"معلقات" تشكيلية في بغداد للفنان حسام عبدالمحسن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "معلقات" تشكيلية في بغداد للفنان حسام عبدالمحسن

    "معلقات" تشكيلية في بغداد للفنان حسام عبدالمحسن


    قصائد لونية تروي حكايات وقصصا شاعرية.
    الجمعة 2024/05/17
    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    رؤى شاملة للرسم

    ينظم الفنان العراقي حسام عبدالمحسن قصائد مختلفة، لا تشبه السائد من القول، وإنما هي قصائد لونية يقتبسها من أشعار شهيرة وشعراء مهمين، وهو هذه المرة يخصص معرضه الفردي للمعلقات، ليخط لنا عبر لوحاته معلقاته الخاصة التي تؤكد أن الشعر ليس وحده القادر على التعبير.

    بغداد - افتتح نقيب الفنانين العراقيين، د. جبار جودي، مساء السبت الماضي، المعرض الشخصي للفنان العراقي حسام عبدالمحسن، على قاعة النقابة، تحت عنوان “المعلقات”، والذي يضم عشر لوحات بأحجام كبيرة مختلفة القياسات.

    كتب نقيب الفنانين جبار جودي، في مقدمة البيان الخاص بمعرض “المعلقات”، “حسام عبدالمحسن، قيمة فنية مختلفة ومتميزة.. في هذه التجربة تحديدا يرسم لنا قصائد لونية وحكايا وقصصا تسير في أثرها الذهني كخرير ماء متدفق ينعش الروح ويسبح في الخيال”.

    حسام عبدالمحسن، فنان برز اسمه وموهبته مبكرا، وكان مبدعا واقعيا، انطباعيا، تعبيريا، بلغة “أكاديمية” خالصة، وهو يصول ويجول، لسنوات طويلة، في أروقة مدرسة دار ثقافة الأطفال وهو يرسم ويحاكي أجمل وأبهى صور الأساطير الخيالية الواقعية، ومشاهد الطبيعة الزاهية، والفلكلور العراقي الجميل، وسحنة وجوه موديلاته الشاخصة.
    فنان عشق التجريب



    ◙ حسام عبدالمحسن ضمن بحثه المشترك مع الشعر والشعراء يقدم معلقاته اللونية الخاصة على غرار المعلقات السبع


    كانت ضربات فرشاة رامبرانت وأجواؤه اللونية الساحرة الدافع الأقوى لكي يواصل حسام مسيرته في الفن. وكان أشبه بـ”بركان” ثائر لا يرقد يرمي بإبداعه هنا وهناك، وله مشاركات في المعارض الجماعية ورسوم لمجلات الأطفال، وتخطيط موتيفات لمجلة “ألف باء”. وأخيرا درس في كلية الفنون الجميلة في بغداد، فهو ما بين البحث المتجدد في التجارب الفنية، والإنجازات في كل هذا العطاء، والتدريس، كانت تتبلور في ذهنه أفكار واستلهامات جديدة، كان لا بدّ له من دخول هذه الساحة ليثبت فوز منازلته.

    الفنان الراحل بلاسم محمد، يقول عن زميله حسام عبدالمحسن “يمكن القول إن هذا الفنان المجرب لم يقف عند حدود معينة، وإنما يحمل موضوعاته، ثم يعرض أدواتها في طرائق التركيب والشكل والتقنية”.

    مثلما أسلفنا آنفا، فقد أراد حسام عبدالمحسن، هذه المرة/التجربة الذهاب إلى منطقة الشعر ليستلهم ما يستطيع استلهامه، ويحاور ويغازل الشعر بعينه، ولكن بلغة الألوان. في التجربة الأولى بمعرضه “أنا والبدر والمصغرات” للعام 2016، حاور الفنان بعضا من قصائد الشاعر العراقي بدر شاكر السياب، فكانت لوحاته صورا تنبض بالشاعرية والأحاسيس التعبيرية الإنسانية، وكان معرضه تجربة في حاجة إلى حيز أكبر لدراستها نظرا لكونها تعد تجربة فريدة، تتبعها تجربة أكثر فرادة في معرض آخر نظمه في بيروت بعنوان “مقامات” في العام 2017.

