تعرفوا على تاريخ التتارالأول (11) ..إمبراطورية جنكيزخان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تعرفوا على تاريخ التتارالأول (11) ..إمبراطورية جنكيزخان


    التاريخ
    التاريخ
    ١٧ فبراير ·
    تاريخ التتار الأول (11)
    #إمبراطورية_جنكيز_خان ٠
    -------------------------------------------------------------
    وفاة جنكيز خان ومقتل جلال الدين منكبرتي
    -------------------------------------------------------------
    أمضى جنكيز خان شتاء عام 1225 إلى 1226م والصيف التالي في مقره العام عند نهر تولا من إمبراطوريته الكبيرة، وكان محاطاً برفاق موثوقين،
    وقد أكثر لهم المديح وقال لهم : لقد ساعدتموني وجعلتموني قادراً على العمل الصحيح الذي يجب عمله، وأمسكتم بيدي بعيداً عن عمل الأمر الخطأ، وبفضل هذا السلوك من جانبكم فقد بلغت المرتبة العالية .
    كان هناك عمل ينتظر التنفيذ، وكان ذلك العمل هو معاقبة ملك الطانغوط (Tangut) عاهل شي ـ شيا (هسي ـ هسيا) المتاخمة للتيبت لرفضه ، إرسال جيشه للاشتراك في الحرب ضد خوارزم،
    وكان جنكيز خان يوم تحرك باتجاه الغرب قد قطع على نفسه عهداً بمحاسبة الملك الطانغوطي على ذلك الرفض رغم أنه تابع له، ....
    لهذا فقد حشد عام 1226م كل جيوشه ضد الطانغوط،
    ولكن الثأر وحده لم يكن الدافع على محاربة أولئك القوم، بل كانت هناك أسباب وجيهة أخرى تدعو إلى إخضاع تلك المنطقة،
    فقد كان صينيو إمبراطورية كين، أو الإمبراطورية الذهبية، قد نجحوا فى استرجاع قسم كبير من أقاليمهم، بعد مغادرة جنكيز خان للصين إبان فتحه لبكين .
    وكان (موخولي) الجنرال المغولي العامل في الصين نيابة عن جنكيز خان ، مشتبكاً في قتال مرير متواصل معهم،
    وأدرك جنكيز خان أن العوامل الجغرافية تجعل من الصعب، أو من المستحيل، توجيه ضربة مميتة إلى الصينيين الذهبيين بينما السلطة المغولية غير مستقرة في بلاد الطانغوط .
    وكان اهتمامه بهذا الأمر من الشدة بحيث لم يلجأ لتحقيقه إلى أي من جنرلاته، وإنما عمد رغم تقدم سنه إلى قيادة الجيش بنفسه ويدلنا هذا القرار أنه كان لايزال مالكاً لجميع قواه البدانية والعقلية .
    -----------------
    وبدأت الحرب في خريف عام 1226م وكانت البداية ناجحة، غير أنه في فصل الشتاء وفي إحدى مناورات الصيد، جمح جواد جنكيز خان مرعوباً ببعض الخيول المتوحشة التي كانت وفيرة في تلك الأنحاء وألقى بالخان المغولي أرضاً وأصيب جنكيز خان على أثر ذلك بمرض شديد،
    الأمر الذي دعا أولاده المرافقين له و كذلك قادة جيشه الكبار إلى التشاور فيما بينهم حول ما يجب عليهم عمله،
    فقال أحدهم : إن الطانغوط شعب حضري يسكن المدن لا يغادرها، ومن الممكن أن نعود الآن إلى الوطن، لنرجع إلى هذا المكان بعد أن يستعيد الخان عافيته،
    ووافق المجتمعون على هذا الرأي، ولكن جنكيز خان رفض وقال : إذا نحن ذهبنا فسيظن الطانغوط يقيناً بأننا نخاف منهم ، إنني أبقي للعلاج والشفاء في هذا المكان ولن نبرحه، وسنبدأ فنبعث إليهم برسالة، لنرى ما هو الجواب الذي سيعطونه،
    وقد وجه إلى ملك الطانغوط الرسالة التالية :
    { وعدت بأن تكون يدي اليمنى، ولكنك رفضت أن تذهب معي إلى محاربة الخوارزميين، وأضفت الإهانة إلى هذا العصيان ، والآن وبعد أن افتتحت بلاد خوارزم فقد جئت أطلب منك ترضية }
    وكان جواب العاهل الطنغوطي على هذه الرسالة عبارات تحقير وإهانة،
