إن لحظة الصراع المصلحي بين مدن الجناح الرافدي تبلورت حين اتسعت أملاك مدن ـ الدول وامتدت أراضيها بحيث أصبحت تلك المدن متجاورة ومتلاصقة فيما بينها بشكل مباشر، ما أتاح هذا المجال للاحتكاك المباشر وبالتالي ظهور صراعات حدودية واقتصادية وتجارية وملاحية. فالرافديون " لم يستجيبوا للتحدي الاجتماعي باللجوء إلى الطريقة الأساسية للتوحيد والوحدة، على نحو ما تمَّ في مصر حين ظهرت المشكلة الاجتماعية ذاتها هناك. بل استمرت مدن الدول السومرية حتى بعد تماسها واحدتها بالأخرى في الحفاظ على استقلاليتها وسيادتها المحلية ".
وبذلك فمع منتصف الألف الثالث سنشهد بدء الصراعات بين المدن الرافدية والتي أخذت طابعاً عسكرياً، فاختلاف مدينة أوما مع لاجاش حول قناة مائية تقع على تخوم المدينتين سيفجر صراعاً عسكرياً أدى إلى انتصار مدينة لاجاش.
ثم وفي فترة حكم إناتوم حاكم لاجاش، قامت هذه بحروب على مدن أور ـ أوروك ـ كيش، واستطاع هذا الحاكم الوصول إلى منطقة الفرات الأوسط وماري.
الجدير ذكره هنا، هو أن بعض أوجه الصراع لم تكن لأسباب المصالح المدينية بقدر ما كان تعبيراً عن حيوية المدينة واكتمال فاعليتها ما يدفعها إلى التوسع واحتواء المدن الأخرى كعنصر من عناصر ثقافة الأقوى والذي تخبرنا عنه حركة التاريخ.
وبعد انتصار لاجاش سنلاحظ أن معالم التمدد والتوسع تحمل في طياتها تآكل للنظام نفسه وهذا ما نجده هنا حيث قام أوركا جينا بحركة تمرد في لاجاش أدت إلى اعتلائه لسدة الحكم فيها. وقاد حركة اصلاحية اجتماعية لكافة ظواهر ومجريات الحياة في لاجاش، غير أن مصالح المتضررين من هذا الاصلاح دفعت بهؤلاء كي يتآمروا مع حاكم مدينة أوما لوغال زاجيزي، ما أدى إلى سيطرة أوما على لاجاش.
ثم ونتيجة لاكتمال فاعلية أوما التاريخية ولا سيما بعد إسقاط لاجاش، سنجد أن زاجيزي سيطر على مدينة أوروك، واستطاع هذا الملك أن يستغل الصراعات القائمة بين مدن الدول آنذاك لصالحه وهذا ما مكّنه من الاستيلاء عليها. وإليه ينسب تدمير ماري في حوالي منتصف الألف الثالث قبل الميلاد.
والذي يبدو أن محاولات زاجيزي هذه، تعتبر أولى محاولات التوحيد السياسي / بقوة السلاح / تتم في المشرق بحيث استطاع أن يصل إلى ساحل البحر المتوسط.
كتابنا: حضارة مدينة ماري
وبذلك فمع منتصف الألف الثالث سنشهد بدء الصراعات بين المدن الرافدية والتي أخذت طابعاً عسكرياً، فاختلاف مدينة أوما مع لاجاش حول قناة مائية تقع على تخوم المدينتين سيفجر صراعاً عسكرياً أدى إلى انتصار مدينة لاجاش.
ثم وفي فترة حكم إناتوم حاكم لاجاش، قامت هذه بحروب على مدن أور ـ أوروك ـ كيش، واستطاع هذا الحاكم الوصول إلى منطقة الفرات الأوسط وماري.
الجدير ذكره هنا، هو أن بعض أوجه الصراع لم تكن لأسباب المصالح المدينية بقدر ما كان تعبيراً عن حيوية المدينة واكتمال فاعليتها ما يدفعها إلى التوسع واحتواء المدن الأخرى كعنصر من عناصر ثقافة الأقوى والذي تخبرنا عنه حركة التاريخ.
وبعد انتصار لاجاش سنلاحظ أن معالم التمدد والتوسع تحمل في طياتها تآكل للنظام نفسه وهذا ما نجده هنا حيث قام أوركا جينا بحركة تمرد في لاجاش أدت إلى اعتلائه لسدة الحكم فيها. وقاد حركة اصلاحية اجتماعية لكافة ظواهر ومجريات الحياة في لاجاش، غير أن مصالح المتضررين من هذا الاصلاح دفعت بهؤلاء كي يتآمروا مع حاكم مدينة أوما لوغال زاجيزي، ما أدى إلى سيطرة أوما على لاجاش.
ثم ونتيجة لاكتمال فاعلية أوما التاريخية ولا سيما بعد إسقاط لاجاش، سنجد أن زاجيزي سيطر على مدينة أوروك، واستطاع هذا الملك أن يستغل الصراعات القائمة بين مدن الدول آنذاك لصالحه وهذا ما مكّنه من الاستيلاء عليها. وإليه ينسب تدمير ماري في حوالي منتصف الألف الثالث قبل الميلاد.
والذي يبدو أن محاولات زاجيزي هذه، تعتبر أولى محاولات التوحيد السياسي / بقوة السلاح / تتم في المشرق بحيث استطاع أن يصل إلى ساحل البحر المتوسط.
كتابنا: حضارة مدينة ماري