ختم اسطواني نقش عليه مأدبة الوليمة ويضم الملك وخادمه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ختم اسطواني نقش عليه مأدبة الوليمة ويضم الملك وخادمه

    ختم اسطواني نقش عليه مأدبة الوليمة ويضم الملك وخادمه
    الأبعاد: الارتفاع: (41.9) ملم، القطر: (14.2) ملم ، الوزن: (14.30) غرام
    الحالة: تغطي التشوهات الختم الاسطواني في حالة المنشفة التي حملت باليد اليسرى للخادم أو (المضيف)، الذي يبدو أن وجهه قد تم إعادة نحته أو ربما كان في الأصل غير متناسب مع الشكل، ويتعارض مع الجودة العالية لمشهد الختم.
    مصدرالختم: تم الحصول عليه من الأثري (Edgar Beer) (بروكسل) عام (1950).
    مادة الختم الأسطواني: حجر اليشب (Jasper)، غير منشور سابقا.
    وصف الختم
    مثلَ مشهد الختم بين حدين معكوسين باتجاه اليسار في الاعلى باتجاه اليمين في الأسفل ويحيطان بمشهد المأدبة، يظهر في طبعة الختم المأدبة وتضم مجموعة الطاولة: نقش في وسط الختم طاولة قابلة للطي وضعت على حامل بشكل أقدام الثور، والحاملان متساويتان في الحجم والشكل، وهناك عمود بين منتصف سطح الطاولة والأرجل المتقاطعة، ويظهر بشكل عمودي، يبدو أن الغرض منه قفل وتثبيت الطاولة المفتوحة، وتم تحديد غطائين بخطين أفقيين، من المحتمل أنهما من المنسوجات، ويمتدان على طول سطح الطاولة وينطويان قليلاً إلى الأسفل على الجانب الأيمن، وفوق الطاولة يمكن رؤية إناء مقعر ولكن ليس عميق يستند على قاعدة بشكل قرص دائري، وفوق الاناء المقعر نرى خط مستقيم يشير إلى الطعام الموجود عليه، وعلى الجانب الأيسر من الطاولة، يوجد خادم أو (المضيف) بدون لحية، يرتدي رداءه الطويل ذو حافة سفلية مهذبة تصل إلى اخمص القدم، وبينهما خطان قائمان يحددان الطية، ويظهر خطان متوازيان أعلى الذراع عند حافة الرداء فوق المرفق في يده اليسرى الموضوعة على مستوى خصره، ويحمل منشفة ذات أشرطة طويلة ضيقة متدلية، بينما يحمل في يده اليمنى المرفوعة مروحة (مهفة) لا زالت تستعمل لحد الان في العراق وبنفس شكلها في الختم وتصنع من سعف النخيل، والخادم يلوح بها أمام الملك للدلالة على حرارة المكان، وهناك منشفة أخرى على كتف الخادم وقد تدلت خلفه، ويشير الخطان المتباعدان في نهايتهما إلى الجزء السفلي للظهر، أما الملك فهو يجلس على كرسي ذو مسند ظهر مرتفع، ويحتوي الجزء السفلي للكرسي على عارضة مزدوجة لتقوية أرجل الكرسي، وتحت مقعده قطعة قماش بشكل أربعة خطوط، ولدى الملك شعرطويل يصل إلى كتفيه، ويشار إلى لحيته بخطين متوازيين، وتتدلى الشراشيب خلف الجزء العلوي من ظهر العرش، ويرتدي الملك رداءً طويلًا مربوطًا بحزام ويلاحظ على الثوب اهداب منحنية عند مستوى الفخذ، وايضا الطيات والحافة السفلية عند اخمص القدم، ويوجد خطان متوازيان يحددان حافة الرداء فوق مرفقه، ويحمل الملك كوبًا وقد رفعه بيده اليسرى، ويوجد فوقه شكل هلال رمز الإله سين، وخلف الشكلين تظهر نجمة بثمانية شعائيات رمز الإلهة عشتار، ووضع وعاء ذو جسم كروي على حامل شبه منحرف، ويمكن أيضًا ملاحظة شكل إسفيني أسفل المنشفة في اليد اليسرى للخادم.
    نظرًا للجودة العالية لهذا المشهد، فمن المثير للاهتمام ملاحظة التنفيذ الغريب لتفاصيل وجه الخادم، فشعره يصل إلى كتفيه على شكل حرف (S)، بينما لديه عين على شكل (لوز) والتي تشكل أنفه أيضا، ويبدو أن شفتيه وفكه الكبير قد تم تضخيمهما، سواء في الأصل أو من خلال إعادة قطع الختم، مما أدى إلى ظهور الوجه غير واقعي مقارنة بالملك.
    تقيم الختم
    ينتمي مشهد المأدبة إلى مجموعة معينة من الأختام الكبيرة التي تم تأطير الحقل المصور فيها بإطار مرتبة في اتجاهات عكسية في الأعلى والأسفل، ويمكن دراسة الاثاث مثل الطاولة القابلة للطي أو الأوعية مثل الكوب المقعر، والوعاء الكروي مع الحامل.