    وقد غضب جنكيز خان لذلك غضباً شديداً، وهتف صارخاً:
    {أمن الممكن بعد هذه الإهانة أن نذهب بعيداً ؟ إني لن أذهب ولو كان وراء ذلك موتي ... إني أقسم على هذا بالسماء الأبدية }
    وقد وفى بقسمه ، فدمّر مملكة الطانغوط ودولتهم ولكنه مات في سياق ذلك،
    ------------------
    كان جنكيز خان مريضًاً منذ سقطته الأخيرة عن ظهر الجواد أثناء الصيد وكان يشعر أن المرض يمتص منه الحياة ،
    ولما اشتد المرض عليه وعرف أن منيته قد حانت استدعى أولاده فأوصاهم أن يخلف ابنه أوكتاي لمزية رأيه المتين، وعقله الرزين ، فجعله ولي عهده ، فوافقوا على اختياره ،
    وهذا نص وصيته لأولاده
    { إعلموا يا أولادي الجياد أنه قد قرب سفري إلى دار الآخرة، ودنا أجلي، وأنا بقوة الآلهة والتأييد السماوي، استخلصت مملكة عريضة بسيطة ( يعني ممتدة ) ، بحيث يسلك من وسطها إلى طرف منها مسيرة سنة من أجلكم يا أولادي فهيأتها لكم،
    فوصيتي لكم أنكم تشتغلون بعدي بدفع الأعداء ورفع الأصدقاء وتكونون جميعاً على رأي واحد، حتى تعيشوا في نعمة وتتمتعوا بالمملكة }
    وهناك في أقليم (كان سو) الصيني الحديث غير البعيد من مدينة (تسن جو) هلك جنكيز خان في النصف الأول من رمضان عام 624هـ الموافق أغسطس 1227م وقد حمل جثمانه إلى منغوليا ودفن في المنطقة التي يخرج منها نهر أونون وكورلين وبقي موضع الدفن سراً من الأسرار كما هي عادة المغول .
    --------------------------------------------------------------------
    تقسيم ممالك جنكيز خان
    كان لجنكيز خان زوجات ومحظيات كثيرات ولكنه كان يفضل عليهن جميعاً زوجته المسماة"يَسُونجين بَيْكي" ولهذا كان يعز عليه أبناءه من هذه الزوجة ويقدمهم على أبنائه الآخرين،
    وقد أنجب جنكيز خان تسعة أولاد من بينهم أربعة كانوا من زوجته يسونجين وهؤلاء الأبناء الأربعة هم :
    جوجي / وجغتاي / وأوكَتاي / وتوُلوُي ،
    وكان أبوهم جنكيز خان يعهد إليهم بالأعمال الكبيرة المهمة ، كما كان يعتمد عليهم اعتمداً كلياً في إدراة إمبراطوريته المترامية الأطراف ،
    فمثلاً نراه يكلف أكبر أبنائه "جوجي" بالإشراف على شئون الصيد وتنظيم القصور وتزيينها،
    وأما ابنه الثاني "جغتاي" فقد وكل إليه تنظيم شئون القضاء والعمل على تنفيذ أحكام جنكيز خان وقوانينه وتوقيع الجزاء والعقاب على المقصرين،
    وجعل ابنه الثالث "أوكتاي" يختص بالشئون المالية والإدارية، ويقوم بتنظيم شئون الملك، وتدبير مصالح الناس،
    وفوض ابنه تولوى في مباشرة شئون الدفاع وإعداد الجيوش، وكان يدعى "الغ نويان "،
    وقد رأى جنكيز أن خير وسيلة لتدريب أبنائه على مباشرة مهام الحكم وتحمل المسؤوليات ، هو أن يقسم إمبراطوريته بينهم وهو على قيد الحياة وقد تم التقسيم على النحو التالي:
    1 ـ كان نصيب جوجي وهو أكبر أبناء جنكيز خان،هو البلاد الواقعة بين نهر أرتش والسواحل الجنوبية لبحر قزوين وكان تلك البلاد عامة القبجاق ويطلق عليه إسم القبيلة الذهبية نسبة إلى خيم معسكراتها ذات اللون الذهبي،
    وكان غالب أهلها من الأتراك والتركمان ، ولما كان جوجي قد توفي قبل وفاة أبيه قرر جنكيز خان أن تكون هذه المناطق من نصيب حفيده "باتو بن جوجي" الذي اشتهر برقة العاطفة وعذوبة الحديث وشدة التعقل وأصبح رأس بيت جنكيز خان وقام بدور حاسم فيما نشب من منازعات على ولاية العرش للإمبراطورية.
