«فرانس24» : كوبولا ينطلق بقوة نحو سعفة ذهبية ثالثة
كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»
دام التشويق أسابيع طويلة قبل أن يكتشف جمهور كان السينمائي، أمس الخميس، فيلم "ميغالوبوليس". هذا العمل الضخم رصد له المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا أموالا طائلة من إمكانياته الخاصة، في مغامرة مادية اندهش لها الكثيرون.
ويبدو أن صاحب "القيامة الآن" كان في مستوى انتظارات الجمهور بمهرجان كان، الذي صفق كثيراً لحضوره وللقيمة السينمائية والفنية لهذه التحفة، حسب الكثير من النقاد، التي ستعزز رصيد أعماله التاريخية.
لكن السؤال الذي تطرحه «فرانس24» في التقرير التالي: هل سيسرق "ميغالوبوليس" قلب لجنة تحكيم المسابقة الرسمية حتى ينال كوبولا السعفة الذهبية الثالثة؟.
وبهذا الشأن، كتب جان فرانسي بيكريس على صفحات "ليزيكو" أنه "سيكون الأمر استثنائياً بالنسبة لمحبي السينما أن يتوج كوبولا في آخر السباق بسعفة ذهبية. هذه الأسطورة السينمائية الحية تتفوق على كبار السينما في العالم كالبريطاني كين لوتش والنمساوي ميكائيل هانيكي والسويدي روبن أوستلوند ومخرجين آخرين يعدون من القلائل الذين نالوا السعفة الذهبية مرتين".
ويبدو أن العمل لم يخيب ظن الجمهور الذي حضر بكثافة للعرض. وكان في مستوى انتظارات الكثيرين. فيلم جمع بين تناقضات متداخلة في الأسرة الواحدة والمدينة الواحدة أيضاً، يتنازع فيها طرفان الأول يسعى للمستقبل لفتح أبواب جديدة على مستويات متنوعة للأجيال المقبلة، والثاني يظل محافظا، متمسكا بأسلوبه في التدبير والتسيير حتى لو كان الأمر لا يهمه وحده بل يعني محيطه أيضا. فيلم زاوج فيه صاحبه بين السياسة والخيال والفلسفة والشعر أيضا. الشعر ليس قولا فقط، بل كصورة سينمائية تحمل دلالات رمزية.
وهذه المدينة التي تحدث عنها كوبولا في فيلمه قد تكون العالم أيضاً، ينظر لها المهندس آدم دريفر بحمولة ليست معمارية فقط بل إنسانية تضمن شروط الحياة بشكل أفضل دون أن تطالها التهديدات المحيطة بها اليوم. عالم للجميع تتوافر فيه عدالة وصحة وتربية وغيرها، وإن كان يضع مؤسسة الزواج على رأس المؤسسات لأنها الإسمنت الذي يساهم في تماسك هذا الكل الذي يشكل المدينة وحتى العالم.
ووظف في هذا العمل إمكانيات كبيرة، سبق أن تحدثت عنها وسائل الإعلام، إذ كشفت أن المخرج اعتمد على إمكانياته المالية الخاصة، وصرف ما يقدر بأكثر من 120 مليون دولار لإنجاز هذا العمل الذي يعتبره الكثير من النقاد تاريخيا حتى في حال عدم حصوله على السعفة الذهبية. وليست المرة التي يستخدم فيها كوبولا أمواله الخاصة لطرح عمله على الجمهور، بل سبق أن التجأ إلى جيبه في إخراج فيلمه المعروف "القيامة الآن".
ينتمي كوبولا إلى ما عرف في سبعينيات القرن الماضي بمخرجي مدرسة "هوليوود الجديدة"، الذين استقلوا سينمائيا عن استوديوهات هوليوود، بالاعتماد في أعمالهم على التمويل الذاتي لها. وهذا شجع على فرز سينما جديدة، لا تخضع لتوجيهات الممولين، وتصغي بالدرجة الأولى لإرادة المخرج واختياراتها الفنية.
