أحد الواحات في صحراء الجزائر
الجزائر تسهل الطريق لزيارة عجائب الصحراء الكبرى
تحاول الجزائر جذب المزيد من الزوار إلى جنوبها النائي
دبي - العربية.نت
نشر في: 12 مايو ,2024م
بدأت واحدة من آخر معاقل العالم العربي في فتح أبوابها أمام السياح العالميين، حيث يمنح برنامج التأشيرات الجزائرية الجديد للمزيد من الأجانب فرصة الاستمتاع بالمناظر الطبيعية القمرية وفنون ما قبل التاريخ في صحرائها الشاسعة.
وعلى عكس مصر وتونس والمغرب، فإن أكبر دولة في إفريقيا من حيث المساحة لم تعط الأولوية للسياحة على الرغم من قربها من أوروبا. قد تحتوي على آثار رومانية مهيبة ومدن البحر الأبيض المتوسط الخلابة وجبال الأطلس الشاهقة، لكن هذه الدولة المصدرة للطاقة المستقلة بشدة احتفظت بكنوزها لنفسها في الغالب، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ"، واطلعت عليه "العربية Business".
ولن يتغير ذلك بين عشية وضحاها - فالجزائر لا تزال مكاناً صعباً بالنسبة لمعظم الأجانب للحصول على تأشيرة دخول. لكن المبادرة التي تم إطلاقها في يناير 2023 سهّلت العملية على المسافرين المغامرين الذين لا يحتاجون إلى أقصى قدر من وسائل الراحة للقيام بجولة في الصحاري الجنوبية الشاسعة والتي تشكل 80% من البلاد، وقد بدأت تكتسب زخماً وقال وزير السياحة مختار ديدوش في مقابلة بالعاصمة الجزائر "إنه للأشخاص الذين يريدون اكتشاف عظمة الطبيعة.. للسياح الذين يبحثون عن فندق خمس نجوم، أقول في الصحراء لديكم مليون نجمة!"
قال ديدوش إنه تم إصدار 10000 تأشيرة لزيارة الصحراء في العام المنتهي في فبراير 2024. ومع ذلك، بلغ إجمالي عدد السائحين إلى الجزائر 3.3 مليون خلال تلك الأشهر الـ 12، مدفوعاً إلى حد كبير بالأشخاص الذين يزورون الأصدقاء والعائلة في الجزائر. هناك هدف يصل إلى 10 ملايين بحلول عام 2030.
وأضاف ديدوش عن المبادرة الأخيرة: "على أقصى تقدير، لديك أسبوع إلى 10 أيام للحصول على التأشيرة"، وهي أقصر بكثير من السابق عندما تم منح الإذن عبر القنصليات.
يجب حجز الرحلات من خلال وكالات السفر المعتمدة في الجزائر وعادة ما يكون للزوار مرافقة أمنية. بالإضافة إلى استكشاف الصحراء، أفاد بعض منظمي الرحلات السياحية أنهم قادرون على اصطحاب مجموعاتهم إلى مواقع في الشمال أيضاً، على الرغم من أنه ليس من الواضح مدى انتشار هذه الممارسة.
تبلغ تكلفة الرحلة المتوسطة التي تستغرق أسبوعاً والتي ينظمها مشغلون محليون والتي تشمل مركبات الطرق الوعرة والتخييم البسيط، ما يصل إلى 800 يورو (863 دولاراً) للشخص الواحد، ولا تشمل الرحلات الجوية الدولية والمحلية، وفقاً لوكلاء السفر الجزائريين. وتدرج وكالة Terres d’Aventure، وهي وكالة فرنسية تعمل مع نظيراتها الجزائرية، جولات تبدأ من تسعة أيام مقابل 1850 يورو، بما في ذلك الرحلات الجوية.
وتعد الجزائر آخر الدول العربية التي تفتح أبوابها لسفر المغامرات. وقد تساعد الدولارات الأجنبية أيضاً خطط الجزائر لتنويع الاقتصاد الذي يمارس منذ فترة طويلة سياسات حمائية ولا يزال يعتمد بشكل كبير على احتياطيات النفط والغاز التي بدأت في استغلالها في الخمسينيات.
ولم يتجاوز عدد الوافدين 2.7 مليون سنويا خلال العقد الماضي، وتساهم الصناعة بنسبة 2% فقط من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وفقا لديدوش. غالبية الزوار المسجلين هم من المغتربين الذين لديهم روابط عائلية بالجزائر، حيث يُسمح لهؤلاء الزوار بالدخول بسهولة.
وقال الوزير إن هناك خططا لتوسيع سياسة التأشيرة الأسرع لتشمل البلاد بأكملها "قريبا"، دون تقديم تفاصيل إضافية.
في شمال الجزائر، حيث تعيش الغالبية العظمى من سكانها البالغ عددهم 47 مليون نسمة، تشمل مناطق الجذب ساحلاً يبلغ طوله 1200 كيلومتر (746 ميلاً) ومواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو مثل الآثار الرومانية في تيبازة وتيمقاد وجميلة بالإضافة إلى الأزقة المترامية الأطراف على سفح التل في القصبة في قلب الجزائر العاصمة.
وفي فبراير/شباط، افتتحت العاصمة المسجد الكبير الجديد، الذي وُصف بأنه ثالث أكبر مجمع ديني في العالم، ومعلم يمكن رؤيته من أي مكان في المدينة.
لكن إذا أرادت الجزائر جذب السياح، فقد تحتاج إلى موجة بناء أخرى.
وقال ديدوش إن هناك حاليا 1600 فندق تقدم خدمات مناسبة للمسافرين الدوليين بسعة تتراوح بين 150 ألف إلى 160 ألف سرير. وأضاف: "هذا لا يكفي لاستيعاب تدفق أعداد كبيرة من السياح".
وقال الوزير إن السلطات تتخذ الآن الخطوة التالية المتمثلة في إتاحة الأراضي للمستثمرين في قطاع السياحة، حيث تم تخصيص 58 ألف هكتار في جميع أنحاء البلاد. وبينما تم منح الأرض سابقاً كشكل من أشكال الامتياز، فإنه بموجب القوانين الجديدة سيتم نقل الملكية إلى المستثمرين بعد اكتمال المشروع.
وقال ديدوش إن السلطات بحاجة إلى "إبراز صورة الجزائر كوجهة". "نريد أن نظهر للرأي العام الدولي أن لدينا وجهة جيدة وأننا شعب له تاريخ وتقاليد وتراث وفن".