    2 ـ اختص جغتاي ببلاد الأويغور، وأقاليم ما وراء النهر وكاشغر وبلخ وغزنه.
    3 ـ نال أوكتاي ولي العهد ، قسماً يقل عن نصيب إخوته وكان ينحصر في مناطق جبال تار باجاي، وأطراف بحيرة ألاجول وحوض نهر اليميل الذي يصب في تلك البحيرة ويقع غربي منغوليا.
    4 ـ وكان من نصيب تولوي أصغر أبناء جنكيز :منغوليا، المنطقة الأصلية لجنكيز وآبائه والتي تشمل وديان أنهار كرولين وأونن وأرخن ومنطقة قراقورم ، وقد استمر يحكم الإمبراطورية مدة عامين ( 1227 ـ 1229م) بصفته وصياً على العرش ، طبقاً للعرف المغولي ، وذلك بمساعدة ثلاثة من المستشارين إلى أن تم أنتخاب الخان الجديد خلفاً لجنكيز خان .
    ---------------------------------------------------------------------
    إنتخاب أوكتاي خاناً أعظم للمغول
    بعد وفاة جنكيز خان ظل العرش خالياً من ملك لمدة عامين، يديره تولوي كرئيس مؤقت .
    وأخيراً رأى الأمراء الكبار ضرورة التعجيل بتنصيب خاناً جديداً، حتى تنصلح الأمور ولا يتطرق الفساد والخلل إلى أساس الملك ، وقد استقر رأيهم على إتخاذ هذه الخطوة ، فأوفدوا الرسل إلى الجهات والأطراف وصاروا يمهدون لعقد مجلس الشورى (القوريلتاي)،
    ووفد على منغوليا الأمراء وقواد الجيش وظلوا هناك ثلاثة أيام في متعة وأنس وطرب، وشرعوا بعد ذلك في تبادل وجهات النظر بخصوص اختيار الخان الجديد،
    فاجتمعوا على تولية أوكتاي عرش الخانية ، ولكنه حاول التنحي والاعتذار بأنه غير آهل لتولي هذا المنصب الخطير، وأن أخاه (تولوي) أجدر منه بمباشرة هذا الأمر، والالتزام به، لأنه الأخ الأصغر،
    وطبقاً لتقاليد المغول ورسومهم فإن أوكتاي يقوم مقام الأب ويتعهد داره لأنه كان ملازماً لأبيه ليلاً ونهاراً ويعرف الأصول والقوانين ،
    لذلك فإن أخوته وأقاربه ، أغلقوا أمامه كل باب للاعتذار وأصروا على أن يقبل هذا المنصب، وذكروه بوصية أبيه في هذا الشأن، فنزل على مشيئتهم آخر الأمر ،
    وعندئذ أخذ (جغتاي) يد أخيه (أوكتاي) اليمنى وأخذ تولوي يده اليسرى وأمسك عمه (أوتجكين) بحزامه وأجلسوه على سرير الخانية .
    وتدافع الحاضرون داخل البلاط وخارجه وأعلنوا تنصيب أوكتاي (حاقان ) أي خاناً أعظم للإمبراطورية المغولية، وذلك في القوريلتاي الذي عقد لهذا الغرض في ربيع سنة 626هـ (1229م)
    بعد ذلك قام الخان بتوزيع الأموال على الأقارب والعشائر. وطبقاً للرسوم والعادات المتبعة عند المغول، أمر بتقديم الأطعمة لمدة ثلاثة أيام متتالية صدقة على روح جنكيز خان !
    كذلك اختار أربعين فتاة حسناء من نساء الأمراء الذين كانوا يلازمونه وألبسوهن أفخر الثياب وزينوهن بالمرصعات والجواهر، ثم أرسلوهن على جياد أصيلة إلى جنكيز خان ـ فقتلوهن كهدية له وذلك على على حد زعمهم ومعتقدهم
    وعلى أثر تولية أوكتاي عرش المغول، قرر أن تكون كل الأحكام التي أمر بها جنكيز خان نافذة المفعول، وأن تبقى مصونة بعيدة عن التغيير والتبديل كذلك أصدر عفوا شاملاً عن جميع الأشخاص الذين ارتكبوا ذنوباً قبل جلوسه على العرش ؛
    وهدد بإنزال العقاب الصارم على كل من تحدثه نفسه بمخالفة القوانين بعد ذلك واهتم اهتماماً كبيراً باكمال الفتوحات التي بدأها والده جنكيز خان فكون الجيوش اللازمة لغزو إيران وأوربا والصين .