    ولا يحمل الختم الاسطواني اسم مالكة أو حتى اسم الملك لذا يفترض أن حامل هذه الختم ينتمي إلى الطبقة العليا من المجتمع، الذين يحملون أنشطه وثقافه مادية تؤهلهم لهذه الخدمة، وقد يعكس العرش ذو الظهر العالي والملابس التفصيلية ومعدات الولائم عالية الجودة المكانة العالية للشخص لذا يحتمل انه الملك، ويعتقد ان هذا الختم الاسطواني يعود إلى العصر الاشوري الوسيط (1521-911) ق.م، فهناك اختام مماثلة تحتوي على مشاهد المأدبة في مواقع تعود إلى عهد البرونز المتأخر، كما هناك نحت بارز يصور مشهد (وليمة الانتصار) تجمع الملك اشوربانيبال (آشور-ﭙاني-اﭙلِ) (669-626) ق.م وزوجته بعد انتصارة وتدمير مملكة عيلام، ومع ذلك يمكن القول أن الختم الحالي مرتبط بالحضارة البابلية، استنادا إلى شكل ملابس الشخصيتين.
    رموز الآلهة في الختم
    - الإلهة عشتار: رمزها نجمة بثمانية شعائيات، اشتق اسم الإلهة (انانا) من صيغة (nin-an-na) والتي تعني (سيدة السماء)، ومثلت على شكل ساق القصب الملتوي وهي أقدم علامة مسمارية دالة على هذه الالهة من عصر الوركاء، وقد عرفت بالصيغة الأكدية عشتار (IŠTAR/ESTAR) كإلهة للحب والجمال والجنس، وحسب اعتقاد سكان بلاد الرافدين القدماء ان الإلهة (انانا) كانت تعيش في بيت (عناقيد التمور) لذا عرف اسمها بسيدة عناقيد التمور، كما عرفت الإلهة (انانا/عشتار) حسب قوائم الانساب للآلهة أنها ابنة (آنو) إله السماء، وان امها كانت الإلهة (ننكال)، اما اخاها فهو الإله (شمش) في حين عدت الإلهة (ايرش-كيكال) ملكة العالم السفلي اختا لها، كما وردت الاشارة في النصوص إلى ان زوجها هو الإله (دموزي/تموز)، وقد نسب سكان بلاد الرافدين لها جميع خصائل المرآة وانوثتها وطباعها وعاداتها، واستنادا إلى النصوص فقد منحها الإله (آنو) اسم عشتار أي (النجمة) بمعنى كوكب (الزهرة)، واطلق عليها اسم (إلهة السماء، وإلهة السحر)، واصبحت كلا من مدينة نينوى واربيل من المراكز الرئيسية لعبادتها، هذا ونسبت إلى عشتار عدة القاب اخرى، مثلا لقب (ملكة النواميس الالهية)، و (كاهنة الإله انو)، وكذلك دعيت (بالزوجة المحبوبة للإله دموزي (تموز)، اما فيما يتعلق بصفتها الحربية فقد لقبت ( بمدمرة البلاد الأجنبية)، وكان مركز عبادتها في مدينة الوركاء، إذ عبدت بصورة خاصة في معبد (أي-انا) (بيت السماء)، واعطي لها الرقم (d15).
    - الإله سين (Sin): الرمز على شكل هلال، لقد وصف (سين) في النصوص بـ (السيد ذي الكلمة الثابتة)، و(إله جميع الآلهة)، و(إله السماء العالي)، و(سيد العرش) ونسبت اليه صفات الرأفة والشفقة والرحمة على الناس، كما وصف بلقب (الشفوق، والعطوف، والرحيم) و(الاب المليء بالطيبة)، كذلك اشير اليه بصفات متناقضة منها (الوحش الذي يرعب ويخيف)، و(السيد المخيف)، و (سين حاكم الزمن)، و(سين هو العدل)، و(إله الحكمة والعدالة)، ووصف بالبطولة والقوة والاقتدار ولذلك وصف (الشاب البطل)، و(سين القوي)، هذا وعدت مدينة اور (Ur) مركزا لعابدة الإله (ننار/سين) الذي كان الإله الحامي للمدينة، وقد شيد له معبدا وزقورة في هذه المدنية باسم (E-kisugal) كما شيد لهذا الإله معابد في مدينة حران، وبابل، ونفر، وغيرها، وخصص له الرقم (d30)، اما اسمه بالسومرية فهو (ننار) وسمي ايضا (ششكي) وربما اشتق اسمه من (انزو) الذي يقرا (زوين) ومنها (زن) و (زين) و (سين)، ويعني (إله المعرفة) لان المعرفة تقيم في السماء، وبذلك ارتبط سين بالنظام والحكمة وصوره سكان بلاد الرافدين القدماء بشكل انسان في ربيع حياته، واستمرت عبادته إلى القرن السادس ق.م، واعتبر الوريث للإله (آنو)، ويستمد الملوك قوتهم منه، اما زوجته فهي (ننكال) التي تعني بالسومرية (السيدة الكبيرة).
    بقلم
    الأستاذ الدكتور
    صلاح رشيد الصالحي
    تخصص: تاريخ قديم
    بغداد 2024

يعمل...
X