ومن أبرز الأعمال التي ترجمت هذه التوجهات الرحلة المجنونة بالدراجة النارية عبر الولايات المتحدة في "إيزي رايدر" Easy Rider، والرعب في "ذي إكزورسيست" The Exorcist وسوداوية "العراب" The Godfather.
وبناء على ما ذكر، يعتبر البعض كوبولا "متهوراً" ومغامراً، قد يخسر في أي لحظة كل ما يملك لأجل صناعة سينمائية برؤيته هو وبتوقيعه. واضطر لإخراج فيلمه الضخم "ميغالوبوليس" لبيع ضيعة كبيرة كان يملكها.
ومشاهد هذا العمل المثير حقاً، تظهر بجلاء أنه وظفت فيه إمكانيات مالية هائلة، لاشك أن اسم المخرج ولهفة الجمهور لمشاهدة أعماله الجديدة، وسط دعاية إعلامية كاسحة، ستساعده على استرجاعها، ولربما جني أرباح طائلة منه كما هو شأن مخرجين أمريكيين كبار آخرين.
وفكرة إنجاز هذا الفيلم أخذت منه مدة طويلة، تقدر بالسنوات، وكان في كل مناسبة يضع مشروعه في ثلاجة الوقت، الذي حضر بقوة في "ميغالوبوليس"، وخاض معه بطل فيلم معركة على امتداد العمل. هذا الوقت الذي ينسل من بين أيدينا في كل لحظة، حاول المخرج أن يؤكد على أن الانتصار عليه والتحكم فيه بداية في تحصيل مكاسب.
ويعود كوبولا للمهرجان بعد 45 عاماً من حصوله على سعفة ذهبية ثانية في 1979 عن فيلم "القيامة الآن". أما سعفته الأولى فنالها المخرج الأمريكي عن فيلمه "المحادثة" في 1974. وهو يطمح إلى الظفر بسعفة ثالثة، ليكون حينها أول مخرج يحصل على ثلاث سعفات ذهبية، حيث يوجد في الوقت الحالي ضمن مجموعة من ستة مخرجين عالمين بحوزتهم جميعا سعفتين.
وطبعاً، المهمة لن تكون سهلة أمام مخرج أمريكي كبير أيضاً، معروف كثيرا بكتابة السيناريو وهو بول شريدر الذي يتنافس في المسابقة الرسمية من المهرجان بفيلم "أو كندا"، ويأمل حصد أول سعفة ذهبية في مسيرته السينمائية، التي دشن بدايتها في نفس التوقيت مع كوبولا، ودامت حتى الآن خمسة عقود.
وفسر بعض النقاد حضور المخرج الأمريكي وآخرين ينتمون إلى مدرسة "هوليوود الجديدة" في هذا الحدث السينمائي العالمي، بمثابة لفتة من منظميه، قد تكون هي الأخيرة منهم بحق هؤلاء العمالقة بحكم تقدمهم في السن، ولربما هي آخر مبارزة فنية على حلبة كان بينهم لانتزاع السعفة الذهبية.
لكن لايزال المهرجان في أيامه الأولى، وسيكتشف جمهور كان طيلة الأسبوعين أعمالاً أخرى ستكون لها حظوظها أيضاً في المسابقة الرسمية التي يشارك فيها 22 فيلماً، إلا أن القيمة السينمائية للمخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا عالمياً، ونوعية العمل الذي عرضه في هذه الدورة، قد يرجحان كفته في آخر السباق.
في كل الأحول، التشويق سيبقى حاضراً حتى آخر نفس من عمر هذه النسخة التي تعد بالكثير من المفاجآت.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك
كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»
دام التشويق أسابيع طويلة قبل أن يكتشف جمهور كان السينمائي، أمس الخميس، فيلم "ميغالوبوليس". هذا العمل الضخم رصد له المخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا أموالا طائلة من إمكانياته الخاصة، في مغامرة مادية اندهش لها الكثيرون.