    ---------------------------------------------------------------------
    المغول يستأنفون زحفهم في البلاد الإسلامية
    كان انتخاب أوكتاي بن جنكيز خانا أعظم للمغول إيذاناً بشن حملة جديدة على ممالك الدولة الخوارزمية والقضاء عليها نهائياً،
    على أن المغول الذين كانوا لا يزالون يحتلون منطقة ما وراء النهر، قاموا قبل ذلك بعدة حملات منظمة عل قوات السلطان جلال الدين منكبرتي ، كانت تسفر تارة عن انتصار جلال الدين وتارة أخرى على انتصار المغول ، ولكنها على كل حال لم تؤد إلى نتيجة حاسمة،
    وظلت كذلك إلى أن عهد (أوكتاي) إلى قائده المشهور
    (جُز ماغون نويان ) بقيادة الحملة على إيران، فسار على رأس جيش كبير تعداده 50 ألف جندي، مصطحباً معه عدداً من أمهر قادة المغول،
    وقد قدم الجميع إلى تركستان حيث طلبوا المدد من أمراء المغول وحكامهم في خوارزم ، وبالإضافة إلى ذلك أضيفت إلى هذا العدد الكبير قوات أخرى غير نظامية من أسرى الأعداء ، فبلغ عدد الجميع 100 ألف جندي ،
    واستطاع المغول تدمير جيش جلال الدين منكبرتي كما مرَّ معنا، وبعد أن تخلصوا من أخطر عدو استطاع أن يواجههم ببسالة أصبح الطريق أمامهم ممهداً للفتح والغزو دون أن يعوقهم عائق، أو تقف في طريقهم عقبة،
    فاستطاعوا في يسر وسهولة أن يشنوا حملاتهم على معظم البلاد الإسلامية ، و أن ينشروا فيها الخراب والدمار،
    ------------------------------------------------------------------
    مقتل جلال الدين منكبرتي
    حرص أوكتاي على إتباع وصية والده جنكيز خان في الاستمرار في إنجاز مخططاته في الاستيلاء على العالم، فعهد إلى قائد مغولي بارز يدعى (جرماغون) بقيادة حملة مغولية جديدة تتجه نحو الغرب للقضاء على جلال الدين ؛
    وحينما اقتربت جيوش المغول وشعر جلال الدين بن خورازمشاه بالخطر يطبق عليه وأحس بضعفه أمامهم ، أخذ يكاتب سلاطين المسلمين وحكامهم، يستنجدهم ويدعوهم لنجدته والوقوف في وجه أعداء الإسلام،
    ومما كان يقوله لهم في كتبه حسب رواية المؤرخ الوزير عطا ملك الجويني:
    { إن جيشاً جراراً من عساكر التتار كأنه النمل والثعابين من حيث الكثرة والقوة قد تحرك نحونا، فإذا ترك وشأنه فسوف لا تصمد أمامه القلاع والأمصار، وقد تمكن الرعب في قلوب الناس في هذه المنطقة،
    فإذا أنا هزمت وخلا مكاني بينكم، فلن تستطيعوا مقاومة هذا العدو، وإذن فأنا لكم بمثابة سد الأسكندر،
    فليسارع كل منكم إلى إمدادنا بفوج من الجنود، حتى إذا ما وصلهم نبأ إتفاقنا وإتحادنا فترت قوتهم وفت في عضدهم فيتشجع جنودنا ونقوى عليهم } .
    وبالرغم من خطورة ذلك الوضع لم يستجب لاستغاثات جلال الدين خوارزمشاه، لا خليفة بغداد، ولا سلاطين المسلمين، أو حكامهم !!!
    بل تركوه وحده يواجه مصيره المحتوم
    وفي تلك الأثناء كان المغول يستهدفون جلال الدين ويركزون جهودهم للقضاء عليه، فهاجم جرماغون أقاليم جلال الدين واستولى على الري ثم همدان وواصل الزحف حتى حدود أذربيجان،
    كان جلال الدين خوارزمشاه، يناوش عسكر المغول وينسحب من موضع لآخر وهم يلاحقونه حتى إنتهى به المطاف في موضع في أعالي دجلة، وهناك وقف جلال الدين للمغول وقفته الأخيرة واشتبك معهم في معركة قاسية إنتهت بتمزيق جيشه بعد أن تكبد خسائر فادحة بالأرواح،
    غير أن جلال الدين نجا وتمكن من الفرار من ساحة المعركة، وظل يتنقل مختفياً من مكان إلى آخر، حتى دخل جبال الأكراد، وكان ذلك في سنة 628هـ / 1231م.
