الرّسم من السّرد إلى الشّعر في معرضيْن
على مدى أسبوعين احتفت جمعيّة تشكيليي البصرة بتجربتيْن في الرّسم صاغتا تعبيرهما بمنظور أدبيّ مهيمن.
في الأسبوع الحالي استغرقت تجربة طاهر حبيب الأحمد، الأشدّ استقواءً باللّون، وانتماءً إلى طلاقة التّعبير، استغرقت في تمثيل عالمها الاحتفاليّ، شعريّاً، بتدفّقٍ إنشائيّ أنتجتْهُ التّداعياتُ التّعبيريّة الحرّة، وأخذ مداه في تسوية سطوح الفنّان التّصويريّة التي اتّسعت للمجاز، وحفلت بالاستعارات، واللّعب الطّفوليّ، والتّناغم الإيقاعي الذي حرّك الخطوط، ونظّمَ علاقات الألوان ببعضها، وحدّدَ فضاءات الأشكال.
خارج ما يصلها بـالواقع، ويحكم حياتَها فيه، تحرّكت مفردات الفنّان باستهواء، واستثمرت طاقاتها في التّحوّل، والتّبدّي الحرّ، والتّناسخ، فتشكّلتْ على هواها، منتقلةً من صورةٍ غريبة إلى صورةٍ أشدّ غرابة، ومن هيئةٍ للمرح إلى هيئةٍ أكثر مرحاً، متوسّلةً بأشكالٍ من الأقنعة، وطُرُزٍ من الأردية والأزياء المبهرجة، لتستغرق في لهوٍ عابث، كما لو أنّها تتحرّك في حفلٍ تنكريٍّ، استعراضيّ يجد فيه الكائن ما يُعوّضه في حياةٍ متجهّمة يعيشها بكآبة.
وتلوّنت لغتُهُ بأداءين؛ انتشر أحدهما تمثيليّاً بنفوذٍ اتّسع على سطوحه، وتفرّق الآخر تجريديّاً في مواقع محدّدة. وفي الأداءين، كليهما، تحرّرت الخطوط من وظيفتها التقليديّة التي تحصرها في مجرّد الإحاطة الخارجيّة بالأشكال، وشعّتْ الألوان بقواها الخاصّة خارج مهمّتها العاديّة في تعيين طبيعة الأشياء. وبين هذه وتلك تحوّرت الأشكال بدفقٍ يتناغم مع النزوع إلى إنتاج تعبيرٍ تلقائيّ طليق في تصوّرٍ خاص عن الحريّة على ساحلٍ طبيعيّ بعيد.
رسمتْ سطوح طاهر حبيب، بكائناتها المرِحة على بسطة ساحلها الأزرق، رسمتْ موقعَها خارج منطقة الجِدّ، المتجهّمة، المستولية على جغرافيّة حياتنا، واجتهدتْ في خلق ألفةٍ بين كائنات الأرض، والسّماء، والبحر، والإنسان بأدواته، وتوقِه.
وكشفت أعمالُه ضروباً من التكيّفات، والتحقّقات التكوينيّة المتنوّعة لمفرداتها الأساسيّة وقد تكرّرتْ بتفاضلٍ فيما بينها، وتباينت صورُها في احتمالاتٍ شكليّةٍ متعدّدة أغنتْ حضورها، وكثّفتْه. .
وفي معرض الأسبوع الفائت كرّست تجربة الفنّان علي مهدي كنعان سطوحَها التّصويريّة لسرد وقائع، ووصْف مشاهد في نسجٍ تصويريٍّ، حكائيّ ذي مسحةٍ توثيقيّة لأحداثٍ وقعت في عتمات أمكنة، وظلال أزمنة نصيّة ذائعة الشّهرة والصّيت.
(الأعمال المرافقة لطاهر حبيب الأحمد).
على مدى أسبوعين احتفت جمعيّة تشكيليي البصرة بتجربتيْن في الرّسم صاغتا تعبيرهما بمنظور أدبيّ مهيمن.
في الأسبوع الحالي استغرقت تجربة طاهر حبيب الأحمد، الأشدّ استقواءً باللّون، وانتماءً إلى طلاقة التّعبير، استغرقت في تمثيل عالمها الاحتفاليّ، شعريّاً، بتدفّقٍ إنشائيّ أنتجتْهُ التّداعياتُ التّعبيريّة الحرّة، وأخذ مداه في تسوية سطوح الفنّان التّصويريّة التي اتّسعت للمجاز، وحفلت بالاستعارات، واللّعب الطّفوليّ، والتّناغم الإيقاعي الذي حرّك الخطوط، ونظّمَ علاقات الألوان ببعضها، وحدّدَ فضاءات الأشكال.
خارج ما يصلها بـالواقع، ويحكم حياتَها فيه، تحرّكت مفردات الفنّان باستهواء، واستثمرت طاقاتها في التّحوّل، والتّبدّي الحرّ، والتّناسخ، فتشكّلتْ على هواها، منتقلةً من صورةٍ غريبة إلى صورةٍ أشدّ غرابة، ومن هيئةٍ للمرح إلى هيئةٍ أكثر مرحاً، متوسّلةً بأشكالٍ من الأقنعة، وطُرُزٍ من الأردية والأزياء المبهرجة، لتستغرق في لهوٍ عابث، كما لو أنّها تتحرّك في حفلٍ تنكريٍّ، استعراضيّ يجد فيه الكائن ما يُعوّضه في حياةٍ متجهّمة يعيشها بكآبة.
وتلوّنت لغتُهُ بأداءين؛ انتشر أحدهما تمثيليّاً بنفوذٍ اتّسع على سطوحه، وتفرّق الآخر تجريديّاً في مواقع محدّدة. وفي الأداءين، كليهما، تحرّرت الخطوط من وظيفتها التقليديّة التي تحصرها في مجرّد الإحاطة الخارجيّة بالأشكال، وشعّتْ الألوان بقواها الخاصّة خارج مهمّتها العاديّة في تعيين طبيعة الأشياء. وبين هذه وتلك تحوّرت الأشكال بدفقٍ يتناغم مع النزوع إلى إنتاج تعبيرٍ تلقائيّ طليق في تصوّرٍ خاص عن الحريّة على ساحلٍ طبيعيّ بعيد.
رسمتْ سطوح طاهر حبيب، بكائناتها المرِحة على بسطة ساحلها الأزرق، رسمتْ موقعَها خارج منطقة الجِدّ، المتجهّمة، المستولية على جغرافيّة حياتنا، واجتهدتْ في خلق ألفةٍ بين كائنات الأرض، والسّماء، والبحر، والإنسان بأدواته، وتوقِه.
وكشفت أعمالُه ضروباً من التكيّفات، والتحقّقات التكوينيّة المتنوّعة لمفرداتها الأساسيّة وقد تكرّرتْ بتفاضلٍ فيما بينها، وتباينت صورُها في احتمالاتٍ شكليّةٍ متعدّدة أغنتْ حضورها، وكثّفتْه. .
وفي معرض الأسبوع الفائت كرّست تجربة الفنّان علي مهدي كنعان سطوحَها التّصويريّة لسرد وقائع، ووصْف مشاهد في نسجٍ تصويريٍّ، حكائيّ ذي مسحةٍ توثيقيّة لأحداثٍ وقعت في عتمات أمكنة، وظلال أزمنة نصيّة ذائعة الشّهرة والصّيت.
(الأعمال المرافقة لطاهر حبيب الأحمد).