل نجده يُدخِل علامات ووجوها ورثها من ماض سحيق، وتنتمي خصوصا إلى الفن السومري والآشوري. واللغة التشكيلية التي صقلها العزّاوي مع مرور الزمن بلغت اليوم نضجاً مذهلاً يتجلّى في القيمة الفنية لنتاجه، والحدّة التي تكتسبها ألوانه الجديدة. فتدريجياً، توارت الكتابة أو الحروف لصالح تركيبات شكلية هي كناية عن تصوير موجز لأشياء أو مشاهد يعكس انفعالاته أو مشاغله الجمالية. وسواء من حيث تشكيلها أو عبر خياراتها اللونية، فإن لوحات العزّاوي تستحضر أيضاً إلى أذهان البعض السجّاد الشرقي المشحون بالرموز والدلالات، والمحمّل لغةً سرّية وأنيقة تفوح منها شعرية عميقة. وبالتالي، فإن هذه اللوحات لا تُشكل متعة للنظر فقط، فخلف هندسة مضامينها، ذات الإيقاعات الموسيقية، يقف رجل يتحدّث عن بلده بطريقة غنائية، ويتطلب من عيوننا أن تنظر وتصغي معاً. وهذا الفن يشكل تحدياً لا يقاوَم لأي فنان عربي، وعراقي تحديداً، مثل العزّاوي. فالانتماء له يعني إتباع خطوات جذرية، وهذا ما يفسّر قيام الفنان بدمج صورية هذا الفن وهندسته بديناميكية الحداثة، وهو ما يمنح الطريقة الفريدة التي يعتمدها قيمة فنية عالية. وبالتالي، لا فائدة في محاولة استخلاص ما هو عربي، وما هو غير عربي في لوحات العزّاوي، فجميع عناصر هذه الأخيرة تبدو مترابطة بشكلٍ يتعذّر تفكيكه، كما يستحيل العثور على عنصرٍ دخيل ضمنها، بما فيه اللوحات التي رصدها لمدينة مرّاكش، واستخدم فيها ألواناً وطريقة ترتيبٍ للأشكال، تستحضر من بعيد اللوحات التي أنجزها بول كلي على أثر اكتشافه ضوء تونس وألوانها. باختصار، يبتكر العزّاوي لوحات حديثة تبدو فنون الإسلام وما قبل الإسلام مؤثرة فيها، من دون أن تجعل منها أعمالاً بأبعاد "ماضوية" أو حنينية أو قومية. فهذه الفنون تحضر كطُرُق فريدة لكنها شاملة وآنية للنظر، وهو ما يحوّل كل لوحة من لوحات الفنان إلى تأكيدٍ لسرمدية تتكاتف فيها ثقافاتٌ وحضاراتٌ عديدة. هذا، وقد منحت نظرة العزاوي للتاريخ، في أعماله بشكل علم، هوية جديدة للفن العراقي الحديث والمعاصر، من خلال ربطه آثار التقاليد الإسلامية والزخرفة الشعبية والأساطير الرافدينية مع بعضها البعض، وجعلها تعكس الحالة الإنسانية المتأملة في الجوانب الخالدة للحياة الإنسانية مثل الحياة والموت والعواطف والمعاناة. * نقلا عن موقع المدن..