    وانتهى به الأمر إلى الوقوع في قبضة بعض هؤلاء الأكراد، فقتله أحدهم في منتصف شوال سنة 628هـ أغسطس سنة 1231م .
    وهنأ جماعة من الأعيان الملك الأشرف صاحب دمشق بمقتل جلال الدين فأجابهم قائلاً :
    { تهنئونني بهذا ؟! سوف ترون مغبة هذا ، والله لتكونن هذه الكسرة سبباً لدخول التتار لبلاد الإسلام،...
    ما كان الخوارزمي إلا مثل السد الذي بيننا وبين ياجوج وماجوج }
    وأمر الملك شهاب الدين غازي الأيوبي صاحب ميافارقين بإحضار من قتله فأحضروه فأقر بقتله، وأحضر فرسه وسرجه وسيفه، وكان (أوتر خان) السابق ذكره وجماعة من خواص السلطان الخوارزمي قد وصلوا إلى شهاب الدين غازي،
    فأنزلهم في قصره ؛ و أمر بحمل جثمان السلطان جلال الدين ليلاً من القرية، فلما جاءوا قال لأوترخان: أنظر هل هو هذا؟ فلما رآه بكى وقال : نعم ، فدفنوه ليلا ً، وأخفوا قبره مخافة أن ينبش .
    وكان هناك قائد خوارزمي اسمه ( أورخان) وهو الذي استطاع أن ينقذ حياة جلال الدين عندما هاجمه المغول في آخر مرة قبل أن يفر منهزماً إلى كردستان كان هذا القائد لا يزال على قيد الحياة بعد مقتل جلال الدين،
    فسار على رأس 4000 جندي من الجنود الخوارزميين وصلوا إلى إربل، ومن هناك أسرع أورخان بمفرده إلى إصفهان حيث لقي حتفه على يد المغول ؛
    وبعد ذلك تفرقت البقية الباقية من جنود جلال الدين علي جبال كردستان والجزيرة والشام، فقتل بعضهم على يد الأكراد وأعراب البدو واختار الباقون أن يعملوا كجنود مرتزقة في خدمة سلاطين الأيوبيين وسلاجقة الروم وصاروا لفترات طويلة سبباً في إثارة كثير من المتاعب في البلاد التي يعملون فيها .
    ---------------------
    بعد هزيمة المغول للخوارزميين ومقتل جلال الدين تفرقت جموع الخوارزميين وتمزقت في كل وجه، فقد انسحب خال جلال الدين ومن معه إلى الملك الظاهر شهاب الدين غازي، صاحب ميافارقين،
    على حين اتجهت زوجة السلطان وسراريه وخدامه وقطعة كبيرة من عسكره إلى مدينة حران وطلبوا أماناً من الأمير صواب نائب الجزيرة من قبل الملك الأيوبي الكامل،
    وتوزعت طوائف أخرى من الخوارزميين ما بين نصيبين والموصل، وسنجار وإربل، وغير ذلك من البلاد فتخطفهم الملوك والرعايا، وطمع فيها كل أحد حتى الفلاح والبدوي وغيرهم،
    وقصد الجزء الأكبر من الخوارزميين بلاد سلاجقة الروم، فأقطعهم السلطان علاء الدين كقيباذ بن كيخسرو بلاداً لمعيشتهم واستخدمهم على حين انهزم كثيرون منهم إلى ترابزون ـ الواقعة على الساحل الجنوبي للبحر الأسود ـ وبلاد الكرج المجاورة ،
    وهكذا تبعثرت بقايا الخوارزميين في عدة أنحاء من الشرق الأدنى الإسلامي، فكان من المتوقع ذوبانهم في إحدى هذه الأنحاء، أو كلها،
    غيرأن الظروف السياسية التي أحاطت بالشرق الأدنى الإسلامي آنذاك هيأت لهم الفرصة في الاستمرار كقوة عسكرية مؤثرة تدخلت في أدق الصراعات السياسية والعسكرية كجنس فاعل و نشيط !!
    --------------------------------------------------------------------
    بعد إعادة فتح شمال الصين التتار يوجهون ثلاث حملات الى أذربيجان و أعالي الفرات؛ و روسيا ؛ وأوربا ثم وفاة أوكتاي .
    تابعونا #تاريخ_التتار_جواهر (11)
يعمل...
X