ويبدو أن صاحب "القيامة الآن" كان في مستوى انتظارات الجمهور بمهرجان كان، الذي صفق كثيراً لحضوره وللقيمة السينمائية والفنية لهذه التحفة، حسب الكثير من النقاد، التي ستعزز رصيد أعماله التاريخية.
لكن السؤال الذي تطرحه «فرانس24» في التقرير التالي: هل سيسرق "ميغالوبوليس" قلب لجنة تحكيم المسابقة الرسمية حتى ينال كوبولا السعفة الذهبية الثالثة؟.
وبهذا الشأن، كتب جان فرانسي بيكريس على صفحات "ليزيكو" أنه "سيكون الأمر استثنائياً بالنسبة لمحبي السينما أن يتوج كوبولا في آخر السباق بسعفة ذهبية. هذه الأسطورة السينمائية الحية تتفوق على كبار السينما في العالم كالبريطاني كين لوتش والنمساوي ميكائيل هانيكي والسويدي روبن أوستلوند ومخرجين آخرين يعدون من القلائل الذين نالوا السعفة الذهبية مرتين".
ويبدو أن العمل لم يخيب ظن الجمهور الذي حضر بكثافة للعرض. وكان في مستوى انتظارات الكثيرين. فيلم جمع بين تناقضات متداخلة في الأسرة الواحدة والمدينة الواحدة أيضاً، يتنازع فيها طرفان الأول يسعى للمستقبل لفتح أبواب جديدة على مستويات متنوعة للأجيال المقبلة، والثاني يظل محافظا، متمسكا بأسلوبه في التدبير والتسيير حتى لو كان الأمر لا يهمه وحده بل يعني محيطه أيضا. فيلم زاوج فيه صاحبه بين السياسة والخيال والفلسفة والشعر أيضا. الشعر ليس قولا فقط، بل كصورة سينمائية تحمل دلالات رمزية.
وهذه المدينة التي تحدث عنها كوبولا في فيلمه قد تكون العالم أيضاً، ينظر لها المهندس آدم دريفر بحمولة ليست معمارية فقط بل إنسانية تضمن شروط الحياة بشكل أفضل دون أن تطالها التهديدات المحيطة بها اليوم. عالم للجميع تتوافر فيه عدالة وصحة وتربية وغيرها، وإن كان يضع مؤسسة الزواج على رأس المؤسسات لأنها الإسمنت الذي يساهم في تماسك هذا الكل الذي يشكل المدينة وحتى العالم.
ووظف في هذا العمل إمكانيات كبيرة، سبق أن تحدثت عنها وسائل الإعلام، إذ كشفت أن المخرج اعتمد على إمكانياته المالية الخاصة، وصرف ما يقدر بأكثر من 120 مليون دولار لإنجاز هذا العمل الذي يعتبره الكثير من النقاد تاريخيا حتى في حال عدم حصوله على السعفة الذهبية. وليست المرة التي يستخدم فيها كوبولا أمواله الخاصة لطرح عمله على الجمهور، بل سبق أن التجأ إلى جيبه في إخراج فيلمه المعروف "القيامة الآن".
ينتمي كوبولا إلى ما عرف في سبعينيات القرن الماضي بمخرجي مدرسة "هوليوود الجديدة"، الذين استقلوا سينمائيا عن استوديوهات هوليوود، بالاعتماد في أعمالهم على التمويل الذاتي لها. وهذا شجع على فرز سينما جديدة، لا تخضع لتوجيهات الممولين، وتصغي بالدرجة الأولى لإرادة المخرج واختياراتها الفنية.
ومن أبرز الأعمال التي ترجمت هذه التوجهات الرحلة المجنونة بالدراجة النارية عبر الولايات المتحدة في "إيزي رايدر" Easy Rider، والرعب في "ذي إكزورسيست" The Exorcist وسوداوية "العراب" The Godfather.