    كتب عن تجربته الثانية قائلا “أجنحة المقامات.. بنفس القدر بين مقام وآخر، بين العقل والعاطفة ينشأ أثر عميق من اختلال التوازنات، عندها يكون الجانب الجمالي هو المتغلب في المنجز الفني الذي تتبادل الرؤى فيه وروح التأمل، ربما جاء (المقام) استعارة ذهنية أن يكون جوهرها انطباعيا بصريا فإن التركيز على التلقي والدخول في عالم الصفاء الكلي لا يبقى في الذهن منه سوى ذلك الأثر المتوازن والمختلف مع حركة التفاصيل المغيبة عن الرؤى الشاملة لاستقبال فعل الرسم”.

    واليوم إذ يقدم حسام عبدالمحسن تجربته الثالثة في معرضه الثالث، ضمن بحثه المشترك مع الشعر والشعراء، فهو يقدم معلقاته اللونية الخاصة، على غرار المعلقات السبع، ولكنه يقدمها وفق رؤيته التشكيلية، على قماش لوحات مرسومة وفق تجربة معاصرة تعج بالألوان والضربات والكتل اللونية المرتفعة هنا وهناك، معززة ببعض قطع الأقمشة خشنة الملمس وبعض الخامات الأخرى.

    عشر لوحات، في هذا المعرض/التجربة هي عشر رؤى مشتركة في موضوع واحد بلوحات متنوعة معلقة على أروقة غاليري نقابة الفنانين العراقيين، ولكننا نقرأ فيها لغة “بصرية” شعرية ناضجة تختزل الآلاف من أبيات الشعر المكتوب.
    مغازلة لونية



    ◙ فنان برز اسمه وموهبته مبكرا


    ويذكر أن الفنان حسام عبدالمحسن حاصل على دبلوم معهد الفنون الجميلة في بغداد. وبكالوريوس في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، وماجستير كلية الفنون الجميلة. عمل رساما في دار ثقافة الأطفال ومجلة “ألف باء” وصحف عراقية أخرى، وهو أستاذ في مادة الرسم منذ عام 1988 في كلية الفنون الجميلة.

    شارك عبدالمحسن في أغلب المعارض المحلية والعربية والعالمية منذ عام 1975. شارك في معارض الفن العراقي المعاصر (قاعة كولبنكيان) للأعوام 1975 – 1980، ومعرض الفن العراقي في برلين عام 1980، ومعرض تكريم بيكاسو ميرو عام 1982، ومهرجان كان سورمير في فرنسا عام 1884.

    كما شارك في بينالي بغداد العالمي خلال الأعوام 1986 و1987 و1988، وشارك في معارض الواسطي من عام 1984 حتى 1998، ومعرض الفن العراقي المعاصر بدار الأندي بعمان. كما شارك أيضا في معرض الفن العراقي بسوريا عام 2004، ومعرض في تونس عام 2005، ومعرض في المغرب عام 2006.

    للفنان مشاركات أخرى في معرض الفن العراقي المعاصر الذي نظّمه معهد العالم العربي في باريس عام 2007، ومعارض مشتركة في لندن. كما كان له حضور في معرض الفن العراقي المعاصر الذي نظمته اليونيسكو في بيروت عام 2010، وله مشاركة قارة في المعارض السنوية لجمعية الفنانين في الفترة بين 2004 و2018، وفي معرض الفن العراقي المعاصر في كل من قطر والإمارات.

    وعرضت له أعمال فنية في معرض اللقاء العالمي الذي انعقد في بغداد عام 2014 ومعرض “من بغداد إلى باريس” عام 2015 ومعرض المصغرات المشترك في بيروت في العام نفسه، كما شارك في معرض “من بغداد إلى بيروت” في العام نفسه أيضا. وله معرض مصغرات شخصي بعنوان “أنا والبدر والمطر” نظمه عام 2016.

    ShareWhatsAppTwitterFacebook

    علي إبراهـيم الدليمي
    كاتب عراقي
يعمل...
X