قناة العاشق الأثرية. إعجاز هندسي فريد تحكي قصة حب تمتد من البادية السورية إلى أفاميا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قناة العاشق الأثرية. إعجاز هندسي فريد تحكي قصة حب تمتد من البادية السورية إلى أفاميا


    قناة العاشق الأثرية. إعجاز هندسي فريد تحكي قصة حب تمتد من البادية السورية إلى أفاميا
    .................................................. ...........................................
    في مكان قريب من مدينة السلمية، تمكنت بعثة أثرية من اكتشاف بقايا قناة مياه رومانية عمرها 2000 سنة ليتضح أن قصة “قناة العاشق” التي رواها التاريخ لم تكن مجرد حكاية.
    ففي الغرب من منطقة السلمية الواقعة على حدود البادية السورية توجد قناة مياه أثرية تمتد إلى مدينة أفاميا الأثرية شمال حماة، تحكي قصة حب بين أمير منطقة السلمية وابنة أمير مملكة أفاميا المعروفة من قبل الميلاد كعاصمة عسكرية للسلوقيين ليكون بناؤها إعجازاً هندسياً فريداً عبر التاريخ.
    ، وكانت المنطقة تشتهر بزراعة العنب والأشجار المثمرة، ويتحدث الناس عن غابات حقيقية كانت حاضرة بفعل الوفرة الكبيرة في المياه حيث وصل عدد أقنيتها إلى 350 قناة، حتى إن البعض كان يقول إن عدد أقنية "سلمية" بعدد أيام السنة الميلادية
    .
    يرجع تاريخ شق هذه القناة إلى نهايات القرن الأول وبدايات القرن الثاني للميلاد وذلك استناداً لنص اكتشف في رواق الشارع المستقيم داخل أفاميا، وهو مؤلف من أربعين سطراً نقشت على حجر كلسي في ذكرى تكريم أفاميا لحبيبها "لوقيوس جوليوس" لقيامه بإهداء مدينة "أفاميا" الخالدة أروقة وحمامات ولتوزيعه القمح والزيت على أهلها وذلك في عهد الإمبراطور "تراجان" ما بين عامي /116 - 117م/
    .
    لم تكن تقوم بوظيفة الإرواء فقط بل إنها كانت تدير العديد من الطواحين التي شُيدت على مجاريها ما يسمح لنا برسم صورة واضحة عن غزارة مياهها وقوة تدفقها..ومنها "طاحونة المعبد" المعروفة (الفرقانية) .والواقعة إلى الغرب من مدينة "سلمية" وعلى طريق المساكن الغربية، والتي تؤكد بعض الآراء والدراسات أنها كانت تعمل بقوة مياه قناة "العاشق"، وتأتي أهميتها من تلبية حاجة السكان في هذه المنطقة من المياه، واستخدامها أيضاً في إنتاج كميات ضخمة من الطحين تصل إلى عدة أطنان في اليوم الواحد.
    .
    ورغم أن هناك بعض الآراء التي ترى أن هذه الطاحونة كانت مركبة على قناة تدعى باسمها، إلا أن معظم الدراسات تؤكد أنها كانت تعمل بقوة مياه قناة العاشق (قناة سلمية)، ويؤكد ذلك العقد الذي يوثق بيع قطعة أرض هذه الطاحون وهو يعود لعام 988 هجرية، 1580 ميلادية.
    .
    من المحتمل أن سكان المشرق العربي هم أول من ابتدع الطاحونة المائية، مستفيدين من قوة الماء المنحدر من المرتفعات والأنهار والمجاري المائية الأخرى
    .
    يصل طول قناة العاشق إلى 150 كلم وقد أخذت شكلاً متعرجاً وهندسياً حسب درجة الميول لتجري المياه دون جهد عضلي وتنساب بشكل جيد من مدينة سلمية التي ترتفع عن سطح البحر حوالي 450 متراً إلى أفاميا التي ترتفع أكثر من 308 متر عن سطح البحر.
    تبدأ القناة سيرها من منطقة عرفت باسم "عين الزرقاء" غربي سلمية لتقطع مسافة تبلغ حوالي 150 كم وبعرض 60 سم وعمق 1متر مبنية من الأحجار البازلتية، كما تم طلي مجرى القناة بمادة القصرمل غير النفوذة للماء وهي عبارة عن خلطة من الغضار والكلس المطفأ ومخلفات الأفران.
    تم حفر القناة على شكل سراديب ضيقة العرض عبر مايعرف بنظام الفجارات وهي عبارة عن آبار قريبة من بعضها يتم الوصل بينها بأقنية، وقد تم سقفها في بعض المناطق بحجارة بازلتية أيضا حتى لا تختلط بمياه السيول و تصل المياه نقية إلى مصبها، كما أقيمت لها عدة جسور مختلفة وصل عددها إلى 12 جسراً عبر سيرها في الوديان".
    وتسير القناة من "عين الزرقاء" غرباً مروراً بالأراضي الشمالية لقرية "تلدرة" و تتابع سيرها حتى تعبر سفوح جبل "علي كاسون" في "أم طويقية" ثم تدور القناة حول جبل "زين العابدين" قرب حماة لتصل إلى "أفاميا" وحماماتها.
    .
    وتتواصل الأعمال الأثرية عن بقايا القناة في بعض المناطق التي طالها زلزال حدث في القرن الثاني الميلادي، كما أتت على بعض الأجزاء أعمال الفلاحة والزراعة.
    .
    وتتحدث الأسطورة عن قصة حب عاشها أمير منطقة سلمية في القرن الأول الميلادي مع ابنة ملك منطقة أفاميا والتي تبعد عن إمارته 80 كلم،
    وحسب الأسطورة فان منافسة حامية نشأت بين أمير مملكة "جلميدون" مصياف وأمير "سلمية" على استحواذ قلب أميرة أفاميا التي اشترطت عليه أن يجر مياه الري من "عين الزرقاء" في منطقة "سلمية" الغنية بالمياه وقت ذاك إلى مدينتها أفاميا الشحيحة المياه حتى تقبل به زوجاً.
    وبسبب شدة حبه وتعلقه بالأميرة، قبل الأمير بالشرط، وعمد إلى توظيف كل إمكانيات إمارته وعمالها لشق قناة يصل طولها إلى 150 كم، أخذت شكلاً متعرجا وهندسيا متقنا
    وكان النظام المائي الذي وزعت من خلاله المياه المستجرة من خلال مجموعة أقنية تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة أفاميا خارج الشارع المستقيم وضمن الأسوار قد جاء بشكل هندسي رائع عبر فيه أمير سلمية عن غرامه الكبير بابنة ملك أفاميا فأراد أن تكون هذه القناة عربون حبه وتضحيته، إلا أنه لم يتوج بالزواج حسب ماتقول الأسطورة.
    تم اكتشاف قناة العاشق مصادفة حين كان “بلدوزر” يعمل على حفر أحواض لمحطة معالجة المياه المالحة في المنطقة، فظهرت حجارة بازلتية وقواطع حجرية أثرية





يعمل...
X