سمعان الديب
٢٧ سبتمبر،2021 م ·
مقتطفات مما قاله الباحث لويس شيخو اليسوعي عن حمص في جريدته(المشرق) عام ١٩٠٢م :
بعد إنشاء الخط الحديدي رياق - حماة قرر الباحث لويس شيخو اليسوعي أن يذهب بالقطار إلى مدينتي حمص وحماة للتعرف على هاتين المدينتين وكانت حمص في ذلك الزمن وحسب التقسيمات الإدارية العثمانية هي(قائممقامية ) تتبع إلى(لواء ) حماة.
ومما نشره الباحث المذكور في جريدته عن حمص:
حمص إحدى قواعد بلاد الشام كانت تعد سابقا من أجمل مدن البشر متعة وعمارة ، وهي طيبة الهواء وكثيرة البساتين وأول ما يشاهد فيها راكب القطار قلعتها الحصينة التي تشاهد منها المدينة في أحلى صورها ويمتد فيها البصر إلى سائر جهات الأفق ولا يحجزه إلا ما ينتصب عن بعد من جبال عكار وجبال سورية ولبنان(الجبال الساحلية ) .
لحمص تاريخ جليل ولها من الآثار القديمة من الحثيين واليونان والرومان والعرب ما يشهد على عظمة شأنها.
يبلغ عدد سكانها خمسين ألفا ، ثلاثون ألف مسلمون وعشرون ألف مسيحيين ، وأهلها أصحاب جد وعمل ، ولا ترى منهم صغارا أو كبارا ، إناثا أو ذكورا أحدا فارغا ، وهذا بلا شك دليل على حسن آدابهم وسذاجة معاشهم.
وأكثر أشغالهم الأنوال وهم يشتغلون الحرير والصوف وكافة أنواع الأنسجة كالأطلس والكوفيات الملونة والمناشف والزنانير الدقيقة الصنع والثياب المزركشة بالقصب وهذه المنسوجات ترسل إلى مصر والأستانة(استانبول ) وسواحل الشام وبر الأناضول.
ومن مرافق حمص غلاتها الواسعة التي تفيض على سكانها فتصدر محاصيل القمح والشعير والعدس إلى البلدان المجاورة.
وفي أرض حمص المواشي العديدة وما يلحق بها من الألبان والسمن الجيد والأجبان.
وقد اجتمعت في حمص ببعض أدبائها المشاهير مسلمين ومسيحيين من آل الجندي وآل الأتاسي وآل الزهراوي وآل الخوري ، فلقينا منهم سعة المعارف ما زادنا اعتبارا لذواتهم الكريمة.