مغارة أم السرج: في جبل "كزوان" السر الأثري الذي لم يُكتَشف بعد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مغارة أم السرج: في جبل "كزوان" السر الأثري الذي لم يُكتَشف بعد


    مغارة أم السرج: في جبل "كزوان" السر الأثري الذي لم يُكتَشف بعد..وتاريخ غامض
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
    مغارة عظيمة، نادر مثالها في البلاد، امتدادها طويل، ولم يحدّد منتهاها؛ وتقول الخرافات إنّها تصل إلى حلب.
    .
    تقع المغارة جنوب منبج ب(10 ك. م)، ونظراً لقربها من منبج، احتمال أن تكون تابعة لسلطاتها .
    .
    عند زيارة المغارة، يضطر الزّائر لاستعمال النور، وقد سمّيت بأمّ السّرج؛ لاضطرارية استعمال السّراج داخلها؛ وذلك لشدّة ودمامة ظلامها. ولا يستطيع أحد الدّخول في مجهولياتها، إنّما يُكتفى بالدخول بضعة أمتار، تكثر فيها الخفافيش، ويبدو الحجر الحواري الليّن فيها مساعداً على النّقر والحفر.
    .
    وقد أفنى الكثير من الناس حياتهم في إنجاز مثل هذا العمل الرائع عمّالاً كانوا أو أسرى؛ فقد عملوا بكل قواهم لإنجازها بطولها المتناهي تحت الجبل الكبير.
    .
    ويشار بأنّه لم يُعثر على أيّ أثر، يدلّ على صانعي هذه المغارة، وهل تعود للألف الثاني ق. م؟ على كلّ لم يُعثر على أيّ دلالة توضح ذلك، فالمغارة قديمة وفخمة بآن واحد. ويحتمل أن ترقى إلى الفترة الرّومانية، فالرّومان بقوا حوالي سبعة قرون، ولا يُستبعد أنّهم حفروا مثل هذه المغارة لأن إنجازاتهم رائعة، وهندستهم عالية.
    .
    وقد عُثر على عظام جثث داخلها لأشخاص حُكم عليهم بالموت تحت الأرض؛ لغرض ديني أو سياسي. ويُعتقد انه لو كان بالإمكان فحص هذه العظام من قِبل مختصّين في علمها؛ لأمكن تحديد جنسية ساكنيها، ومعرفة هويّتهم.
    فالمعروف علمياً أنّ التّطور الفيزيولوجي الذّي يطرأ على جسم الكائن البشري؛ يحدّد جنسيته، وبالتالي زمانها ومكانها. ولا يُستبعد أن يكون سكان "منبج هيرا بولس" الرّاقية في القديم؛ قد حفروا مثل هذه المغارة ربّما لدخر كنوز عُظمائهم، أو ربّما لدفن هؤلاء العظماء، وإن جاز الأمر فإنّ كل شيء جائز.
    .
    المغارة مخيفة وموحشة، فلا تخلو من الهوام والوحوش، ولم يخوّل لأحد الدّخول بها وتجاوزه المئة متر، وقد زارها عدد من السّياح لا بأس بهم، وقليل من أثريي البلاد.
    .
    وبالقرب من هذه المغارة، توجد مغارة صغيرة؛ تسمّى محليّاً "النّاقوط"، وسبب التّسميّة، هو وجود نبع في سقف المغارة، يرشح الماء بلا انقطاع قطرة، قطرة. وقد وُضع جرن صغير في أرضها؛ لاحتواء القطرات التّي تملأ الجرن، وتنساب سائحةً ممّا تسبب بالرّطوبة الزّائدة في الصّيف، وهذا ما جعل الكثير من الحصّادين؛ يلتجؤون إليها وقت الظهيرة للقيلولة.
    .
    من محاضرة ألقاها علي باشا في المركز الثقافي في مدينة منبج، بتاريخ 5/4/1992
    ===============================
    صحيفة روناهي (بتصرف)





يعمل...
X