تويت
سؤال : تحدثتم إلينا / بشكل شخصي / عن أدلة كتابية أدت إلى تحديد أولي لمكان وجود قبر جلجامش هل يمكنكم إفادتنا من جديد حول هذا الأمر.
د . نائل حنون :
كانت هناك كسر من نص مدون باللغة السومرية عرف عند علماء المسماريات بعنوان " موت جلجامش " ولكن النص غير كامل والكسر في حالة سيئة وقد لخصت مضمونها في كتابي / عقائد ما بعد الموت في حضارة بلاد وادي الرافدين القديمة / ( بغداد 1978،1986). ونشر الأستاذ الراحل طه باقر الترجمة العربية للأسطر الموجودة في تلك الكسر في الطبعة الرابعة من كتابه/ ملحمة جلجامش / ( بغداد 1980 م). وكانت تلك الكسر قد اكتشفت في موقع مدينة نفر في جنوب العراق. وكاد الأمر ينتهي عند هذا الحدّ، ولكن حدث أن كنت أقوم بالتنقيب في تلول السيب وحداد في منطقة حوض حمرين في ديالى، شرق العراق، في الأعوام 1978-1980م. وكشفت تلك التنقيبات عن أن ذلك الموقع يضم بقايا مدينة ميتورناة التي ازدهرت في أوائل الألف الثاني قبل الميلاد واستمرت حتى أواخر الألف الأول قبل الميلاد. وقد استخرجت من هذا الموقع مئات الرقم المسمارية، وكانت مفاجأة كبيرة أن تكون بين تلك المكتشفات ألواحاً تحمل النص الكامل تقريباً لقصة موت جلجامش الذي نشرت ترجمته العربية في كتابي الأخير / ملحمة جلجامش: ترجمة النص المسماري مع قصة موت جلجامش والتحليل اللغوي للنص الأكدي / ( دمشق، 2006م). والجديد في الأجزاء المكتشفة من هذا النص أنها تصف الأيام الأخيرة في حياة جلجامش والظلال التي كانت لم تزل تكتنف مفهومه للموت حتى رضخ له. ويذهب النص إلى أبعد من ذلك ليصف لنا لحظة موت جلجامش وتشييد ضريحه ومراسم دفنه. ونعلم من النص أن موضع الضريح كان في قعر نهر الفرات بعد أن حول مجراه ليشيد الضريح بالحجر وتختم فتحاته ويغلق مدخله ثم أن النهر أعيد لمجراه السابق ليخفي الضريح عن العيون.
- حوارات في الحضارة السورية -
د . نائل حنون :
كانت هناك كسر من نص مدون باللغة السومرية عرف عند علماء المسماريات بعنوان " موت جلجامش " ولكن النص غير كامل والكسر في حالة سيئة وقد لخصت مضمونها في كتابي / عقائد ما بعد الموت في حضارة بلاد وادي الرافدين القديمة / ( بغداد 1978،1986). ونشر الأستاذ الراحل طه باقر الترجمة العربية للأسطر الموجودة في تلك الكسر في الطبعة الرابعة من كتابه/ ملحمة جلجامش / ( بغداد 1980 م). وكانت تلك الكسر قد اكتشفت في موقع مدينة نفر في جنوب العراق. وكاد الأمر ينتهي عند هذا الحدّ، ولكن حدث أن كنت أقوم بالتنقيب في تلول السيب وحداد في منطقة حوض حمرين في ديالى، شرق العراق، في الأعوام 1978-1980م. وكشفت تلك التنقيبات عن أن ذلك الموقع يضم بقايا مدينة ميتورناة التي ازدهرت في أوائل الألف الثاني قبل الميلاد واستمرت حتى أواخر الألف الأول قبل الميلاد. وقد استخرجت من هذا الموقع مئات الرقم المسمارية، وكانت مفاجأة كبيرة أن تكون بين تلك المكتشفات ألواحاً تحمل النص الكامل تقريباً لقصة موت جلجامش الذي نشرت ترجمته العربية في كتابي الأخير / ملحمة جلجامش: ترجمة النص المسماري مع قصة موت جلجامش والتحليل اللغوي للنص الأكدي / ( دمشق، 2006م). والجديد في الأجزاء المكتشفة من هذا النص أنها تصف الأيام الأخيرة في حياة جلجامش والظلال التي كانت لم تزل تكتنف مفهومه للموت حتى رضخ له. ويذهب النص إلى أبعد من ذلك ليصف لنا لحظة موت جلجامش وتشييد ضريحه ومراسم دفنه. ونعلم من النص أن موضع الضريح كان في قعر نهر الفرات بعد أن حول مجراه ليشيد الضريح بالحجر وتختم فتحاته ويغلق مدخله ثم أن النهر أعيد لمجراه السابق ليخفي الضريح عن العيون.
- حوارات في الحضارة السورية -