وبناء على ما ذكر، يعتبر البعض كوبولا "متهوراً" ومغامراً، قد يخسر في أي لحظة كل ما يملك لأجل صناعة سينمائية برؤيته هو وبتوقيعه. واضطر لإخراج فيلمه الضخم "ميغالوبوليس" لبيع ضيعة كبيرة كان يملكها.
ومشاهد هذا العمل المثير حقاً، تظهر بجلاء أنه وظفت فيه إمكانيات مالية هائلة، لاشك أن اسم المخرج ولهفة الجمهور لمشاهدة أعماله الجديدة، وسط دعاية إعلامية كاسحة، ستساعده على استرجاعها، ولربما جني أرباح طائلة منه كما هو شأن مخرجين أمريكيين كبار آخرين.
وفكرة إنجاز هذا الفيلم أخذت منه مدة طويلة، تقدر بالسنوات، وكان في كل مناسبة يضع مشروعه في ثلاجة الوقت، الذي حضر بقوة في "ميغالوبوليس"، وخاض معه بطل فيلم معركة على امتداد العمل. هذا الوقت الذي ينسل من بين أيدينا في كل لحظة، حاول المخرج أن يؤكد على أن الانتصار عليه والتحكم فيه بداية في تحصيل مكاسب.
ويعود كوبولا للمهرجان بعد 45 عاماً من حصوله على سعفة ذهبية ثانية في 1979 عن فيلم "القيامة الآن". أما سعفته الأولى فنالها المخرج الأمريكي عن فيلمه "المحادثة" في 1974. وهو يطمح إلى الظفر بسعفة ثالثة، ليكون حينها أول مخرج يحصل على ثلاث سعفات ذهبية، حيث يوجد في الوقت الحالي ضمن مجموعة من ستة مخرجين عالمين بحوزتهم جميعا سعفتين.
وطبعاً، المهمة لن تكون سهلة أمام مخرج أمريكي كبير أيضاً، معروف كثيرا بكتابة السيناريو وهو بول شريدر الذي يتنافس في المسابقة الرسمية من المهرجان بفيلم "أو كندا"، ويأمل حصد أول سعفة ذهبية في مسيرته السينمائية، التي دشن بدايتها في نفس التوقيت مع كوبولا، ودامت حتى الآن خمسة عقود.
وفسر بعض النقاد حضور المخرج الأمريكي وآخرين ينتمون إلى مدرسة "هوليوود الجديدة" في هذا الحدث السينمائي العالمي، بمثابة لفتة من منظميه، قد تكون هي الأخيرة منهم بحق هؤلاء العمالقة بحكم تقدمهم في السن، ولربما هي آخر مبارزة فنية على حلبة كان بينهم لانتزاع السعفة الذهبية.
لكن لايزال المهرجان في أيامه الأولى، وسيكتشف جمهور كان طيلة الأسبوعين أعمالاً أخرى ستكون لها حظوظها أيضاً في المسابقة الرسمية التي يشارك فيها 22 فيلماً، إلا أن القيمة السينمائية للمخرج الأمريكي فرانسيس فورد كوبولا عالمياً، ونوعية العمل الذي عرضه في هذه الدورة، قد يرجحان كفته في آخر السباق.
في كل الأحول، التشويق سيبقى حاضراً حتى آخر نفس من عمر هذه النسخة التي تعد بالكثير من المفاجآت.
http://cinematographwebsite.com/
#فيلم، #فيديو، #أفلام، #فيديوهات، #ممثل، #ممثلين، #ممثلة، #ممثلات، #سينما، #سيما، #هوليوود، #فيلم_اليوم، #رعب، #رومانس، #كوميدي، #أكشن، #خيال_علمي، #وثائقي، #تاريخي، #مهرجانات_سينمائية، #سينما_العالم، #سينما_مختلفة، #تقارير_فنية، #مراجعات_أفلام، #بلاتوهات، #نجوم، #أخبار، #ذاكرة_العالم_أمام_عينيك